22‏/12‏/2010

إعلانات مصرية لخدمة عالمية.. والجمهور من بنها




سلعة أو خدمة بدون إعلان هى بالتالى منتجات راكدة لن يعرفها أحد ولن يقبل عليها أحد.. ولا اختلاف حول حاجة هذه المنتجات أى كانت للإعلانات للتسويق لها وجذب الجمهور.. كما أن الجمهور كثير ما يكون غافل عن حاجاته لأشياء معينة تثيرها بداخله هذه الإعلانات وبالتالى تتحقق النتيجة المرجوة من هذه الإعلانات...

ولكن ماذا عن سلع أو خدمات لا تحتاج إلى تسويق فهى تسوق نفسها بنفسها جيدا وفوق ذلك جمهورها معروف وهو لا يحتاج إلى إعلانات لتدغدغ مشاعره حيث يترك ما يشاهده فى التليفزيون لأن إعلان تلك السلعة أو الخدمة قاطعه فى الفاصل فشعر بضرورة الحصول على ما قدمه هذا الإعلان فينزل راكضا للحصول على تلك السلع أو الخدمة أى كان..

جمهور القنوات الأرضية وقنوات الدش على القمر الصناعى المصرى "نايل سات" يمكن تخمين هويته بسهولة خاصة إذا ما كان يتابع على هذه القنوات المسلسلات المعاد بثها بعد شهر رمضان.. فهو جمهور معظمه من النساء ربات البيوت من الطبقة المتوسطة أو أقل ومنهم أيضا من تعمل طول اليوم وتتعرض فى الشارع يوميا لما يجعلها تلعن حياتها من زحمة أتوبيسات النقل العام هذا وإن جاءت موعدها أو توقفت فى محطتها المخطط لها الوقوف فيها وغيرها من المظاهر التى كانت فيما مضى مشكلة ينادى المصريين بحلها حتى تحولت إلى جزء من التراث لا يمكن العيش بدونه "والفضل طبعا للى عاملين ودنهم من طين أو عاملين نفسهم مش بيفهموا عربى"..

أما عن الشريحة الثانية من الجمهور فهى رجال يجلسون على المقاهى منهم من هو بلا عمل ومنهم من خرج ليقضى أمسيته فى لعب الطاولة أو الحديث مع الآخرين عن همومه التى لا تنتهى ولا يجد لها حل أو حتى اهتمام من المسئولين أو حكومتنا الموقرة... وأخيرا الاستمتاع بالحديث عن المشاكل التى تبتكرها الحكومة وتفجرها على الساحة حتى ينشغل بها المصريين وينسوا هموهم "والله حكومة كتر خيرها بتدى للمصريين لبان يمضغوه طول النهار وطول الليل عشان ينسوا.. بس هل اللبان ده فيه مخدرات ولا حاجة أصل المصريين خلاص أدمنوا أنهم ينشغلوا عن الواقع بمشاكل مفتعلة ومينفعش يعيشوا هاديين ويركزوا فى المشاكل الحقيقة.. عشان كدة لو مفيش مشكلة بيطلبوا من الحكومة تعملهم مشكلة يتسلوا فيها.. ما علينا خلى كلامنا خفيف على قلبهم"..

ولعل من أخر المشكلات التى أنشغل بها المصريين هى القضية المثارة حول أحد المدن الجديدة الضخمة ومشروعية ملاكها فى امتلاكها ونصيب الحكومة والمسئولين من التورتة .. حتى أنتهى الموضوع كالعادة المصرية "نطلع نطلع وننزل على مفيش" أو "دى قرصة ودن عشان متنسوناش فى حتة من التورتة لأننا شايفنكوا".. وهذه ليست قضيتى من هذه التدوينة خاصة وأنها لم تعد قضية أحد..
ولكن قضيتى هى.. هل تحتاج هذه المدينة لتسويق وحداتها السكنية فى التليفزيون عن طريق إعلانات مبهرة للعين وصادمة فى الواقع.. تتخللها موسيقى تصويرية محفزة جدا لمشاعر البهجة والراحة.. حيث يظهر الإعلان أسرة تترك شقتها "اللى مش عادية أوى.. يعنى شقة فوق المتوسط بكتييير ومظنش أن من السهل حد فى اليومين دول يعرف يجبها.. بس أهو برضو".. بكامل إرادتها عشان تنتقل لفيلا فارهة فى هذه المدينة الجديدة..

ورغم أنها شقة متميزة تلك التى تركتها هذه الأسرة السعيدة إلا أن التفاوت بينها وبين تلك الفيلا الجديدة مخيف ولا يمكن تخيله واقعيا.. وذلك إذا اعتبرنا أنها أسرة متوسطة كما أتضح من الإعلان بالإضافة إلى أنهم أسرة مازالت فى مقتبل العمر فالزوجين مازالا يافعين وأولادهم صغار أى أنهم من الأسر الشابة المبتدئة.. فكيف تنتقل "بقدرة قادر" إلى هذه المدينة الجديدة.. "من أين لهم هذا"...

تظهر فى الإعلان حمامات السباحة فى حين لا يجد ملايين المصريين ممن يتابعون تلك الإعلانات كوب ماء نظيف للشرب وليس للاستحمام.. وغيرها من المظاهر التى يراها المشاهدون فيصدمون أنها فى مصر لذلك حذر المعلق الصوتى المشاهدون بجملة "... مدينة عالمية على أرض مصرية".. هنا أطمأنت القلوب إلى أن هذه المظاهر "مستوردة" وليست محلية فلذلك فهى ليست فى متناول الجميع..

والآن أسئلة .. وياريت ياريت نلتزم بإجابات المقرر الدراسى:

1- هل تحتاج هذه المدينة لتسويق وحداتها فى التليفزيون فى الفواصل بين المسلسلات العربى المعادة..؟




2- هل الطبقة المتوسطة فأقل هى الجمهور المستهدف فعلا للسكن فى هذه المدينة..؟



3- ما هى الخيارات اللي قدام الجمهور اللى بيتفرج على الإعلانات دى مش لاقى ياكل عشان يوصل للشقة دى.. السرقة.. النصب.. المخدرات.. وحاجات تانية مينفعش أكتبها عشان عيب..؟



4- هل تقدم هذه المدينة تسهيلات للتقسيط تصل حتى 300 عام أو أكثر للسداد..؟



5- هل تتوفر مصحات عقلية تكفى ملايين المصريين اللى بيشوفوا الإعلان ده كل يوم أكثر من 10 مرات للعلاج بالصدمات الكهربية للعودة إلى الحياة مرة أخرى..؟



6- هل مقدم هذه الإعلانات عارف كويس الفرق بين الجمهور المنشود وبين الجمهور الفعلى اللى بيشوف إعلانه ده.. وأن الجمهور المقصود ميعرفش حاجة عن إعلاناته دى.. ؟



7- لما الإعلانات دى متقصدش الجمهور اللى بيتفرج عليها طيب ايه بقى لزمتها حرقة الدم والاستفزاز اللى المصريين بيتعرضوا له كل يوم لما يشوفوا الإعلانات دى..؟



اوووووووووه سورى أنا لازم أقفل التدوينة على كدة لحسن الإعلان اللى بحبه شغال.. أصل الدكتور وصف لى كل يوم إعلانين من العيار المستفز قبل الكتابة وبعدها..

ك.ك
22-12-2010

11‏/11‏/2010

قال إيه... سحبوا رخصة قيادة وزير النقل

نعم انه عنوان خبر وليس مزحة أو نكتة وذلك لأنه "صناعة عالمية بأيدى مصرية".. ايدين العبد لله من أحد الوكالات الإخبارية "ايون سحبوا رخصة وزير النقل فى التشيك لأنه كان سايق عربيته الفارهة كما يقول الخبر يعنى من غير ما يكون معلق اللوحة المعدنية بأرقامها وكان مكتفى بلزق ورقة على ظهرها مكتوب فيها الرقم.. وده مخالف فى جمهورية التشيك"... ههههههه بالذمة دول ناس خاصة وانهم سحبوها منه يوم فرحه وعروسته راكبه جنبه وفرحانة بيه وبالعربية الجديدة.. أخص الوحشين عكننوا عليه.. طيب مهو لزق ورقه بدل اللوحة المعدنية اما ناس بيدققوا فى الهايفة...

لا تخشى ايها القارئ العزيز من خطورة الخبر لأنه غير ضار بصحة المصريين اللى أخبارهم أكثر غرابة ومن الأخر جتتهم نحست.. انه خبر كنت أنا الديسك الهمام فى موقع الشروق والذى قمت بتنزيله ولن أقوم بشرح معنى الديسك كما قلت فى تدوينة سابقة سأكتفى بأن أقول وبكل تواضع الديسك هو "اللى بيحول الفسيخ لشربات" ويعطيه للقارئ العزيز ليشربه ويبقى هو الخفاء ولا يرى القارئ سوى مقدم العصير.

ما علينا وعودة لسحب رخصة الوزير التشيكى، سيسألنى قارئ دقيق شغوف للمعرفة عدة أسئلة ليثبت لى عدم صحة الخبر وأنه فبركة صحفية وأنى من الأخر "رغاية وغاوية وش وبصدعكوا بتدويناتى"، لكن وبإعتبارى مدونة صاحبة شخصية رياضية وأقبل النقد والرأى الأخر سوف أنشر له على سطور تدوينتى أسئلته ومنها:


1- ما حاجة وزير لرخصة قيادة من الأساس وما بالك بقى بأنه وزير النقل..؟

2- ألا يملك سائق خاص ولو حتى ذلك الذى توفره الوزارة له..؟

3- كيف لسيارة وزير ألا تحمل أرقام خاصة.. وزجاج أسود وحركات..؟

4- كيف يسير وزير بدون "تشريفة" تتسبب فى زحمة مرور لا مثيل لها إلا زحمة كوبرى أكتوبر أو طريق النصر عند عبور أى كائن أن كان ذو هيبة كمسئول بحى "شمال كولالامبور مصر" وقيس على كدة بقى غيره كتير بداية من سكرتير عام ديوان مش عارف إيه وأنت طالع.. فما بالك بمرور وزير..؟

5- هل يحتاج أصلا شخص وصل فى بلاده لمنصب وزير لرخصة قيادة حتى قبل أن يكون وزير.. ده بيسوق بالفطرة وانهى بنى أدم تسول له نفسه أن يجرؤ يقوله "انت معاك رخصة يا باشا"... مهو وزير يعنى كان رجل أعمال ولا ابن مسئول بارز يعنى من اللى بيسوقوا الهبالة على الشيطانة...؟

6- مين بقى الجدع ابن الجدع اللى قال للوزير ورينى رخصتك وقول "حاحا"...؟

7- وأخيرا أزاى الوزير وافق انه يقف فى الإشارة ومكسرهاش.. يعنى عادى زى أى واحد بيكسرها ويقول انت متعرفش انا ابن مين... ياريته يقول "انت متعرفش أنا مين... عشان لما يتسأل يعرف يرد"..؟

ولأنى مدونة غلسه لن أقف مكتوفة الأيدى أمام سيل الأسئلة تلك فسأرد الصاع صاعين.. بسؤالين أقف حائرة أمامهم خاصة مع حالة اللامبالاة والعجز عن حل مشاكل الأجدر بالمسئولين عن حلها التنحى وترك مساحة لمن هم قادرين على حلها..

س1- هل يحتاج الوزير أو المسئول فى مصر أن يكون حاصل على مؤهل جامعى رغم انه تحصيل حاصل بس برضو مطلوب..؟

وأن كانت الإجابة بنعم.. إذن ما كل تلك الكوارث التى تحدث على أيدى الحاصلين على دكتوراه من جامعات أوروبا.. وللأسف لا يشعرون بفداحة ما يرتكبون أو "عاملين من بنها"..
وأن كانت الإجابة بلا.. فيا بختنا بوزرائنا ومسئولينا إللي بيتساوى فيهم المتعلم مع إللى بيفك الخط.. وفى الأخر "لا ده بيحل ولا ده بيربط"..


س2- هل يحتاج المصرى لمن ينقذه من أوضاعه المخجلة والمذرية..؟

وأن كانت الإجابة بنعم.. فلماذا الصمت والخضوع والرضى بما لا يرضى أصحاب الضمائر الحية..
وأن كانت الإجابة بلا.. فالصمت أفضل وبلاها أسئلة وتدوين والكلام ده.. ومن فضلك تزور المدونة بتاعتى لأنى مش هبطل تدوين.. رخامة من الأخر..

وللأسف لأننا فى مجتمع لا يحتاج فيه أى شخص لأى تصريح أو رخصة ويكتفى الجميع بإلحاق الأذى والإضرار بالآخرين فلن يكون النقاش حول سحب رخصة وزير نقل التشيك ذو أهمية.. فهنا ترى ما هو أغرب وما يستحق الكتابة عنه أكثر من أن القانون فوق الجميع حتى وزير النقل التشيكى اللى قرر "انه هيخلى المدام هى اللى تسوق عشان معاها رخصة".



ومتبقاش قارئ مستفز وتجرنى لكلام يخلى سلومة الأقرع يسلم عليا وعلى مدونتى الغلبانة.

ك.ك
10-11-2010


لينك الخبر على الشروق
http://shorouknews.com/ContentData.aspx?id=331722





25‏/08‏/2010

زهرة الخشخاش تجد منافس فى الصحف القومية من بلجيكا



لم تكن سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل حادثة عادية، ليس لقيمة اللوحة الفنية أو المالية والتى تتخطى ملايين الجنيهات، وإنما فى كيفية سرقتها دون مشقة أو مجهود من قبل الحرامى المحظوظ بحكومتنا ووزارة الثقافة التى سهلت له مهمته.

وعلى مدار 4 ايام تقريبا والصحف ووسائل الاعلام تتناول الحادثة بالاخبار والمقالات التى تشجب وتنوح على اوضاعنا المذرية وجهلنا بالفن وقيمته وغيرها من الأمور التى لا يمكن سردها فى تدوينة واحدة.

ورغم التناقض الشديد بين ما تنشره الصحف القومية وبين ما تنشره الخاصة أو المستقلة، إلا أن ما جذبنى بشدة هو ذلك الخبر فى الصفحة الأولى لجريدة الجمهورية والذى نشرته نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، بعنوان "سرقة تمثال برونزى فى بلجيكا"، دعنى ايها القارئ العزيز أن أشرح لك أهمية هذا الخبر صحفيا فى عدة نقاط بسيطة:
1- الخبر منشور فى أحد الصحف القومية المهمة.
2- الخبر منشور فى الصفحة الأولى حيث أهم الأخبار العالمية أو المحلية.
3- موضوع تقريبا فى منتصف الصفحة وتحته اعلان يعنى العين هتجيبه هتجيبه.

أما من ناحية التحرير دعنى أيها القارئ العزيز "واتمنى أن يأتى اليوم وأقول دعونى أيها القراء.. ما علينا" أن أخبرك أن الخبر بدأ بجملة "سرق فى وضح النهار تمثال من البرونز للفنان العالمى سلفادور دالى 1904- 1989" طبعا التاريخ ده هو تاريخ ميلاد ووفاة الفنان، وعندما قرأت الخبر تسائلت عن قيمته وأهميته لتنشره الجمهورية فى الصفحة الأولى فى هذا التوقيت بالذات والذى يتزامن مع سرقة لوحة الخشخاش، وأن كان بهذا القدر من الأهمية لماذا لم يحتل مساحة مناسبة تتناول نبذة عن التمثال توضح أهميته وفاجعة سرقته التى تصدرت الصفحة الأولى لصحيفة قومية مصرية.

لماذ بدأت الجريدة أو وكالة الشرق الاوسط الخبر بـ "سرق فى وضح النهار" إلا لغرض فى نفسها، هل تحاول أن تخبرنا أن "البلاوى دى مش بتحصل عندنا بس لأ دى كمان بتحصل برة والدليل أهو فى وضح النهار أسكتوا وأتهدوا بقى أحنا كنا الضهر يعنى أحنا اهون".. وتسائلت هل هذا الخبر مدبر أى أن من قاموا بسرقة التمثال هم جماعة لصوص مصريين مأجورين من قبل هيئة ما لإنقاذ ماء وجة الحكومة ووزارة الثقافة المصرية.

هل من وجهة نظر الجريدة أو أى كان أن هذا هو الحل أن نشاهد بلاوى الآخرين فتهون علينا بلاوينا، ما هذه السطحية والسذاجة فى معالجة القضايا خاصة عندما تتناقض التقارير الصحفية فيظهر خبر خارجى مفاجئ وكأنه فصل خصيصا من أجلنا.

للأسف تجاهلت الصحيفة أن الخبر منشور فى مساحة لا تكفى لتبييض وجه المسئولين، فما حدث ويحدث وسيحدث للمصريين لن تكفيه مطبوعات تسجل أخبار مماثلة فى بلدان أخرى.

ك.ك
24-8-2010

20‏/08‏/2010

نحن المواطنون المتوحشون نعتذر للوزراء الغلابة


نظرا لزيادة مشاكل وبلاوى المصريين، شعرت أنا كمواطنة صالحة بمسئولية التفكير فى حلول لها والتقدم بها للمسئولين، ولكن بعد البحث والفحص والتمحيص وجدت أننا "نحن المواطنون" سبب المشاكل كلها بل ونتجرأ على طلب الحلول من الحكومة والوزراء "الغلبانين"...

نعم غلابة فهم قليلى الحيلة ولا يملكون من ملكات التفكير ما يساعدهم على إيجاد حلول، فهل نتجنى نحن المواطنون عليهم ونطالبهم بما يفوق قدراتهم.. ولكن ولأننى لماحة بشهادة الجميع وبلا فخر، توصلت أيضا إلى ما يعرف بـ "اللى أيده فى الميه مش زى اللى أيده فى النار" بمعنى أنه كيف نطالب شخص لا يشعر بالمشكلة أن يجهد فكره ويقوم بعمله وإيجاد حل لها.. لذلك وتأنيبا لضميرنا "نحن المواطنون" وضعت 4 أسئلة تناقش أحدث مشاكل المصريين توضح مدى غلب الوزراء.. الذى يتوجب عليهم أن يرسلوا لى الشكر لتبيض وجوههم... بالإضافة إلى الإجابات التى تؤكد مدى تضحياتهم من أجل الشعب..

كيف يستطيع وزير يأكل الخبز الفرنسى المصنوع من أفخر أنواع القمح الأمريكى أن يحل أزمة رغيف العيش المصرى.. الذى لا تتعدى نسبة الدقيق فيه 40% والباقى شوائب ومسامير وأرجل حشرات أن لم تكن الحشرات بأكملها، حتى لا تقل قيمتها الغذائية عن العيش بالمكسرات والزبيب الذى يتناوله الوزير سالف الذكر ساخن حيث يحضره بالطائرة خصيصا من مخابز فرنسا الفاخرة..؟

كيف يستطيع وزير يشرب المياه المعدنية المعبأة فى دول منابع أنقى مياه فى العالم وتأتى له خصيصا فى شحنات كبيرة نظرا لأنه يستحمى بها أيضا، حيث يخشى من تأثير مياه الحنفيه على جلده الناعم الحساس الرقيق وغيرها من الصفات التى يفتقرها جلدنا نحن الشعب حيث ميزنا الله بجلد سميك كالحيتان، أن يحل أزمة حصول المصرى على كوب مياه حتى وأن لم يكن نظيف عوض اصطفافه فى طوابير لملئ مياه مجهولة المصدر مثل العصور البالية..؟

كيف يستطيع وزير يلتهم اللحوم الفاخرة المذبوحه له خصيصا فى مزارعه أو مزارع أصدقائه حيث تمت فيها تربية المواشى وتغذيتها بأطعمة مخصوصة ويعالجها صف من أكبر الأطباء البيطريين العالميين، أن يحل أزمة ارتفاع أسعار اللحمة، التى وصل سعر المستورد منها لـ 38 جنية، وتحولت اللحمة لحلم حتى للطبقة المتوسطة، هذا وبفرض جدلى شبه مستحيل أن تكون أصلا لحم مواشى وليس كلاب وحمير..؟

كيف يستطيع وزير لا يتعرض للجو الخارجى إطلاقا إلا على شاطئ مارينا ليحصل على الطبقة البرونزية، حيث يعيش مكيفا باردا فى حر الصيف، دافئ هادئ فى برد الشتاء، أن يجهد فكره فى أن يجد حل لأزمة الكهرباء عوضا عن قطعها عن "خلق الله" فى ظل أسوأ فصل صيف يمر على المصريين والذى تسبب فى وفاة عدد من المراقبين فى المدارس، وذلك لأن الوزير عمل بمبدأ "الصوباع اللى يوجعك أقطعه"، فلما "الكهربا فى مصر تحير الوزارة أقطعها وسيب الخلق تموت"، ولكن ماذا لو أصبحت العشر صوابع بمثابة مشكلة هل سيقوم ببترها..؟


إجابات الأسئلة
الوزير مش بياكل من العيش المحلى عشان بيوفر للمصريين..
الوزير مش بيشرب من مية الحنفية عشان بيوفر للمصريين..
الوزير مش بياكل من اللحمة اللى فى السوق عشان بيوفر للمصريين..
الوزير مش بيقطع الكهربا عن الفيلا بتاعته عشان برضو بيوفر للمصريين .. ومتبقاش قارئ مستفز وتسأل يعنى إيه .. هو كدة وخلاص...

ك.ك
20-8-2010

13‏/08‏/2010

اغتصب الأنثى وأترك الذكر




نشر موقع اليوم السابع يوم الجمعة 13 أغسطس حادثة تفيد تقدم ربة منزل بسوهاج بمحضر تفيد تعرض ابنها البالغ من العمر 14 عاما للاغتصاب على يد 4 طلاب "ذكور" بالإضافة إلى تصويره عاريا، وبالتحريات والقبض عليهم اعترفوا بالواقعة.

ورغم بشاعة الحادثة، ووقوعها فى الصعيد وفى شهر رمضان إلا أن تعليق احد القراء كان أبشع بل ومقززا إلى أبعد الحدود، وكان تعليقه بالنص هو :

اعوز بالله
بواسطة: جوجو
بتاريخ: الجمعة، 13 أغسطس 2010 - 21:03
ايه هو ما فيش بنات ولا ايه يا رجاله يا اهبل

وبعيدا عن الأخطاء اللغوية الفادحة والتى تدل على جهل مرتكبها، إلا أن مضمون التعليق ذاته هو ما يثير الدهشة، فهو معلق يستعيذ بالله من الحادثة البشعة، وفى التعليق ذاته يستنكر اغتصابهم لذكر وليس أنثى.

لا أجد من الكلمات ما يصف غضبى وتعجبى، ما هى القناعات التى يعيش بها المجتمع المصرى، هل يجد شخص مؤمن بالله ويخاف غضبه أن اغتصاب أنثى اقل بشاعة من اغتصاب الذكر، بل ويتعجب من عدم إقبال تلك الذئاب البشرية على اغتصاب فتاة، ويصف من قاموا بهذه الجريمة بأنهم هبل لعدم اختيارهم ضحية أنثى.

كيف يحلل هذا القارئ ومن جعل عنوان تعليقه "اعوزوا بالله" بالزين وليس بالذال اغتصاب أنثى ويرى أن اغتصاب الذكر يغضب الله وأن كان ولابد أن تمارس تلك الذئاب هوايتها فعليها بالأنثى لأنها من خلقت لهذا الغرض، بل وواته الجرأة أن يعبر عن وجهة نظره المريضة تلك ويرسلها فى تعليق ليؤذى بها أعيننا.

هل أصبحت الأنثى فى مصر مباحة لكل مريض حتى للمعلقين الذين ينادون فى مغزى كلماتهم باغتصابها لأنه حق مشروع، لماذا يرى الذكر أن اغتصابه أكثر وحشية وألما من اغتصاب الأنثى.

فى كلا الحالتين فان الاغتصاب سواء كان للذكر أو للأنثى تجربة مريرة لا يمكن نسيانها ولا يمكن ان تخضع لمقارنة من اقل أو أكثر وحشية، لأنه فى النهاية الضحية أى كان يشعر بالإذلال والضعف والخوف مدى الحياة.

لا أجد سوى الاعتذار لكل قارئة قرأت هذا التعليق المقزز والمستفز، والدعاء لكاتب التعليق بالمغفرة من الله عما كتبه والذى يدل انه لا يمانع إطلاقا المشاركة أو القيام بما هو مماثل.


ك.ك
13-8-2010

لينك الحادثة
http://youm7.com/News.asp?NewsID=265587

24‏/07‏/2010

شكرا لأنك علمتينى كيف أحب



ماذا لو..؟ سؤال نطرحه جميعا على أنفسنا، وهو سؤال عن فعل لم يتم كما يجب فى الماضى أو اختيار لم يكن موفق، كما انه سؤال عن حدث لم يقع بعد فى المستقبل، لذلك نسأله لأنفسنا ونضع عدد من الاحتمالات وعدد من النتائج المترتبة على كل اختيار، وتًرسم فى مخيلتنا أحلام يأتى الواقع بعيدا عنها، لكننا لا نكف أبدا عن سؤال أنفسنا هذا السؤال. ولعل أصعب ما اقترن بهذا السؤال هو ماذا لو عرفت أن ما تبقى لك فى الحياة أيام معدودة..؟ ولأن لكل منا رغباته وأحلامه الخاصة فأنه لا يمكن الجزم بإجابة واعتبارها الأنسب، ولكن ماذا لو كان هذا السؤال لا يسأل عن أيامنا نحن بل يسأل عن أيام شخص مقرب لقلوبنا، حيث علمت انه لم يتبقى له سوى يوم واحد.


ولم أجد إجابة لهذا السؤال المؤلم أفضل مما قدمه الفيلم الأجنبى "If only" والذى عاش فيه البطل يوم سئ أنتهي بموت حبيبته ولكن القدر أعاد له اليوم من جديد ليعيشه وله الحرية فى أن يغير أحداثه كلها على أن ينتهى بالنهاية ذاتها، فمهما حاول تغيير مجرى الأحداث فأنها ستؤدى فى النهاية إلى موتها.

حاول البطل فى بداية اليوم أن يمنع حبيبته من الخروج من المنزل لحمايتها ولكنه وجد انه لن يستطيع تغيير القدر، وعوضا عن أن يشغل نفسه بمنع القدر، قام البطل بأشياء غير متوقعة لإسعادها وعبر عن حبه لها كما لم يعبر طوال علاقتهم وتمسك بكل دقيقة يقضيها معها ليتأكد من أنها تشعر بحبه نحوها.

وكانت أخر كلمات البطل لحبيبته "شكرا لأنك علمتينى كيف أحب" لأنها سترحل وتتركه وحيدا فى العالم وأهدته هذه الهدية قبل رحيلها، وهى معرفة كيف يكون الحب، ولكن المفاجأة هو أنه مع إعادة اليوم البطل هو الذى مات وليس الفتاة، وذلك لأن ميعاد رحيله هو الذى آن وليس ميعاد رحيلها هى، والفرصة التى أعطاها القدر كانت للبطل وهى فرصة التعبير عن الحب كما يجب أن يكون.

معانى الفيلم عميقة جدا، ويصعب شرحها ولكن سأكتفي بأن أطلق عليه أفضل إجابة على ماذا لو علمت انك سترحل قريبا عمن تحبهم أو أنهم من سيرحلون..؟، حيث قدم هذا الحبيب كل ما يمكن تقديمه من حب فى يوم واحد مختصرا بذلك سنين طويلة من عمره، لذلك أظن أنه من كان المقصود منذ البداية حيث اعتادت حبيبته منه أن يكون عمليا ولا يعطى الحب وقتا كافيا عكسها هى والتى تعيش الحب فى كل لحظة معه.

قدم البطل منتهى الحب، وأنا من أنصار النهايات السعيدة التى تبعد عن الواقع وتهرب بالعقل والقلب لمكان لا يعرف سوى السعادة لأنه مكان غير متوافر فى حياتنا الواقعية ولا وجود له سوى أمام الكاميرا، يعيش فيه أبطال الفيلم ونشعر نحن المشاهدين بالسعادة كأثر رجعى، لذلك أكره بشده النهايات الحزينة وكنت أدعو طوال الفيلم أن ينتهى نهاية مختلفة ويبقى الاثنان على قيد الحياة، لكن المخرج عايز كدة، ورغم أنى شاهدته أكثر من مرة إلا أن موقفى الحالم لم يتغير.

والسؤال الذى يحيرنى بشدة هو لماذا ينتظر الإنسان حتى اللحظات الأخيرة ليفعل كثير من الأشياء..؟ لماذا لا يجد فى الأيام والسنين فترة مناسبة ليعيش الحب ويعبر عنه بل ينتظر لحظات قليلة لا تروى ظمأ ليفعل بها ما توجب فعله طوال سنوات.

الإنسان هو بطل اللحظات الأخيرة التى لا يمكن استردادها ولا تعويضها، وهذا ما يدفعه للقيام بتلك البطولات حتى لا يحيا ندمان على ضياع الفرصة الأخيرة دون استغلالها، فالإنسان يعيش طوال حياته ينتظر الفرصة الأخيرة تاركا كل الفرص.
لماذا لا يندم الإنسان على مرور سنوات ولكنه يموت ندما من ضياع لحظات كان من الممكن أن تكون ساعات أو أيام وحتى سنوات، إلا أن تسويفه وثقته فى الغد تختزل تلك السنين فى لحظات.

ورغم التناقض الشديد الذى يعترينى إلا أنى أجد أن روعة هذه المشاعر تكمن فى سرقتها عنوة من الزمن وهو ما يجعل الإنسان ينتظرها ويقاتل من اجلها، حيث نظهر شهداء وأبطال فى نظر أنفسنا، وهو ما يخلد هذه الذكريات لارتباطها بمواقف بطولة.

ك.ك
10-7-2010

دى أغنية Take my heart back أخر أغنية فى الفيلم، ياريت تسمعوها.


كلمات الأغنية
It'll be alright
You said Tomorrow
Don't you cry Don't you shed a tear
When you wake up I will still be here
When you wake up We'll battle all your fears
And now I'll... Take my heart back
Leave your pictures on the floor
Steal back my memories
I can't take it anymore
I've cried my eyes out
Oh,and now I face the years The way you loved me
Vanished all the tears
Just a little more time was all we needed
Just a little time for me to see
Oh,the light that life can give you
Oh,how we get such a free
So now I'll... Take my heart back
Leave your pictures on the floor
Steal back my memories I can't take it anymore
I've cried my eyes out
Oh,and now I face the years
The way you loved me Vanished all the tear

18‏/07‏/2010

الحكومة تكشف أكذوبة ميكى جيب وتبرأ "عربية الرش"

معرفتى "بعربية الرش" لا تتخطى حكايات ميكى جيب وهوس الكلاب الصغيرة بالركض خلفها وتحذير آبائهم من خطورة الجرى خلفها.. ولا أعرف حتى الآن وبعد قراءة ميكى جيب لفترة تتجاوز الـ 15 عاما خطورة ركض الكلاب خلفها، بالإضافة إلى جهلى أيضا بعشقهم لهذا "الكلاب طبعا" لكن أظن أنهم يركضون خلفها لعشقهم للمياه، أذن توصلت لقناعة أن "عربية الرش" بترش الميه من الخلف، "ودي عرفتها بذكائى لوحدى".

لكن كانت المفاجأة الكبرى والتى صدمتنى هو ما رأيته صباح اليوم من ركض السيدات والرجال والأطفال وكل من فى الشارع للاحتماء داخل المحال وخلف السيارات فى مشهد دارماتيكى أعاد على ذهنى مشاهد أفلام الرعب التى تتكلم عن نهاية العالم، حيث تغرق اليابسة تحت أمواج المياه التى تهاجم البشر وتركض خلفهم وتغرقهم وسط صراخ وعويل يقشعر له البدن، ولكن المشهد الذى عشته لم يكن يحوى كم المياه التى أغرقت كل من الفيلم كما انه لم يحوى فى خلفيته موسيقى تصويرية مخيفة وأصوات مرعبة، وإنما كانت خلفية المشهد موسيقى عبارة عن مزيج مقزز من ضجيج السيارات، والأصوات كانت عبارة عن جمل استهجان.

ولن أتركك عزيزى القارئ للتفكير كثيرا حتى لا تغرق أنت أيضا فى بحار الخيال، "عربية الرش" فى شارع جانبى ترش مياة لتبلل الأسفلت الساخن فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا والشارع مكتظ بالناس، خاصة وأنه توقيت ذهاب الموظفين والعمال وغيرهم من البشر الذين يبدءون يومهم عادى، وغير أن التوقيت غريب وغير مدروس فأن العربية الكميلة كانت بترش المية من قدام هيههيهيهيهيههيهيه والله العظيم بترش المية من قدام والناس بتجرى وأنا كنت معاهم ده غير أن السواق كان هو كمان بيضحك والناس بتجرى قدامه زى الفئران.

لم أجد حلاً سوى الركض لأقرب محل مفتوح لأدخل وأحتمى فيه من "دش الحكومة".. ولأنى لم أجد مبرر لخروج "عربية الرش" فى هذا التوقيت بالذات سوى أنه عمل قومى بتوجيهات من المسئولين الذين يحاولون معالجة أزمة عرق المصريين الذى زاد فى الآونة الأخيرة بسبب موجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة فى الجو، فرأت انه لا يمكن الفرار من الرائحة المنبعثة منهم سوى بنصحهم بأخد دش صباحى ولإبطال حجج الكثيرين بان المياه مكلفة أو أنهم لا يجدون وقت وخوفا من تأخرهم على العمل وغيرها من الحجج وفرت الحكومة دش إجبارى ومجانى وجماعى فى الشارع "عايزين دلع اكتر من كدة إيه يا مصريين، دش جماعى".

إلا أن الحكومة لم تستطيع معالجة مشكلة الصابون فالاستحمام بدونه غير مجدى جدا خاصة فى علاج مشكلة كرائحة العرق، كما أنها لم تستطع حل مشكلة أكثر خطوة وهى الاستحمام "كما زلطتنا أمنا" وهو الدش المتعارف عليه فى جميع الأعراف القانونية والمصدق عليها دوليا وكانت مصر احد الدول الموقعة على اتفاقية "استحمى عاريا" هذا بالإضافة إلى تأكيد جميع الأبحاث والدراسات العلمية العالمية على أن الدش بهذه الصورة يكون أكثر نفعا.

ولأننى مواطنة مخلصة وأشارك فى حل مشكلات مجتمعى أود تقديم اقتراح بسيط وهو توفير صابونة وليفة على بطاقة التموين الذكية، أما بالنسبة لمشكلة خلع الملابس للحصول على دش منعش فى عرض الشارع فهذه أحب الاحتفاظ بحلها لنفسى على ألا أمارسه أنا شخصيا.

ولكن أكثر ما أحزننى هو أكتشافى لخداع "ميكى جيب" لي طوال هذه السنوات التى عشتها عاشقه له ومازالت، خاصة وأنه جعل منى ومن كلابه جهلاء، حيث أخبرنا أن "عربية الرش" بترش من الخلف لذلك يعشق الكلاب الركض خلفها، لكن الحقيقة هى أنها ممكن ترش من الأمام وهو ما كانت تجهله الكلاب أيضا كما أن ميكى لم يكن يوفر هذه الأمكانية فى عربيات الرش بقصصه وأكتفى بالرش من الخلف.


عشت أنا الطفلة المسكينة فى هذه الأكذوبة، حتى جاءت الحكومة الكميلة وكشفت عن عيني الغمامة بالتجربة العملية حتى لا أنساها، فعربيات الرش أنواع وإمكانيات فهى قد ترش من الأمام أو من الخلف أو من الجانب، وعلى المصريين الركض لأسفل أو لأعلى.

ك.ك
18-7-2010

14‏/07‏/2010

كلماتى الحبيسة



عندما يفقد الإنسان كلماته ويعجز قلمه عن تسجيل ما بداخله وتنضب بحار أفكاره عندها فقط يشعر بالعجز.... كثيرا ما نفقد أشياء ثمينة لا يمكن تعويضها يعيننا علي خسارتها ذكراها وما تركته في نفوسنا، ولكن عندما يجف الحبر وتهرب الجمل لا أجد ما يعينني علي تحمل هذه الخسارة.... فمن أنا بدون كلماتى...؟؟.... فيما مضي كانت تنساب مني كشلال مياه كثيرا ما عجزت عن إيقافه أو ترويضه حتي أن قلمي لم يستطع مجاراة هذا التدفق والسيل المنهمر من الكلمات.. والآن جفاف بعد نضرة.. فراغ وصمت.. هوة سحيقة تفصلني عن قلمي وكأني أنادي من بئر عميق ولا يسمعني أحد.. مكبلة بأغلال الجمود.. مترنحة في ظلمة الخمول..

هل فعلا يشعر عقلي بالخمول.. لكن الكلمات ليست مصدرها العقل وإنما الروح.. هل أصاب روحي حالة سكون بعد فورة نشاط يمكن تسميتها بالحالة العابرة.. وإن كانت هكذا فلماذا كل هذا الحزن وكأن بعدم كتابتي فقدت القدرة علي الكلام والتواصل.. بل وحُكم عليا بالحياة في سجن صمتى.. فما عجزت عن البوح به كانت الكلمات معيني والورق منفذي والحبر صوتي..

آه يا كلماتي الحبيسة.. متي تتحررى.. متي يهتز القلم من جديد بين أصابعى.. هل أنا من حكمت عليك بضعفى.. وسجنتك بين ضلوعى.. ولكن ما الجديد.. فهكذا كنتي منذ أن اخترت الصمت في عالم الأحياء ومخاطبة الورق.. إلا انك الآن تأبي حتي مخاطبة الورق.. ماذا افعل أنا؟؟؟ وانتي قد استطعت الهروب من قلبي واخترتي عقلي لتجبريني علي إخراجك حتي أصبت بألم في رأسي من قسوة وشراسة صراعك داخله.. قد يستطيع القلب كبت الكثير.. وتحمل الألم.. فما القلب إلا مخزن الآلام.. وحده من يمتلك هذه القدرة.. ولكن العقل لا يستطيع تحمل كل هذا.. فمن تتألم قلوبهم لا يصيبهم الجنون.. ولكن من تتألم عقولهم يفقدون القدرة علي التمييز ويصيبهم الجنون.. هل هذا ما تدفعيني إليه..

ورغم كل هذا الألم لم تمتد يدي لتخرج كلمة واحدة.. ليس لشئ سوي أني لم اعد اعرف كيف أخرجك.. كيف أسطرك علي السطور بطريقة ترضينى.. ولكن قد أكون فعلا أصبت بالجنون.. فها انا حائرة بين رغبتى الشديدة فى الكتابة وبين عجزى عنها.. وأكثر ما يعتصرني ويزيد من عذابي هو شعوري بفداحة ما خسرته.. خسرت القدرة علي التواصل مع ما ينساب بداخلي من كلمات.. وكأنني أصبحت غريبة عن نفسى..

فيما مضي كانت الكلمات هي كل ما لدي وما أن أسطرها حتي أجد كل كلمة تبتسم لي وتلوح بفرحة وكلما أضفت المزيد أسمع بداخلي كلمات أخري تتدافع وتستقبلها الأسطر بحفاوة.. وإذا ما توقفت الكلمات فجأة عن الابتسام وأصابها حزن شديد.. أشعر بوجود خطأ ما.. وأجد أنني أخطأت بوضع كلمة في غير موضعها.. وكأن بوضعها هكذا قتلت روح النص.. وأفقدته رشاقته وحيويته.. فأحذفها أو أعيد ترتيبها حتي تصل إلي مكانها وتلوح لي هي الأخري بسعادة لوصولها لمكانها المناسب.. لتعيد بوصولها الحياة لكل الكلمات.. فهى حياة تستمدها الكلمة من التى سبقتها وتمدها للتى تليها..

كلماتي الحبيسة.. كثيرا ما اهتممت بجمالك ورونقك ولكن ليس هذا ما كنتي ترغبيه.. آن لك أن تتحرري ولتكوني ما شئتي حتي وأن كنت مجرد قطرات حبر علي الورق.. فلعل فيضانك خارجي يعيد الحياة داخلى.. لتوصلي ما قطعته الأيام.. فها أنا كدمية مفككة الخيوط.. متقطعة الأوصال.. أرض تشققت من فرط الجفاف.. فقد سئمت تمزيقك لي ولم أسئمك.. صارعتك فأرديتيني قتيلة..

كلماتي الحبيسة.. أرويني أريحيني أرفعي عن كاهلي هذا الحمل الثقيل فالسطور وحدها هي من تستطيع حملك..
كلماتي العزيزة لن تعودي حبيسة.. فأنا لا أتخلي عنك وإنما أعطيكي الحرية.. فبحريتك يتحرر عقلي كالفرس الجامح.. فشكرا لك.. فأن لم تهزميني كما فعلتي وحصلتي علي حريتك المنشودة.. لظللت أنا حبيسة.. فبحريتك أعدتي لي حريتى.. وكم أشعر بالفخر أنكي هزمتيني ومن فزتي بالنهاية.. فما أنا بدونك.. وأين أنتي بدونى..

ك.ك
16-3-2010

06‏/07‏/2010

قشة لم تقسم ظهر البعير


القشة التى قسمت ظهر البعير.. هل هى ذاتها التى يحاول الغريق التشبث بها ولا يجدها..
وأن لم تكن هى القشة ذاتها.. فأين أذن قشة الغريق المفقودة..
وفى حال كونها القشة المنشودة.. فمن الذى أخذها ووضعها على ظهر البعير فقسمت ظهره وترك الغريق يبحث عنها..
هل فى إمكان قشة واحدة يحملها الريح كيفما يشاء أن تقسم ظهر يحمل أطنان منها ولا يشكو..
وما هى القوة الخارقة التى تجعل منها طوق النجاة لغريق فى بحر عاصف..
كم من قشات حملتها الأظهر.. حتى جاءت هذه القشة الفريدة وقسمته..
هل كانت الأظهر فى انتظارها لتقول كفى لن نتحمل أكثر.. حتى وأن كانت مجرد قشة..
وماذا عن الغريق الذى يبحث عن تلك القشة ليتشبث بها ويصارع الأمواج من اجل الحياة.. ألا يحسد هذا الذى حملها على ظهره فقسمته.. وكان يفضل أن يحملها متحملا كافة العواقب.. عن أن يبحث عنها ولا يجدها.. ولكن كيف سيحسد الغريق مقسوم الظهر.. فكلاهما لا يقو على الاستمرار..
ماذا لو كانت هذه القشة لتتكلم فما هى الكلمات التى كانت ستقولها عن ذاتها..
أظن أنها ستقول من يحملنى على ظهره اليوم ويتحملنى.. فسأحمله أنا فى يوم عاصف لا يجد فيه من يتحمله..
من يحمل القشة على ظهره ولا تقسمه.. يأتى اليوم الذى ينزلها فيه من عليه لتحمله..
من يدع القشة تقسم ظهره.. سيأتى اليوم الذى يبحث عنها ليتشبث بها ولن يجدها..
كن أقوى من تلك التى على ظهرك.. وأترك نفسك للأخرى تحملك فى بحر عاصف لا تجد فيه من ينقذك..
أن كانت القشة على ظهرك لا تعطها وزنا.. وأن كانت بين يديك فثق بها لأن وقتها ستكون كل ما لديك..
القشة التى لم تقسم ظهر البعير.. هى ذاتها التى تشبث بها الغريق.. وكلاهما صارعا للبقاء.. وأن لم يكن النصر حليفهم.. فيكفيهم شرف المحاولة..

إمضاء قشة تبحث عن قشة فى كوم قش..
ك.ك
26-6-2010

19‏/06‏/2010

ذبابة سقراط تطن.. والذبابة المصرية تزن


بالرغم من الأدلة التاريخية التي تثبت وجود سقراط إلا إنه مازال شخصية غامضة ويعتقد البعض أنه شخصية خيالية ابتكرها أفلاطون - في محاوراته - ليوجه رسالة إلى الشعب اليوناني ينتقد فيها الأوضاع السيئة التي وصل إليها المجتمع وقتئذ فنسبها إلى شخصية خيالية مثالية وأسماها سقراط الذي ضحى بحياته ومات شهيدا في سبيل الأخلاق والفضيلة مما يضفى عليها نوع من الجاذبية والتأثير.

ولكن الأكثر واقعية هو التسليم بأن سقراط شخصية حقيقية فعلا أضفى عليها أفلاطون فقط بعض القسمات البطولية، وفي كل الأحوال تم اعتبار سقراط هو الرسالة التي حاولت إيقاظ الشعب اليوناني من غفلته اللااخلاقيه التي سادت وقتها.

ماذا لو لم يكن سقراط فمن سيكون..؟ أي بمعنى لو لم تُوجد شخصية سقراط فمن كان ليظهر عوضا عنه ينادى بالأخلاق والفضيلة..!!، هل كان ليظهر على الأقل شخص واحد يتمرد على هذه الأوضاع السيئة ويواجهها بشجاعة، هل يمكن أن يظل مجتمع فاسد ولا يواجهه احد أو حتى يشعر بمساوئه.

فإذا سلمنا بأن سقراط شخصية من وحى خيال أفلاطون فظهوره أذن كان ضرورة عصره فكل مجتمع فاسد يحتاج سقراط خاص به يوقظه من غفلته أيا إن كانت نوعها، فكما قال سقراط دفاعا عن نفسه إنه شبيه بذبابة صغيرة على ظهر جواد عظيم - قاصدا به دولة اليونان - وهذا الجواد يحتاج لمن يوقظه وهذا ما تفعله هذه الذبابة الصغيرة وأن كانوا سيقتلونه فعليهم أن يجدوا آخر ليقوم بهذه المهمة.

ووفق الروايات التاريخية فأنه بعد إعدام سقراط أنقضي العصر الذهبي لليونان، وأن كان هذا دليل فهو دليل علي ضرورة أن يتمتع المجتمع بفكر وسلوك واعي قادر على تقبل الأخر مهما كان اختلافه، ويستمع لكل رأى حتى و أن كان صادرا من ذبابة صغيرة (كما يراه المجتمع ) لعله يكون الباعث له، عوضا عن قتلها تخلصا من صوتها الملح المزعج.

فسادنا يا سادة هو فساد أخلاقي بحت.. فساد وصل للنخاع.. مجتمعات كثيرة أكثر فقرا واشد جوعا من مجتمعنا المصرى إلا أن منظومتها الأخلاقية أسمى بكثير من مجتمعات تعمها الرفاهية والرخاء.. أزمتنا أزمة أخلاق.. بالإضافة إلى هؤلاء الذين ظنوا فى أنفسهم أولياء على سلوك وحرية الأخر متخطين حواجز التعبير بالرأي والتدخل فى شئون الآخرين بفرض وصاية غير مبررة وغير مقبولة.

هل يقبل مجتمعنا الرأى الأخر.. هل يقبل مجتمعنا اختلاف الأخر.. هل يقبل مجتمعنا عقيدة الأخر.. هل يقبل مجتمعنا حرية الأخر التى لا تتعارض مع حريته ولا يحاول تطبيع الآخرين بطباعه.. هل يقبل مجتمعنا ثقافة الأخر.. هل يحترم مجتمعنا الأخر.. هل يقبل مجتمعنا التعايش بسلام مع الأخر.. هل يقبل مجتمعنا عدم التدخل فى شئون الأخر.. أسئلة ذبابة مصرية تحاول العثور على إجابات قبل أن ترافق صديقتها الذبابة السقراطية اليونانية، ولكن هل ستحصل على إجابات من مجتمع يعج بالضوضاء ولا يسمع طنينها أحد.

ك.ك
كتبتها من 3 سنين تقريبا

13‏/06‏/2010

إحنا ليه بنحب مصر..؟ سؤال غريب مجاوبش عليه




فى طريق ذهابى إلى العمل اليوم لاحظت ولأول مرة لافتات إعلانية خاصة بأحد البنوك معلقة على أعمدة الإنارة فى منطقة العباسية.. وكان الغريب فى هذا الموقف شيئين.. الأول هو أنى عادة ما ألاحظ كافة الإعلانات والأرقام والملصقات المكتوبة طوال طريقى إلى أي مكان حتى أصل لمرحلة حفظهم صم وعن ظهر قلب، كما أتابع أرقام السيارات وحاليا تلك اللوح الجديدة التى تحمل 3 حروف وأقوم بتجميعها وعمل كلمات وجمل وغيرها إلا أنى وسط كل هذا لم أشاهد تلك اللافتات الإعلانية من قبل.. أما الشئ الثانى والذى يعد أكثر غرابة هو محتوى تلك اللافتة الذى لم افهمه بشكل جيد واختلط علي الأمر هل هو إعلان أو دعاية لهذا البنك أم هو سؤال يطرحه البنك على المصريين ويريد منهم التوجه إلى اقرب فرع للإجابة عنه.. حيث كان محتوى اللافتة "إحنا بنحب مصر ليه..؟"

ونظرت حولى لأجد من يشاركنى الدهشة ذاتها لنتجاذب أطراف الحديث لعلى افهم المقصود من هذه اللافتات ولكنى لم أجد احد مهتم.. قد يكونوا رأوها ولكنهم لم يكترثوا.. وهناك من أجاب عنها بداخله.. ولكنى ولما عُرف عنى من تفوق والتزام دراسى.. وقبل ذلك معرفتى لحقوقى كاملة فى وطنى العزيز.. لم أوافق على تسلم ورقة الإجابة للإجابة عن هذا السؤال قبل ما يُجيب أحد المسئولين البارزين "اللى كلمته ليها قيمة يعنى" على هذه الأسئلة القليلة...
هل هذا السؤال إجباري أم إختيارى..؟
ما هو الوقت المسموح لتسليم ورقة الإجابة..؟
ما هى المصادر المطلوب الاستعانة بها خلال الإجابة..؟
هل مسموح استخدام معلومات من كتب خارجية أم الالتزام بالمقرر الدراسى..؟
ما هى نتيجة الرسوب فى هذا الامتحان.. وما هى المكافأة فى حالة النجاح..؟
ما هى المواقف المطلوب الاسترشاد بها فى الإجابة..؟
هل مسموح إرفاق صورة من واقع حياتنا اليومية الرائع مع الإجابة المكتوبة..؟
لمن سيتم تسليم ورقة الإجابة.. ليتسنى لنا كتابة الإجابة التى تتناسب معه.. وذلك تجنبا لسماع جملة "دلعه يا لولو"..؟

إذا أجابني أحد المسئولين الموقرين على هذه الأسئلة قد أتجرأ وأن لم أفعل قد اتناول "حبيتين شجاعة" وأجيب عن السؤال بكل صراحة خلال تلك الظروف التى لا تتيح مساحة كبيرة لكتابة سطر حقيقى واحد حول أسباب حبى لمصر.. خاصة وانى طرحت على نفسى السؤال ذاته قبل رؤيتى لهذا اللافتات بفترة طويلة وكانت الإجابة "عفوا المادة التى تبحث عنها يتعذر الحصول عليها لأنها مشفرة من قِبل المصدر".. والآن انا حائرة وأبحث عن إجابة.. كما أبحث عن هذا المصدر الذى شفر إجاباتى وجعلنى عاجزة عن الحصول على الحقيقة حتى من ذاتى..


ك.ك


13-6-2010

10‏/06‏/2010

العلم الذى حلل النغمات الموسيقية يقف عاجزا أمام الحب


"أن كان العلم استطاع أن يحلل الموسيقى ويكتشف سر تلك النغمات الرائعة... لماذا لا يستطيع أن يجد حل لمعلمة وملك"... "لعل عجز العلم عن إيجاد حل هو سر عظمة وحسن ما يجمعنا".... أخر جملة حوارية فى الفيلم الأجنبى الشهير"Anna and The king"... تلك المعلمة الإنجليزية التى أحبت ملك سيام وأحبها... ووجد الحب فيها رغم انه متزوج عشرات السيدات إلا انه بواقع كونه رجل لم يحب سوى تلك المعلمة وبواقع كونه ملك لم تسمح له الأقدار أن يجتمع هو والمعلمة أبداً... يستطيع الزمن أن يغيرنا ولكننا لا نستطيع حتى أن نعدل مساره...

وفى رأى تلك الجملة الحوارية الأخيرة فى هذا الفيلم الرائع من أروع الجمل الحوارية التى سمعتها خاصة وأنى من عشاق متابعة الحوارات بين شخصيات وأبطال الأفلام المقتبسة قصتها والمأخوذة عن روايات عالمية... فكثيراً ما تكون مؤثرة وذات معانى عميقة تصل لحد تسميتها بالأمثال والحكم أو الأقوال المأثورة التى قد يحتذى بها الإنسان فى حياته....

"لماذا لا يستطيع العلم أن يجد حل لمعلمة وملك..؟" هو السؤال الأكثر عمقاً والذى يسأله معظمنا أن لم نكن جميعاً لأنفسنا عندما نقع فى معضلة الحب التى بلا تفسير منطقى... ولكن ليس كل ما يمر على قلوبنا يحتاج مننا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال... لأن الحب الذى دفع المعلمة لتسأل هذا السؤال... حب زلزل كيان مملكة... حب هدم أفكار بالية وأرسى قواعد جديدة... حب أقام رجل من سبات عميق عاش فيه طويلاً يجد فى النساء اللذة ووسيلة لإنجاب الأطفال أولياء العهد للحفاظ على المملكة.. ولكن هذا ليس معناه عدم احترامهن بل بالعكس كان حنونا عليهن جميعهن.. ولكن ما كان يكنه من مشاعر لهن كان مجرد مشاعر إنسانية من قلب إنسانى إلى أخر وليس من رجل لامرأة... ليجد فى حياته الجديدة عقب دخول المعملة حياته رجل محب وعاشق إلى حد الجنون.. حب جعل من ملك قوي تشهد له الجيوش والبلاد بقوته وحكمته يطيع إمرأة أجنبية في إدارة شئون بلاده.. امرأة متزمتة وملتزمة إلى حد السيف جاء هذا الحب جارفا ولم تستطع الصمود أمامه فأحبت بوذى كافر من وجهة نظر عقيدتها... أحبت الإنسان والرجل الذى لا يختلف على وقاره وشهامته وتضحيته ما أوصت عليه الأديان أن يكون الأنسان... حبهما وصل لأعماق أعماق جذور القلب... وهذا هو ما أستحق بجدارة السؤال عن عجز العلم عن إيجاد حل لأصحابه غير الفراق...

أما من تفرقهم الأقدار لوجود مشاكل حدثت بينهم بمرور الأيام وتعقدت العلاقة كل ما اقتربت من الجدية.. أو لاختلاف الطبائع وتسرب الملل للعلاقة لا يمكن أن نلوم العلم أطلاقاً بل بالعكس العلم اثبت عدم توافق كثير من الشخصيات بعضها مع بعض لاختلاف الأهواء والميول... أما ما يقف العلم عاجزا أمام حله هى تلك المشاعر وهذا الحب الذى يصل لأعماق أعماق جذور القلب... هذا الحب الذى يهدم ويبنى من جديد وينقب عن أفضل ما فينا ويزرع ويحصد حياة... إلا أن القدر... ويالها من كلمة لأكثر ما يعيق حياة الإنسان...

القدر الذى لا يسمح لهذا الحب أن يثمر بل يفرق ويخلف وراءه الزرع ليذبل والشعلة تخبو ليترك قلوبنا دامية إلى الأبد... ورغم استمرار الحياة إلا أنها لن تكون أبداً على ما كانت عليه عندما كان هذا الحب موجودا يقلب ويعصف ويأتى بفصول السنة الأربعة فى حياتنا وقت ما يشاء... حيث يهطل المطر طوال العام فلا تجف المشاعر أبداً.. تزهر الآمال والطموحات كربيع دائم... تسقط المشاكل والعقبات كورق شجر الخريف... أيام كلها حب ودفئ كليالى صيف هادئ...

هذه هى العلاقة وهذا هو الحب الذى يستحق السؤال عن عجز العلم فى إيجاد حل له.. ولكن هل جواب الملك كافى لتهدئة النفس وتعزية الروح وتضميد جرح القلب... هل معضلة الحب تلك كما قال هى جوهر روعته وفيها يكمن حسنه... هل ترضى القلوب بحب أقل روعة وحسنا حتى لا تمرض... أسئلة لن نستطيع حتى طرح إجابات خيالية لها... لأن العلم الذى فك لغز الموسيقى مازال عاجزاً حتى اليوم عن إيجاد حل لمعلمة وملك.

ك.ك
21-1-2010


09‏/06‏/2010

"عسل أسود" ولا "أبيض" أهو أى حاجة فى رغيف


شاهدت فيلم احمد حلمى الجديد "عسل أسود" وتابعته بكل اهتمام خاصة بعد موجة المقالات التى كُتبت عنه فى كافة الجرائد القومية والخاصة منها ما ينقضه ويرفضه ويعتبره يسئ لسمعة مصر فى الخارج التى من وجهة نظرهم بريئة مما يقال عنها لأنها جنة الله فى الأرض.. ولكن من وجهة نظرى أنا فأن نقدهم هذا وخوفهم على سمعتها لابد أن يكون سببه الأساسى هو أنها لا تحتاج تشويه أكثر من ذلك "ومش لازم ننشر غسيلنا اللى لسه متغسلش قدام الناس"... وهناك الفئة المؤيدة له والتى تجده يعكس واقعنا الأليم وحياة المصريين المذرية وكرامتهم المهدرة فى الداخل أكثر من الخارج...

ولكن بين هاتين الفئتين كنت أنا وحدى فى هذه المنطقة فأنا وجدت الفيلم لا بأس به، فيه قدر كبير من كوميديا الموقف وليس كوميديا الإسفاف والابتذال والألفاظ الخارجة، الممثلين قاموا بأدوارهم بصورة مقنعة رغم أنى لست بناقدة فنية ولكن لم أجد أى منهم ثقيل الدم أو يبذل مجهود لأقناعى بدوره، وبالنسبة لقصة الفيلم فقد كانت مشوقة وتعكس واقع المصرى المهان والذى لا تساوى جنسيته فى بلده سوى الضرب والشتيمة "من الأخر.. الجنسية مصرى وانت جوة مصر يعنى علامة مسجلة، والغاوى ينقط على قفاك"، فإذا كنت مصرى وتحتاج إلى أن تشعر بآدميتك فى مصر عليك أن تحمل جواز سفر يحمل جنسية أخرى، وهذا كله عكسه الفيلم بمهارة وبراعة لافتة وهنا كنت انا من المؤيدين.. ولكن هذه الرؤية لم تعجب الكثيرين الذين فضلوا أن يقدم الفيلم قصة المصرى الذى يقضى أجازته على شاطئ الريفيرا فى رحلة مدعمة على بطاقته التموينية والتى توفرها له حكومتنا الموقرة كل عام لقضاء الأجازة الصيفية هو وأسرته للترفيه عن أنفسهم.

ولكن موقفى المؤيد لم يستمر حتى نهاية الفيلم حيث وجدت النهاية غير مقنعة تماما، كيف يمر إنسان يحمل الجنسية المصرية والأمريكية بكل هذه المعاناة فقط لنسيانه جواز سفره الأمريكى ثم تٌعاد له كرامته عندما يحضره وبعد ان يمر برحلة ذل لم تخطر على باله قط ولم يحتملها يقرر المكوث فى مصر، فقط لأن رجل مصرى عجوز تحمل قسمات وجهه عبق التاريخ المصرى يخبره بخبرته المحنكة فى البلد الجميل أن مصر هى البلد الوحيد الذى سيجد فيه أم تعيل ابنها البالغ من العمر 30 عاما ولا يعمل ولكنها لا تشعر بغضاضة بل سعيدة بكونه "عواطلى" ولا تمانع أيضا إعالة أصدقائه وأعطائهم مصروف جيبهم، بالإضافة إلى استقبالها لابنتها المتزوجة هى وزوجها لأن منزل والدته مزدحم، وما أجمل هؤلاء الجيران المميزين الذين يغدقون بعضهم بعض بالأطعمة ويقدمون الخدمات فى كل وقت وكأن ليس لديهم سوى هذه المهام ليقوموا بها طوال اليوم من تقديم مساعدات...

سيدى العزيز أين يعيش هؤلاء الناس؟.. فى مصر.. هل أنت متأكد؟.. هذا سؤال وجهته لكاتب قصة الفيلم وكانت هذه إجابته، وهو طبعا سؤال تخيلى، لهذا سأطرح عدة أسئلة لعلى أجد لها أيضا إجابات تخيلية، لا احد ينكر أن الأم لن تطرد ابنها أبدا حتى ولو عاش عمره كله بدون وظيفة ولن ترفض أبدا إطعامه وإعطائه مصروف يده طالما أتاحت لها الظروف.. ولكن هل تعيش سعيدة وحياة ابنها تمر يوما تلو الأخر ولا يجد ما يفعله؟... هل هذه حياة ترضها أى أم لأبنائها...؟

أين هم هؤلاء الذين يعطون شقتهم لناس لا يعرفوا عنهم شئ ليعيشوا وينعموا فيها..؟

وأن كانت الحياة وردية هكذا ومصر فقط هى التى تتمتع بتلك الصفات دون غيرها.. فلماذ موجة الانتحار الجماعى من أعلى كوبرى قصر النيل التى تجتاح مصر حاليا ومعظمها لضيق ذات اليد ولعجز الشباب عن الزواج وغيرها من الأسباب التى كانت فى الفيلم لا قيمة ولها والجميع يعيشون بسعادة ولا يشعرون بها... وكانت هى أيضا الأسباب ذاتها التى دفعت الشاب المصرى الأمريكانى الجنسية "أحمد حلمى فى الفيلم" أن يعود لمصر مرة أخرى، عاد ليأخذ مصروفه مثل صديقه من والدته التى لا تستطيع أن تضع على مائدة الإفطار فى شهر رمضان لحمة تكفى الجميع ويجلس مع صديقه كل يوم على القهوة لأنه لا يجد ما يفعله، وأين سيسكن بعد ما أعطى شقته لأخت صاحبه..؟ هل سيجلس معهم أم سيجلس فى شقة صديقه وتعولهم الأم المسكينة...؟

وما أجمل الحياة فى مصر فلماذا تلك الاعتصامات والإضرابات التى لا يخلو رصيف الشعب منها..؟ لماذا لا يتبادل الجميع أطباق الطعام "والمليان يكب على الفاضى" وهكذا حتى يعيش الجميع كما ظهر فى الفيلم وكما تتمتع مصر على حد قولك والذى يعد السبب القوى لتشبث المصريين والأجانب بها، هل هذا كافى لتشبث شاب أمريكى على التمسك بالضرب فى الأقسام دون سبب واضح والتبول فى الشوارع أمام الجميع دون حياء كما فعل صديقه والزحمة والتحرش فى المواصلات العامة والسرقة والنصب على "خلق الله".. هل مجرد أن الجيران يتبادلون أطباق الطعام فى شهر رمضان والم تعول أبنها وأبنتها المتزوجة وجار يساعد جاره فى تركيب أنبوبة أسباب كافية لتحمل كل هذه الإهانات، قد يكون مقنعا لو كان البطل مصرى ولكن مما وضح فى الفيلم انه كان مصرى اسما أمريكى فعلا.. هل تظن أن شخص أمريكى قد يقبل بكل هذا فى بلد غريب خاصة وأنه لن يتخيل حدوث هذا ولا فى أقصى أحلامه الخيالية داخل بلده...

وأن كان الجميع "حلوين أوى مع بعض كدة" لماذا إذن كل جرائم القتل البشعة التى انتشرت مؤخرا ومعظمها بين الجار والأخر ولأسباب لا تتعدى كونها أسباب طفولية..

هل أنت مقتنع سيدى العزيز أن الأسباب التى دفعت بطل الفيلم للادعاء بإصابته بنوبة قلبية ليجبر الطيار على الهبوط بالطائرة مرة أخرى لأرض مصر حقيقية وكافية ومقنعة، وليس معنى كلامى أن مصر خلت من هذه النماذج المتحابة ولكن معناه انه لا يمكن أن يكون فيلم بهذه المعانى القوية العميقة ينتهى هذه النهاية الساذجة فقط لإمتاع المشاهد المصرى الذى اعتاد النهايات السعيدة، أم أنها محاولة لتهوين الحال على المصريين وإقناعهم ولو بالكذب "أن البلد دى أحسن من غيرها"، لكن يا سيدى العزيز أن كان مدة الفيلم هو 90 دقيقة منها 70 واقع مؤلم و 15 كوميديا ساخرة، فلا تكفى 5 دقائق "للضحك على الذقون".. خاصة وأن غالبية المصريين لا مكان لهم للفرار حيث لا يحملون سوى جنسية واحدة وجواز سفر واحد.. فلا تقلق لن يهم الجميع بالرحيل وبالتالى لن تنفعهم نهاية الفيلم لإقناعهم بالبقاء فيها.. فهم باقون سواء انتهى الفيلم بهذه النهاية أو غيرها...

فالنهايات السعيدة والخرافية لا توجد سوى فى الأفلام الهندية التى يعيش شعبها فى ظروف أكثر بؤسا منا ولكنهم اعتادوا تلك النوعية من "الأفلام الأفيونية" التى تطير بهم ساعات خارج حدود الواقع، ولكنها لم تعد تجدى نفعا مع المصريين الذين أصبح افاق تحليقهم مغلقة بسبب سوء الأحوال الجوية.


ك.ك
8-6-2010

20‏/05‏/2010

"نهضة مصر" يبكى شبابه



اليوم.. العشرون من مايو يتم تمثال نهضة مصر عامه الـ 82 أهم أعمال النحات محمود مختار والتمثال لفتاة مصرية تقف بجانب تمثال أبي الهول وتضع يدها على رأسه والذى اعد وقتها رمزا لمصر الحديثة وهي تنظر إلى المستقبل، والتى كانت وقتها واقعة تحت الاحتلال الانجليزى وتسعى بشدة للاستقلال والآن بعد مرور كل هذه السنين على إزاحة الستار عنه وحصول مصر على الاستقلال، هل مازال هذا التمثال رمزا لمصر الحديثة...؟ هل مازالت هذه الفتاة تنظر للمستقبل ام تنظر للماضى وتبكى على شبابها..؟ وأخيرا هل هى راضية عن مصر الحديثة... مصر القرن الواحد والعشرون..

فلاحة مصرية ترتدى جلباب قطنى طويل التيلة صناعة مصرية وتمسك برأس أشهر ما نحتت أيدى المصريين القدماء وتقف بشموخ رافعة رأسها متحدية الكل، واليوم توجه سؤال ألم نعد نحن المصريين ذاتهم... أم أن مصر هى التى تغيرت؟... وهل ما تبقى لدي هذه الفلاحة المصرية من أفكار لم يعد يناسب المصريين الآن..

أحداث كثيرة وتغيرات جذرية عصفت معها بالكثير من الباليات المصرية بداية من التخلص من الحكم الملكى رغم اختلاف الروايات عن حسناته ومساوئه ما بين مؤيد له كنظام حكم لمصر وبين ما هو معارض له حتى النخاع.. انتهاء ما يعرف بالتوريث ولكن ما يلوح فى الأفق حاليا يؤكد أن الاعتقاد السائد بانتهاء توريث الحكم ليس إلا أوهام ملأت بها الثورة رؤوس المصريين ليس أكثر...

أحداث مشرفة كتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالى وحرب أكتوبر 73 وهى أحداث لم يعشها وقت حدوثها أو يعى أحداثها جيلى وأجيال قبلى بقليل، إلا أننا قرأنا وسمعنا عنها وعن أبطالها المصريين، وما حملته معها هذه الأحداث من تغيير، ولكنه لم يكن تغيير حقيقى فهو ليس سوى نقله من ملكى توريثى إلى رئاسى توريثى، وبعيدا عن لفظ التغيير حملت هذه النقلة أمل فى مستقبل أكثر إشراقا، إلا أن ما نراه الآن ونلمس أثاره سواء كانت ايجابية أو سلبية، مع اعتراضي التام على إطلاق لفظ إيجابى على أى آثار له لأنه لم ياتى سوى بكل ما هو سلبى تخلفى لا يوحى بمستفبل مشرق إلا أن هذا هو الحال.. ولكن ما الذى بقى حقيقة من هذه الأحداث العظيمة ورياح التغير التى قالوا إنها هبت على مصرنا الحبيبة بفضلهم، حتى أصبح الحلم بنسمة صيف للتغيير لم يعد موجود.

جيلنا قد يسمع هذه الأحداث ولا ترتسم على وجهه هذه الملامح التى نراها عندما يحكيها بعض الآباء والأجداد بفخر وأنها لم تأتى بضربة حظ وإنما بأرواح رجال كانوا أصدقاء وإخوة وجيران لهم، وهذه هى الحقيقة الواحدة التى لا يختلف عليها مصرى واحد وهى أن الحرب خلقت نسيج واحد راح ضحاياه مصريين بكى فيها المسلم على المسيحى وندب فيها المسيحى الشهيد المسلم، رغم إنكار الكثيرين الآن هذه الحقيقة إلا أنها مؤرخة حتى وأن كان التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون على هواهم.

ولكن هل نعيب زماننا والعيب فينا.... وما لزماننا عيب سوانا لم يصل المجتمع المصرى إلى ما وصل إليه إلا عندما أصبح العيب سمة أساسية لكل أفعال المصريين، فلم تكن كلمة تحرش جنسى لها وجود فى القاموس المصرى أو سلوك قد يخطر على بال أكثر الشباب انحطاطا، أما اليوم فأصبح التحرش الجماعى هو لهو الشباب ومتعتهم. فى ظل تراجع ما يعرف بمصطلح الرجولة ومبدأ "الجرى نص المجدعة" منهم مم يخشى الدفاع عن النسوة المنتهكات علنا.. ومنهم من يفضل الأكتفاء بالمشاهدة من بعيد.. وكثيرين ممن تتولد لديهم رغبة فى المشاركة فى هذا الحدث الجماعى الذى لن يعاقب عليه سوى الضحية فقط وغيرهم من نماذج الرجولة والشهامة بالمصطلح العصرى الجديد.

وليس التحرش الجنسى فقط وانما حوادث القتل البشعة التى أصبحت خبر اساسى فى صفحة الحوادث يوميا وتفنن القتلة فى أرتكاب جرائم لم يرتكبها مجرمون قبلهم.. هذا بالاضافة أيضا لكلمة "جماعى"التى أصبحت سمة الجرائم، فحوادث القتل الجماعى كالتحرش الجماعى أى أن جريمة القتل الواحد لا يذهب ضحيتها شخص واحد وإنما أسر بأكملها ويظل الجانى أو الجناة أحرار لعجز السلطات عن اللحاق بهم او حتى كشفهم.. ولم تكن الأحداث الطائفية وقتل المسحيين رد فعل لأحداث بعيدة كل البعد عن كون الضحايا أقباط وربطهم بجرائم لا صلة للدين بها وإنما تتخذ مجرد ساتر لتبرير الإرهاب تجاههم.. وكأن العنف الطائفى يحتاج لمبرر أكثر من أختلاف العقيدة.. وغيرها من الجرائم والسلوكيات التى جاء معظمها حديثا كمظهر من مظاهر المدنية، وليس بسبب الفقر والجوع كما يبرر كثير من المحللين وملونين الصورة القاتمة ومتعمدى إخفاء الحقائق والتجمل.. وإنما هذه إفراز تخلى المصرى عن أخلاقه التى لم تعد تناسب القرن، فالعيب الأخلاقى لا تصلحه حكومة، خاصة وأن الحكومة هى أيضا منظومة من أشخاص أن لم يكن التعديل من الداخل لن يستطيع هؤلاء تقديم ما يغير الخارج.

هل ينظر نهضة مصر الآن للمستقبل.. أم مكتفى بالوقوف حتى يأتى الله بقوم غير القوم، أم منتظر قيام الساعة لسأمه من متابعه ما يحدث دون أن يغير ساكنا.


كتبتها فى نفس اليوم لكن من سنتين
ك. ك



17‏/04‏/2010

حكومة مقدرتش على "الحمار".. فأتشطرت على "البردعة"


سيل من الأخبار اليومية عن إنجازات وجهود الحكومة فى حل أزمات المصريين ولكن الحقيقة هى أن إخفاقات الحكومة لا تحصى ولا تعد ولكن البركة بالصحافة التى تستطيع تقديم "شراب الفسيخ" وكأنه "شربات ورد" للشعب المصرى.. ومثال بسيط انه عندما فشلت الحكومة الموقرة فى حل أزمة ارتفاع أسعار اللحمة ولم تستطع السيطرة على توحش التجار والمربين لجأت للضغط على الشعب من أجل الشعب وإطلاق مبادرات مضحكة لحل الأزمة كمبادرة بعض الأحياء لمقاطعة اللحمة للضغط على التجار والمربين..



يعنى من الأخر "مقدرتش على الحمار فأتشطرت على البردعة" مع إحترامى الكامل للمصرين وبدون أى إهانة فأنا من ضمن زمرة البردعيين.. وحتى لا يختلط الأمر على المثقفين فهناك فرق بين "البردعيين" من البردعة.. و"البرادعيين" من محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية... ولكن هل يستطيع البرادعى والبرادعيين فى حالة وصوله للرئاسة من إيقاف سيل الأخبار المسببة للهيستريا المزمنة.. فالشعب المصرى أكتفى بالعيش حاملا لقب "بردعيين" مدة طويلة والآن يحلم بتغيير يعيش فيه رافعا شعار "برادعيين"..

اسمح لى عزيزى القارئ أن اعرض عليك جزء من خبر قد يراه الكثيرين عادى خاصة لتكرار مثل هذه الأخبار يوميا.. وبالنسبة للصحفى فهذا الخبر لا يمثل اكثر من كونه خبر ينشر على احد صفحات الجرائد القومية او تبثه احد وكالات الأخبار القومية أيضا حيث لا تهتم بها وكالات أخرى معنية بما هو أهم.. ولكن من وجهة نظرى المتواضعة فأن الخبر الأتى نشره مهم جدا واذا انتبه له القارئ المصرى جيدا فإما سيضحك على سذاجة المسئولين أو "يتنقط" من غبائهم.. ولكن الأكيد أنه سيغتاظ من برودهم و"بجاحتهم"..


محلي أحد المحافظات ينضم لحملة مقاطعة اللحوم ويدعو إلى شهر كامل بلا لحوم حيث دعت اللجنة الدائمة للمجلس الشعبي المحلى للمحافظة بمقاطعة اللحوم على مستوى المحافظة لمدة شهر على الأقل مع توفير البدائل من الأسماك والدواجن والبقوليات، وهذا بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، كما أعلن المجلس عن إمكانية استمرار المقاطعة لفترة أخرى، في حالة عدم انخفاض أسعار اللحوم، لتصبح بذلك حملة مقاطعة ايجابية لإجبار تجار المواشي والجزارين على تخفيض الأسعار مع تشجيع الشركات المستوردة للحوم بتوفيرها بأسعار مناسبة.

عدة أسئلة فرضت نفسها على.. أولها كم المدة التى غابها صاحب هذه الفكرة العبقرية عن مصر..؟ وما هى أخر مرة تناول فيها لحمة...؟ ومتى كانت أخر مرة اشترى فيها دجاج أو سمك وكانت أسعارهما فى متناول الجميع خاصة بعد أزمة أنفلونزا الطيور المفتعلة من اجل مصالح أشخاص بعينهم فقط لرفع أسعار الدواجن فى مصر والتى أرتفع أمامها أسعار السمك بعد إقبال الناس عليه..؟ ومتى كانت أخر مرة تناول فيها بقوليات فى وجبات اليوم الثلاثة..؟ ومتى كانت أخر مرة مر عليه يوم تناول فيه وجبة واحدة..؟ ومتى كانت أخر مرة أكمل عشاه نوم..؟ ومتى كانت أخر مرة نام بدون تناول أى وجبة...؟

كلها أسئلة لها إجابات واضحة وهى انه لم يغب عن مصر يوم واحد إلا انه يعيش فى برج عاجى لا يختلط فيه بالمصريين.. وكانت أخر مرة تناول فيها اللحم كانت فى وجبة الإفطار قبل توجهه للعمل حيث اعتاد الآن تحويل قرص الطعمية إلى قرص همبورجر مدخن.. وبالنسبة للفراخ والسمك فهى بمثابة وجبات خفيفة يتم تناولها كتصبيرة.. وكانت أخر مرة تناول فيها بقوليات عندما كان موظف صغير قبل أن يرتقى إلى منصب يستطيع منه أن يطلق مثل هذه المبادرات الذكية ويتحول مرتبه من 300 جنية إلى 3000 جنية... وبالنسبة لباقى الأسئلة فإجاباتها بالنفى كلها..

مبادرة لمقاطعة اللحمة أسبوع.. ألا يعرف صاحب هذه المبادرة العبقرية أن الشعب المصرى يمارس مقاطعة سنوية ومنه ما هو نصف سنوى وأخرى مقاطعة شهرية وأخرى نصف شهرية للحمة... فكيف يطالب شعب معظمه يقاطع اللحمة أكثر من نصف العام منتظر الأعياد لتناولها وحاليا لم يعد حتى يجدها فى الأعياد بمقاطعتها أسبوع للحد من ارتفاع أسعارها.. وذلك للضغط على تجار اللحوم ومربين المواشى لإجبارهم على خفض أسعارها.. والدعوة للجوء للأسماك والدواجن التى أصبحت رفاهية أيضا لا يحصل عليها المصريين فلا تختلف كثيرا عن وضع اللحمة فى معظم البيوت المصرية حاليا..

الآن قارئى العزيز عرفت وأدركت ما هى وظيفة الصحافة المصرية وليست كل الصحافة المصرية حتى نكون عادلين وإنما بعضها ولكن تبقى النتيجة واحدة حتى وأن لم تكن متعمدة أو مقصودة، وهى إحداث حالة شلل جماعى للقراء.. مع حالات جلطات مسببة للوفاة فى الحال لأعداد تفوق ما خلفته الحروب العالمية من ضحايا.. بالإضافة إلى تزويد العباسية بعدد جديد من المرضى كل يوم.. والاهم من كل هذا هو إضفاء البهجة ونشر حالة الهستيريا والضحك كالتى أصابتنى فور قراءة الخبر فى محاولة للتخفيف عن أعباء الشعب المصرى..


ك. ك
15-4-2010

27‏/03‏/2010

"الصليب الأحمر" يستفز مصرى مثقف جدااااااااااااااا



جذبنى تعليق منشور على موقع "اليوم السابع" على موضوع "بالصور اليوم السابع داخل مستشفى هايدلبرج التى يعالج بها الرئيس ومحرر الصحيفة يحمل تورتة البابا شنودة لمبارك"، ومع احتفاظى برأى فى الخبر لنفسى، إلا أن هذا التعليق لم يكن ضمن التعليقات التى أيدت رأى الذى لنفسى كما سبق وقلت..

ولأن ادعاء الثقافة هو ما أرجع مصر للوراء دون أن تعطى إنذار بأنها ترجع للخلف فداست على المثقفين فشعرت بواجب قومى للضغط على زر الإنذار.. ولأهمية التعليق للدلالة على رجوع مصر بسرعة الصوت كان على أخذه كما هو من على موقع "اليوم السابع" ومشاركتكم أياى الضحك


ليه حاطين صليب كشعار للمستشفى!!!!
بواسطة: محمد حمدى

بتاريخ: الجمعة، 26 مارس 2010 - 15:08

ليه حاطين صليب كشعار للمستشفى!!!! هو المفروض ان المانيا دولة علمانية لاتدخل الدين فى السياسة والطب والحياة الاجتماعية ؟؟!!! مش المفروض يحافظوا على شعروا 5 مليون مسلم المانى؟؟!!!! زى ما النصارى فى مصر بيطالبوا لاعبى المنتخب المصرى بعدم السجود لله حفاظا على مشاعر النصارى فى مصر؟؟!!!
هى برضو مش المانيا هى البلد التى يحكمها الحزب الديمقراطى المسيحى ؟؟!!!!!!! ولا انا بيتهيألى ، ياترى فين بقى العلمانية هنا ليه لم تمنع انشاء احزاب على اساس دينى زى ما النصارى فى مصر مصدعين رؤوسنا بالدولة المدنية فى اوربا وامريكيا، ياترى فين الدولة المدنية فى المانيا دلوقتى وهما منصرين كل شيىء حتى شعار المستشفى (صليب) شعار دينى؟؟؟؟!!!!!

ولم يستفزنى فى هذا التعليق "الطويل العريض" سوى سؤال هذا المواطن المثقف حول كون شعار المستشفى "صليب"، وهنا قفز سؤال لذهنى حول مدى ثقافة هذا المواطن المدعى الثقافة وتأكيده على علمانية ألمانيا فيما يجهل هذه الإشارة الحمراء واعتقاده أن هذا الصليب موضوع للإشارة إلى ديانة هذه المستشفى..

هذا الصليب يا سيدى هو "الصليب الأحمر" إشارة أو علامة تقابلها فى الدول العربية "الهلال الأحمر"، كيف يتحدث شخص عن العلمانية والأحزاب والحريات فيما يجهل الفرق بين الصليب كرمز دينى وبين "الصليب الأحمر" رمز اللجنة الدولية للصليب الأحمر المؤسس منذ قرابة قرن ونصف القرن لمساعدة ضحايا الحرب والعنف المسلح.

ولزيادة معلومات المثقفين الغاضبين من ألمانيا وتصرفها غير اللائق كدولة علمانية ومطالبيها بمراجعة موقفها، مهمة هذه اللجنة هى العمل بصورة دائمة وبدون تحيز لصالح السجناء والجرحى والمرضى والسكان المدنيين المتضررين من النزاعات والحروب، بالإضافة إلى أنها منظمة مستقلة ومحايدة تقوم بمهام الحماية الإنسانية وتقديم المساعدة..

ولإضافة معلومات إلى قاموس الثقافة الخاص بالمعلق سالف الذكر، أن كنت ممن يمتلكون سيارة أو حتى لا تملك فهذه معلومة قد تفيدك عندما تسافر للخارج واحتجت الذهاب إلى مستشفي.. فأن كنت فى احد الدول العربية الشقيقة فأنك ستجد إشارة عليها "هلال احمر" قبلها بحوالى كيلو.. وأن كنت فى أحد دول الغرب فأنك ستجد "صليب أحمر" وهذه هى إشارة المرور الوحيدة المختلفة خاصة أن كافة إشارات المرور متفق عليها دوليا، وجاء الاختلاف فى هذه الإشارة ليس لأن الغرب مسيحى ويحب رفع الصليب على كل شئ حتى مطاعم الهمبورجر لتلاوة الصلاة الربانية على كل سندوتش، إنما لأن ليس كل الغربيين يعرفون بأمر الهلال الأحمر، وبالتالى ليس كل العرب يعرفون بأمر الصليب الأحمر وأظن أن الدليل واضح بدون نقاش..

غريبة جدا أمور بعض الناس التى تسعى للنزاع من لا شئ، بالإضافة إلى هذا الاتجاه السائد هذه الأيام والذى يهوى اقحام أقباط مصر بأى شئ يدور فى الغرب وكأن المصرى المسيحى مطالب بتبرير تصرفات الغرب وتقديم اعتذارات، فضلا عن مناداة الكثيرين ضمن هذا التيار بمعاملة المسيحيين فى مصر بمثل معاملة بعض الغربيين للعرب بصورة عامة.. ليس كلامى للتبرير أو للدفاع عن شئ فالمسيحيين ليسوا بمذنبين..

وبالنسبة للسجود لله يا سيدى العزيز.. فالمسيحيين يسجدون أيضا لله، وهنيئا لك بالمنتخب، ولكن يا ترى ما هو رد فعلك عندما يخسر منتخبنا، فى لحظة واحدة ينسى الجميع نجاحاتهم السابقة وسجودهم لله أمام الكاميرات، وكأن السجود يكون علامة للنصر ودليل على تدين اللاعبين، أما لحظة الخسارة يتحول المنتخب إلى زمرة أشرار وسجودهم ادعاءات.. هنيئا لك أيضا بالازدواجية فى المعايير.. وعفوا وقتى لا يسمح لشرح معنى ازدواجية المعايير فعندى ما هو أهم للقيام به عن النفخ فى قربة مخرمة وليست مخرومة...

احترامى وتحياتى لموقع "اليوم السابع" وشكرا على نشر التعليقات كما هى.. فتعد إضافة وإثراء لنا..



ك.ك

27-3-2010

05‏/03‏/2010

القرد فى عين أمه قرد!!



قد يظن البعض أن العنوان يحمل إهانة فالمفروض أن يكون دائما القرد فى عين أمه غزال، ولكن كيف تراه أمه هكذا وهو نسل القرود؟ كيف تراه غزال وهو قطعة منها ومن بنى جنسها؟

ليس بعيب أن ترى القردة أبنائها قردة مثلها، ولماذا لا يكون القرد مجرد قرد كما أن الغزال مجرد غزال؟.. فالحياة ليست كلها غزلان كما إنها ليست كلها قردة، حيث تتعدد الفصائل والأنواع وتختلف المواهب والكفاءات التى تميز كل منا عن الآخر...

ولعل ما يسود مجتمعنا حاليا من سطحية و"تفاهة" وإعلاء شأن الشكل والمظهر الخارجى هو ما جعل هذا المثل أكثر شيوعا.. وأصبح الجمال مقيدا بنسب ومقاييس معينة كما أصبح أيضا أهم العناصر المأخوذة فى الاعتبار لتكوين رأى حول أى شخص، والمعيار الأساسى لتحديد طبيعة العلاقة التى قد تجمعنا به مستقبلا، ولم يتوقف التسطيح عند هذا الحد بل وصل إلى أن كريم الشعر وماركة ساعة اليد والحذاء من أهم المعايير لتحديد مدى التحضر والثقافة والمعرفة!!..

وليس معنى كلامى المطالبة بالإهمال فى مظهرنا الخارجى بحجة أنها تفاهات... وإنما الاعتدال فلا مبالغة وتحويل أنفسنا لفاترينات عرض لشتى المنتجات والتنافس بالمنتج الأغلى.. ولا استهتار بأن تفوح الروائح الكريهة والتباهى بتنوع الحشرات الزائرة لنا...

ولا تتوقف المأساة عند هذا الحد بل أصبحنا فى مفرخة لإنتاج قرائن لنماذج يسعى الجميع للتشبه بها لمطابقتها للمواصفات العالمية.. قد تخبرنا الأمثلة أنه "يخلق من الشبه أربعين" ولكنه فى النهاية ليس أكثر من شبه، فلماذا لا يكون الإنسان نفسه بدلا من أن يكون آخر... أقله سيكون كيان مستقل..

وليس بغريب عن آذاننا قصة الغراب المشؤم الذى لم يرضى عن هيئته فطمع أن يكون كائن أخر أكثر جاذبية ليتمتع بإعجاب الآخرين به.. فقام بتركيب ريش ملون فى محاولة للتشبه بالطاووس فنظر له كل من حوله من الكائنات بنفور وسخرية، وما أن حاول العودة لحاله مرة أخرى حتى فشل فلم يعد غراب وفى الوقت ذاته لم ينجح فى التحول لطاووس..
لابد أن ندرك أنه ليس إنسان كامل.. فكل منا ينقصه أشياء توجد عند الآخرين وفى الوقت نفسه تميزنا أشياء حرم منها آخرين، يجب أن يشعر الإنسان بالرضا بما لديه عوضا عن المضى فى محاولة التشبه بالآخرين ولا ينجح..

قد يكون المظهر خادع إلا أن الجوهر سيتضح ولو بعد حين... لذلك يكفى أن يكون الإنسان نفسه، وليس علينا أن نخجل من مظهرنا قدر ما نخشى جوهرنا.




ك. ك

4-3-2010

27‏/02‏/2010

أنتبه: رسالة الكترونية تحمل "فنجان قهوة"



يتبادل الشباب فيما بينهم قصص ورسائل على البريد الالكترونى، وإذا حاولت البحث لمعرفة من أين بدأت رحلتها فأنك ستجد أن الراسل هذا قد تلقاها أيضا ضمن جروب أخر... إلا أن أهميتها تكمن فى الموعظة والهدف منها، وكلما حظيت بإعجاب المتلقين قاموا بإرسالها إلى آخرين وهكذا... وقد تصل أحيانا إلى راسلها الاصلى من خلال آخرين وهنا يتأكد أن رسالته قد وصلت إلى اكبر عدد... ولكن هناك من لا يصلهم هذا البريد الألكترونى فيفتقدوا الكثير من هذه القصص والتجارب المثمرة لذلك وفى هذه المساحة سأقدم "فنجـان قــهوة على الحـائط" أرسل لى على البريد الالكترونى...

"فى مدينة البندقية وفى ناحية من نواحيها النائية كنا نحتسى قهوتنا فى أحد المقاهى فيها فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل اثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها "فنجان قهوة واحد"... وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على الحائط فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد، دام هذا طوال النهار.

وفى اليوم التالى دخلنا لاحتساء فنجان قهوة فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل "فنجان قهوة من الحائط...!!!" فأحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه ثم ذهب النادل إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها فى سلة المهملات.

وما أن انزل النادل الورقة من على الحائط حتى أدركنا ما كان يحدث طبعا وهو ما جعل عيوننا تبتل بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتى تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنسانى... فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحتاجون مثلا لشرب فنجان قهوة ولا يملكون ثمنها، ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وكأنه يقوم بعمل بطولى رائع يفخر بالقيام به.. كما نرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لى بفنجان قهوة بالمجان ينظر فقط إلى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون أن يعرف من تبرع به كما أن الذى دفع ثمنه لا يهتم بمعرفه من تناول الفنجان الذى دفع ثمنه، والحائط فى هذا المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص فى قلوب سكان هذه المدينة الذين يتسابقون للجلوس بالقرب منه".





حائط يتسابق الناس للجلوس بجواره إما لترك فنجان قهوة لأخر وإما للحصول على هذا الفنجان، ولكن الأكيد هو أن التسابق هذا للجلوس بجوار حائط حى، حائط مفعم بالحياة والحب أكثر من قلوب كثيرة يعيش أصحابها بلا نبض.



فنجان قهوة يربط 3 أشخاص لا يعرف أى منهم الأخر، لا يعرف العاطى جنس أو ديانة المتلقى، لا يترك فنجان القهوة مع شرط إعطائه لمعتنقى ديانة بعينها، أو تقديمها لرجل وليس لامرأة، أو لمسن وليس لشاب، أو لأبيض وليس لأسود، لم يترك أى من هذه الملاحظات، فقط يترك الفنجان على الحائط ليأتى أخر فى احتياج حقيقى له.

فنجان قهوة يشربه شخص لا يملك ثمنه لكن يطلبه بكل ثقة فيحضره النادل بكل احترام مثلما يحضر لغيره مما يدفعون ثمنه.

كم نحتاج لمثل هذا الحائط المميز الذى يٌقدم بجواره "فنجان قهوة على الحائط"، كم نحتاج لهذا الاحترام المتبادل فى شتى علاقتنا الإنسانية، كم نحتاج لهذا العطاء والبذل، مع ملحوظة أن كل من كان يتناول هذه الفنجان مجانى كان بالفعل لا يمتلك ثمنه وليس شخص يهوى الاستغلال ومٌقبل على كل ما هو ليس من حقه، وليس بشخص بخيل يجد فى كل ما هو مجانى متعة خاصة، إنما هو شخص فى أشد الحاجة لهذا الفنجان، كم نحتاج لهذا النادل حلقة الوصل الأمينة البشوشة التى لا تشوبها كبرياء أو نظرة تعالى حيث ينظر للجميع بنفس البسمة ويقدم القهوة دون تمييز.



ك. ك

27-2-2010