27‏/02‏/2010

أنتبه: رسالة الكترونية تحمل "فنجان قهوة"



يتبادل الشباب فيما بينهم قصص ورسائل على البريد الالكترونى، وإذا حاولت البحث لمعرفة من أين بدأت رحلتها فأنك ستجد أن الراسل هذا قد تلقاها أيضا ضمن جروب أخر... إلا أن أهميتها تكمن فى الموعظة والهدف منها، وكلما حظيت بإعجاب المتلقين قاموا بإرسالها إلى آخرين وهكذا... وقد تصل أحيانا إلى راسلها الاصلى من خلال آخرين وهنا يتأكد أن رسالته قد وصلت إلى اكبر عدد... ولكن هناك من لا يصلهم هذا البريد الألكترونى فيفتقدوا الكثير من هذه القصص والتجارب المثمرة لذلك وفى هذه المساحة سأقدم "فنجـان قــهوة على الحـائط" أرسل لى على البريد الالكترونى...

"فى مدينة البندقية وفى ناحية من نواحيها النائية كنا نحتسى قهوتنا فى أحد المقاهى فيها فجلس إلى جانبنا شخص وصاح على النادل اثنان قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط فأحضر النادل له فنجان قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها "فنجان قهوة واحد"... وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين قهوة واحد منهم على الحائط فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما ودفعا ثمن ثلاث فناجين وخرجا فما كان من النادل إلا أن قام بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد، دام هذا طوال النهار.

وفى اليوم التالى دخلنا لاحتساء فنجان قهوة فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل "فنجان قهوة من الحائط...!!!" فأحضر له النادل فنجان قهوة فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه ثم ذهب النادل إلى الحائط وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة ورماها فى سلة المهملات.

وما أن انزل النادل الورقة من على الحائط حتى أدركنا ما كان يحدث طبعا وهو ما جعل عيوننا تبتل بالدموع لهذا التصرف المؤثر من سكان هذه المدينة والتى تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنسانى... فما أجمل أن نجد من يفكر بأنه هناك أناس يحتاجون مثلا لشرب فنجان قهوة ولا يملكون ثمنها، ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وكأنه يقوم بعمل بطولى رائع يفخر بالقيام به.. كما نرى المحتاج يدخل المقهى وبدون أن يسأل هل لى بفنجان قهوة بالمجان ينظر فقط إلى الحائط ويطلب فنجانه ومن دون أن يعرف من تبرع به كما أن الذى دفع ثمنه لا يهتم بمعرفه من تناول الفنجان الذى دفع ثمنه، والحائط فى هذا المقهى يمثل زاوية لها مكان خاص فى قلوب سكان هذه المدينة الذين يتسابقون للجلوس بالقرب منه".





حائط يتسابق الناس للجلوس بجواره إما لترك فنجان قهوة لأخر وإما للحصول على هذا الفنجان، ولكن الأكيد هو أن التسابق هذا للجلوس بجوار حائط حى، حائط مفعم بالحياة والحب أكثر من قلوب كثيرة يعيش أصحابها بلا نبض.



فنجان قهوة يربط 3 أشخاص لا يعرف أى منهم الأخر، لا يعرف العاطى جنس أو ديانة المتلقى، لا يترك فنجان القهوة مع شرط إعطائه لمعتنقى ديانة بعينها، أو تقديمها لرجل وليس لامرأة، أو لمسن وليس لشاب، أو لأبيض وليس لأسود، لم يترك أى من هذه الملاحظات، فقط يترك الفنجان على الحائط ليأتى أخر فى احتياج حقيقى له.

فنجان قهوة يشربه شخص لا يملك ثمنه لكن يطلبه بكل ثقة فيحضره النادل بكل احترام مثلما يحضر لغيره مما يدفعون ثمنه.

كم نحتاج لمثل هذا الحائط المميز الذى يٌقدم بجواره "فنجان قهوة على الحائط"، كم نحتاج لهذا الاحترام المتبادل فى شتى علاقتنا الإنسانية، كم نحتاج لهذا العطاء والبذل، مع ملحوظة أن كل من كان يتناول هذه الفنجان مجانى كان بالفعل لا يمتلك ثمنه وليس شخص يهوى الاستغلال ومٌقبل على كل ما هو ليس من حقه، وليس بشخص بخيل يجد فى كل ما هو مجانى متعة خاصة، إنما هو شخص فى أشد الحاجة لهذا الفنجان، كم نحتاج لهذا النادل حلقة الوصل الأمينة البشوشة التى لا تشوبها كبرياء أو نظرة تعالى حيث ينظر للجميع بنفس البسمة ويقدم القهوة دون تمييز.



ك. ك

27-2-2010