27‏/02‏/2011

سيف الإسلام يتفوق بميكي ماوس على جرذان القذافي

يعد القذافي من أشهر الحكام العرب والشخصيات التي تجذب انتباه العالم اجمع لما تفرضه شخصيته من كاريزما غير مسبوقة، فهو لا يبالي بالتقاليد أو البروتوكول الذي يفرضه عليه موقعه كرئيس دولة، ولا يوجد من ينافسه على هذه الساحة سوى أبنه ذاته سيف الإسلام القذافى الذى قال في حوار مع قناة العربية جملة جعلت منه أكثر تفوقا من والده فى إطلاق النكات السياسية الغير مقصودة وهي "أن النظام الحاكم في ليبيا قوي وليس ميكي ماوس"، ولا يعلم احد سبب هذا الربط بين النظام الحاكم وبين هذه الشخصية الكرتونية الشهيرة، وكان اللافت أيضا انه لم يتردد أو يشعر بغرابة ما قاله واستمر فى حديثه متابعا هذه الأسلوب اللاذع والكوميدى فى الوقت ذاته للهجوم على معارضيه.

وجاء "ميكى ماوس" متفوقا على أشهر جمل أبيه والتى أعتبرها العالم أطرف ما قد يسمعه وتداولها الجميع على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" حيث تمت ترجمتها للغات عديدة ليستمتع بها العالم أجمع، وأبرزها أن الكولا أفريقية الصنع حيث تصدرها البلاد الإفريقية مادة خام بسعر زهيد للخارج وتستوردها بأسعار أغلى، أن الديمقراطية هي كلمة عربية الأصل وتنقسم إلي قسمين "ديمو كراسى" وهي بقاء الحكام علي كراسيهم، ولا يمكن تجاهل تلقيب نفسه بأنه ملكك ملوك إفريقيا، في قارة معظم دولها تقوم علي الحكم الرئاسي وليس المكي.

كما تناولت خطاباته _ التي وجهها خلال الأيام الأخيرة لشعبه خلال الاحتجاجات والأحداث الدموية هناك _ كلمات عديدة كتلقيب المحتجين بانهم جرذان ويتناولون حبوب الهلوسة وغيرها من الاتهامات التي تبدو في مظهرها بشع وغير مقبول ولكن في مضمونها تكمن الكوميديا والتي لفتت أنظار العالم لهذا الرئيس الذي يتكلم عن شعبه بهذا الأسلوب فضلا عن افتقاره للغة الخطاب والتي تساءل الكثيرون حول من يكتب له هذه الخطابات أم أنه يرتجلها، وأجمع عدد لا بأس به أنه يتكلم هكذا من تلقاء نفسه حيث يطلق لخياله العنان وينطق ما يأتي في خاطره دون دراسة لهذه الخطابات وتأثيرها.

وبالرغم من طرافة كلماته إلا أن "الكتاب الأخضر" والذي كتبه بنفسه ويعد من وجهة نظره هو فقط أنه بمثابة دستور البلاد يحمل طرافة أكثر كوميدية، ويمكن تلقيب كوميديا القذافي بأنها الكوميديا السوداء لأنها علي قدر طرافتها علي قدر ما يتبعها سلوكيات دموية متوحشة.

وما كان غريب هو تصريحات أبنه سيف الإسلاف القذافي الذي من الواضح انه ورث عن أبيه هذا الأسلوب اللاذع في مهاجمة معارضيه حيث لقب المسئولين والوزراء المستقلين والرافضين للأحداث الدموية بأنهم جرذان يقفزون من المركب لظنهم انه غارق.

ك. ك
27 – 2- 2011

13‏/02‏/2011

دماء ثورة 25 يناير تعيد كرامة المصريين في الخارج.. شكراً




كنت كتبت منذ 3 أعوام تقريبا موضوعا باسم "الجنسية المصرية أول أسباب المهانة بالخارج" وذلك عقب عودتي من الأردن حيث حصلت هناك علي كورس في الصحافة الاستقصائية، وكان الموضوع علي موقع اليوم السابع ولكن لأسباب تقنية ذهب مع الريح، لكن حمدا لله كانت عدة مواقع أخري قد نقلته ووضعته علي صفحتها.

أثناء تجولي في شوارع عمان رأيت ملصق إعلاني مكتوب عليه "مطلوب عمال مصريين.. معلم بسطة قهوة وعامل بالقهوة" ولم أفهم طبيعة الوظيفة فسألت احد الأردنيين المرافقين لنا فاخبرني أن البسطة هي بمثابة كشك يقدم الشاي والقهوة، فسألته ولماذا هناك شرط أساسي أن يكون المتقدمين مصريين، فأخبرني لأنها أدني وظيفة في الأردن ولا يعمل بها سوي المصريين لأن الأردني أو غيره من الجنسيات المقيمة هناك لا يقبلون بهذه الوظيفة وإنما المصري يقبل وأجره قليل أيضا.

تأثرت جدا وشعرت بالغضب وأخبرته أنه لولا الحاجة والفقر المدقع في مصر ما كان هذا الإعلان العنصري قد علق أبداً، وعقب عودتي لمصر كتبت موضوع عن هذه الكارثة المحزنة، خاصة وأن ذلك تزامن مع المقابلة التي أجرتها وزيرة القوي العاملة عائشة عبد الهادي مع وزيرا لعمل الأردني وقتها غازي الشبيكات والتي أكدت في مؤتمر صحفي بعدها أن العمالة المصرية في الأردن بخير لأن الوزير أكد لها أنهم من أكثر الفئات المرغوبة لكفائتهم المنقطعة النظير.

ما هي الكفاءات التي كان يقصدها وقتها لا اعلم ولكني كتبت الموضوع وأرفقت الصورة التي التقطتها بنفسي، مع تصريحات الوزيرة المبجلة والتي مازالت ضمن التشكيل الوزاري ولكن بيانات الجيش أكدت أنها حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال، ولكن سؤالي يأتي قبل أن تخرج هذه البيانات، كيف أبقي الرئيس المخلوع عليها في التشكيلة الجديدة هل لأنها قبلت يد زوجته أمام عدسات التليفزيون ورآها كل المصريين، والبسمة ترتسم على وجهها وكأنها نالت رضا الله، فضلا عن أن السيدة الأولي لم تمانع أطلاقاً أن تقوم تلك الوزيرة بهذا الجرم ولم تحاول سحب يدها أو نهرها لما تحاول فعله وأنه لا يليق سوى "بستات قاعدين على المصطبة بيوزعوا عيش وواحدة كرمت التانية برغيف زيادة فباست أيديها".

رأى المصريين وزيرتهم الغير مسئولة والتي لا تقدم لهم شئ تقبل يد زوجة الرئيس ولا يعلمون لماذا أقدمت علي هذا الفعل المشين، هل أصبح تقبيل أيادى زوجات الرؤساء هي الضامن للبقاء في الوزارة أطول فترة ممكنة وليس توليهم مسئولياتهم ورضي المصريين عنهم، ولماذا لم تقبل يد الرئيس شخصياً..؟

كيف قبل بها احمد شفيق رئيس الوزراء، خاصة وأن وزارة القوي العاملة في عهدها سجلت أكثر الوزارات ضياعا وانحدارا، وكان عام 2010 عام الاعتصامات والاحتجاجات علي سياستها وسوء أحوال العمالة المصرية.

ولكن في هذه التدوينة لن أبحث كثيرا في الملفات القديمة فهناك من يقومون بالفعل بالبحث والتحقيق كما أكدوا للمصريين، ونأمل أن تأتي التحقيقات منصفة، والجزاءات عادلة لكل من أخطئ في حق المصريين وتسبب في إهانتهم وهدر حقوقهم في الداخل وفي الخارج.

في هذه التدوينة أقول وأؤكد أن هذا الملصق الإعلاني العنصري لن يتكرر مرة ثانية بعد ثورتنا الجليلة "ثورة 25 يناير" ثورة الشباب" "ثورة الحرية" وغيرها من المسميات التي تستحق ثورتنا أكثر وأكثر، وكرامتنا التي أهدرها المسئولين علي مدار عشرات السنين استردها الأحرار بنفسهم وليس بردود أفعال كانت منتظرة من الوزيرة علي ملصق عنصري يدل علي مدي الذل الذي يراه المصري في الخارج بحثا عن القوت، وكيف يراه الآخرين من متسول يقبل بأي شئ رغم أن كل عمل شريف لا يعيبه شئ وإنما يعيبه توصيف الآخرين ونظرتهم له.

دفعنا ثمن فساد وأخطاء وفشل المسئولين على مدار عشرات السنين وهو ما يضيف لرصيدنا ولا يعيبنا فنحن "شعب حمال آسية" وأثبتنا للعالم أن المصري ليس ذليلاً وليس جائعاً ومتسولاً وصمته وصبره لم يكن ضعفا إنما كان انتظاراً، وطيبة لحد السذاجة في إفراط الثقة بالمسئولين الذين خذلونا سنيناً طويلة، ولكن نحن الشعب الذي غنت ابنته أم كلثوم "إنما للصبر حدود"، وكم صبرنا وصبرت أجيال قبلنا، تحية لكل من شارك وأعاد حريتنا وحرية كل المصريين حتى وأن كان هناك من ينكر إنجاز الثورة فأن دماء الشهداء ستتكلم كل يوم، فهم دفعوا ثمن ما نحياه الآن من سعادة وحرية، وكان الثمن غالى، ولكننا لن ننسب لنفسنا شئ سوى أننا حصى صغير في جبل كبير بناه هؤلاء بحياتهم
.

لينك الخبر الذي كتبته منذ 3 أعوام على اليوم السابع وضاع لعطل ما، ولكن هذه نسخة على أحد المنتديات
http://www.esgmarkets.com/forum/showthread.php?t=60719


ك. ك
13 – 2 - 2011

08‏/02‏/2011

وداعا زمن المخبولين

لن أكون متفائلة جدا في هذه التدوينة ولكن أكتب على أمل أن تكون 2011 هي عام وداع المخبولين الذين ابتلانا بهم النظام على مدار أعوام، وهم السبب وراء كافة الحوادث التي عجز المسئولين عن تبرير أسباب وقوعها، وقبل حتى أن يفكروا يخرجون للإعلام عقب الحادث بساعات قليلة لا تكفى حتى لحصر الخسائر ليخبروا الشعب المقهور أن التحقيقات الموسعة أثبتت أن وراء الحادث مريض نفسيا.

أي تحقيقات يتكلمون عنها، ما قبل الحادث أي تلك المكتوبة على ورق ومحفوظة في أدراج الحكومة والمسئولين وتناسب كافة الحوادث وما عليهم سوى إخراج نسخة أم التحقيقات بعد الحادث والتي لا ترقى لتحقيقات المفتش كرومبو، وكم عجز الشعب عن التنفيس عن غضبه من وجود هذا الكم الهائل من المرضى النفسيين في مصر والذين يتم إطلاقهم على الأبرياء، والحقيقة أن من كانوا يعجزون عن تحمل مسئوليات إخفاقهم هم المرضى النفسيين الحقيقيين.

وأن كان فعلا وراء كل الأحداث البشعة والجرائم المتكررة في مصر مرضى نفسيين ألم يكن الأجدر البحث عن أسباب خبلهم عوض إلقاء اللوم على مرضهم النفسي، رغم أن المسئولون عما أفجع الشعب المصرى أشخاص طبيعيين جدا والدليل أنهم مازالوا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية وليس خلف القضبان ولا فى العباسية، غرق العبارة، قصر ثقافة بنى سويف، عشرات الآلاف من مرضى السرطان ومئات الآلاف من مرضى الوباء الكبدي من المبيدات المسرطنة، قتلى رغيف العيش، وغيرها من الجرائم التي أرتكبها أشخاص بررها لهم النظام بمرضهم النفسى.

أستطاع الشباب وكل من شارك في ثورة 25 يناير أن يمحوا كلمة "مريض نفسيا" من قاموس الجريمة والحوادث المصرية المفجعة التي أعتاد المسئولين أستخدامها "عشان يريحوا دماغهم من زن الشعب على الثأر.. لأنه واحد مريض نفسيا الحكومة يعنى هتعمل له ايه"، وعليه فأن كل مسئول مستقبلا عليه أن يفكر جيدا قبل أن يخرج على الإعلام والمصريين ليخبرهم بأن وراء الحادث مريضا نفسيا، ولكن قبل أن يحدث هذا عليه أن يراعى مسئولياته لأن الشعب لم يعد في قدرته أن يتحمل أمراض الآخرين ولن يعود رحيما كما كان على مدار عقود، كما أن لكل مريض نفسيا "لسه في نفسه يعمل أي حاجة" أنه يعرف أن الوقت لم يعد في صالحه وأن زمن المخبولين ولى ومضى، فوداعا زمن المخبولين.

ك. ك
8 – 2- 2011