29‏/07‏/2011

حوار عفاريتي يمكن السلفيين يفهموا

أثناء قرائتي لرواية "أحلام شهرزاد" للدكتور طه حسين، وجدت في حوار بين الملك طهمان بن زهمان ملك ملوك الجن مع أبنته فاتنة أقوي رسالة للسلفيين وغيرهم ممن ينساقون عمياناً وراء من يريدون خدمة مصالحهم الشخصية مستغلين بذلك كل شئ حتي الدين، ولا يتورعوا في شحذ النفوس بكافة الأساليب حتي وأن كانت سبب للإساءة لهذا الدين، فمصالحهم ومطامعهم أقوي من أي شئ، أقوي من خوفهم من ربنا سبحانه وتعالي.

الملك طهمان "لقد كنت أعجب آنفاً بما أوتيتِ من العلم وما بلغتِ من الحكمة يا أبنتي، ولكنى أجد الآن حزناً لاذعاً يؤذي شيخوختىي المتهالكة، لأن ما أوتيتِ به من العلم وما بلغتِ من الحكمة لم يهيئ لك وسيلة تسعدين بها غيرك، كما هيأ لك هذه الوسائل التي تُرضين بها هواكِ، وتحققين بها مآربك، وتظفرين بها علي عدوك.

وقد يكون كلامي هذا ثقيلاً عليكِ يا أبنتي، فإني جربت الملك من قبلك، وعرفت أن الحق لا يبلغ من المرارة في نفس أحد ما يبلغه في نفوس الملوك، وعرفت أن النصح لا يثقل علي أحد كما يثقل عليهم، فلكل امرئ من نفسه ما تعوَد، كما سيقول شاعر من الناس فيما يقبل من الزمان.

ونحن قد تعودنا أن تستقيم لنا الأمور، وأن تجري لنا علي ما نريد لا علي ما يريد غيرنا، ونحن قد ألفنا أن نأمر ولا نأتمر، وأن ننهى ولا ننتَتهي، وأن نُطاع ولا نطيع، فأصبح الشذوذ لنا طبيعة، والجموع لنا فطرة، والاستبداد بالحياة والأحياء لنا قانوناً، فإذا تحدث إلينا متحدث بالحق، أو دعانا داع إلي العدل، ضقنا بذلك أشد الضيق، وكرهناه أعظم الكره، ونكَلنا بمن يدعونا إليه أو يرغبنا فيه تنكيلاً".

قالت فاتنة "هل يقصر إثم الحرب علي هذه الحرب التي نحن مقدمون عليها..؟ ومتي رأيت الملوك يُقدمون علي حرب لا تدفعهم إليها شهواتهم الجامحة وعواطفهم الجائرة..؟.. إن أثرة الملوك والسادة والزعماء هي التي تثير الحرب دائماً وهي التي ترهق الشعوب دائماً.

وأكاد أعتقد أن الشعوب إنما خُلقت ليرهقها الملوك والزعماء بالحرب والسلم جميعا.. فليست الشعوب أعظم حظاً من السعادة أثناء السلم منها أثناء الحرب.. إنا ندفعها إلي الموت حين نحارب.. وندفعها إلي البؤس والشقاء حين نسالم، فهي ضحية لنا علي كل حال".

قال الملك "فقد كنت أرجو أن يهيئ لك علمك وحكمتك ابتكار لون من ألوان الحياة لا تشقي فيه الشعوب بسعادة الملوك والزعماء.. ولكني أراكِ تسيرين في الطريق التي سار فيها الملوك من قبلك.. وقد كنت أنتظر غير هذا، ولكن الظنون تكذب والآمال تخيب..".

قالت فاتنة "أنك يا أبت مستيئس مني لأني أسلك الطريق التي سلكها الملوك والأمراء من قبل، فأحيا لنفسي لا لغيرى، ولا أرفق بهذه الرعية التي لم يرفق بها احد قط.. وهذه نفسها سبب شقائي ويأسي.. فأنبئنى يا أبت ما بال هذه الرعية لا ترفق بنفسها ولا تعني بأمرها ولا تفكر في مصالحها، وإنما ندعوها فتجيب، ونأمرها فتطيع، ونوجهها إلي حيث نشاء فتتجه إلي حيث نشاء، لا يخطر لها أن تأبي إذا بلغها الدعاء، ولا أن تعصى إذا صدر إليها الأمر، ولا أن تمتنع إذا وجهت إلي حيث لا تحب..؟.. أفنكون أرفق بها من نفسها.. وأحرص علي مصالحها وكرامتها مما تحرص هي علي مصالحها وكرامتها..؟.

أليس الرجال منها والنساء والشباب والشيوخ منها يشعرون كما نشعر، ويحسون كما نحس، ويجدون اللذة والألم، كما نجد نحن اللذة والألم، ويحبون الخير ويكرهون الشر، كما نحب نحن الخير ونكره الشر، فما طاعتها لنا في غير روية ولا تفكير، بل في في غير فهم لما تؤمر به وتقدير لما تدعي إليه..".

ك. ك
29 – 7 - 2011

19‏/07‏/2011

المصرييون بحاجة إلي فرعون.. والعمل بنظام السخرة وليس بالهيئات الحكومية



بعد ثورة 25 يناير الجليلة.. اللى بفتخر أني شاركت فيها.. واللى برضو لغاية دلوقتي محققتش أي إنجازات تُذكر سوي تغيير وجه النظام الحاكم المكشوف القبيح.. إلي وجه أخر مستتر بقناع الحنية الزايدة وبيخفي نفس قسمات وملامح اللي سبقه.. ده غير الدوشة والزحمة الإعلامية اللي بقينا فيها.. وبرامج التوك الشوك اللا نهائية وكأن الكلام مش بيخلص.. وكله عمال يلت ويعجن في نفس اللبانة اللي كانت في الأول مسكرة وجميلة.. لكن دلوقتي خلاص السكر بتاعها راح وبقت مملة ومش جايبه غير وجع الدماغ والصداع.. وكله مهتم مين اللي هيحكم ومين اللي هيقطع التورتاية.. ومين اللي هياخد الحتة اللي فيها الكرزاية.. وهكذا.. ومحدش مهتم بالبلد رايحة فين ولا جاية من اين.. المهم أنها موجودة ومش هتطير..

إنما يطلع بني آدم واحد يتكلم عن تغيير أخلاق الشعب مفيش.. واحد يقول كلمة حق ويتكلم عن أن الفساد بقي في كل البني آدمين خاصة موظفي الهيئات الحكومية.. وأن مش محاسبة الروس الكبيرة بس هي اللي هتخلي البلد فلة.. لأن الأخطبوبط راسه كبيرة لكن رجليه طويله وكثيرة وهي اللي بتأذى بجد.. وأنه لو حتي نزل ملاك من السما يحكم المصريين هيكفر ويقول أروح جهنم أرحم..

وبعيد عن كل اللت والعجن ده برضو.. أنا قررت مكونش من النظام القديم.. وأغير وأبقي 24 نظام من الجديد.. ونزلت أشارك بصورة إيجابية في الثورة اللي لسه مستمرة.. وأعلن عضويتي في حزب الكرامة.. وطبعا روحت الشهر العقاري.. وياريتني ما كنت روحت ولا فكرت أغير النظام.. لأني واخده عهد علي نفسي أنى مدخلش أي مصلحة حكومية إلا لضرورة ملحة تتوقف عليها حياتي.. زي تجديد البطاقة مثلا أو إستخراج رخصة السواقة.. إنما الإنضمام إلي حزب والمشاركة الفعالة مكنتش ضمن أولوياتي قبل الثورة.. ومكنتش ضرورة ملحة.. إنما لما حسيت اليومين دول بضرورة المشاركة حسيتها حاجة ملحة ولازم أتخلي عن مبدأي وأدخل مصلحة حكومية.. واليوم أعلنها مش هدخل تاني إلا لو عايزة أستخرج شهادة وفاتي.. ومظنش أني أنا اللي هحتاجها إنما الورثة من بعدي هما اللي هيضطروا يروحوا يطلعوهالي مع إعلام الوراثة.. عشان يورثوا ممتلكاتي..

ساعتين عذاب ونضال مش عشان أعمل التوكيل وأوثقه.. لأ.. عشان ألاقي حد يرد علي سؤالي هو مين الموظف المختص.. ولحظي العاثر أنا وعشرات المواطنين اللي زي.. واللي روحوا بخيبة الأمل بعد ساعات طويلة ضاعت هباءا.. فأن المسئولين فى الشهر العقاري اللي انا روحته 3 ستات.. ده غير أن كل الموظفين اللى هناك مصابين بالبلادة والبلاهة والطرش الأزلي والتناحة اللا متناهية بالإضافة إلي شوية غلاسة ورخامة ولا آدمية مغلفة بصوت عالي كالنعير بالظبط مع قلة أدب.. عشان تدينا التركيبة النهائية موظف بالهيئة الحكومية..

ورجوعا للسؤال عن الموظف المختص إضطرت للتجول في الأروقة والحجرات مش أقل من 20 مرة.. ونزول السلم وطلوعه مرتين تلاتة.. وفي الأخر معرفتش الإجابة علي سؤالي.. وروحت وأنا بضرب كف علي كف من صعوبة السؤال إللي أصعب من أسئلة الثانوية العامة.. وأن مصلحة الشهر العقارى بحالها مفيهاش موظف واحد يعرف العقود بتتوثق من اين وازاى.. ده غير عشرات المواطنين اللي كانت حالتهم زي مع إختلاف العقود اللي هما عايزين يوثقوها.. لدرجة أن رجال في أعمار كبيرة كانوا بيبكوا عشان بس حد يرد عليهم رد ميطلعهمش وينزلهم السلالم ألف مرة..

احنا محتاجين ثورة تغير الشعب.. ومش تغيره بالمعني المعنوي اللطيف اللي كل الرومانسيين اللي بيطلعوا علي الشاشة اليومين دول بيقولوه وأن الشعب كان مقهور ولازم حد يجي يدلعه بقي.. في دعاية إنتخابية ليه.. لأن مصر محتاجة تغيير جذرى يعني بشر غير البشر.. ولا أظن أن تدليع المصريين هيخليهم أفضل.. بالعكس تدليلهم هيفسد حبة الحاجات العدلة القليلة اللي في طريقها للإنقراض.. أحنا شعب محتاجين فرعون وزمن السخرة عشان نعمل حاجة عدلة.. وزى ما سمعت جملة عجبتني جدا وتسببت في مشاجرة كبيرة بيني وبين إحدي الزميلات في موقع الشروق.. وهي "أحنا شعب مينفعش يعمل حاجة عدلة ومحترمة غير بالسخرة.. أحنا بنينا الأهرامات بالسخرة.. وحفرنا قناة السويس بالسخرة.. ومن بعدها معملناش حاجة عدلة تانية العالم كله يتكلم عنها..".. وأظن أن صاحب الجملة دي محق جدا.. أحنا لما بنحب نسوق لمصر ونعمل إعلانات أو نعيش الدور.. لازم نتكلم عن حضارة الأهرامات وأد ايه احنا شعب عظيم عشان بنيناها.. ولما بنقول أننا بلد ذو موقع إستراتيجي جذب أنظار العالم والمحتلين بنتكلم عن قناة السويس.. وهنا بتنتهي كل عناصر تسويقنا لمصر وللمصريين.. وده معناة أننا فعلا محتاجين سخرة عشان نعمل حاجة جديدة نفتخر بيها ونسوق بيها مصر في صورة مختلفة شوية.. بدل ما بقالنا سنين طويلة عايشين علي قفا إنجازات أصحابها ماتوا وأنقرضوا..

وفي النهاية في كذا سؤال محيرني جدا ونفسي أعرف إجابتهم..
توثيق العقود في مصر منين..؟؟
موظفين الشهر العقاري بيشتغلوا ايه.. وبيروحوا الصبح يعملوا ايه.. وبيقبضوا مرتب ليه..؟؟
مين اللي بيدفع للمواطنين ثمن علاج الضغط والسكر والشلل وحرقة الدم اللي بيصابوا بيها بعد محاولة فاشلة لإنهاء أوراق من المصالح الحكومية...؟؟
أزاى الرجل المصري بتاع كله ويقدر يعمل أي حاجة خاصة الحاجات الوحشة وهو في أحلك الظروف.. يعنى أزاى مواطن متبهدل في المصلحة الحكومية وورقه مخلصش وليه نفس يعاكس.. وأزاى رجل مسن ماشي علي عكاز وطالع عينه عشان يخلص ورق وبرضو ليه نفس يعاكس أكتر من مرة..؟

ورجاءا ياريت ياريت نوقف تعينات الستات في المصالح الحكومية رحمة ورأفة بالمواطنين.. ونطلع كل الموجودات حاليا معاش مبكر أي أن كان عمرها.. ومن غير مكافأة نهاية الخدمة..

ك. ك
19 – 7 - 2011

15‏/07‏/2011

أعطي وعداً بأن يعيش الحلم معها.. وأقتسم تحقيقه مع صورة لها!!!





لمن لم يشاهد فليم الكرتون "up".. الأبطال هما "فريد زين" الرجل العجوز الذي حلم بالذهاب للعيش بجوار شلال الفردوس ... وساعده علي تحقيق حلمه "رامز" هذا الطفل الوحيد الذي يبحث عن الانتماء إلي أي شخص يخرجه من وحدته ... كما انه بالمقابل - البطل العجوز- حقق له حلمه أيضا بوضع شارة مساعدة العجائز ليكمل مجموعة شاراته ليصبح مستكشفا...
وهناك "إيلي" هذه الطفلة المشاغبة ذات الشعر المنكوش والأسنان المكسورة التي أحبها البطل وأحبته رغم الاختلاف الشديد بينهما.. فهي كثيرة الكلام وهو مستمع جيد ولا يمكن أن أنسي جملتها "عارف.. أنت بتتكلم بالقطارة.. أنت تحفة"..




كما أن "إيلى" تعبر عن أحلامها وأفكارها بجرأة وهو يكتفي بإيماءات وهمهمات بسيطة تعبر عن مشاركته إياها الأحلام ذاتها.. جريئة جدا.. حالمة إلي ابعد الحدود.. تهوي الترحال والسفر.. وضعت خطط لرحلات ومغامرات.. وجعلت من دفتر صور وهمية مستقبلا لها تعيش فيه كل يوم مغامرة رسمتها في خيالها تنتظر تحقيقها علي ارض الواقع.. حتي ظهر في حياتها هذا الطفل الهادئ الخجول.. الجبان بعض الشئ الذي يقتسم معها شغفه بالمغامرة رغم عزوفه عنها... والذي يكتفي بابتسامة مؤيدة.. وأسماء الشخصيات تلك هى وفق النسخة المدبلجة للعربى..
يمر الفيلم ولا نجد من هذه الطفلة سوي مشاهد صامته تحكي مرور الأيام والسنين وتتزوج من هذا الطفل الذي أصبح فيما بعد فتى أحلامها كما يبدو.. وجمعتهم سنين حب ووفاء وسعادة حتى أصيبت بالمرض ورحلت تاركه اياه فى حزن ووحدة.. يعيش حياته وفق روتين عقب رحيلها.. وعيناه مثبتتان دائما على صورتها فوق المدفأة.. يا له من حب ووفاء نادر..

كما أنطوي دفتر المغامرات الذى رسماه سويا على مدار سنين طفولتهم.. ليصبح ذكري كما أصبحت هذه الطفلة والزوجة الكهلة أيضا ذكري في هذا الفيلم.. ذكري دفعت بأحداثه.. حيث سعي البطل لتحقيق مغامراتها وحلمها التي عاشت وماتت دون تحقيقه وهو الوصول إلي شلال الفردوس..





روعة الفيلم تجسدت فى حالة الوفاء والإخلاص اللامتناهية التي ظهرت بين بطلي الفيلم رغم الفروق الجوهرية بينهما والتي لم تمنع ارتباطهم والبقاء معا حتي فرق بينهما الموت.. ولكن ذلك لم يقف حائلا أمام عدة أسئلة ساورتنى.. وهى:




أين اختفت تلك الطفلة المغامرة المشاكسة.. وتحولت إلي تلك المرأة التي فيما بعد أصبحت كهله ومجرد صورة فوق المدفأة وذكري في ألبوم...؟


أين اختفت المغامرات التي تقاسموها سويا علي ضوء الشمعة داخل هذه الخيمة التي قاموا بنصبها في حجرته عندما كانا طفلين....؟

هل استحقت الحياة والزواج من هذه الرجل التضحية بكل شئ.. ولم تساورها طوال هذه السنوات تساؤلات حول حياتها ومغامراتها التي حلمت بها ووعده لها بتحقيقها سويا..؟


كيف أهمل هذا الرجل أحلام من أحبها وأحبته والتي كانت في وقت ما بمثابة حياتها كلها... حتي تزوجت منه واختارت أن تبقي زوجة مخلصة حتي الممات..؟

لماذا انتظر بطل الفيلم كل هذه المدة لتحقيق حلمهما والذي أعطاها وعدا بتحقيقه معها حتي اقتسمه مع صورة لها فوق المدفأة...؟







هل ماتت هذه السيدة راضية عن حياتها وما أنجزته فيها.. ووجدت في التخلي عن جزء من شخصيتها ثمنا جيدا للبقاء مع من تحبه والذي يختلف عنها في هذا الجزء الذي تخلت عنه...؟

هل تحقيقه للحلم الذى وعدها به بعد وفاتها يعطى للحلم قيمة بأثر رجعى خاصة وأنها لم تكن موجودة فعليا وقت تحقيقه.. وهل يعنى ذلك أنه وعد فأوفى..؟

وبعيدا عن أحداث الفيلم التي جذبتني بشدة لما فيها من حب ووفاء وإخلاص وتضحيات يبقي سؤال واحد..
لماذا يحتاج الحب دائما للتضحية من جانب شخص واحد ولا يمكن اقتسام التضحيات سويا.. ؟


وأن كانت بطلته قدمت تلك التضحيات وتخلت عن حلم طاردها سنوات.. ولم تشعر بحزن أو ندم على ما فوتته.. فهنيئا لها.. ويا ليتنى أحظى بما حظت به من سعادة ورضى عن النفس وتحقيق للذات.. وتلك الأبتسامة على شفاهي عند الرحيل من هذه الدنيا لملاقاة حياة أخرى مجهولة.. أما إذا كان تخليها عن هذه الأحلام جعلها تشعر بخيبة أمل.. وأن لا مفر من الواقع وعليها أن ترضى سواء شئت أم أبيت.. فيا لها من خسارة لا يمكن تعويضها.. لأننا لا نملك سوى حياة واحدة نحياها..

ك. ك
27- 11- 2010


01‏/07‏/2011

النهاية


"النهاية" أو كما نراها في الأفلام "The End".. هو ذلك المصطلح الأخير الذي لا يأتي بعده كلام أو مشاهد أخرى.. لذلك نبغي دائما أن تكون النهاية سعيدة.. وكأن هذه النهاية هي خاتمة حياتنا.. فمن يحب ينتظر النهاية السعيدة لحبه.. ماذا عما بعد هذه النهاية.. أليس هناك بداية.. فكيف تنتظر نهاية شئ من المحتم أن تكون له بداية جديدة.. فقد تنتهي قصة حب طويلة بالنهاية السعيدة التي يريدها أصحابها بالزواج.. وهي النهاية السعيدة الوحيدة المتعارف عليها في مجتمعنا الشرقي فقط.. حتي وأن لم يكن الأزواج سعداء فيما بعد.. كما يحدث في الأغلبية.. لكننا كشرقيين لم نحاول تفسير هذه الظاهرة والنهاية.. كما أننا لم نحاول حتي وضع نهاية أخري غير الزواج تحت بند النهايات السعيدة.. فقد تكون سعادة الشخصين الحقيقة في الفراق لأنه لن يكون لحبهم عمر أطول مما عاشه.. وفكرة الزواج لاحقا فكرة مدمرة لما تبقي بينهم من مشاعر أقل من أن تكون حبا..

وفي رأي أن الزواج هو أحد النهايات.. ولم أضعه حتي في خانة النهايات السعيدة.. لأنه قد ينتهي محبين بالزواج.. وتبدأ حياة جديدة تأتي معها كآبة وكره ونفور لم يتخيلوا قط في أسوأ كوابيسهم أنها قد تطالهم.. وقد ينتهي محبين بالفراق وهم متآلمين مجروحين ولكن راضيين قانعين لا يحمل أي منهم ضغينة أو كره للطرف الأخر.. حاملين فقط ذكريات سعيدة.. يأتون علي ذكرها من وقت لآخر كلما جاء ذكر هذا الشخص الغائب.. ومن أبعدته الدنيا رغما عنهم.. وتبدأ لهم حياة أخري جديدة أكثر سعادة من تلك التي سبقتها..





أعلم أن الحلم بأن نبقي مع من نحبهم هو ما يدفعنا بالتفكير والإنشغال بكيف ستكون نهايتنا.. معهم سعيدة.. أو بدونهم تعيسة.. دون أن نضع إحتمال ضعيف أن تكون نهاياتنا معهم ستكون تعيسة مدمرة لكل ما يربطنا وصولا لأقل مشاعر إنسانية قد يكنها الأشخاص لبعض.. وذلك لأننا نفقد القدرة علي الحكم السليم لأننا متأثرين بما نحياه من مشاعر حب حالمة..


لذلك لماذا ننشغل ونحن في خضم الحب والسعادة بالنهاية عوضا عن أن نستمتع ونحيا مع من نحبهم لحظات قد يكون تكرارها مستحيل أي أن كانت النهاية معهم سواء أن كانت سعيدة أو تعيسة.. وقد ننشغل برسم نهايات عديدة ويأتي القدر بنهاية غير متوقعة.. أو تنتهي حياتنا دون أن تنتهي قصة حبنا..


الإنشغال بالنهايات يضيع علينا ما تحويه القصة بين طيات البداية والنهاية التي هي أهم بكثير من كيف بدأنا وكيف سننتهي..


ك. ك


1- 7- 2011