23‏/04‏/2012

السفارة الإسرائيلية والأمريكية.. ملاذ بؤساء المصريين في حكم الإسلاميين


حملتها بين ذراعي أمام مجلس الشعب منذ يومين وشعرت بدقات قلبها قوية وكدت أبكي لحالها وحال والدها البائس.. لم أكن أعرف أنها حبيبة محمد عبدالله عبد العظيم.. تلك الطفلة التي تناولت عدة وسائل إعلام قصتها منذ 3 سنوات تقريباً.. واستضافها معتز الدمراداش عام 2010 في برنامجه 90 دقيقة بحضور الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب وقتها.. 


بعيداً عن كل هذا سوف أحكي قصة لقائي مع حبيبة ووالدها.. كنت في انتظار نائب بارز ومعروف بمجلس الشعب لإجراء حوار معه للجريدة التي أعمل بها.. ولأني لست بمحرر برلماني فلم يكن من حقي دخول مجلس الشعب إلا بتصريح من رئيس المجلس.. ولذلك توجهنا لبهو الفندق الذي يقيم به بجوار المجلس لإجراء الحوار.. وعندما انتهينا عدت مرة أخري لمجلس الشعب للقاء زميل لي أمام باب مجلس الشوري.. وفوجئت بحضور الأستاذ محمد عبدالله ويحمل حبيبه أبنته علي كتفه ويحمل في اليد الأخرى رزمة أوراق ضخمة.. ولأنه رجل ملتحي ولأن النائب الذي كنت أجري معه الحوار معروف وكل من يراه في الشارع يلقي عليه التحية ظننت أن هذا الرجل قادم أيضاً لإلقاء التحية عليه.. 


ولكن ما حدث كان العكس تماماً حيث سأل الأستاذ محمد عبدالله النائب عن مقر السفارة الإسرائيلية.. ففوجئت أن النائب يصف له من أين يذهب ودون أن يسأله عن السبب.. حتى خرجت الكلمات من فم عم محمد موجعة حين صرخ وقال "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا".. لم أفهم شئ أنا وزميلي والنائب.. شعرت بخوف فحاولت أنا أن أهدئ الرجل.. ولكنه راح يردد "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا.. أحنا درجة ثانية يا بيه".. وهنا سأله النائب ماذا يقصد بكلامه.. فقال محمد "ده كلام وزارة الصحة يا باشا.. بنتي اخدت جرعة تطعيم غلط جابت لها شلل وعمي وبقالنا سنين متبهدلين ومعانا موافقة للعلاج في الخارج علي نفقة الدولة لكن مش معانا تأشيرة وانهاردة وزارة الصحة قالت لنا متجوش تاني عشان انتوا درجة تانية وملكوش ثمن.. حتى الدوا مش عايزين يصرفوه للبت.. حرام عليكوا يا كفرة"..


لم يستطع النائب أن يقف أكثر من ذلك فاستأذن منه وقال له احكي قصتك للزملاء فهم صحافة قد يساعدوك.. فصرخ الرجل مرة أخري قائلاً "صحافة ايه حرام عليكوا انتوا جوة في التكييف واحنا بنموت ده أنا روحت قناة الرجاء بتاعت المسيحيين والناس هناك قابلوني أحسن منكوا ووعدوني أنهم يتكفلوا بكل العلاج بس أنا أخد التأشيرة عشان أسافر بالبت برة وأنتوا حتى مش عايزين تسمعونا ربنا ينتقم منكوا قلتوا هتساعدونا مهي لو رقاصة ولا واحدة لابسة عريان هتدخلوها وتساعدوها أنا عايز أروح السفارة الإسرائيلية عشان تساعد بنتي عشان هناك هيعامولنا زي البني آدمين".. التفت النائب وقال له بتهكم "روح السفارة الأمريكية أقرب وهيساعدكوا أسرع".. وانصرف النائب وترك الرجل معي أنا وزميلي.. 


حاول زميلي تهدئة الرجل الذي ثارت ثورته عقب رد النائب.. واقترح عليه أن يحاول الدخول للنائب أكرم الشاعر رئيس لجنة الصحة قد يستمع لشكواه.. رفض الرجل أي اقتراحات بخصوص طلب المساعدة من البرلمان واصفاً أياه بأنه برلمان البشوات وقال "يا بيه دول تجار ذهب ورجال أعمال وبشوات هيحسوا بينا أزاى ولا يساعدونا ليه.. هما خلاص وصلوا للي هما عايزينه وبعد كدة هيدوسونا".. هنا تدخلت فى الحوار وحاولت اقناعه أن يحاول مقابلة أكرم الشاعر.. فوجدته ينزل حبيبه من علي كتفه ويُجلسها علي فيسبا تركن في الشارع ويطلب من مجند أن يمسكها حتي يُخرج لي أوراق وقصاصات جرائد تناولت قصة ابنته.. حاولت أن امنعه وأؤكد له أني أصدقه ولا يجهد نفسه خاصة وأنها حقيبة كبيرة.. ولكنه أصر.. وهنا وجدت نفسي أسند حبيبة علي الفيسبا فشبكت يدها في ذراعي فحملتها وتأبطت هي ذراعيها حول عنقي ونامت.. 


حكي لي الأستاذ محمد عن قناة الرجاء المسيحية التي تريد مساعدته لكن في انتظار التأشيرة التي يعجز عن أخذها منذ 3 سنوات.. وقال لي "تخيلي يا أبلة ده المسيحيين بيعاملونا أحسن ولما أروح القناة يستقبلوني كويس ومهتمين بمشكلتنا وفي قسيس كمان بيقابلني".. ثم أخذ يشرح لي أشياء كثيرة ولكني كنت عاجزة عن التركيز حيث كنت منتبه لدقات قلب هذه الطفلة البائسة التي لا حول لها ولا قوة.. يأتي بها والدها البائس المحبط من قرية دنشواي في هذا الطقس الخانق ليجد أن حرارة الجو تلطف عليه برودة قلوب المسئولين.. وهنا قاطعته وسألته عن رقم تليفونه المحمول لإعطائه لشخص قد يساعده فقال لي "انا مش معايا تليفون ولا بقي معايا أي حاجة".. فسألته كيف أصل له فأعطاني عنوانه.. وحاول أن يحكي لي باقي القصة فاستأذنت منه لأني لابد أن أرحل.. نظر لي بعينيه الدامعتين وسألني بكل رجاء كيف سأساعده.. عجز لساني عن الرد والوعد ولكني قلت له سوف أفعل ما أستطيع فعله..


والآن ها أنا لا أستطيع فعل شئ سوي كتابه هذه السطور.. ولكني أتساءل كيف لم يختلف وضع هذا الرجل البائس منذ 3 سنوات حين كان البرلمان في قبضة الحزب الوطني.. الذي أكتفي وقتها الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب أن يبدي تعجبه من إصابة حبيبة بالشلل والعمي جراء جرعة تطعيم أخذها أطفال آخرون ولم يصابوا بأي شئ.. وعقب ثورة 25 يناير وبعد أن أصبح البرلمان في قبضة الإسلاميين أقترح عضو بارز بالبرلمان علي والد حبيبة أن يذهب للسفارة الأمريكية عوض السفارة الإسرائيلية لأنها الأقرب والأسرع في الاستجابة..


هل السفارة الإسرائيلية والأمريكية هي ملاذنا الآن يا نواب الشعب !!!  


لا أريد من هذه التدوينة سوي مساعدة هذا الرجل البائس.. وبالنسبة لأداء البرلمان فلم تعد تجدي الكتابة أو النقد..


عنوان حبيبة محمد عبدالله
قرية دنشواي – مركز الشهداء – المنوفية
محمد عبدالله عبد العظيم ابو عامر


لينك يثبت تناول حلقة معتز الدمراداش لقصة حبيبة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=174145




ك. ك
23 – 4 – 2012      

21‏/04‏/2012

حازمون مصرون.. اسماعين اهم من الدين !!



انا تخيلت ان انصار ابو اسماعين هيتقلبوا عليه لما يكتشفوا أن مرشحهم وشيوخ السلفيين خدعوهم وساقوهم زي القطيع عشان يقولوا نعم للإعلان الدستوري بحجة أنها نصرة الشريعة.. وعشان مش يجي رئيس يحكم مصر ويكون جاسوس وحش زي البرادعي زي برضو ما فهموهم.. وأن كل ده مطلعش حقيقي وكان حشدهم لقول نعم مجاملة للعسكري وكيد في الليبراليين والعلمانيين مش أكتر..  وعشان المسيحيين الزنادقة عايزين يلغوا المادة الثانية من الدستور..

لكن فوجئت انهم بعد ما اكتشفوا كل الزيف ده.. وأن نعم اللى قالوها دي ليس لها علاقة بنصرة الشرعية لا من قريب ولا من بعيد.. ولا مساس بالمادة الثانية من الدستور.. خرجوا يطالبوا بالغاء المادة 28 من الاعلان الدستوري وبيطالبوا بترشيح ابو اسماعين حتى لو امه امريكية..

طيب انتوا لغيتوا عقلكوا ماشي.. عايزين رئيس لمصر امه تحمل جنسية دولة انتوا عايزين تجاهدوا ضدها ماشي مش مشكلة برضو.. لكن مضايقتوش للحظة أن مرشحكوا والشيوخ كذابين.. وزجوا بالإسلام في معركة وهمية وحشدوكوا للدفاع عنه.. لكن الحقيقة كانت عملية الحشد لنيل رضي العسكري.. هل إرضاء العسكري أغلي وأهم من الشريعة.. وهل رضي العسكري عن مرشحكوا..!!

خرجتوا حرقتوا الاعلان الدستوري في محرقة فى التحرير الجمعة 20 أبريل 2012.. ازاى تحرقوا إللي اعتبرتوه يوم 19 مارس 2011 كلام منزل من عند الله.. وخرجتوا آلاف تحتفلوا فى الشوارع بالنصرة في غزوة الصناديق علي العلمانيين الكفرة والمسيحيين الزنادقة..!!
خرجتوا دلوقتي تقولوا يسقط حكم العسكر.. مش هما دول العسكر إللي انتوا برضو خرجتوا آلاف تقولوا يا حلاوته يا جماله بعد الإعلان الدستوري.. ولا عشان لقيتوا أن العسكري مظبطش مرشحكوا زي ما انتوا ظبطوه في غزوة صناديق الاعلان الدستوري.. عملاً بمبدأ لقمة قصاد لقمة.. خرجتوا تقولوا له هات اللقمة اللى عليك.. العسكري مش بيأكل حد في بقه.. ولا نسيتوا عبد العال لما قال لمراته سكينة لما أكلك بإيديا أكل أنا بإيه.. يا ساتر..

من يعيش بلا مبدأ يظل هكذا بلا هوية.. وانتم بلا مبادئ..
ومن يستغل الدين واسم الله بهذه الصورة المقززة لنيل  أغراضه ومطامعه.. يظل هكذا بعيداً عن الله.. والدين برئ منه..
وبالرغم من كل هذا ترفعون شعار سنحيا كراما.. أي كرامة تتحدثون عنها..!!

ك. ك
21 – 4 – 2012

19‏/04‏/2012

"كنيسة كوميدي تتحدي البلل".. صفحة لا أطالب بغلقها


لا أريد الدخول في مناقشات جدلية عقيمة.. أو أثير تساؤلات يجردها البعض من حقيقتها ويفتش النوايا ويصبغها بصبغة طائفية متعصبة.. ولكن تنتابني الدهشة حيال عدة أمور برزت بقوة عقب ثورة 25 يناير.. التي لم اعد متاكدة هل هي ثورة كاملة الأركان كما حلمت وشاركت فيها أم مجرد احتجاجات تم احتوائها لتعود البلاد لنظامها البائد ولكن بوجه أكثر قبحاً.. زادت من تشوهه العنصرية التي كشفت الأيام أنها مكون رئيسي من الشخصية لشرائح كبيرة من المصريون.. والكراهية التي تكنها هذه الشرائح للآخر أي أن كان.. وعلي استعداد لإضطهادها بداية من السباب والشتائم وحتى التهجير وإراقة الدماء..

أين كانت تلك الكراهية والعنصرية دفينة خلال العقود الماضية.. ألم تكن سجينة القمع الذي مارسه النظام السابق علي الجميع سواء.. هل حولت الحرية التي جائت بها ثورة 25 يناير تلك الطيور الداجنة الحبيسة إلي وحوش جارحة تهيم بكل قوة لتقتنص من شاركوهم نير الظلم والاضطهاد مثلهم.. هل حررت الحرية أسوأ ما فيهم من رفض الأخر وكراهيته والرغبة الشرهه فى الترصد له والتخلص منه..

عندما أصدر القضاء حكم بحبس سكرتير مدرسة قبطي في أسيوط 6 أعوام بتهمة ازدراء الأديان وسب الرسول.. بُنيت القضية كلها علي اتهام زميل سلفي له.. دون أي أدلة مادية كتسجيل صوتي أو كتابي أو أي أن كان سوي هذه رواية هذا الزميل.. واحتشد الآلاف امام مقر المحكمة طوال نظر القضية ومنع محاميه من الدخول والتعرض لهم.. أرفض التهكم أو الإساءة لأي معتقد أو دين أو شخص ذو حيثية ورمز.. ولكن هل من المعقول أن تُبني قضية علي رواية شخص..

إضافة إلي تلك القضايا التي أعتمدت في بنائها علي المواقع الالكترونية وأشهرها قضية ازدراء الأديان الخاصة برجل الأعمال نجيب ساويرس لوضعه صورة لشخصيات ميني ماوس ترتدي النقاب والجلباب واللحية.. وغيرها ممن اتهموهم بإهانة رموز اسلامية في تعليقات علي صفحاتهم الخاصة..

أؤمن بحرية الرأي والتعبير.. وأري ان الإهانة واستخدام الألفاظ النابية بحجة الحرية لا تعبر سوي عن شخصية من يستخدمها ولا تقلل من شأن من يسبهم.. ولكن صفحة مثل "كنيسة كوميدي تتحدي البلل" والتي قام أكثر من 3 آلاف شخص بالتسجيل عليها لإهانة الدين المسيحي ورموزه وشخصياته وصولا إلي كل من يعتنقه من أشخاص يمارسون السياسية.. عن أي شئ تعبر!!.. سوي تضخم العنصرية والكراهية لدي فصيل ضد أخر.. وبرغم أنه في صميمي اعرف أن الكتابة عن هذه الصفحة يعطيها قيمة وأهمية.. لكن لم أستطع منع نفسي من الكتابة..

لا أطالب بغلقها عن طريق الريبورت لها لأنها لا تنتقص من العقيدة المسيحية أو رموزها.. والله قادر علي إحتواء كل من شارك ويشارك عليها فهم صغار النفوس.. من لا يملك أي شئ يجد في إهانة الآخرين والتحقير منهم تعزيه لفشله وفقره.. فالكتاب المقدس قال "شجعوا صغار النفوس".. وكان يقصد بها تلك النفوس المعذبة السقيمة التي لا تعرف عن سلام وفرح الروح أي شئ وتحتاج للصلاة من أجلها..

ك. ك

19 – 4 – 2012