31‏/03‏/2012

جوجل يعرف أكثر..!!



عندما رأيت "بوست" علي "الفيس بوك" يُثبت أن محرك البحث جوجل "فلول".. مستشهداً بترجمة جملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" من اللغة العربية للإنجليزية علي قاموس جوجل والتي تأتي بـ "Dr. Srour".. لم أصدق بالطبع.. ولكن التحدي تحت البوست الذي قال "ولو مش مصدق وبتقول فوتو شوب جرب بنفسك".. دفعني للتجربة.. وجاءت النتيجة حاسمة قاطعة بأن الترجمة هي "President of the People"...



تنفست الصعداء وتأكدت أن هذه مؤامرة "فوتو شوبية" لشباب دماغه فاضيه.. ولكن شعرت بأن هناك خطأ ما.. فقمت بمراجعة الصفحة مرة أخري فوجدت أني طلبت ترجمة جملة "رئيس مجلس الشعب" وكانت ""President of the People هي الترجمة.. وفوجئت أن هذه الترجمة جاءت هكذا لأنني تجرأت ورفعت الكلفة ووضعت المنصب دون ألقاب.. فأعدت كتابتها مرة أخري ولكن مسبوقة بلقبين لتصبح الجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" وكانت الترجمة وبكل وضوح "Dr. Srour".. حتى جوجل يهتم بالألقاب ولا يرفع الكلفة أبداً حتى بسقوط النظام.. أصيل يا جوجل والله..


لا أريد سوي أن اسأل عدة أسئلة بلهاء وهي.. هل هذه ترجمة لغوية سليمة لجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب من اللغة العربية للغة الإنجليزية.. بمعني أننا نجد في القاموس العربي إنجليزي والعكس هذه الترجمة أم أنها في قاموس جوجل وحده.. وهل في أي بقعة من العالم إذا ما قمت باستخدام قاموس جوجل لترجمة هذه الجملة هل ستظهر الترجمة ذاتها.. أم سيظهر اسم رئيس مجلس الشعب في الدولة التي استخدمت فيها قاموس جوجل.. بمعني أنها خدمة يقدمها جوجل بالمجان لرؤساء مجالس الشعب.. وفي حال دولة لا يوجد لديها مجلس شعب هل سيتعذر علي جوجل ترجمتها ويأتي لي برسالة بان هناك خطأ ما أو عجز في القاموس اللغوي لديه..

ولماذا هذا المنصب بالذات دون عن أي منصب أخر في الدولة الذي يقوم جوجل بترجمته هكذا.. هل كان جوجل يضمن بقاء سرور رئيساً لمجلس الشعب مدي الحياة.. أم انه منصب يُلغي بوفاته خاصة وأنه بقي فيه طوال واحد وعشرون عاما.. ومن صاحب هذه الفكرة الألمعية بأن يقوم قاموس جوجل بترجمة هذه الجملة للدكتور سرور.. وهل المنتظر الآن أن يقوم جوجل بتغيير نتيجة ترجمة هذه الجملة إلي "Dr. El Katatny".. أم انه يخضع لفترة زمنية محددة حتى يقوم بتحويل هذه الجملة لأسم الشخص.. بمعني أنه يتوجب علي الكتاتني أن يبقي رئيساً لمجلس الشعب خمسة عشر عاماً علي الأقل ليحصل علي هذه الخدمة مجاناً..

هل يعرف جوجل أكثر مما نعرفه ولديه مصدر أكد له فتحي سرور سوف يعود لمنصبه قريباً فلا داعي لتغيير الترجمة.. أو قد يكون المصدر ذاته أكد له أن مجلس الشعب الحالي سوف يتم حله قريباً وهو ما لا يدعو لتغيير الترجمة.. أم أن جوجل يترجم لبلد أخري غير مصر..


ك. ك
30 – 3 – 2012

02‏/03‏/2012

رجل أعمي لرقصة حياتي

في أغلب الرقصات الكلاسيكية واللاتينية نري حركات المرأة أكثر رشاقة وجاذبية عن الرجل.. ويلفت نظرنا كيف تؤدي مثل هذه الحركات الصعبة الخلابة.. ولكن ما لا نعرفه هو أن الرجل هو من يقود الرقصة.. ولولا احترافيته ما كانت لتظهر حركات المرأة بهذه الحيوية.. وكثيراً ما تفشل امرأة موهوبة في تأدية رقصة ناجحة جذابة لعدم مهارة شريكها.. وأيضاً قد تكون حركات راقصة غير متقنة إلا أن مهارة شريكها تستطيع أن تضع حركاتها السيئة علي الخط السليم..


ويهتم الراقصون الرجال بالتدريب المستمر لإنجاح رقصاتهم.. وبالرغم من أن النجاح مشترك بينه وبين شريكته في الرقصة.. إلا أن الأغلبية يتذكرون فقط الراقصة المبهرة التي تتمايل كالفراشة المتألقة في ثوب خلاب.. وقليلون فقط هم من يعرفون حقيقة أن الراقص الجيد هو من يقود الرقصة للنجاح.. ولكن هذا لا يمنعه من شحذ مهاراته وإتقان حركاته..

كما أن الراقصين في مثل هذه الرقصات الصعبة يتواصلون بالعيون.. فقد يخطئ أي منهما في أداء حركة ما.. لكنهم يتابعون ولا يضطرون للتوقف.. حيث يفهم كل منهما الآخر بنظرة أو إيماءة أو حتى ابتسامة.. فهي لغة مشتركة لا يفهمها سواهم.. ولا يستطيع أي من المشاهدين أن يعرف أن الراقصان علي المسرح في حالة نقاش حاد حول تصحيح الخطوة الخطأ.. وكثيراً ما لا يري هؤلاء أخطاء الراقصين حيث يتداركوها دون أن يشعر أحد بوقوعها..

وفي الفيلم الرائع عطر امرأة للنجم العالمي آل باتشينو.."Scent Of Women" يقوم فيه بدور رجل أعمي لكن هذا لم يمنعه من قيادة رقصة"تانجو" رائعة.. ورغم انعدام لغة العيون بينه وبين الفتاة التي تشاركه الرقصة.. إلا أن الفتاة وثقت في شريكها الأعمى.... وفي قدرته علي قيادة الرقصة الصعبة أمام جمع من الناس.. وفي ظني هذا ما أنجح الرقصة لأنها لم تفكر للحظة أن تشك به وفي حركاته.. بل في أكثر من مرة فاجئها بأداء حركات غير متوقعة ولولا انسيابها ما كانت نجحت.. فكانت الثقة الحقيقة والانسيابية من جانبها.. مع مهارته واستحقاقه لهذه الثقة بل ومفاجئتها وسعادته كلما سمعها تضحك من دهشتها _حيث أن المرأة عامة تعشق المفاجآت خاصة وأن لم تكن غير متوقعة بتاتاً_ عاملي نجاح الرقصة الشهيرة..

وبالرغم أني عامة في حياتي وآرائي متحيزة بشكل مستفز للمرأة.. إلا أني أجد أن رقصة "الحياة" التي يتقاسمها رجل وامرأة يتجلي دور المرأة بشدة ويظهر ما تقوم به ساطعاً للعيان وملفتاً.. بالإضافة إلي أن معظم الأعباء تُلقي علي كاهلها.. فهي كيان مستقل قبل أن تكون حبيبة وزوجة وأم.. فهي ترعي أحلامها وأحلام زوجها وفيما بعد أحلام أولادها.. لكن في ظني أن أحياناً كثيرة لولا مهارة شريكها في الحياة ما كانت لتظهر لامعة هكذا.. ب أعمي إلا أنه قادر علي أن يجعل حياتهما علي الدرب الصحيح.. وأنه كان الرجل الأجدر بهذه الثقة التي جعلتها تسير معه ممسكة بيده ولا تنظر للطريق لأنها تثق فيه وفي طريقهما سوياً..

يقول المثل الشعبي "وراء كل رجل عظيم امرأة".. ولكني أقول "وراء كل رقصة تانجو ناجحة راقص محترف حتى ولو كان أعمي وراقصة رشيقة تثق فيه"..


أجمل مشهد في الفيلم الرائع عطر امرأة "Scent Of Women"


ك. ك

2 – 3 – 2012