ما الذي يدفعنا لأن ننزل من العناوين الرئيسية إلى تلك الجانبية ثم منها إلى السطور.. وأخيرا إلى ما تحت السطر في طيات الهوامش.. ونقفز من صفحة لأخرى في محاولة للفت انتباه القارئ.. بينما هو منشغل بمحتوى الكتاب ولا يحتاج لهوامش شارحة تساعده على فهم السطور الرئيسية.. قد يكون لعدم اكتراثه.. أو لأنه يترك لنفسه مساحة اكتشاف المعاني الغريبة بمفرده.. أو أنه بالفعل مدرك لكافة المعاني ولا يحتاج لتلك الهوامش.. ولكننا نجد المتعة فقط في أن نبقي تحت ناظريه حتى وهو لا يكترث لنا.. ننتظر تلك اللحظة التي قد يحتاجنا فيها.. رغم ثقتنا بأنه قارئ محنك ذو ثقافة عالية لا يحتاج أبدا لتلك الهوامش لأنه قرأ هذا الكتاب من قبل.. وقد يكون مله في الأساس..
والمثير للعجب أكثر.. هو هذا القارئ الذي قرأ الكتاب ووجد في تلك الهوامش عنوانا مناسبا لكتاب أكثر جاذبية.. يحمل طابعا خاصا.. وعند محاولة نزعنا من الهوامش لوضعنا على الغلاف الرئيسي لكتابه.. يجدنا متشبثين بكل قوة بتلك السطور الضئيلة.. التي عادة ما تُكتب بخط أصغر بكثير من خط كتابة الكتاب ذاته.. ولا مبرر سوى شعورنا بأننا في تلك الهوامش وبهذا الحجم الضئيل من خط الكتابة أكثر قيمة من أن نصبح عنوان ومحتوى كتاب بأكمله.. يا لسذاجتنا.. ماذا تفعل تلك الهوامش لو قرر هذا القارئ ترك الكتاب بأكمله.. فهل ينتبه لها قارئ آخر.. بعد أن يصبح هذا الكتاب متهالكا.. واختفت سطوره الرئيسية ذات الخط العريض.. فما حال تلك المكتوبة بأصغر..
يبقي السؤال.. هل نحن ما نختار أن نكون الأسطر أم الهوامش.. أم من يقرأ الكتاب هو الذي يحدد لنا ما نكون.. وماذا لو كنا في وقت ما العنوان والموضوع.. ثم وجدنا أنفسنا في هوامشه.. هل نبقي ونرضي لعشقنا لقارئ الكتاب ذاته.. ونرضى بمطالعته لنا بدون إكتراث.. أم نرحل بقطرات الحبر لنُسطر على صفحات أخرى..
ك. ك
11 – 5 - 2011