04‏/11‏/2012

في انتظار البابا


عروس تستعد لعرسها، لم تنته من زينتها بعد، هكذا بدت كنيسة السيدة العذراء والأنبا رويس بالعباسية بأروقتها الخالية، قبل أقل من 24 ساعة من قداس القرعة الهيكلية، فهي لم تستقبل مثل هذا الحدث منذ 41 عاماً، وتلك المقاعد الخشبية الخالية يكسوها اليوم 5000 نفس بشرية يكسرون حاجز الصمت بأصوات الترانيم والصلوات الطقسية، ساعات تمر في جو روحاني يحبس الحاضرون أنفاسهم مترقبين الحدث بكافة تفاصيله، فيما تتخلل رائحة البخور وجدانهم، حتى تمتد اليد البريئة لطفل لم يتجاوز الثامنة لسحبب ورقة من ثلاث تعلن معها أجراس الكاتدرائية البطريرك الـ 118 للأقباط الأرثوذوكس.

23‏/04‏/2012

السفارة الإسرائيلية والأمريكية.. ملاذ بؤساء المصريين في حكم الإسلاميين


حملتها بين ذراعي أمام مجلس الشعب منذ يومين وشعرت بدقات قلبها قوية وكدت أبكي لحالها وحال والدها البائس.. لم أكن أعرف أنها حبيبة محمد عبدالله عبد العظيم.. تلك الطفلة التي تناولت عدة وسائل إعلام قصتها منذ 3 سنوات تقريباً.. واستضافها معتز الدمراداش عام 2010 في برنامجه 90 دقيقة بحضور الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب وقتها.. 


بعيداً عن كل هذا سوف أحكي قصة لقائي مع حبيبة ووالدها.. كنت في انتظار نائب بارز ومعروف بمجلس الشعب لإجراء حوار معه للجريدة التي أعمل بها.. ولأني لست بمحرر برلماني فلم يكن من حقي دخول مجلس الشعب إلا بتصريح من رئيس المجلس.. ولذلك توجهنا لبهو الفندق الذي يقيم به بجوار المجلس لإجراء الحوار.. وعندما انتهينا عدت مرة أخري لمجلس الشعب للقاء زميل لي أمام باب مجلس الشوري.. وفوجئت بحضور الأستاذ محمد عبدالله ويحمل حبيبه أبنته علي كتفه ويحمل في اليد الأخرى رزمة أوراق ضخمة.. ولأنه رجل ملتحي ولأن النائب الذي كنت أجري معه الحوار معروف وكل من يراه في الشارع يلقي عليه التحية ظننت أن هذا الرجل قادم أيضاً لإلقاء التحية عليه.. 


ولكن ما حدث كان العكس تماماً حيث سأل الأستاذ محمد عبدالله النائب عن مقر السفارة الإسرائيلية.. ففوجئت أن النائب يصف له من أين يذهب ودون أن يسأله عن السبب.. حتى خرجت الكلمات من فم عم محمد موجعة حين صرخ وقال "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا".. لم أفهم شئ أنا وزميلي والنائب.. شعرت بخوف فحاولت أنا أن أهدئ الرجل.. ولكنه راح يردد "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا.. أحنا درجة ثانية يا بيه".. وهنا سأله النائب ماذا يقصد بكلامه.. فقال محمد "ده كلام وزارة الصحة يا باشا.. بنتي اخدت جرعة تطعيم غلط جابت لها شلل وعمي وبقالنا سنين متبهدلين ومعانا موافقة للعلاج في الخارج علي نفقة الدولة لكن مش معانا تأشيرة وانهاردة وزارة الصحة قالت لنا متجوش تاني عشان انتوا درجة تانية وملكوش ثمن.. حتى الدوا مش عايزين يصرفوه للبت.. حرام عليكوا يا كفرة"..


لم يستطع النائب أن يقف أكثر من ذلك فاستأذن منه وقال له احكي قصتك للزملاء فهم صحافة قد يساعدوك.. فصرخ الرجل مرة أخري قائلاً "صحافة ايه حرام عليكوا انتوا جوة في التكييف واحنا بنموت ده أنا روحت قناة الرجاء بتاعت المسيحيين والناس هناك قابلوني أحسن منكوا ووعدوني أنهم يتكفلوا بكل العلاج بس أنا أخد التأشيرة عشان أسافر بالبت برة وأنتوا حتى مش عايزين تسمعونا ربنا ينتقم منكوا قلتوا هتساعدونا مهي لو رقاصة ولا واحدة لابسة عريان هتدخلوها وتساعدوها أنا عايز أروح السفارة الإسرائيلية عشان تساعد بنتي عشان هناك هيعامولنا زي البني آدمين".. التفت النائب وقال له بتهكم "روح السفارة الأمريكية أقرب وهيساعدكوا أسرع".. وانصرف النائب وترك الرجل معي أنا وزميلي.. 


حاول زميلي تهدئة الرجل الذي ثارت ثورته عقب رد النائب.. واقترح عليه أن يحاول الدخول للنائب أكرم الشاعر رئيس لجنة الصحة قد يستمع لشكواه.. رفض الرجل أي اقتراحات بخصوص طلب المساعدة من البرلمان واصفاً أياه بأنه برلمان البشوات وقال "يا بيه دول تجار ذهب ورجال أعمال وبشوات هيحسوا بينا أزاى ولا يساعدونا ليه.. هما خلاص وصلوا للي هما عايزينه وبعد كدة هيدوسونا".. هنا تدخلت فى الحوار وحاولت اقناعه أن يحاول مقابلة أكرم الشاعر.. فوجدته ينزل حبيبه من علي كتفه ويُجلسها علي فيسبا تركن في الشارع ويطلب من مجند أن يمسكها حتي يُخرج لي أوراق وقصاصات جرائد تناولت قصة ابنته.. حاولت أن امنعه وأؤكد له أني أصدقه ولا يجهد نفسه خاصة وأنها حقيبة كبيرة.. ولكنه أصر.. وهنا وجدت نفسي أسند حبيبة علي الفيسبا فشبكت يدها في ذراعي فحملتها وتأبطت هي ذراعيها حول عنقي ونامت.. 


حكي لي الأستاذ محمد عن قناة الرجاء المسيحية التي تريد مساعدته لكن في انتظار التأشيرة التي يعجز عن أخذها منذ 3 سنوات.. وقال لي "تخيلي يا أبلة ده المسيحيين بيعاملونا أحسن ولما أروح القناة يستقبلوني كويس ومهتمين بمشكلتنا وفي قسيس كمان بيقابلني".. ثم أخذ يشرح لي أشياء كثيرة ولكني كنت عاجزة عن التركيز حيث كنت منتبه لدقات قلب هذه الطفلة البائسة التي لا حول لها ولا قوة.. يأتي بها والدها البائس المحبط من قرية دنشواي في هذا الطقس الخانق ليجد أن حرارة الجو تلطف عليه برودة قلوب المسئولين.. وهنا قاطعته وسألته عن رقم تليفونه المحمول لإعطائه لشخص قد يساعده فقال لي "انا مش معايا تليفون ولا بقي معايا أي حاجة".. فسألته كيف أصل له فأعطاني عنوانه.. وحاول أن يحكي لي باقي القصة فاستأذنت منه لأني لابد أن أرحل.. نظر لي بعينيه الدامعتين وسألني بكل رجاء كيف سأساعده.. عجز لساني عن الرد والوعد ولكني قلت له سوف أفعل ما أستطيع فعله..


والآن ها أنا لا أستطيع فعل شئ سوي كتابه هذه السطور.. ولكني أتساءل كيف لم يختلف وضع هذا الرجل البائس منذ 3 سنوات حين كان البرلمان في قبضة الحزب الوطني.. الذي أكتفي وقتها الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب أن يبدي تعجبه من إصابة حبيبة بالشلل والعمي جراء جرعة تطعيم أخذها أطفال آخرون ولم يصابوا بأي شئ.. وعقب ثورة 25 يناير وبعد أن أصبح البرلمان في قبضة الإسلاميين أقترح عضو بارز بالبرلمان علي والد حبيبة أن يذهب للسفارة الأمريكية عوض السفارة الإسرائيلية لأنها الأقرب والأسرع في الاستجابة..


هل السفارة الإسرائيلية والأمريكية هي ملاذنا الآن يا نواب الشعب !!!  


لا أريد من هذه التدوينة سوي مساعدة هذا الرجل البائس.. وبالنسبة لأداء البرلمان فلم تعد تجدي الكتابة أو النقد..


عنوان حبيبة محمد عبدالله
قرية دنشواي – مركز الشهداء – المنوفية
محمد عبدالله عبد العظيم ابو عامر


لينك يثبت تناول حلقة معتز الدمراداش لقصة حبيبة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=174145




ك. ك
23 – 4 – 2012      

21‏/04‏/2012

حازمون مصرون.. اسماعين اهم من الدين !!



انا تخيلت ان انصار ابو اسماعين هيتقلبوا عليه لما يكتشفوا أن مرشحهم وشيوخ السلفيين خدعوهم وساقوهم زي القطيع عشان يقولوا نعم للإعلان الدستوري بحجة أنها نصرة الشريعة.. وعشان مش يجي رئيس يحكم مصر ويكون جاسوس وحش زي البرادعي زي برضو ما فهموهم.. وأن كل ده مطلعش حقيقي وكان حشدهم لقول نعم مجاملة للعسكري وكيد في الليبراليين والعلمانيين مش أكتر..  وعشان المسيحيين الزنادقة عايزين يلغوا المادة الثانية من الدستور..

لكن فوجئت انهم بعد ما اكتشفوا كل الزيف ده.. وأن نعم اللى قالوها دي ليس لها علاقة بنصرة الشرعية لا من قريب ولا من بعيد.. ولا مساس بالمادة الثانية من الدستور.. خرجوا يطالبوا بالغاء المادة 28 من الاعلان الدستوري وبيطالبوا بترشيح ابو اسماعين حتى لو امه امريكية..

طيب انتوا لغيتوا عقلكوا ماشي.. عايزين رئيس لمصر امه تحمل جنسية دولة انتوا عايزين تجاهدوا ضدها ماشي مش مشكلة برضو.. لكن مضايقتوش للحظة أن مرشحكوا والشيوخ كذابين.. وزجوا بالإسلام في معركة وهمية وحشدوكوا للدفاع عنه.. لكن الحقيقة كانت عملية الحشد لنيل رضي العسكري.. هل إرضاء العسكري أغلي وأهم من الشريعة.. وهل رضي العسكري عن مرشحكوا..!!

خرجتوا حرقتوا الاعلان الدستوري في محرقة فى التحرير الجمعة 20 أبريل 2012.. ازاى تحرقوا إللي اعتبرتوه يوم 19 مارس 2011 كلام منزل من عند الله.. وخرجتوا آلاف تحتفلوا فى الشوارع بالنصرة في غزوة الصناديق علي العلمانيين الكفرة والمسيحيين الزنادقة..!!
خرجتوا دلوقتي تقولوا يسقط حكم العسكر.. مش هما دول العسكر إللي انتوا برضو خرجتوا آلاف تقولوا يا حلاوته يا جماله بعد الإعلان الدستوري.. ولا عشان لقيتوا أن العسكري مظبطش مرشحكوا زي ما انتوا ظبطوه في غزوة صناديق الاعلان الدستوري.. عملاً بمبدأ لقمة قصاد لقمة.. خرجتوا تقولوا له هات اللقمة اللى عليك.. العسكري مش بيأكل حد في بقه.. ولا نسيتوا عبد العال لما قال لمراته سكينة لما أكلك بإيديا أكل أنا بإيه.. يا ساتر..

من يعيش بلا مبدأ يظل هكذا بلا هوية.. وانتم بلا مبادئ..
ومن يستغل الدين واسم الله بهذه الصورة المقززة لنيل  أغراضه ومطامعه.. يظل هكذا بعيداً عن الله.. والدين برئ منه..
وبالرغم من كل هذا ترفعون شعار سنحيا كراما.. أي كرامة تتحدثون عنها..!!

ك. ك
21 – 4 – 2012

19‏/04‏/2012

"كنيسة كوميدي تتحدي البلل".. صفحة لا أطالب بغلقها


لا أريد الدخول في مناقشات جدلية عقيمة.. أو أثير تساؤلات يجردها البعض من حقيقتها ويفتش النوايا ويصبغها بصبغة طائفية متعصبة.. ولكن تنتابني الدهشة حيال عدة أمور برزت بقوة عقب ثورة 25 يناير.. التي لم اعد متاكدة هل هي ثورة كاملة الأركان كما حلمت وشاركت فيها أم مجرد احتجاجات تم احتوائها لتعود البلاد لنظامها البائد ولكن بوجه أكثر قبحاً.. زادت من تشوهه العنصرية التي كشفت الأيام أنها مكون رئيسي من الشخصية لشرائح كبيرة من المصريون.. والكراهية التي تكنها هذه الشرائح للآخر أي أن كان.. وعلي استعداد لإضطهادها بداية من السباب والشتائم وحتى التهجير وإراقة الدماء..

أين كانت تلك الكراهية والعنصرية دفينة خلال العقود الماضية.. ألم تكن سجينة القمع الذي مارسه النظام السابق علي الجميع سواء.. هل حولت الحرية التي جائت بها ثورة 25 يناير تلك الطيور الداجنة الحبيسة إلي وحوش جارحة تهيم بكل قوة لتقتنص من شاركوهم نير الظلم والاضطهاد مثلهم.. هل حررت الحرية أسوأ ما فيهم من رفض الأخر وكراهيته والرغبة الشرهه فى الترصد له والتخلص منه..

عندما أصدر القضاء حكم بحبس سكرتير مدرسة قبطي في أسيوط 6 أعوام بتهمة ازدراء الأديان وسب الرسول.. بُنيت القضية كلها علي اتهام زميل سلفي له.. دون أي أدلة مادية كتسجيل صوتي أو كتابي أو أي أن كان سوي هذه رواية هذا الزميل.. واحتشد الآلاف امام مقر المحكمة طوال نظر القضية ومنع محاميه من الدخول والتعرض لهم.. أرفض التهكم أو الإساءة لأي معتقد أو دين أو شخص ذو حيثية ورمز.. ولكن هل من المعقول أن تُبني قضية علي رواية شخص..

إضافة إلي تلك القضايا التي أعتمدت في بنائها علي المواقع الالكترونية وأشهرها قضية ازدراء الأديان الخاصة برجل الأعمال نجيب ساويرس لوضعه صورة لشخصيات ميني ماوس ترتدي النقاب والجلباب واللحية.. وغيرها ممن اتهموهم بإهانة رموز اسلامية في تعليقات علي صفحاتهم الخاصة..

أؤمن بحرية الرأي والتعبير.. وأري ان الإهانة واستخدام الألفاظ النابية بحجة الحرية لا تعبر سوي عن شخصية من يستخدمها ولا تقلل من شأن من يسبهم.. ولكن صفحة مثل "كنيسة كوميدي تتحدي البلل" والتي قام أكثر من 3 آلاف شخص بالتسجيل عليها لإهانة الدين المسيحي ورموزه وشخصياته وصولا إلي كل من يعتنقه من أشخاص يمارسون السياسية.. عن أي شئ تعبر!!.. سوي تضخم العنصرية والكراهية لدي فصيل ضد أخر.. وبرغم أنه في صميمي اعرف أن الكتابة عن هذه الصفحة يعطيها قيمة وأهمية.. لكن لم أستطع منع نفسي من الكتابة..

لا أطالب بغلقها عن طريق الريبورت لها لأنها لا تنتقص من العقيدة المسيحية أو رموزها.. والله قادر علي إحتواء كل من شارك ويشارك عليها فهم صغار النفوس.. من لا يملك أي شئ يجد في إهانة الآخرين والتحقير منهم تعزيه لفشله وفقره.. فالكتاب المقدس قال "شجعوا صغار النفوس".. وكان يقصد بها تلك النفوس المعذبة السقيمة التي لا تعرف عن سلام وفرح الروح أي شئ وتحتاج للصلاة من أجلها..

ك. ك

19 – 4 – 2012

31‏/03‏/2012

جوجل يعرف أكثر..!!



عندما رأيت "بوست" علي "الفيس بوك" يُثبت أن محرك البحث جوجل "فلول".. مستشهداً بترجمة جملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" من اللغة العربية للإنجليزية علي قاموس جوجل والتي تأتي بـ "Dr. Srour".. لم أصدق بالطبع.. ولكن التحدي تحت البوست الذي قال "ولو مش مصدق وبتقول فوتو شوب جرب بنفسك".. دفعني للتجربة.. وجاءت النتيجة حاسمة قاطعة بأن الترجمة هي "President of the People"...



تنفست الصعداء وتأكدت أن هذه مؤامرة "فوتو شوبية" لشباب دماغه فاضيه.. ولكن شعرت بأن هناك خطأ ما.. فقمت بمراجعة الصفحة مرة أخري فوجدت أني طلبت ترجمة جملة "رئيس مجلس الشعب" وكانت ""President of the People هي الترجمة.. وفوجئت أن هذه الترجمة جاءت هكذا لأنني تجرأت ورفعت الكلفة ووضعت المنصب دون ألقاب.. فأعدت كتابتها مرة أخري ولكن مسبوقة بلقبين لتصبح الجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" وكانت الترجمة وبكل وضوح "Dr. Srour".. حتى جوجل يهتم بالألقاب ولا يرفع الكلفة أبداً حتى بسقوط النظام.. أصيل يا جوجل والله..


لا أريد سوي أن اسأل عدة أسئلة بلهاء وهي.. هل هذه ترجمة لغوية سليمة لجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب من اللغة العربية للغة الإنجليزية.. بمعني أننا نجد في القاموس العربي إنجليزي والعكس هذه الترجمة أم أنها في قاموس جوجل وحده.. وهل في أي بقعة من العالم إذا ما قمت باستخدام قاموس جوجل لترجمة هذه الجملة هل ستظهر الترجمة ذاتها.. أم سيظهر اسم رئيس مجلس الشعب في الدولة التي استخدمت فيها قاموس جوجل.. بمعني أنها خدمة يقدمها جوجل بالمجان لرؤساء مجالس الشعب.. وفي حال دولة لا يوجد لديها مجلس شعب هل سيتعذر علي جوجل ترجمتها ويأتي لي برسالة بان هناك خطأ ما أو عجز في القاموس اللغوي لديه..

ولماذا هذا المنصب بالذات دون عن أي منصب أخر في الدولة الذي يقوم جوجل بترجمته هكذا.. هل كان جوجل يضمن بقاء سرور رئيساً لمجلس الشعب مدي الحياة.. أم انه منصب يُلغي بوفاته خاصة وأنه بقي فيه طوال واحد وعشرون عاما.. ومن صاحب هذه الفكرة الألمعية بأن يقوم قاموس جوجل بترجمة هذه الجملة للدكتور سرور.. وهل المنتظر الآن أن يقوم جوجل بتغيير نتيجة ترجمة هذه الجملة إلي "Dr. El Katatny".. أم انه يخضع لفترة زمنية محددة حتى يقوم بتحويل هذه الجملة لأسم الشخص.. بمعني أنه يتوجب علي الكتاتني أن يبقي رئيساً لمجلس الشعب خمسة عشر عاماً علي الأقل ليحصل علي هذه الخدمة مجاناً..

هل يعرف جوجل أكثر مما نعرفه ولديه مصدر أكد له فتحي سرور سوف يعود لمنصبه قريباً فلا داعي لتغيير الترجمة.. أو قد يكون المصدر ذاته أكد له أن مجلس الشعب الحالي سوف يتم حله قريباً وهو ما لا يدعو لتغيير الترجمة.. أم أن جوجل يترجم لبلد أخري غير مصر..


ك. ك
30 – 3 – 2012

02‏/03‏/2012

رجل أعمي لرقصة حياتي

في أغلب الرقصات الكلاسيكية واللاتينية نري حركات المرأة أكثر رشاقة وجاذبية عن الرجل.. ويلفت نظرنا كيف تؤدي مثل هذه الحركات الصعبة الخلابة.. ولكن ما لا نعرفه هو أن الرجل هو من يقود الرقصة.. ولولا احترافيته ما كانت لتظهر حركات المرأة بهذه الحيوية.. وكثيراً ما تفشل امرأة موهوبة في تأدية رقصة ناجحة جذابة لعدم مهارة شريكها.. وأيضاً قد تكون حركات راقصة غير متقنة إلا أن مهارة شريكها تستطيع أن تضع حركاتها السيئة علي الخط السليم..


ويهتم الراقصون الرجال بالتدريب المستمر لإنجاح رقصاتهم.. وبالرغم من أن النجاح مشترك بينه وبين شريكته في الرقصة.. إلا أن الأغلبية يتذكرون فقط الراقصة المبهرة التي تتمايل كالفراشة المتألقة في ثوب خلاب.. وقليلون فقط هم من يعرفون حقيقة أن الراقص الجيد هو من يقود الرقصة للنجاح.. ولكن هذا لا يمنعه من شحذ مهاراته وإتقان حركاته..

كما أن الراقصين في مثل هذه الرقصات الصعبة يتواصلون بالعيون.. فقد يخطئ أي منهما في أداء حركة ما.. لكنهم يتابعون ولا يضطرون للتوقف.. حيث يفهم كل منهما الآخر بنظرة أو إيماءة أو حتى ابتسامة.. فهي لغة مشتركة لا يفهمها سواهم.. ولا يستطيع أي من المشاهدين أن يعرف أن الراقصان علي المسرح في حالة نقاش حاد حول تصحيح الخطوة الخطأ.. وكثيراً ما لا يري هؤلاء أخطاء الراقصين حيث يتداركوها دون أن يشعر أحد بوقوعها..

وفي الفيلم الرائع عطر امرأة للنجم العالمي آل باتشينو.."Scent Of Women" يقوم فيه بدور رجل أعمي لكن هذا لم يمنعه من قيادة رقصة"تانجو" رائعة.. ورغم انعدام لغة العيون بينه وبين الفتاة التي تشاركه الرقصة.. إلا أن الفتاة وثقت في شريكها الأعمى.... وفي قدرته علي قيادة الرقصة الصعبة أمام جمع من الناس.. وفي ظني هذا ما أنجح الرقصة لأنها لم تفكر للحظة أن تشك به وفي حركاته.. بل في أكثر من مرة فاجئها بأداء حركات غير متوقعة ولولا انسيابها ما كانت نجحت.. فكانت الثقة الحقيقة والانسيابية من جانبها.. مع مهارته واستحقاقه لهذه الثقة بل ومفاجئتها وسعادته كلما سمعها تضحك من دهشتها _حيث أن المرأة عامة تعشق المفاجآت خاصة وأن لم تكن غير متوقعة بتاتاً_ عاملي نجاح الرقصة الشهيرة..

وبالرغم أني عامة في حياتي وآرائي متحيزة بشكل مستفز للمرأة.. إلا أني أجد أن رقصة "الحياة" التي يتقاسمها رجل وامرأة يتجلي دور المرأة بشدة ويظهر ما تقوم به ساطعاً للعيان وملفتاً.. بالإضافة إلي أن معظم الأعباء تُلقي علي كاهلها.. فهي كيان مستقل قبل أن تكون حبيبة وزوجة وأم.. فهي ترعي أحلامها وأحلام زوجها وفيما بعد أحلام أولادها.. لكن في ظني أن أحياناً كثيرة لولا مهارة شريكها في الحياة ما كانت لتظهر لامعة هكذا.. ب أعمي إلا أنه قادر علي أن يجعل حياتهما علي الدرب الصحيح.. وأنه كان الرجل الأجدر بهذه الثقة التي جعلتها تسير معه ممسكة بيده ولا تنظر للطريق لأنها تثق فيه وفي طريقهما سوياً..

يقول المثل الشعبي "وراء كل رجل عظيم امرأة".. ولكني أقول "وراء كل رقصة تانجو ناجحة راقص محترف حتى ولو كان أعمي وراقصة رشيقة تثق فيه"..


أجمل مشهد في الفيلم الرائع عطر امرأة "Scent Of Women"


ك. ك

2 – 3 – 2012

12‏/02‏/2012

الأقباط بين اللاقانون.. وبرلمان المسخ


لا أعرف كيف أتمالك أعصابي الآن وأنا أكتب هذه التدوينة.. منذ الأمس وأنا أنتظر جلسة مجلس الشعب اليوم 12 فبراير لما أكده عدد من نواب مجلس الشعب من تقديم استجوابات لوزير الداخلية بخصوص "جريمة تهجير 8 أسر قبطية علي خلفية أحداث فتنة طائفية بمنطقة العامرية بالإسكندرية وذلك من خلال جلسه عرفية ترأسها شيخ سلفي بموافقة الحكومة"، وتضامن حوالي 22 عضواً علي حد زعمهم مع الاستجواب، بينما فوجئت بأن البرلمان تجاهل هذه الطلبات لعدم أهميتها.

وفي عجالة الفتنة هذه المرة كانت لوقوع فتاة مسلمة في حب شاب قبطي وأقاموا علاقة سوياً، ثم قام الشاب بعرض صور تجمعهما سوياً، وبعيداً عن كون هذه القصة حقيقية أم لا، وكونها تليق من البداية أم لا، وكونها قصة حب خان فيها أحد الأطراف ثقة الطرف الآخر، ما ذنب أهله وعدد من الأسر المسيحية التي تضامنت معهم ودافعت عنهم عندما حاول أهل الفتاة المسلمة قتلهم، وذلك بعد حرق عدد من المحال والمنازل المملوكة للمسيحيين في المنطقة.

تقع الفتاة القبطية في حب شاب مسلم تشتعل الاشتباكات ولا يسقط قتلى سوي من الأقباط وتُحرق المنازل والمحلات المملوكة لهم، وفي سيناريو مختلف يحمل ادوار بطولة أخري حيث تقع الفتاة المسلمة في حب شاب مسيحي ولكن سيناريو الخراب ذاته هو الذي يُطبق حيث يُقتل الأقباط وتُحرق منازلهم ومحلاتهم، وأخيراً تهجيرهم قسراً في جلسات عرفية علي مرأى ومسمع الدولة والقانون، ليبقي الأقباط دائماً هم الحيطة المائلة بمعني "موت وخراب ديار".

يصفني البعض بالتعصب لكوني قبطية، وأني أكتب كثيراً متأثرة بنزعتي الطائفية، ولكن ألا يشعر أي عاقل بأن ما يحدث هو جريمة بشعة متكررة، هل تستطيع أي قوة كانت من تهجير أسرة مسلمة أرتكب أحد أفرادها جريمة ما أي أن كانت، الإجابة بالطبع معروفة، ولكن ماذا عن تهجير 8 أسر أقام أحد أفرادها علاقة غير مشروعة مع فتاة مسلمة، لم يكن كافياً تهجير أسرته رغم عدم قانونيتها وكونها لا تقل بشاعة، ولكن بمنطق أن السيئة تعم فهي تعم علي أسرته فقط، ولكن اليوم نري أن السيئة تعم علي كل أبناء ملته، وكما رأينا اليوم تهجير 8 أسر، غداً نري تهجير شوارع بأكلمها ثم مناطق ثم قري، وكل هذا بمنطق الجلسات العرفية.

قبل الثورة رأينا نماذج لتهجير أو هروب أسرة الطرف القبطي المتورط في مثل هذه الأحداث وتخرج المبررات بأن نظام مبارك هو السبب لأنه يريد إشعال الفتنة، ولكن اليوم وبعد الثورة نري تهجير 8 أسر قبطية بأكملها ومجلس شعبنا الموقر برئاسة محمد سعد الكتاتني يتجاهل الواقعة ويرفض الاستجوابات بخصوصها بعلة أنها ليست من أولويات الترتيب ولا تهم المصلحة العامة أو النظر فيها بعجلة.

هل هذا هو حكم مجلسنا ذو الأغلبية الإسلامية التي تطالب أن تُحكم مصر بالشريعة الإسلامية التي توفر العدالة والمساواة، هل هذه هي العدالة من وجه نظرهم، هل هذا ما ترضاه ضمائرهم، وبالنسبة للمعارضة هل هذه هي الحريات وحقوق الإنسان التي تدافعون عنها، لم نري أي عضو معارضة أو من يقولون عن أنفسهم ليبراليون قد رفض وندد وشجب ما يحدث، ولكن هذا لا يمنع أن نسمع منهم عندما يتجلون أمام عدسات الكاميرات يرددون "نريد دولة قانون"، هل هذا هو القانون يا سادة، فأنهم يلكون عبارات مثل "حقوق الإنسان" كالعلكة لتظر صورهم وهم يصيحون منادين بها مبهرة للعالم.

وهكذا أستطيع أن أتخيل أي مستقبل ينتظر الأقباط في مصر، فالمواطن القبطي لا قانون يحميه لأن الحكم بالعرف مازال قائماً حتي بعد مصر الثورة، وأغلبية ينظرون إليه ولحقوقه بنصف عين أن لم تكن مغمضة تماماً لأنه ليس مواطن كامل من وجه نظرهم، ولا كنيسة تدافع عن حقه بجرأة رغم رفضي تدخلها في السياسة ولكن حتى عندما تتدخل تصدمنا بتصريحاتها الركيكة الضعيفة المخزية التي تؤدي لضياع حقوق الأقباط أكثر، ولا نواب معارضة يهتمون بالتعبير عنه لأنهم مشغلون بالمعارك علي فتح الميكروفون وغلقه في جلسات البرلمان.

تمخضت ثورة، ونزف وطن، ليلد لنا "مسخ" مشوه يُدعي برلمان "مصر الثورة"، لا يتميز فيه عضو عن أخر سوي بعلو الصوت ورغبته في الظهور والشو الإعلامي، ليصبح القبطي مواطن يعيش الآن في وطن تحت ظل حكم "مجلس المسخ"، بينما يرفع شعار "لنا الله".

ك. ك

12 – 2 - 2012

17‏/01‏/2012

من حزب العاطلين لـ "الحرية والعدالة" يا أسيادنا !!


"حزب العاطلين هنبقي أكبر حزب في البلد.. 3 مليون عاطل.. لو دخلنا المجلس هنبقي أغلبية..

وأنت برنامجك ايه.. ؟؟

سؤال وجيه من إنسان تافه.. إنما هنرد عليه.. هيعمل إيه شباب غلبان مش لاقي فرص عمل.. يموت.. !!

وعلي رأي المثل.. يا جارية أطبخي.. يا سيدي كلف.. وإحنا ولاد الجارية.. وهما يا أسيادنا.. يصرفوا علينا بقي.. طيب يشوفوا لما ربنا يكرمنا ونخش المجلس.. يشوفوا هنحكم أزاي..

هيجي واحد ويلسن ويميل علي اللى جنبه ويقول له ده عمل حزب عشان ابنه العاطل.. لا يا بو لسان طويل.. لا يا بو لسان طويل.. مبنعملش أحزاب عشان مصالح شخصية.."


ده أحد المقاطع من فيلم "معلش احنا بنتبهدل" بتاع أحمد آدم.. وهو نفس ذات الفيلم إللي غني فيه أغنية يا برادعي براحة عليا المانجه مهياش نووية.. لكن مش ده موضوعنا في الكلمتين دول..

أنا بهدي المقطع ده لـ "الحزب الوطني 2012" حزب "الحرية والعدالة".. ومعاه حبة أسئلة كدة علي الماشي..

إيه برنامجكوا بخصوص الاقتصاد والفقر والعدالة الاجتماعية.. رغم أنه سؤال كان المفروض يتجاوب عليه من زمان.. لكن يمكن محدش تافه سأله عشان تجاوبوا عليه.. لكن أديني سألت..؟

دلوقتي الجارية ربنا كرمها وبقي عندها أكتر من 3 مليون عاطل هتعملوا ايه معانا.. يا أسيادنا..؟

في واحد أتنين تلاتة عشرة بيلسنوا وبيميلوا علي اللى جنبهم وبيقولوا إن الحزب ده مصالحه شخصية.. ايه تعليقكوا خاصة بعد موافقة مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمون، بالإجماع على تفويض مكتب الإرشاد بالتشاور مع حزب الحرية والعدالة، في اتخاذ ما يراه مناسبا بخصوص المرحلة الانتقالية بالنسبة لمجلس الشعب والحكومة.. وده المفروض لحزب لا يتبع مكتب الإرشاد زي ما قلتوا الأول..؟

وده اللي خلاني أفتكر الأزمة الخطيرة اللي وقعت بين انجلترا وبريطانيا واضطرت المملكة المتحدة تدخل عشان تحتوي الأزمة وتقول كلنا واحد يا جماعة.. وافتكر الأغنية العظيمة أنا مش عارفني..

عامة شكراً لو مفيش إجابات.. بس لو كدة ممكن تعملوا لنا حزب "العاطلين" ويبقي حزب موازي للحزب الحاكم.. وتدخلونا المجلس وتشوفوا هنحكم أزاي.. جربونا يعني


ك. ك
17 – 1 – 2012

10‏/01‏/2012

وهلّأ لوين؟.. توليفة مشاعر فاخرة

لم أعجز عن الكتابة مثلما عجزت منذ الأمس عن كتابة ما يجيش في صدري بعد مشاهدة الفيلم اللبناني الفرنسي "وهلّأ لوين؟"، وهي حالة غريبة خاصة وأن الكتابة تصبح أسهل بالنسبة لي عندما أكون في قمة السعادة أو في قمة الحزن، ومشاهدة هذا الفيلم الرائع جعلتني أتربع علي القمتين في وقتاً واحد، علي قدر ما ضحكت، بكيت بشدة، وعلي قدر ما شعرت بالألم، كانت الرومانسية طاغية، فكنت منتشية بتوليفة من الأحاسيس الممزوجة بعناية.

"وهلّأ لوين؟" هو السؤال الذي طرحته الرائعة اللبنانية نادين لبكي _البطلة والمخرجة وكاتبة سيناريو هذا الفيلم_ في مشهد النهاية لفيلم توافرت فيه كافة العناصر من وجهة نظري ليصبح فيلم عالمي ويستحق كافة الجوائز التي حصدها، ومشاركته في المسابقات الرسمية لمهرجان كان ليصبح هو الفيلم العربي الوحيد المشارك.

القضية التي تناولها الفيلم هي "الفتنة الطائفية"، من خلال حكاية ضيعة لبنانية معزولة يعيش أهلها مسلمين ومسيحيين في سعادة وحب وألفة، رغم سقوط أكثر من نصف رجال الضيعة قتلي للحروب ويرقد في المدافن عدد أكبر من الأحياء.

حتى تقع الحرب الأهلية وتنتشر أخبار القتال بين المسيحيين والمسلمين في المدن اللبنانية، لتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي مأساوي تحاول من خلاله النساء ورجال الدين منع وصول الأخبار للضيعة، خوفاً من وقوع فتنة واشتعال القتال بين الرجال، ولم يخلو الفيلم من الاستعراض والغناء والرومانسية من خلال قصة الحب التي نشبت بين البطلة المسيحية والبطل المسلم، ولكن يحول بينهم جدار الدين.

وتأتي نهاية الفيلم بمقتل الشاب المسيحي نسيم الذي يخرج يوميا لشراء حاجات الضيعة من خارجها برصاصة أثناء قتال خارج الضيعة بين مسلمين ومسيحيين، وتخفي أمه خبر مقتله خوفا من اشتعال الفتنة، حتى ينكشف الخبر وتخرج الضيعة بأكملها لتشييعه ويحمل الجثمان رجال مسيحيون ومسلمون وعند الوصول للمدافن يتحرك تلقائياً كل رجل تجاه المدافن التابعة له فيحتاروا في أي مدفن يُدفن، هل في مدافن المسيحيين أم المسلمين، فيعودوا أدراجهم مرة أخري ويسألوا النساء "وهلّأ لوين؟".

معالجة درامية عبقرية لقضية الفتنة الطائفية تناسب كافة البلدان وكما قالت نادين في بداية الفيلم "حكايتي و بحكيها و لمين ما كان بهديها.. عن ناس بتصوم وعن ناس بتصلي.. عن ضيعة علقانة في الحرب عا التلة.. وعلقت ما بعرف وين وضاعت ما بين حربين.. عن ناس صفيت قلوبهم و شمسهم صارت فيي.. وبيقيوا يصفوها تا صار دمهم ماي.. عن ضيعة معزولة ومتفقة عا السلام.. و قصتها مغزولة عا شرايط الألغام .. حكايتي و ما فيها خيللات صحرا سودا.. لهن أقمار ولا هن ورود.. عيونهم كحلها رماد وتا يكبروا الولاد حكم عليهم الزمان يلبسوا تياب اسود.."


تجاوزت قصة هذا الفيلم تلك القصص التافهة التي تصدرها الأفلام المصرية بخصوص الفتنة الطائفية والتي تتناول قصة حب بين مسلم ومسيحية تتسبب في اشتعال الفتنة الطائفية لتدور أحداث الفيلم حول معالجة هذا الجرح العاطفي ويخرج المشاهد وهو يسب ويلعن علي الحب وسنينه وإلقاء اللوم علي التربية والأخلاق في نشوب مثل هذه العلاقة، وعوضاً عن الخروج بمضمون أو عظة يخرج كل متفرج مشحون عاطفياً ضد الأخر، ويتحول الفيلم إلي قضية بحد ذاته، ويتحفز القائمين عليه للدفاع عنه مبررين بأنه يعكس الواقع، وهو في الحقيقة لا يعكس سوي تفاهات تحرق من أجلها المنازل والمحلات والكنائس ويقتل الناس بعضهم البعض، ورغم وجود مثل هذه القصة في سياق أحداث الفيلم اللبناني "وهلّأ لوين؟" إلا أنها لم تكن المحور الذي يدور حوله الفيلم، أو من أجلها تتطور الأحداث، بل كانت مجرد نادرة يضحك بها أهل الضيعة علي البطلين في محاولة لإحراجهم.

واهتم الفيلم بعرض واقع أشد آلما وخطورة للفتنة الطائفية، مبرزاً النتيجة النهائية التي تترتب علي تلك الأزمات وهي القتل والموت الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي، واستطاعت نادين بحنكة أن تعرض مشاهد جريئة متمردة علي عدد من التابوهات الدينية، كما أبرزت قصة الفيلم الدور القوي للنساء اللواتي قد يفعلن أي شئ لحماية رجالهن وأبنائهن من الحروب، بالإضافة إلي الدور الديني في محاولات احتواء الأزمات الطائفية بصورة مبتكرة بعيدة عن الشعارات والخطب.

ويبقي تأثيره العجيب علي من يشاهده فهو فيلم يتمتع بكوميديا الموقف وكوميديا الحوار بدون إسفاف أو كلمات جارحة وخارجة كما أعتدنا في السينما المصرية مؤخرا علي أن الضحك علي قدر الابتذال والقذارة والتباري في الإيحاءات الجنسية، كما جاءت الدراما مؤثرة لتصبح الدموع إجبارية ولا محاولة للفرار منها، والتطور في الأحداث منطقي ومتسلسل وكل دقيقة من الفيلم تستحق المشاهدة، وكأنه فيلم تم تصنيعه بالقلم والمسطرة حتى لا يشعر المشاهد بأن كلمة واحدة زائدة أو تم حشرها لشغل الوقت.

شكراً نادين لبكي لإمتاعنا بهذا الفيلم الرائع، وشكراً لأنك تعرفين كيف تقومين بمهنتك كمخرجة وممثلة وكاتبة سيناريو، وشكراً لمصممي الرقصات، وشكراً لكاتب كلمات أغاني الفيلم، وشكراً لأني كنت فقدت الأمل في أن أشعر بأن احد أفلام هذا العصر تستحق المشاهدة أكثر من مرة خاصة لو كان فيلم عربي، ففيلم "وهلأ لوين؟" يستحق المشاهدة عشرات المرات والحفر في الذاكرة، وشكراً لمن دعاني لمشاهدته.


كلمات أغنية "يمكن لو" من فيلم وهلأ لوين؟

يمكن لو في بيني وبينك حكي.. كنا حكينا..
يمكن لو في بيني وبينك دمع .. كنّا بكينا..
لو كان في طريق تودّي شوي شوي كنا مشينا..
أو كان في شي درب يوصّل بيني وبينك كنا لقينا..
يمكن لو في بيني وبينك حلم كنا غفينا..
يمكن لو في بيني وبينك سلْم كنا نسينا..
لو كان في طريق تودّي شوّي شوّي كنا مشينا..
أو كان في شي درب يوصّل بيني وبينك كنّا لقينا..
يمكن في نغمة وحدة بيني وبينك عم بتعيد..
يمكن في ناس كتيري بيني وبينك ما بتفيد...
يمكن في قمر أو في شجر أو في جسر حديد...
يمكن في سهل أو في جبل أو في شي وادي بعيد..
يمكن في طريق جديدي بيني وبينك نحنا مش شايفينا... يمكن لو.


ك. ك
10 – 1 – 2012

20‏/12‏/2011

فتاة هزت جيش مصر

في الوقت الذي تعرضت فيه ديلما فانا روسيف الناشطة البرازيلية للتعذيب علي أيدي رجال الجيش أثناء حبسها 3 أعوام في أحد السجون العسكرية في البرازيل منذ 42 عاماً لمعارضتها النظام الحاكم المستبد وقتها، وبكي العسكر أثناء الإدلاء بشهادتها عما تعرضت له، يبقي موقف العسكر في مصر مخزي ومخجل وصادم تجاه الفتاة "المصرية" التي تم سحلها وتعريتها علي أيدي رجال جيش مصر البواسل في أحداث مجلس الوزراء أمام مرآي ومسمع العالم كله.

وفي الوقت الذي تخاذلت فيه فئات من الشعب المصري عن نجدة "المصرية"، ونالتها آراء هذه الفئات بالتشهير وقاموا بتعريتها للمرة الثانية ولكن بعد أن جردوها من كرامتها الإنسانية ورأوا أن ما حدث لها هو شئ تستحقه، اختار شعب البرازيل ديلما فانا روسيف رئيسة لدولتهم في الانتخابات الرئاسية 2010 لتصبح أول امرأة برازيلية في المنصب.

غطي العسكر أوجههم من عار ما حدث لديلما روسيف في هذه الصورة النادرة أثناء الاستجواب في مقر المحكمة العسكرية في ريو دي جانيرو، بينما يتبجح في مصر العسكر علناً أمام عدسات التليفزيون بما حدث ويحدث في شارع مجلس الوزراء، من ضرب وسحل النساء، ويعترفون بحقيقة الواقعة وأنها ليست "فوتو شوب" ويقولون "لكن يجب معرفة ظروفها، ويجب أن يتم النظر إلى الأمور والأحداث فى سياقها كاملة".

أي سياق هذا يتحدث عنه القائل..!!!
لكن وبعد كشوف العذرية.. كيف ننتظر ممن لا يستحي ولا يضع اعتبارا للشرف.. أن ينظر لفاجعة سحل وتعرية فتاة في الشارع بعين عادلة.. أو أن يدلي بتصريح أقل سذاجة مما أدلي به..

إلي العسكري.. "أن لم تستحي.. فأفعل ما شئت"..
إلي الشعب الصامت والمبرر لهذه الجريمة.. "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فأن هم ذهبت أخلاقهم.. ذهبوا.."
إلي النخوة والرجولة.. "باي باي كمبورة"..



ديلما روسيف رئيسة البرازيل في صورة نادرة أثناء الاستجواب في مقر المحكمة العسكرية في ريو دي جانيرو.



الفتاة المصرية التي تم سحلها وتعريتها في أحداث شارع مجلس الوزراء.


ك. ك
20 – 12 – 2011

18‏/12‏/2011

براءة صهيون من جرائم مصريون.. ج2


أول مرة مبقاش عارفة اعبر عن إللي جوايا.. وأحس بالعجز عن الكتابة.. رغم أن الحاجة الوحيدة إللي بعرف أخرج فيها غضبي وآلمي هي الكلمات المكتوبة.. ورغم إحساسي أني لازم أدون وأسجل الجريمة إللي بتحصل في شارع مجلس الوزراء للمعتصمين عامة.. وللبنات إللي زي بخاصة.. إلا أني مش عارفة أكتب حاجة.. لكن عارفة حاجة واحدة أن حتى أبشع ناس بنتكلم عن تعاملهم مع الآخرين وهم الصهاينة في تعاملهم مع الفلسطينيين يقدروا يقولوا للجيش المصري يا معلم.. ويمكن يطلبوا يبعتوا كتايب ياخدوا كورسات هنا في مصر علي أيدي المجلس العسكري في كيفية التعامل بوحشية وغير آدمية وعدم أخلاقية مع مواطنيين عزل.. لكن طبعا الصهاينة مش هيتعلموا الحاجات دي عشان يتعاملوا بيها مع أبناء شعبهم.. لكن مع ناس من وجه نظرهم أعدائهم.. لأنها أساليب لا يقبلها الجيش الإسرائيلي علي أبناء شعبه.. فهو يهتم برفات قتلاه.. فهل يقبل بانتهاك آدميته وهو علي قيد الحياة..


معنديش غير لينك تدوينه كتبتها يوم 21 – 11 – 2011، عن جريمة سحل مواطن وقتله وإلقاء جثته علي كوم زبالة بالإضافة إلي باقي الجثث إللي تم تكويمها فوق بعض بعنوان "براءة صهيون من جرائم مصريون"..
http://kefeekedaa.blogspot.com/2011/11/blog-post_21.htmlيتناسب تماما مع الأحداث الحالية.. السيناريو ذاته.. والبشاعة ذاتها.. الأيد الآثمة الملطخة بالدماء ذاتها.. المجرم ذاته.. والضحية هي ذاتها.. لكن باختلاف الصور.. فانا حطيت لينك التدوينة القديمة دي.. وفيديو المهزلة الإنسانية..


ك. ك
18 – 12 – 2011

04‏/12‏/2011

من مسيحية لرجال الإعلام المصري: بجهلكم نجح السلفيون




كيف حقق السلفيين نتائج غير متوقعة في الانتخابات ساعدها التزوير الفج والتواطؤ البين.. لا أجد إجابة محددة ولكن أظن أن الإعلام هو الذي لعب دور قوي ومؤثر في إعطاء شريحة كبيرة من المصريون أصواتهم للسلفيين.. حيث ركز الإعلام خلال الفترة الماضية علي عدة نقاط فقط في التحاور معهم..

وعلي سبيل المثال وليس الحصر.. الحرب الضارية المقرر شنها علي لبس المايوه البكيني.. والذي يسبب حالة من الهوس الغير طبيعي لدي هؤلاء المشايخ.. وتأتي تصريحاتهم بالرغم من انه لا ترتديه سوي نساء من طبقة معينة من المجتمع تستطعن الإقامة بشواطئ خاصة غير متاحة لعامة الشعب.. فلم يحدث أن رأي المصريون فتيات البكيني يحصلن علي الطبقة البرونزية في مصيف بلطيم.. أو يربطن الكاش مايوه أثناء السير علي الرمال الساخنة بمصيف رأس البر.. أو حتى يدفن أجسادهن "العارية" كما يقول عنهم المشايخ في رمال جمصة.. وأخيراً لا يتسابقن في عرض مفاتنهن في الشواطئ العامة بالإسكندرية..

شرب وبيع الخمور في مصر.. خرج المشايخ يشهرون سيوفهم في أوجه الفاسدين الذين يسيروا ليلاً أو حتى نهاراً إلي بيوتهم يترنحون وينشدون "هات الإزازاة وأقعد لاعبني".. وقاموا بتحويله إلي مشهد يومي نراه في الطرق العامة.. وأقنعوا البسطاء أن مصر فى القريب سوف تختنق في عنق زجاجة خمرة..

الأحضان والقبلات في الطرق العامة.. لا أعرف انشغالهم بها هل لرفضهم أن تكون في الطرق العامة أم لا.. ولكن لهم في ذلك حق ولا ألومهم عليه.. فأنهم يحاولون منع انتشار الحقد والغيظ.. فمن لا يحصل علي قسط من هذه القبلات والأحضان بالتالي سوف ينفق نهاره وليله في الدعاء علي الآخرين.. وتتأخر عجلة الإنتاج.. الخ الخ الخ


شريحة كبيرة من المواطنون المصريون يرفضون هذه السلوكيات.. ليس من منطلق الأخلاق والأعراف وصورة المجتمع وغيرها.. ولكننا في المجتمع المصري للأسف نري أن أي رفاهية يحصل عليها شخص أخر ولا تتوافر لي فأنها فسق وفجور.. ويرفضها بعض البسطاء وينادي بمحاربتها من منطق "الحقد الطبقي".. بمعني "يا نعيش عيشة فل.. يا نموت أحنا الكل".. ولكننا لسنا بصدد علاج هذه الأزمة النفسية الاجتماعية التي أصبحت متأصلة فينا..

ولكننا بصدد سؤال واحد لماذا ركز الإعلام المصري طوال الفترة الماضية علي هذه النقاط فقط في التحاور مع السلفيون بخاصة والإسلاميون بصفة عامة.. هل من منطلق أن المصريات جميعهن يرتدين البكيني.. أم لأن زجاجة الخمر لا تفارق بيت مصري.. أو قد يجوز أن القبلات والأحضان في الطرق العامة هو أقصي طموح مصري حالياً.. أم ركز عليها الإعلام لأن هذه النقاط هي التي تشغل بال هؤلاء الإعلاميين.. لأن هذه الرفاهيات لا يحصل عليها سوي أصحاب هذه الطبقة..

هل يهم المواطن البسيط ماركة البكيني المقرر منعه.. أم يهمه أنبوبة الغاز التي لم يعد يقو علي دفع ثمنها.. هل يبالي المريض المصري الذي يحصل علي علاجه من التأمين الصحي باختفاء زجاجة البيرة من محلات الخمور وبالتالي التأثير علي "كيف الباشوات".. وغيرها وغيرها من الأمور التي لم تكن علي ساحة اهتمامات المواطن المصري.. وللأسف وبكل جهل وضعها الإعلام المصري في طريقه.. وجعله حاليا يضع كل شئ في مجال مقارنة مع هذه الرفاهيات التي لا يعرف عنها شئ.. حتى جاء المنقذ متمثلاً في نواب السلفيون الذين قرروا عوضاً عن أن يصلحوا حياته أن يحذفوا هذه الرفاهيات من أمام عينيه حتى لا يتذكر حجم مأساته التي يحيياها..

اختار السلفيون الطريق السهل وهو منع الخمور ومنع البكيني ومنع مسك الأيادي.. واختار الإعلام المانشتات الساخنة والتصريحات النارية التي يعد أغلبها وأن لم تكن كلها مضحكة وسخيفة لكنها تُرضي طموحات المواطن "الغلبان".. وتبادل الشباب وغيرهم علي الفيس بوك وتويتر هذه التصريحات والمقاطع الكوميدية.. وانهالت التعليقات الساخرة المصدومة في هذه الأفكار البالية..

لم يبادر أي إعلامي بسؤالهم عن الاقتصاد أو البطالة أو أنبوبة الغاز أو الدواء أو السكن.. وما هي الخطط الموضوعة من قبلهم لاحتواء هذه الأزمات.. ظناً منهم أن أسئلة البكيني سوف تكشفهم للشعب المصري وبالتالي سوف يلفظون هؤلاء المتشددون المتعصبون.. ولكن جاءت نتيجة الانتخابات صادمة مفجعة محزنة.. وتساءل هؤلاء كيف أختار الشعب المصري المعتدل نواب يحرمون البكيني والقبلات والخمور..

لم يهتم أي أعلامي بأن يضع هؤلاء النواب أمام الشعب المصري في اختبار ثقة يجبرهم علي التحدث في الأمور الهامة كالاقتصاد والصحة والتعليم لكشف حقيقتهم الجاهلة أمام الشعب الذي ينتظر ما هو أكثر من تحريم للبكيني.. ولكن هذا المواطن لم يجد أمامه سوي رجال يهتمون "بصغر نفسه".. ويلعبون علي وتر فقره والإحساس بمعاناته.. وعوض حل مشاكله.. أخبره بأن الحرمان سوف يأتي علي الجميع.. حتى لا يشرب أحد الخمور بينما لا تجد العلاج.. أو ترتدي النساء البكيني وأنت لا تجد كسوة الشتاء..

ولكن بأي تفكير ظن هؤلاء المحنكين إعلامياً أن ما قاموا به من كشف العورات الفكرية والنفسية لهؤلاء سوف يجعل الشعب المصري يرفض أفكارهم المتطرفة.. الشعب المصري الذي يعيش أكثر من نصفه تحت خط الفقر.. ولا يعرف معظمه ما هو البكيني.. وأخر معلوماته عن الخمر هي "خمارة الخواجة ياني.. إللي كل الموجودين هناك عربجية وراقصات بشمعدانات.. وقمار"..


أيها الإعلاميون الموقرون راجعوا المشهد مرة أخري لعلكوا تتعلمون.. وليس الشعب المصري كله تويتريون وفيس بوكيون..

ك. ك
4 – 12 – 2011

28‏/11‏/2011

مصر في كلمتين.. عجوز على عكازين

لما جيت ألقط الصورة دي مكنتش أعرف الست دي أسمها ايه ولا ديانتها ايه.. لأني شفت سيدة مسنة مريضة خارجة من اللجنة الانتخابية تستند على عكاز.. وبعد كدة أتعكزت علي اتنين ستات واقفين تحت الرصيف عشان تنزل.. واحدة محجبة والتانية مش محجبة ولابسه صليب..

مقدرتش للوهلة الأولي أحدد هل هي تبع واحدة فيهم ولا مجرد ست عجوزة بتتسند عليهم عشان تنزل.. في اللقطة دي وصوباعي علي زرار الالتقاط قلت في نفسي هي دي مصر حالياً.. ست عجوزة مريضة لكن كلها أمل وتفاؤل.. ورغم المرض وكبر السن نازلة تعمل حاجة كويسة وصح.. قد تكون نتيجة الحاجة دي هى مش هتحس بيها أو تعيشها لكن عندها أمل أن أحفادها وأولادها يحسوا بيها..

مصر للوهلة الأولي تبان لناس كتير قد أكون أنا شخصياً منهم بلد مسنة.. ولت أيام الخير فيها.. ومعدش فى العمر ليها أد إللي فات.. لكن لما ألاقي مصر بتتسند علي عكازي وبتحاول تعملي حاجة كويسة رغم كل إللي فيها.. يبقي أكيد مش هبخل عليها بذراعي تتسند عليه..

مصر في كلمتين.. عجوز على عكازين.. هكذا نطقت الصورة..

ك. ك
28 – 11 – 2011

21‏/11‏/2011

براءة صهيون من جرائم مصريون


عارفة أن الدنيا مولعة.. والناس مش مستحملة حد يتفلسف أو يتفزلك عليهم.. لكن في حاجة محيراني جدا جدا جدا.. ومستغربة أن محدش واخد باله منها.. لكن طبعا بما أني متميزة وبحب أطلع القطط الفطاسنة في أي حاجة.. وأوقات كتير المش فطسانة.. وده لأني بحاول دايماً أشوف السبب النفسي ورا كل حاجة بتحصل حواليا.. وعادة مهببة هي محاولاتي الدائمة في تحليل الناس نفسيا والتوغل في أعماقهم.. فما بالكوا بظاهرة مفجعة زي إللي بتحصل في ميدان التحرير من يوم الجمعة 18 نوفمبر لغاية دلوقتي..

مذابح دموية مخطط لها.. الشرطة والشرطة العسكرية وقوات الجيش.. إللي هما كلهم جنسيتهم مصريين حتى الجد الخمشتاشر.. بيضربوا بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والخرطوش ومؤخرا الرصاص الحي مصريين تانيين بس عزل ومصريتهم برضو حتى الجد الخمشتاشر.. والكارثة مش بس في ضربهم.. لأ.. الكارثة هو في الحالة النفسية البادية عليهم.. وهي تتراوح ما بين كراهية مفرطة وغل دفين في معاميق نفسويتهم.. بالإضافة إلي استمتاع غير عادي وتلذذ غريب وتفنن في تعذيب المتظاهرين وقتلهم والتمثيل بجثثهم.. وضرب الموتي بالجزم والعصي بكل وحشية.. وأخيراً إلقاء الجثث علي أكوم الزبالة.. رغم أننا الشعب إللي كاتب علي عربيات نقل الموتي "سيارات تكريم الإنسان".. لأن عندنا إكرام الميت دفنه مش رميه لكلاب السكك..

من أين جاب المصريون دول أي كان الهيئة المجندون فيها سواء شرطة أو شرطة عسكرية أو الجيش كل الكراهية والغل والقسوة في تعاملهم مع أخوانهم وشركائهم في الوطن حاملي الجنسية ذاتها "مصري".. أزاى تحول هذا المجند بقدرة قادر لهذا الكائن السادى.. مهما كنت الأوامر إللي هو واخدها أزاي مفكرش للحظة أن ممكن اخوه أو جاره أو حد قريبه تلعب الصدفة دورها ويكون متواجد في التحرير وبأيده هو يقتله.. أزاى هيعيش مع الذنب ده طول حياته وأزاى هيسامح نفسه.. ده لو أتعاملنا بمنطق الأقربون أولي بالمعروف.. يعني انه مش هيفكر في أي مصري تاني إلا لو بيربطه بيه صلة دم.. لكن دي حتى كمان مجتش في بالهم..


منظر غريب في هذا الفيديو وهو طاقة الشر والكراهية إللي بيتصرف بيها العساكر "المصريين" مع المتظاهرين "المصريين".. مش هسأل ايه هى الأوامر إللي هو اخدها.. وان فئة الأمن المركزي دول بيختاروهم علي أساس الغباء.. وهذا الكلام المتداول عنهم.. لكن هسأل أين آدميتهم.. أين نخوتهم.. أين انتمائهم لأخوة وشريكه في الوطن وشعوره بالهم المشترك.. والمؤلم أكثر هو المنظر البشع لجنود الأمن المركزي وهما بيضربوا بنت في التحرير بصورة مقززة ومهينة ومخيفة أين الرجولة.. يعني مبقاش في آدمية ولا رجولة ولا أي حاجة تقول أن دول بشر..

كنا بنقول الصهاينة المتوحشين والمذابح القذرة في حق الفلسطينيين.. مع كامل احترامي للقضية الفلسطينية وشهدائها.. لكن هرجع وأقول ده صراع قديم علي أرض ووطن وكلام كبير.. من الأخر لا يكن أي منهما مشاعر طيبة للأخر.. وأنا بتكلم عن الصهاينة وليس اليهود بشكل عام.. عشان كدة الناس في مصر والوطن العربي لما بيشوفوا جريمة بشعة بيقولوا علي المجرم شوفوا الصهيوني عمل ايه.. انهاردة حد يقدر يقول علي مرتكبي مذابح التحرير صهاينة.. مظنش.. لأن إللي ضرب النار والقنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية وغيرها التي قد تعد محرمة دوليا هو مصري أبن مصري.. وهنا الجريمة أكثر بشاعة ووحشية.. بالإضافة إلي أنها غير مبررة بمعني أن المصري الأعزل ده مكنش بيهدد حامل البندقية.. والمسلح هو إللي هجم علي الأعزل ودفعه للدفاع عن نفسه بالطوب.. بالضبط مثل الانتفاضة الفلسطينية وأطفال الحجارة.. ففي رأي أن كل جندي مصري أطلق خرطوشة علي مصري هو أكثر حقارة ودناءة من العساكر الصهاينة.. وصهيون بريئة من بشاعة هذه الجريمة المصرية الخالصة..

هل عايزين يقنعونا أن جنود الأمن المركزي ومجندين الشرطة العسكرية عايشين ميت فل وأربعتاشر وبيروحوا مارينا في الصيف وأسوان في الشتا.. عشان كدة حاسين أن تمرد الشعب ومظاهراته دي وحشة كخة وعلي أساسه بيعاملوهم بالوحشية دي.. ده اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أهم مبادئها هو معالجة الجريح حتى وأن كان من صفوف العدو رغم أن أصلا معندهمش تعريف عدو.. ومين طيب ومين شرير.. لكن أقصد أنهم بيعالجوا الجميع وبيبذلوا حياتهم عشان أي حد حتي اللى الناس ممكن تكون شيفاهم مجرمين.. لكن هي بتتعامل مع الجريح كإنسان محتاج مساعدة.. فأزاي أي بني آدم يفسر ضرب الأمن المركزي للمستشفي الميداني إللي كله جرحه وبيعالج مصريين بقنابل مسيلة للدموع.. ده لو الجيش المصري بيحارب محرم عليه دوليا وطبقا للقوانين والمعاهدات ضرب المؤسسات الخدمية وخاصة المستشفيات.. يعني لو الجندي المصري بيحارب إسرائيليين مش هيضرب نار علي مستشفياتهم مهما كان متغاظ منهم وبيكرههم وفي حالة حرب.. فأزاى هانت عليه حرمه جرح ودم أخوه المصري إللي مش محتاج معاهدات دولية تقوله ممنوع تضرب مستشفي.. ولا لأنها حاجة محرمة إنسانيا وأخلاقيا ودينيا.. ده لأنها حرمة دم واخوه..

هل ممكن حد من بتوع علم الاجتماع أو الظواهر الخارقة حتى يدرسوا ويعرفوا ويقولوا لنا ايه إللي ممكن يدفع مواطن مصري أنه يقتل ويمثل بجثة مواطن مصري تاني والاثنين أصلا قرفانين وجعانين وحياتهم بؤس ومش بعيد تكون مطالبهم واحدة.. لكن محدش فاهم أو عارف هما أزاي بيعملوا كدة.. وأزاى أصبحت السادية صفة غالبة في شريحة كبيرة من المصريين.. وحتي لو أتوقفت المذابح.. وتم تحقيق مطالب المتظاهرين أزاي هنسكت علي الكراهية الدفينة إللي موجودة في النفوس دي ومش معروف سببها.. وأنها قنبلة موقوتة متعددة الانفجارات يعني ممكن تنفجر في أي وقت وأكثر من مرة لو متعالجتش.. ده لو في أمل في علاجها..

لكل إللي بيقولوا مصر أولا.. هما برضو إللي بيقولوا الانتخابات أولا.. انتخابات ايه ونيلة ايه.. ايه اللى هتضمنه الانتخابات.. وايه هي الحماية إللي هيوفرها مجلس أعضائه مبكوش علي دم اللى ماتوا عشان كانوا مشغولين بحملاتهم وأزاى يستقطبوا الناس..

لكل إللي بقولوا مصر أولا.. ما هو تعريفكوا لمصر لامؤخذاه لأني مش عارفه.. مصر إللي هى المصانع ولا المباني ولا النيل ولا البورصة ولا عجلة الإنتاج ولا الصحاري ولا الكباري.. ولا هي الشعارات الحلوة الرنانة من عينة مصر هي امي أو مصر هي الحياة أو مشربتش من نيلها أو مصر ام الدنيا أو تعيشي يا مصر ونموت احنا أو أنا قلت لهم الجنة بلادي.. حد يفهمني مصر هي ايه من غير ناسها وشعبها.. مصر هي أيه لما مصري يقتل مصري عشان بيقول عيش حرية عدالة اجتماعية.. ده المثل يا جدعان بيقول جنة من غير ناس ما تنداس.. ولما الناس يتحولوا لوحوش يقتلوا الضعفاء فيها في الأخر مش هيتبقي غير الوحشين.. وأرض كلها وحوش مظنش أن دي تبقي جنة حتى لو أسمها مصر..




ك. ك
21 – 11 – 2011

18‏/11‏/2011

طُز فيكي بقي يا مصر






لم يمر علي ثورة 25 يناير أيام وخاصة بعد رحيل المخلوع.. إلا ولقينا الأصوات بتنادي بحشد الشباب المصري وقوات الجيش عشان يروحوا يحرروا غزة من الاحتلال الإسرائيلي.. والأدهى والأذكى أن في مسيرات نزلت عشان تنادي بحرية غزة.. وبتندد بتقاعس المصريين في الدفاع عن القضية والدخول في حرب مع إسرائيل.. وأن مصر لسه وحشة كخة زي ما كانت أيام المخلوع عشان مفتحتش النار من سيناء _أكنها بترش مية_ علي إسرائيل وأبادتها من علي وجه الكرة الأرضية..

كل ده والثورة المصرية لسه بتقول يا هادي يارب.. وطبعا مكنش لسه حصلت البلاوي بتاعت حرق الكنايس والفتن الطائفية إللي ولعت في البلد ولسه بإذن المولي عز وجل هتولع تاني طول ما سياسة البوسة تحل كل حاجة شغالة.. المهم أن كمان المطالب بتحرير غزة كانت برضو قبل ما مصر تضرب تفليسه.. وأزمة البنزين تظهر وتلعلع.. مهو أحنا البلد الوحيدة إللي بتولع من غير وقود.. وحرب المحافظات إللي شبه حرب العصابات والمكسيك وشيكاغو من حيث وجود رهاين وترسانات عسكرية.. وأخيراً وليس أخرا ميناء دمياط يتقفل.. والبضايع تتحجز جوة.. يعني مصر وقتها كانت لسه فيها النفس..

لكن بقي إللي يشل وينقط هي المطالب إللي بعض الفئات نازلة انهاردة الجمعة 18 نوفمبر عشان تطالب بيها.. ومصر خلاص تقريباً كدة في مرحلة النزاع الأخير في أوضة الإنعاش.. لأن الورثة عمالين يقسموها ويقطعوا فيها اكنها خلاص في ثلاجة المشرحة.. ومحدش يقولي متشائمة.. المهم خليني عزيزى القارئ أعرض عليك جزء من منشور كان بيتوزع أمبارح الخميس في ميدان التحرير والناس نازلة بالعفش والخيام عشان تنصبها فى الكرنفال..

"يعلن (اتحاد قوة ثورة مصر) و (اتحاد المستقلين من اجل مصر) تضامنهم الكامل مع الجبهة الشعبية لاستعادة أم الرشراش المصرية المحتلة (ايلات)...


وسوف ينعقد مؤتمر في سيد ميادين العالم (التحرير) الساعة السادسة مساء يوم الخميس الموافق 17 / 11 / 2011 تحت رعاية إتحاد المستقلين من أجل مصر واتحاد قوة ثورة مصر وأعضاء جبهة استعادة (أم الرشراش) وهذا المؤتمر الثاني بع انعقاد المؤتمر الأول الذي انعقد في 9 / 9 / 1999 بفندق شيبرد"

الله أكبر وتبا للخونة والعملاء

علي فكرة مش انا إللي كاتبة "تباً" دي.. هذه نقلاً عن البيان..

نرجع للمنشور تاني.. هي مش لامؤاخذه أم الرشراش دي إللي بين قوسين ايلات _بتاعت فيلم الضفادع البشرية وصوباع المتفجرات إللي نبيل الحلفاوي وسعه بالمبرد_ مش برضو تحت الإحتلال الإسرائيلي.. يعني جيش وجنود وسلاح وبلاوي زرقاء.. ومعني تحريرها اننا نشتبك في حرب.. لأن أكيد مش هنروح لإسرائيل نقولها ممكن يا سوسو تدينا إيلات.. فهي تقولنا خدي يا مي مي "دلع مصر يعني" إيلات وفوقيها بوسة.. طيب مش الأول نحرر مصر من البلطجية إللي أحتلوها ومحدش عارف يصد قدامهم.. او محدش عايز يصدهم.. مهو مبقاش في حاجة مفهومة في البلد دي..

حد هيقولي البلطجية دول صناعة جهاز الشرطة.. وحاليا بيلعبوا ناشئين تحت السن في فريق القوات المسلحة.. طيب يعني كدة هنسكت ونسيبهم عشان بيلعبوا بفانلة العسكري.. طيب ما بالأولي نحشد المصريين عشان يحاربوا الغزاة في الداخل إللي بيشيعوا فساد وخوف وجريمة في 29 محافظة بدل ما نفكر في ميناء أو بقعة مع كامل احترامي لمصريتها لكن مش وقتها خالص.. في مثل واحد في بالي بيوصف حالنا دلوقتي لكن مش هينفع أكتبه..

للأسف وبكل حزن مع كل مليونية جديدة ومطالب من عينه أم الرشراش دي بحس أني بسمع هتاف واحد "طُز فيكي بقي يا مصر".. مطالب بتوريط مصر في حرب في الوقت الحالي وأحنا مش قادرين نحارب البلطجة وانهيار البورصة والفتنة الطائفية والجوع واختفاء البنزين وضياع السياحة وفقدان عشرات الآلاف لوظائفهم وغيرها وغيرها من الحروب الأكثر خطورة وأهمية.. وتحتاج لحشد المصريين لمحاربتها.. مش بتدل غير علي حاجة واحدة وهي أن التخلف وعدم القدرة علي تقييم الأمور وتحديد الأولويات وغيرها من الآفات هي من تحتل فكر شرائح كبيرة من الشعب المصري.. هل أصبحت أم الرشراش الآن أهم من رغيف العيش.. متى يتحرر الشعب المصري حقاً..!!!

ك. ك
18 – 11 - 2011

11‏/11‏/2011

المعلم .. المتهم الذى لم تثبت إدانته



سألنى أصدقاء كثيرون لماذا حذفت التدوينة التى هاجمت فيها إبراهيم المعلم، بعد 3 شهور من كتاباها، أصدقائى كما أعرف يثقون في كثيراً، بعضهم سألنى: يعنى اللى انتى كاتباه ده نصدقه، ولا منصدقوش، والحقيقة إن عاوزه أقولكم صدقوه ومتصدقهوش، أو بمعنى أصح صدقوا بعضه ومتصدقوش بعضه.



وأنا مش من النوع اللى بقاوح أو أكابر، ولما تجيلى معلومة موثقة تبدد شكوك كانت عندى يبقى لازم زى ما نشرت الشكوك على أنها معلومات وحقايق، أنشر اللى جالى بعد كده.

كتبتلكم عن المهازل اللى بتحصل فى بوابة الشروق، من لولا هانم ورجالتها، فصل تعسفى ومعاملة مهينة، وإٍساءة لاستخدام الصلاحيات، والتنكيل بصحفيين شطار جداً وتشغيلهم داتا انترى ووكالات، وحرمان الناس من الفرص فى التعيين أو العقود وكأنهم عمال سخرة.

والحقيقة كل ده حاصل وبيحصل معنديش شك فى ده وهو ده اللى أنا بقولكم صدقوه، للأسف دار الشروق اللى اسمها زى الطبل ومن بره أى حد شايفها مؤسسة كبيرة، وكل أصدقائى الكتاب ومنهم صديقى العزيز مكاوى سعيد بيأكدولى إنها أكتر مؤسسة بتراعى حقوقهم حتى لو مطلبوهاش، لكن فى بوابة الشروق الوضع مختلف تماماً يا جماعة، لا حقوق ولا معاملة ولا انسانية.

كل ده زى ما قولتلكم كان بيحصل باسم ابراهيم المعلم، فلان اتفصل لأن المعلم قال يتفصل، وفلان اتنكل بيه لأن المعلم قال كده، وفلان ميدخلش المكان لأن المعلم قال كده، أنا نفسى زى ما قلتلكم الست لولا ما اكتفتش انها تبلغنى إن المعلم بيقول أمشى من المكان، لأ ده بعد ما مشيت كمان اصدقائى وزمايلى اللى كانو لسه هناك عملوا عزومة ودعونى ليها، والهانم كلمتنى وأنا فى الطريق قالتلى إبراهيم المعلم بيقول متدخليش المكان ولا حتى ضيفة.

كل اللى كان بيتقال كان له معنى واحد إبراهيم المعلم بيدير كل حاجه بنفسه وهو راضى عن أوضاعكم الزبالة دى وراضى عن مشاكلكم وهو شخصياً اللى بينكل بيكم، يعنى إذا كان رب البيت بالتنكيل ضارباً فنروح لفين ونشتكى لمين.

عشان كده كتبت وكتبت، ما أنا لو مكتبتش هطق.

بس فى شوية حاجات حصلت بعد كده.. الأولى إن فيه صديق واستاذ ليا اشتغل فى الشروق جديد، ولقيته بيكلمنى كويس جداً عن إبراهيم المعلم، حكيتله اللى حصل قالى متصدقيش دى لولا أكيد كانت بتخوفكم عشان متشتكوهاش لإبراهيم المعلم، طبعاً ماهتمتش باللى بيقوله لأنى طبعاً مشحونة جداً، لكن فجأة من 3 أيام بينما المظاهرات شغالة فى ميدان التحرير، وأنا طبعاً بادعى انى بشارك فيها وقاعده مع أصدقائى فى كافيه ريش، لقيت إبراهيم المعلم داخل علينا ومجموعة من اصدقائه، الترابيزة بتاعتنا كان عليها كام كاتب وإعلامى من اللى يسدوا عين الشمس، فجه الراجل سلم عليهم وسلم عليا على البيعة وهو بيقولى :"إزيك يا بنتى"، هو الراجل ده عارفنى بصحيح وكان بيطلب كل شوية من لولا تإذينى، ولا هو راجل طيب ومحترم زى ما بيقول صديقى العزيز اللى أنا كلمته بعدها أحكيله الموقف من باب الطرافة، فحلفلى إنه قال لإبراهيم المعلم فى حضور ناس كبيرة أوى الحاجات اللى لولا بتقولها عليه، وحكاله اللى حصل معايا، وهوه كان مذهول ومش مصدق اللى بيتقال، وأكد إنه أول مره يسمعه ويعرفه، وإن عمره ما قال للولا ده يمشى وده يقعد ولا حتى ده ميجيش ضيف عند زمايله.

أنا طبعاً بصدق أستاذى اللى نقلى الحكاية على لسان إبراهيم المعلم جداً، لكن برضه مصدقه اللى بيحصل فى بوابة الشروق لأنه كان بيحصل معايا ومع زمايلى، هو ده اللى بقولكم صدقوه ومتصدقوهوش، المعلم لم تثبت إدانته فى اللى حصل لنا، بس برضه عليه مسؤولية زى السياسيين كده فى إن ده كان بيتم باسمه، لكن المهم إنه ميفضلش يتم بالشكل ده.

أنا مبخجلش من الإعتذار .. وممكن أقولكم دلوقتى إنى مديونة لإبراهيم المعلم بالإعتذار، ونشر التدوينة دى ممكن يبقى إعتذار، لكن برضه حد يقوله إن الشروق اللى هو راسها وكبيرها مديونالى أنا وأكتر من 30 زميل باعتذار حقيقى عن 3 سنين من الإهانة والإزدراء والتعسف والتنكيل.


ك. ك
 10 - 11- 2011

18‏/10‏/2011

ياريت الناس كلها الحاج سعيد.. شكراً

علي مدار أكثر من أسبوع وأنا بحاول إنهاء بعض الأوراق الخاصة بوالدي من احدي المؤسسات الحكومية وذلك بناء علي توكيل عام منه لي.. وطبعا خطوة التوكيل العام دي جت بعد تفكير عميق وخوف أعمق من جانب بابا حبيبي إللي تخيل أني ممكن اعمل زي الأفلام العربية إللي الواد الشرير يستغل التوكيل بتاع أبوه ويشلطه ويخليه على الحديدة.. وكمان بعدها يبيعه الحديدة.. المهم القصة تبدأ من عند هذه المؤسسة الكبيرة إللي المفروض أخلص منها الورق..

الزيارة الأولي.. استقبلني الموظفين وكأني كائن فضائي لعل شكلي خدعهم وظنوا أني طفلة صغيرة.. لكن بطاقتي وتوكيل بابا كان بيخليهم يصدقوا أني كبيرة كفاية.. رغم أني مش رايحة بضفاير.. المهم علي ما أخدت رد مفيد كنت لفيت كل المكاتب رغم أن الإجابة كانت ممكن تبقي من أول مكتب.. لكن أزاي موظف حكومي يريح مواطن قرفان في عيشته أصلاً.. رجوعاً للإجابة إللي أنا عرفتها بطلوع الروح.. وقعت تحت رحمة موظفة.. يعني أنثي.. والواحدة تقع تحت أيد عشماوي ولا تقعش تحت رحمة موظفة مؤنثة زيها.. وحتي يومنا هذا معرفش ايه السبب..

المهم أن الموظف إللي كان معاها فى المكتب.. لقيته ملتحي وبيقولوا له يا حاج سعيد.. ولأني تصرفت بعنصرية ملحوظة تجنبت الكلام معاه.. خوفاَ من أنه يحرجني من ناحية.. عشان الفكرة أن الملتحين أو أصحاب لقب حاج مش بيكلموا ستات عامة.. فواحدة سافرة زي أكيد مش بعيد يرموها من الشباك.. لكن لأن الله مش بيرضي بالظلم وسوء النية.. وجدت دفعة حنان وابتسام من الأستاذ سعيد.. إللي سألني أنا جاية من أين.. ولما لقي ورقي من المحلة تخيل أني جاية من السفر.. فقالي أتفضلي اقعدي.. وانا اعتذرت فأصر بشدة.. وخلاني أقعد في المكتب إللي ممنوع علي المواطنين دخوله لأنه خاص بالموظفين الكبار.. وعشان ربنا يكسفني أكتر.. الحاج سعيد قام بنفسه يخلص لي الورق كله.. لدرجة أني مكنتش مصوره البطاقة فأخدها وصورها لي بنفسه.. كل ده قدام دهشة الموظفين أن رئيسهم بيخلص ورق لمواطنة بسيطة مش جاية بتوصية من حد مهم..

والموظفة إللي حطيت لي كل العراقيل الممكنة والغير ممكنة.. قدام موقف الحاج سعيد.. تحولت من متوحشة إلي أم حنون.. فاستغربت بشدة لما هي جواها إنسانة كويسة كدة وحنونة فعلا ليه بتصدر الوش الخشب والناس مش مستحملة أصلاً..

انتهي الحاج سعيد من الإجراءات إللي المفروض أعملها أنا.. والابتسامة والكلمة الطيبة مافرقتوش لحظة.. تم تحديد يوم الأسبوع إللي بعده عشان أستلم الورق.. ومشيت وسط سلامات ودعاوي الحاج سعيد أن ربنا يسترها معايا ويوفقني..

الزيارة الثانية إللي كانت صدمة.. وصلت في الميعاد المحدد ولقيت أن الورق مخلصش أصلاً.. فجريت علي الحاج سعيد إللي أول ما شافني رحب بيا جدا.. وقالي حمدالله علي السلامة.. وسألني أخبار الورق ايه.. ولما عرف أن الورق مخلصش.. اتنرفز جدااا.. وقلب الدنيا وعرف التقصير جيه من اين.. وأدي أوامر أن الورق يخلص حالاً.. فقالوا له مستحيل ده محتاج أسبوع.. فقالهم والبنت دي مش هتروح من غير ورقها أنهاردة.. بجد بأمانة كنت هبكي لأني حسيت بأبوه فظيعة ناحيته.. المهم أخدني مكتب خدمة المواطنين.. ولله الحق المكتب يشرح القلب لأنهم أصلاً مش بيسمحوا للمواطنين أنهم يقعدوا فيه كتير..

قعدت علي الكرسي أتفرج علي الناس وأيدي علي خدي.. عدي الحاج سعيد عشان يتوضأ لصلاة الظهر.. وشافني كدة.. فدخل وقالي متزعليش الورق هيخلص وهتروحي لبابا بيه إنشاء الله.. وبلاش تكشري كدة.. وسبني وراح يصلي.. وهو راجع قالي تشربي ايه.. قلت له شكرا.. فقالي لأ أحنا لازم نفطرك.. وفعلا طلب لي شاي وبسكويت.. كل ده والموظفين فاكرين أني قريبته.. بس مش قادرين يربطوا الصلة بين الحاج سعيد والمواطنة القبطية دي.. ساعتين بالظبط كان ورقي خلص والحاج سعيد بنفسه جابهولي.. ودعي لي وأنا شكرته بشدة وكان نفسي أسلم عليه يداً بيد.. لكن بصراحة أحرجت.. لكن قلت له ربنا يكرمك يا أستاذ سعيد علي كل إللي عملته معايا.. فابتسم إبتسامه لن أنساها أبداً.. ابتسامة صادقة وحنونة..

شكراً لأنك أحرجتني وكشفت لنفسي سوء نيتي.. وياريت الناس كلها الحاج سعيد

ك. ك
18 – 10 – 2011

12‏/10‏/2011

هل سيلحق المشير طنطاوي العار بالجيش المصري..!!!

لا أستطيع أن أتخيل أن "الجيش المصري العظيم" صاحب البطولات العظيمة التي يتغني بها العالم، ويشيد ببسالته كل رجل جيش سواء عربي أو أجنبي، يرضي لذاته الذل والهوان والضعف وتشويه تلك الصورة النبيلة من أجل إخفاء حقيقة صادمة مرعبة، مستنداً علي مبدأ "قضا أخف من قضا"، بمعني تزييف حقيقة حادثة واحدة أقل تأثيراً علي المؤسسة العسكرية ككل حتى وأن كان ذلك مقابل محو وتلويث تاريخ عظيم.



عزيزي القارئ أرجو منك مساعدتي في فهم عدة حقائق أو صور التبس علي فهمها، خاصة وأنا لم ألتحق بالجيش ولا أعرف عن التكوين والتسليح العسكري للمؤسسات العسكرية أكثر مما رسمته في امتحان الابتدائية لمادة الرسم عندما طلب مني رسم حرب أكتوبر المجيدة فقمت بملأ الصفحة بالدبابات وكأن الجيش لا يعرف سوي هذه المركبة دون حتى الجنود.




المشهد الذي أحاول فهمه منذ يومين وخلال حالة نفسية سيئة هو مشهد "دهس المدرعة العسكرية التابعة للجيش المصري لمتظاهرين مصريين أقباط" ولا يساورني هذا التساؤل لأني مسيحية، وأحاول إلصاق التهم بالجيش المصري مثلما يروج الكثيرين حالياً، وإنما يشغلني هذا بصفتي مواطنة مصرية أنام مطمئنة علي حياتي وبلدي لأن الجندي المصري المرابط عند الحدود يسهر علي حراستي ويعرف جيداً مهامه، وأهمها الحفاظ علي سلاحه الذي بدونه لا شئ، وعند فقدانه يتعرض للمحاكمة العسكرية.




خرجت بعض الأقلام والمسئولون يبررون حقيقة المشهد ويعلنون أن هذه المدرعة تمت سرقتها من قِبل المتظاهرين وأن من يقودها لا يعرف جيدا كيفية التحكم بها وهو ما جعله يدهس الناس بها، وهو ما أشعل علي الجانب الأخر جو من السخرية والفكاهة من هذه المبررات الساذجة التي لا ولن يقبلها عقل طفل صغير مصاب حتى بخلل فكري، وذلك لعدة أسباب من وجهة نظري بعد الإطلاع جعلت من هذا المبرر إما مستحيلاَ أو نقطة سوداء مخزية ومخجلة ووصمة عار علي جبين مؤسسة عريقة ومهمة كالجيش المصري، وهذه الأسباب هي:





أولا: تعريف المدرعة وفق ويكيبيديا ولأني لا أعرف بالظبط المدرعة التي قامت بدهس المتظاهرين هل هي مركبة قتال مدرعة أم ناقلة جنود مدرعة ، فقررت وضع التعريفين:




- مركبة قتال المدرعة: تعرف كذلك بـ آلية قتال مدرعة وعجلة قتال مدرعة وعربة قتال مدرعة هي عبارة عن مركبة ذات بدن مقاوم لاختراق المقذوفات النارية ومسلحة بمدفع أو رشاش آلي إضافة إلى الأسلحة المساندة، مركبات القتال المدرعة تستخدم أما للنقل كناقلات الجند المدرعة أو للقتال المباشر مثل الدبابات ومركبات المشاة القتالية، ويمكن أن تكون مركبات القتال المدرعة مجنزرة أو مدولبة، تم إدخال العديد من التطويرات المهمة على هذا السلاح وعلى العديد من الأصعدة أهمها السرعة، التدريع، القوة النارية والتصويب، حيث تم تزويد هذه المركبات بمدافع ذات عيارات مختلفة وبمدافع رشاشة وأحياناً بصواريخ قصيرة إلى متوسطة المدى وقاذفات رمانات واللهب، كذلك تم تزويدها مؤخراً بآليات دفاع ضد القاذفات الصاروخية وآليات تحديد أهداف متطورة.




- ناقلة جنود مدرعة: هي مركبة مدرعة مصممة لنقل الجند إلى ساحة المعركة، عادة ما تسلح ناقلات الجند المدرعة بالمدافع الرشاشة فقط بينما تسلح بعض الفئات بصواريخ موجهة مضادة للدروع أو مدافع هاون، وعلى عكس مركبات القتال المدرعة فإن ناقلات الجند غير مصممة للاشتباك المباشر مع النيران المعادية إنما حماية ونقل الجنود إلى ميدان المعركة حيث يترجلون لتنفيذ المهام ويكون للناقلة توفير الحماية لراكبيها من شظايا المتفجرات ومن الكمائن، وتنقسم ناقلات الجنود المدرعة إلى ناقلات مدولبة وناقلات مجنزة ، وبشكل عام فإن ناقلات الجنود تتميز بخفتها وسرعة تحركها لخفة درعها مقارنة مع باقي الدروع ، كما أن بعض ناقلات الجند لها قدرة على اجتياز الموانع المائية بأعماق مختلفة.





ثانيا: المسئول عن المدرعة.. أيضاَ وفق ويكيبيديا




الحظيرة: وهى الوحدة الأساسية ويرأسها عريف إلي مساعد أول، وتتكون من 8 إلي 12 فرداً، مسلحين.




ومن هذه النقط يتضح لنا أن المدرعة ليست عربية فيات 127 أو حتي جيب هامر، يسهل مغافلة صاحبه وسرقتها، لأنها غير قابلة للسرقة لأن ليس لها مالك واحد أو مسئول واحد وإنما من 8 إلي 12 فرد يحرسونها، مثلما يحرسون أرواحهم وسلاحهم، بالإضافة إلي مؤهلاتها الضخمة التي أبرزها السرعة الفائقة والتي لا يمكن أن تتم سرقتها أو حتى محاولة اعتلائها وهي تسير، وأخيراَ التصميم الشكلي لها الذي يستحيل معه تسلقها بسهولة لارتفاعها، وهنا يظهر 3 أسئلة:




السؤال الأول:




هل تمت سرقة المدرعة أثناء وقوفها أمام ماسبيرو في ظل هذه الحراسة وأمام أعين هذه الحظيرة أو الفصيلة أو أي أن كان التشكيل العسكري المرابط بجوارها؟




أن كانت الإجابة بنعم.. فأين كان كل هؤلاء أثناء سرقة هذا السوبر مان للمدرعة، وبافتراض انه كان مسلح، لماذا لم يحاول أي جندي همام من هؤلاء الدفاع عنها حتى لو خسر روحه، فهذه تعاليم الجيش وأوامره، وأن كان تم السيناريو بأن غافل هذا الهيرو كل هؤلاء وتفوق وحده علي حوالي 18 جندي من خير أجناد الأرض، فلابد من الإفصاح عن هؤلاء المقصرين ومحاكمتهم عسكرياً علينا، لأن هؤلاء هم من نثق فيهم علي أروحنا وحدودنا.




أو الاحتمال الأخر وهو أن هؤلاء الجنود كانوا مشغولون عنها بقتل المتظاهرين وسحلهم مما جعل سرقة هذه المدرعة مهمة شبة واقعية.



أو احتمال أخر وهو أن منظر النيل كان خلاب في العصاري مما دفعهم لترك مهامهم للاستمتاع بهذا المشهد الرومانسي علي صوت وابل الرصاص والصرخات.




السؤال الثاني:



هل تمت سرقة المدرعة وهي مسرعة أو حتى تسير بتروي..؟




وأن كانت الإجابة بنعم.. هل يوجد من يستطيع تفسير قدرة شخص "بني آدم يعني من لحم ودم يقدر يتسلق مركبة أهم ما يميزها كما سبق وذكرنا السرعة الفائقة والخفة في الحركة"، إلا في حالة أن هذا الشخص الهيرو الجبار يستطيع الطيران مثل سبايدر مان.




أما عن التساؤل الأخر في حالة نعم، أين كان المسئولون عن هذه المدرعة حيث لا يمكن تقبل فكرة أن مركبة عسكرية بهذه المؤهلات تخلو من شخصين علي أقل تصوير وهما قائد المركبة وجندي على المدفع الرشاش الخاص بها।




السؤال الثالث:



ماذا عن الفيديو الذي يُظهر المدرعة تدهس الناس ويخرج جندي أخر من رأسها ويطلق الرصاص علي المتظاهرين من مدفعه، هل كان أيضا مشارك في عملية سرقة المدرعة ويحاول تجريب الأسلحة الموجودة بداخلها علي أخواته المشاركين له في المظاهرة..؟




وأن كانت الإجابة بنعم.. فلا أجد ما أقوله.



ولكن يظهر سؤال مترتب علي هذه النقطة وهو ماذا عن تقارير وفاة شهداء مذبحة ماسبيرو التي تضمنت الوفاة بالرصاص، وأن الوفاة نتيجة الإصابة برصاصة اخترقت الجسد بصورة طولية، من أعلي الصدر وخرجت من الأسفل، أي مضروبة من منطقة أعلي من مستوي الشخص العادي، بالإضافة إلي خروج الرصاصة من الجسد حيث احتفظت بقوة القذف نتيجتها إطلاقها من مكان قريب جدااااا، مثلما حدث مع الشهيد مينا دانيال.




كيف أصبحت إجابات هذه الأسئلة بنعم، والتي حملت معها العار والخزي لكل جندي مصري نبيل، حيث أظهرت مدي ضعف رجالنا الأقوياء، واستهتارهم بالقيام بواجبهم الوطني، وذلك ليس وفقاً لرأي الشخصي وإنما وفق هذه السيناريوهات التي تساعد العقل علي تقبل فكرة سرقة مدرعة من الجيش المصري بواسطة مواطن أعزل، وهي السيناريوهات التي أرفضها بشدة وأفًضل كثيراَ أن تثبت عدم صحتها، وأن يخرج علينا المشير يُعلن بكل جرأة وقوة عكسها ويقول "لا" لم تُسرق المدرعة، فقائدها هو أحد جنود الجيش، وتحمل نتائج الحقيقة، كرجل جيش عاش كما يقول 40 سنة يخدم مصر وجيشها النبيل.




بالإضافة إلي ظهور رجالنا الأشداء وهم يبكون ويولولن مثل النساء أمام شاشات العالم جراء إصابتهم بإصابات يُصاب بها وبأصعب منها من يلعبون الكرة في الشارع من الأطفال، هل هؤلاء من يقفون في أوجه العدو، ويسهرون الليل في الظلام علي الحدود، أم أن هؤلاء الرجال والجنود انتهي ذكرهم بنهاية حرب أكتوبر، وما نراه الآن دمي يرتدون الزى العسكري، وأيضا ليس وفق رأي الشخصي وإنما وفق ما رأيته من نحيب وعويل من رجال دون خجل لرجولتهم وحياء لبزتهم العسكرية، مهما كان يشعرون من آلم.





وسؤالي الأخير لسيادة المشير..




هل ستقبل هذا العار علي جيشنا عوض الاعتراف بالحقيقة حتى وأن كانت صادمة.. فعار قتل الأقباط بأيدي أخواتهم من الجيش المصري أقل وطأة من عار الاستيلاء علي مركبة عسكرية بواسطة مواطن أعزل.. فهي المعلومة والحقيقة التي ستداولها الأجيال فيما بعد.. لأنها الحقيقة التي سيخرج بها علينا المسئول العسكري عندما سيسألونه عن حقيقة هذه المدرعة..؟


هل سيترك المشير طنطاوي جيشنا المصري يصبح أضحوكة العالم.. ونادرة تتندر بها الجيوش الأخري.. بأن الجيش المصري هو الجيش الذي هزم إسرائيل في حرب 73 بينما سُرقت منه مدرعة من قِبل أعزل فى عام 2011..



ك. ك



12 – 10 – 2011