15‏/07‏/2011

أعطي وعداً بأن يعيش الحلم معها.. وأقتسم تحقيقه مع صورة لها!!!





لمن لم يشاهد فليم الكرتون "up".. الأبطال هما "فريد زين" الرجل العجوز الذي حلم بالذهاب للعيش بجوار شلال الفردوس ... وساعده علي تحقيق حلمه "رامز" هذا الطفل الوحيد الذي يبحث عن الانتماء إلي أي شخص يخرجه من وحدته ... كما انه بالمقابل - البطل العجوز- حقق له حلمه أيضا بوضع شارة مساعدة العجائز ليكمل مجموعة شاراته ليصبح مستكشفا...
وهناك "إيلي" هذه الطفلة المشاغبة ذات الشعر المنكوش والأسنان المكسورة التي أحبها البطل وأحبته رغم الاختلاف الشديد بينهما.. فهي كثيرة الكلام وهو مستمع جيد ولا يمكن أن أنسي جملتها "عارف.. أنت بتتكلم بالقطارة.. أنت تحفة"..




كما أن "إيلى" تعبر عن أحلامها وأفكارها بجرأة وهو يكتفي بإيماءات وهمهمات بسيطة تعبر عن مشاركته إياها الأحلام ذاتها.. جريئة جدا.. حالمة إلي ابعد الحدود.. تهوي الترحال والسفر.. وضعت خطط لرحلات ومغامرات.. وجعلت من دفتر صور وهمية مستقبلا لها تعيش فيه كل يوم مغامرة رسمتها في خيالها تنتظر تحقيقها علي ارض الواقع.. حتي ظهر في حياتها هذا الطفل الهادئ الخجول.. الجبان بعض الشئ الذي يقتسم معها شغفه بالمغامرة رغم عزوفه عنها... والذي يكتفي بابتسامة مؤيدة.. وأسماء الشخصيات تلك هى وفق النسخة المدبلجة للعربى..
يمر الفيلم ولا نجد من هذه الطفلة سوي مشاهد صامته تحكي مرور الأيام والسنين وتتزوج من هذا الطفل الذي أصبح فيما بعد فتى أحلامها كما يبدو.. وجمعتهم سنين حب ووفاء وسعادة حتى أصيبت بالمرض ورحلت تاركه اياه فى حزن ووحدة.. يعيش حياته وفق روتين عقب رحيلها.. وعيناه مثبتتان دائما على صورتها فوق المدفأة.. يا له من حب ووفاء نادر..

كما أنطوي دفتر المغامرات الذى رسماه سويا على مدار سنين طفولتهم.. ليصبح ذكري كما أصبحت هذه الطفلة والزوجة الكهلة أيضا ذكري في هذا الفيلم.. ذكري دفعت بأحداثه.. حيث سعي البطل لتحقيق مغامراتها وحلمها التي عاشت وماتت دون تحقيقه وهو الوصول إلي شلال الفردوس..





روعة الفيلم تجسدت فى حالة الوفاء والإخلاص اللامتناهية التي ظهرت بين بطلي الفيلم رغم الفروق الجوهرية بينهما والتي لم تمنع ارتباطهم والبقاء معا حتي فرق بينهما الموت.. ولكن ذلك لم يقف حائلا أمام عدة أسئلة ساورتنى.. وهى:




أين اختفت تلك الطفلة المغامرة المشاكسة.. وتحولت إلي تلك المرأة التي فيما بعد أصبحت كهله ومجرد صورة فوق المدفأة وذكري في ألبوم...؟


أين اختفت المغامرات التي تقاسموها سويا علي ضوء الشمعة داخل هذه الخيمة التي قاموا بنصبها في حجرته عندما كانا طفلين....؟

هل استحقت الحياة والزواج من هذه الرجل التضحية بكل شئ.. ولم تساورها طوال هذه السنوات تساؤلات حول حياتها ومغامراتها التي حلمت بها ووعده لها بتحقيقها سويا..؟


كيف أهمل هذا الرجل أحلام من أحبها وأحبته والتي كانت في وقت ما بمثابة حياتها كلها... حتي تزوجت منه واختارت أن تبقي زوجة مخلصة حتي الممات..؟

لماذا انتظر بطل الفيلم كل هذه المدة لتحقيق حلمهما والذي أعطاها وعدا بتحقيقه معها حتي اقتسمه مع صورة لها فوق المدفأة...؟







هل ماتت هذه السيدة راضية عن حياتها وما أنجزته فيها.. ووجدت في التخلي عن جزء من شخصيتها ثمنا جيدا للبقاء مع من تحبه والذي يختلف عنها في هذا الجزء الذي تخلت عنه...؟

هل تحقيقه للحلم الذى وعدها به بعد وفاتها يعطى للحلم قيمة بأثر رجعى خاصة وأنها لم تكن موجودة فعليا وقت تحقيقه.. وهل يعنى ذلك أنه وعد فأوفى..؟

وبعيدا عن أحداث الفيلم التي جذبتني بشدة لما فيها من حب ووفاء وإخلاص وتضحيات يبقي سؤال واحد..
لماذا يحتاج الحب دائما للتضحية من جانب شخص واحد ولا يمكن اقتسام التضحيات سويا.. ؟


وأن كانت بطلته قدمت تلك التضحيات وتخلت عن حلم طاردها سنوات.. ولم تشعر بحزن أو ندم على ما فوتته.. فهنيئا لها.. ويا ليتنى أحظى بما حظت به من سعادة ورضى عن النفس وتحقيق للذات.. وتلك الأبتسامة على شفاهي عند الرحيل من هذه الدنيا لملاقاة حياة أخرى مجهولة.. أما إذا كان تخليها عن هذه الأحلام جعلها تشعر بخيبة أمل.. وأن لا مفر من الواقع وعليها أن ترضى سواء شئت أم أبيت.. فيا لها من خسارة لا يمكن تعويضها.. لأننا لا نملك سوى حياة واحدة نحياها..

ك. ك
27- 11- 2010


هناك 12 تعليقًا:

  1. اولا مقدرش اقول غير انه كلام بارع من صحفيه محترفه ثانياً انا اقدر اقولك ان في قصص كتير في حياتنامش لازم طرف واحد اللي يقدم تضحيه كتير من المواقف الطرفين بيقدمو تضحيات وبيواجهو الدنيا مع بعض وده علشان مركبتهم تمشي في بحر الحياه وهنا في قصتنا ممكن نقول ان ايلي ضحت كتير علشان حبيبها فريد ممكن نقول ضحت بأحلامها اللي طول حياتها بتتمني تحققها مع فريد اللي كانت شخصيته مختلفه خالص مع انه في الفيلم كان على نفسه يحققلها حلمها وده يدل على انهم كانو بيحوشو تمن حلمهم في الفازه الازاز بس يا عيني مشاكل الدنيا كانت دايما بتكسرها لحد ما العمر جري بأيلي وملحقتش تشوف حلمها وده دليل على محاوله فريد وتيجي الاجابه على سؤالك ليه ضحت ايلي بكل ده علشان ممكن نقول واحد زي فريد يعني مفيهوش المميزات اللي تجذب اي شخص يعني طفل عادي واصبح شاب عادي وبعد ذلك عجوز عادي بس ايلي كانت تري انه انسان ليس عاديا بل مازاد عن ذلك انها احبته وحتى عيوبه كانت تراها جميله بالنسبه لها لما قالتله انت بتكلم بالقطاره انت تحفه وهنا نقدر نقول انها لقت اللي اقوى من حلمها وهو حبها هي حبته علشان كده لغايه اخر لحظه في حياتها هي متأكده انها حققت حلمها ولو جزء بسيط انهم عاشو مع بعض ممكن يكون معني الحب مفقود هذا الايام ولكن مع بعض الناس يظل تأثيره على الدوام وهنا ايلي لقت اللي اكبر من لحمها واقوي من تضحيتها وهو حبها فريد

    ردحذف
  2. ميرسى يا بيتر بجد.. وبقالك فترة مزورتش المدونة.. فمرحبا بعودتك...
    وكلامك صح جدااااااااااا يا بيتر هى أكيد ضحت ومحستش انها خسرت حاجة لانها لقت في حب فريد حاجة اهم من الحياة نفسها.. عشان كانت عاشت سعيدة لأخر عمرها.. وفريد نفسه كان مخلص ليها اوووووووووى انا عارفة بس انا اللى شاغلني هل فعلا في ناس ممكن تضحى كدة ومتجيش في وقت تزعل وتندم.. فريد نفسه ضحى انا عارفة لما عرف ان ايلى مش بتخلف لكن فضلوا مع بعض وحبه ليها متغيرش وده برضو نادر.. فتقدر تقول ان الشخصيتين دول نادرين جدااااا
    وبالنسبة انه كان طفل عادى هو مكنش طفل عادى والدليل انه اتحدى خوفه وخجله وكان عايز يبقي مغامر والتغير ده في حد ذاته تضحية ومش سهل ان اى حد يقدمه..

    ردحذف

  3. يا كارول..
    المغامرة تناديييينااااااااااااااااااا
    :)
    حلوة قوي

    ردحذف
  4. ههههههههههههههه واضح انك متأثر جدا بالفيلم.. هو فعلا فيلم رااااااااااااائع

    ردحذف
  5. انا شوفت الفيل دا من زماااان وعجبني جدا جدا
    وكويس الضوء بتاعك علي موضوع الفيلم نظرة فعلا جميلة
    - اقولك اني فعلا كنت معجب بتصرف الزوج في اصرارة علي تنفيز وعدة " حلم " الزوجة بجد

    ردحذف
  6. بجد تصرفه دليل على الاخلاص يا لودى... وفعلا حب يستحق ان الواحد يقف قدامه ويتجنن

    ردحذف
  7. الرجل دة ضحى مرتين ..مرة في حياتها لما تأكد أنها لن تنجب له أطفال ولكنه وقف بجانبها و أخذ بيدها ولم يجعلها تشعر بالحزن .. و مرة أخرى بوفاه لها بعد موتها لتحقيق حلم هو في الأصل حلمها وليس حلمه ..إن هذا الرجل رجل وفي ومعطاء بما لا يضع مجال للشك ..

    ردحذف
    الردود
    1. انا متاكدة انه ضحي طبعا ومحدش يقدر ينكر ده خالص.. بس انا بتكلم عن حياة انسانة كانت مرسومة وفيها احلام معينة تخلت عنها عشان تبقي معاه.. خاصة وان الاختلاف بينهم كانت باينة جدا وقوية جدا لكن ده خلاها تثق فيه وفي حياتها معاه.. وعلي فكرة الفيلم الرئاع ده مش المقياس الأوحد.. لن في نماذج تانية مبيكونش فيها الرجال أوفياء ومخلصين وبالعكس بيتعمدوا يحطموا احلام شركائهم في الحياة

      حذف
  8. فيلم فوق الرائع والحب والاخلاص وانا بكيت لما اتفرجت علية

    ردحذف
    الردود
    1. هو علا فيلم عبقري ويستحق كل الجوايز اللى اخدها

      حذف
  9. قصة جميلة جدا بمعني الكلمة .. والأجمل هذه الكتابة .. وهذه الأسئلة .. بجد روعة
    TAMTAM

    ردحذف
    الردود
    1. ميرسي يا طماطم علي تعليقك
      وميرسي علي زيارتك للمدونة :)

      حذف