عندما يفقد الإنسان كلماته ويعجز قلمه عن تسجيل ما بداخله وتنضب بحار أفكاره عندها فقط يشعر بالعجز.... كثيرا ما نفقد أشياء ثمينة لا يمكن تعويضها يعيننا علي خسارتها ذكراها وما تركته في نفوسنا، ولكن عندما يجف الحبر وتهرب الجمل لا أجد ما يعينني علي تحمل هذه الخسارة.... فمن أنا بدون كلماتى...؟؟.... فيما مضي كانت تنساب مني كشلال مياه كثيرا ما عجزت عن إيقافه أو ترويضه حتي أن قلمي لم يستطع مجاراة هذا التدفق والسيل المنهمر من الكلمات.. والآن جفاف بعد نضرة.. فراغ وصمت.. هوة سحيقة تفصلني عن قلمي وكأني أنادي من بئر عميق ولا يسمعني أحد.. مكبلة بأغلال الجمود.. مترنحة في ظلمة الخمول..
هل فعلا يشعر عقلي بالخمول.. لكن الكلمات ليست مصدرها العقل وإنما الروح.. هل أصاب روحي حالة سكون بعد فورة نشاط يمكن تسميتها بالحالة العابرة.. وإن كانت هكذا فلماذا كل هذا الحزن وكأن بعدم كتابتي فقدت القدرة علي الكلام والتواصل.. بل وحُكم عليا بالحياة في سجن صمتى.. فما عجزت عن البوح به كانت الكلمات معيني والورق منفذي والحبر صوتي..
آه يا كلماتي الحبيسة.. متي تتحررى.. متي يهتز القلم من جديد بين أصابعى.. هل أنا من حكمت عليك بضعفى.. وسجنتك بين ضلوعى.. ولكن ما الجديد.. فهكذا كنتي منذ أن اخترت الصمت في عالم الأحياء ومخاطبة الورق.. إلا انك الآن تأبي حتي مخاطبة الورق.. ماذا افعل أنا؟؟؟ وانتي قد استطعت الهروب من قلبي واخترتي عقلي لتجبريني علي إخراجك حتي أصبت بألم في رأسي من قسوة وشراسة صراعك داخله.. قد يستطيع القلب كبت الكثير.. وتحمل الألم.. فما القلب إلا مخزن الآلام.. وحده من يمتلك هذه القدرة.. ولكن العقل لا يستطيع تحمل كل هذا.. فمن تتألم قلوبهم لا يصيبهم الجنون.. ولكن من تتألم عقولهم يفقدون القدرة علي التمييز ويصيبهم الجنون.. هل هذا ما تدفعيني إليه..
ورغم كل هذا الألم لم تمتد يدي لتخرج كلمة واحدة.. ليس لشئ سوي أني لم اعد اعرف كيف أخرجك.. كيف أسطرك علي السطور بطريقة ترضينى.. ولكن قد أكون فعلا أصبت بالجنون.. فها انا حائرة بين رغبتى الشديدة فى الكتابة وبين عجزى عنها.. وأكثر ما يعتصرني ويزيد من عذابي هو شعوري بفداحة ما خسرته.. خسرت القدرة علي التواصل مع ما ينساب بداخلي من كلمات.. وكأنني أصبحت غريبة عن نفسى..
فيما مضي كانت الكلمات هي كل ما لدي وما أن أسطرها حتي أجد كل كلمة تبتسم لي وتلوح بفرحة وكلما أضفت المزيد أسمع بداخلي كلمات أخري تتدافع وتستقبلها الأسطر بحفاوة.. وإذا ما توقفت الكلمات فجأة عن الابتسام وأصابها حزن شديد.. أشعر بوجود خطأ ما.. وأجد أنني أخطأت بوضع كلمة في غير موضعها.. وكأن بوضعها هكذا قتلت روح النص.. وأفقدته رشاقته وحيويته.. فأحذفها أو أعيد ترتيبها حتي تصل إلي مكانها وتلوح لي هي الأخري بسعادة لوصولها لمكانها المناسب.. لتعيد بوصولها الحياة لكل الكلمات.. فهى حياة تستمدها الكلمة من التى سبقتها وتمدها للتى تليها..
كلماتي الحبيسة.. كثيرا ما اهتممت بجمالك ورونقك ولكن ليس هذا ما كنتي ترغبيه.. آن لك أن تتحرري ولتكوني ما شئتي حتي وأن كنت مجرد قطرات حبر علي الورق.. فلعل فيضانك خارجي يعيد الحياة داخلى.. لتوصلي ما قطعته الأيام.. فها أنا كدمية مفككة الخيوط.. متقطعة الأوصال.. أرض تشققت من فرط الجفاف.. فقد سئمت تمزيقك لي ولم أسئمك.. صارعتك فأرديتيني قتيلة..
كلماتي الحبيسة.. أرويني أريحيني أرفعي عن كاهلي هذا الحمل الثقيل فالسطور وحدها هي من تستطيع حملك..
كلماتي العزيزة لن تعودي حبيسة.. فأنا لا أتخلي عنك وإنما أعطيكي الحرية.. فبحريتك يتحرر عقلي كالفرس الجامح.. فشكرا لك.. فأن لم تهزميني كما فعلتي وحصلتي علي حريتك المنشودة.. لظللت أنا حبيسة.. فبحريتك أعدتي لي حريتى.. وكم أشعر بالفخر أنكي هزمتيني ومن فزتي بالنهاية.. فما أنا بدونك.. وأين أنتي بدونى..
ك.ك
16-3-2010
هل فعلا يشعر عقلي بالخمول.. لكن الكلمات ليست مصدرها العقل وإنما الروح.. هل أصاب روحي حالة سكون بعد فورة نشاط يمكن تسميتها بالحالة العابرة.. وإن كانت هكذا فلماذا كل هذا الحزن وكأن بعدم كتابتي فقدت القدرة علي الكلام والتواصل.. بل وحُكم عليا بالحياة في سجن صمتى.. فما عجزت عن البوح به كانت الكلمات معيني والورق منفذي والحبر صوتي..
آه يا كلماتي الحبيسة.. متي تتحررى.. متي يهتز القلم من جديد بين أصابعى.. هل أنا من حكمت عليك بضعفى.. وسجنتك بين ضلوعى.. ولكن ما الجديد.. فهكذا كنتي منذ أن اخترت الصمت في عالم الأحياء ومخاطبة الورق.. إلا انك الآن تأبي حتي مخاطبة الورق.. ماذا افعل أنا؟؟؟ وانتي قد استطعت الهروب من قلبي واخترتي عقلي لتجبريني علي إخراجك حتي أصبت بألم في رأسي من قسوة وشراسة صراعك داخله.. قد يستطيع القلب كبت الكثير.. وتحمل الألم.. فما القلب إلا مخزن الآلام.. وحده من يمتلك هذه القدرة.. ولكن العقل لا يستطيع تحمل كل هذا.. فمن تتألم قلوبهم لا يصيبهم الجنون.. ولكن من تتألم عقولهم يفقدون القدرة علي التمييز ويصيبهم الجنون.. هل هذا ما تدفعيني إليه..
ورغم كل هذا الألم لم تمتد يدي لتخرج كلمة واحدة.. ليس لشئ سوي أني لم اعد اعرف كيف أخرجك.. كيف أسطرك علي السطور بطريقة ترضينى.. ولكن قد أكون فعلا أصبت بالجنون.. فها انا حائرة بين رغبتى الشديدة فى الكتابة وبين عجزى عنها.. وأكثر ما يعتصرني ويزيد من عذابي هو شعوري بفداحة ما خسرته.. خسرت القدرة علي التواصل مع ما ينساب بداخلي من كلمات.. وكأنني أصبحت غريبة عن نفسى..
فيما مضي كانت الكلمات هي كل ما لدي وما أن أسطرها حتي أجد كل كلمة تبتسم لي وتلوح بفرحة وكلما أضفت المزيد أسمع بداخلي كلمات أخري تتدافع وتستقبلها الأسطر بحفاوة.. وإذا ما توقفت الكلمات فجأة عن الابتسام وأصابها حزن شديد.. أشعر بوجود خطأ ما.. وأجد أنني أخطأت بوضع كلمة في غير موضعها.. وكأن بوضعها هكذا قتلت روح النص.. وأفقدته رشاقته وحيويته.. فأحذفها أو أعيد ترتيبها حتي تصل إلي مكانها وتلوح لي هي الأخري بسعادة لوصولها لمكانها المناسب.. لتعيد بوصولها الحياة لكل الكلمات.. فهى حياة تستمدها الكلمة من التى سبقتها وتمدها للتى تليها..
كلماتي الحبيسة.. كثيرا ما اهتممت بجمالك ورونقك ولكن ليس هذا ما كنتي ترغبيه.. آن لك أن تتحرري ولتكوني ما شئتي حتي وأن كنت مجرد قطرات حبر علي الورق.. فلعل فيضانك خارجي يعيد الحياة داخلى.. لتوصلي ما قطعته الأيام.. فها أنا كدمية مفككة الخيوط.. متقطعة الأوصال.. أرض تشققت من فرط الجفاف.. فقد سئمت تمزيقك لي ولم أسئمك.. صارعتك فأرديتيني قتيلة..
كلماتي الحبيسة.. أرويني أريحيني أرفعي عن كاهلي هذا الحمل الثقيل فالسطور وحدها هي من تستطيع حملك..
كلماتي العزيزة لن تعودي حبيسة.. فأنا لا أتخلي عنك وإنما أعطيكي الحرية.. فبحريتك يتحرر عقلي كالفرس الجامح.. فشكرا لك.. فأن لم تهزميني كما فعلتي وحصلتي علي حريتك المنشودة.. لظللت أنا حبيسة.. فبحريتك أعدتي لي حريتى.. وكم أشعر بالفخر أنكي هزمتيني ومن فزتي بالنهاية.. فما أنا بدونك.. وأين أنتي بدونى..
ك.ك
16-3-2010
رائعة جدا جدا جدا
ردحذففعلا كلمات معبرة جدا بس اقدر اقول ان ديه فرصة جميلة ان تطلعي لنا الابداع ده كله
كلماتك حبيسة، أمر وارد بس انا متاكد ان ابداعك لم يتوقف ولن بتوقف لحظة واحدة
بالتوفيق يا كارول
احمد جمال
ميرسى يا أحمد .. بس صدقنى كتير بحس أنى عاجزة عن انى اكتب سطر واحد وده فعلا بيزعلنى اوى.. بيزعلنى من نفسى
ردحذفلو هذا هو الحال عندما يجف حبر قلمك ... وتنضب أفكارك .. وتشعرين بخمول عقلك, أن تنساب الكلمات كبحر و شلال من الكلمات يوضح مدى إحساسك بالمعاناه, والفقر فى التعبير, ما يجعلنا نقف صامتين عاجزين حتى عن سطر كلمات تصف مدى روعة ما تكتبين
ردحذففكيف تكون كتاباتك فى حال تدفقها؟ أعتقد أنها تتفجر كالبركان الثائر, وتتناثر كحمم اللافا الملتهبه.
أرجو لكى المزيد من التقدم ... متمنيه عدم نضوب أو جفاف هذا البحر من الكلمات و المشاعر و الأحاسيس ... لذا فأمتعينا دائما
متشكرة يا جوكسا بس أحيانا جفاف الحبر والصمت بيكون لغة لكن للأسف مش كتير بيفهموا اللغة دى وده بيعمل عزلة..
ردحذفلما تكون فيه فكرة مسيطرة عليا مش بعرف أفكر في أي حاجة تانية غيرها..بتفضلي حاسة أن فيه حاجة قاعدة تلح عليكي..حاجة عاوزة تطلع للنور..ومش بترتاحي إلا لما تطلع..وتطلع صح..
ردحذفأكتر جمل عجبتني:
من تتألم عقولهم يفقدون القدرة علي التمييز ويصيبهم الجنون..
كيف أسطرك علي السطور بطريقة ترضينى..
فعلا لما بتكون فى فكرة مسيطرة عليا انا كمان بكون كدة لكن مؤلم جداااااااااااا لما بكون كدة وبعجز عن أنى أكتبها فبيكون الألم مضاعف .. ألم الفكرة وألم العجز عن التعبير عنها..
ردحذف
ردحذفأنا مش هأقولك كلام كتير يا كارول .. بس فيه كلمة حلوة قوي أ.عصام دايما بيكتبها..
(حقير من يكسب العالم ويخسر نفسه)
كلمة فعلا عبقرية..أوقات كتيييييير قوي الواحد بيبقى disconnected جدا مع نفسه .. واوقات أكتر بيدور على حد من بتوع الـ IT عشان يصلحوا له نفسه ... ويرجع متصل تاني.. بس والله الةاحد ف أوقات كتييير جدا ما بيعرف يخرج اللي جواه..
معرفش أقول غير انها هاتطلع يا معلم ف يوم .. على رأي اسماعيل ياسين: مسيرك هاتطيب وتقع لوحدك :)
يا رب كلماتنا اللي جوانا تطيب بسرعة ... عشان حسيت انها جابت آخرها معايا..
تسلمي يا جميل .. على الكلام الأجمل
دمت كاتبة ما بداخلك :)
الله يا حجازى حلوة أوى جملة الكلمات تطيب.. تشبيه أكثر من رائع... فعلا الكلمات كالثمار لو مكنتش ناضجة هتبقى بلا طعم وبلا قيمة..
ردحذفوبالنسبة لجملة أستاذ عصام عنده حق.. وفى أيه فى الانجيل بتقول ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.. وأظن أنه خلاها فى صيغة سؤال وترك الإجابة لينا عشان كل واحد فين بتختلف ظروفه وأسبابه.. من الأخر ترك تحديد قيمة الأشياء لينا..
تعرفي اني فعلا مش بطيق القراءة كثيرا
ردحذفلكن معاكي بحس ان المقالات والكلامات اكثر من روعة وبحب اكمل المقال للاخر علشان اشوف الكلمات والسطور والتشبيهات والتعليقات لانها فعلا جميلة وبتشدني
- وعلي فكرة احساسك بالكلمات تحفة بتشكليها بلغتك واسلوبك الجميل
بجد انتي موهوبة ونفسي اوكن 50% منك دا بجد
ربنا معاكي
أستاذ لودى قارئ المدونة ... لأ.. أقدر أقول صديق المدونة لأنى أتعودت أسمع رأيك وأشوف مشاركتك على كتاباتى.. أنا سعيدة أنك مش بتمل من كلامى.. رغم أنى أحيانا أنا بمل من نفسى هههههههههه فبقول ربنا يكون فى عون القراء لكن كلامك بيدينى أمل وتهوين.
ردحذفوصدقنى مش لازم تكون زى حد يكفيك أنك تكون نفسك وده لوحده تميز.. وياريت ياريت لو انت كاتب حاجة ممكن تبعتهالى تشاركنى قراءتها ده هيبسطنى وهيفرق معايا تقدر