22‏/06‏/2011

الوفد والإخوان في حفلة "شاي بالياسمين"





"حفلة شاي بالياسمين" تحياها مصر هذه الأيام.. علي شرف قيام الثورة وخلع نظام ديكتاتورى أحتكر لنفسه نهب الشعب المصرى ومص دمائه.. دون أن يقتسم مع هؤلاء المدعين "المعارضة" قطرة.. واليوم أستطاع الطامعين والحالمين _الذين حرمهم النظام إقتسام الغنائم_ أن يتنفسوا الصعداء اخيراً.. وهم يجلسون يشربون "الشاي بالياسمين" ويأكلون "الأنجلش كيك" الذي يخبزه لهم المصريين..

هذا حوار للسيد البدوى رئيس حزب الوفد بتاريخ 5 أغسطس 2010 بجريدة المصرى اليوم يقول فيه "لن نتخالف مع الجماعة، وزيارتى للمرشد فرضتها أصول اللياقة".. يتحدث فيه عن زيارته لمرشد جماعة الإخوان والتي فرضتها عليه الظروف من باب الذوق وردا لزيارة المرشد له عندما ذهب لتهنئته بفوزه بمنصب رئيس حزب الوفد.. وكأنه يتحدث عن زيارة أصهار لإتمام زيجة وضرورة رد الزيارة.. بالإضافة إلى توضيحه أن تحالف الوفد مع الإخوان عام 84 كان في مصلحة الإخوان وليس العكس.. كما أن التحالف جاء بسبب واقع إنساني وهو العلاقة الوطيدة التي ربطت بين فؤاد باشا سراج الدين والشيخ عمر التلمساني وقت إعتقالهما عام 1981...

واليوم يا عزيزى المحترم ماذا عن تحالف الإخوان والوفد.. فى مصلحة من الوفد أم الإخوان.. كان "بودى" أسأل هل في مصلحة المصريين أم لا.. ولكن حوار السياسيين لا يعنى كثيرا بهذا.. فعندما تكلم رئيس حزب الوفد عن تحالف 84 أشار إلى مصلحة الإخوان وعدم إستفادة الوفد.. دون أدني ذكر لمصلحة المواطن المشتت الذي لا يعرف إلي أى جهة ينضم.. وأي أفكار سياسية يعتنق.. وذلك لأن كل هذا يتم بعيداً عن النظر للمصلحة العامة..

قام البدوي بزيارة مماثلة يوم السبت الماضى بتاريخ 11 يونيو 2011 لمقر الحزب المؤقت داخل المقر العام لجماعة "الإخوان المسلمين" بالمقطم، حيث التقى المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع ورئيس حزب "الحرية والعدالة" الدكتور محمد مرسي، حيث قدم إليهم التهنئة بموافقة لجنة شؤون الأحزاب على قيام أول حزب وفقا لقانون الأحزاب الجديد بعد ثورة" 25 يناير"...

لم تتكلم بعدها يا سيدي في حوار مطول مدفوع الأجر للدفاع عن زيارتك تلك وإعلانها زيارة إضرارية من باب المجاملة.. وذلك لأنك لم تعد زائر وإنما أصبحت "صاحب مكان"..

اليوم أصبحت المعارضة "مش معارضة".. لأنه لا يوجد من تعارضه.. أو ما تعترض عليه طالما تنال حصتها من التورتاية مع "كوباية الشاي بالياسمين فى العصاري".. وأصبح سباق الرئاسة والإنتخابات البرلمانية كاشفا لكل الأقنعة التي سقطت بسقوط النظام وخلو "كرسي الحلاق" الذي طالما حلموا بالجلوس عليه للحصول على "تسريحة الشعب المصرى"..

لك الله يا مصر.. ولنا الله فى حكامنا وقوانا السياسية.. ولا دليل أكبر من تحالف حزب الوفد مع جماعة الإخوان المسلمين.. على أن المصريين لا يشغلوا أي حيز من تفكير هؤلاء.. والثورة ليست إلا الباب الذي فُتح لهم على مصراعيه لتحقيق إنجازات طال إنتظارها عشرات السنين..

لم يعد هناك "مرجان" واحد هو صاحب إفيه "أشرب شاي بالياسمين" وإنما أصبحت غابة من الشعاب المرجانية تحيط بالمصريين.. ولم يعد يخجل أحد بعد الثورة من تغيير مواقفه المعروفة عنه.. أو التخلي عن مبادئه فى سبيل ركوب الموجة والفوز "بالكريزاية اللى على وش التورتاية"..


ملحوظة أنا لست عضوة فى حزب الوفد.. ولا أحمل ضغينة لجماعة الإخوان المسلمين.. ولكني لا اريد هذا أو ذاك.. طالما لم تكن لمواقفهم ومبادئهم ثمن و"شربوا شاي بالياسمين.. علي قهوة المصريين.. وعايزنا ندفع لهم ثمن المشاريب"..

ك. ك
22- 6 - 2011

تخمة عقولهم تنافس تخمة بطونهم




كتبت هذه التدوينة أواخر 2009 ولم أنشرها وقتها، ولا أتذكر الأسباب جيدا، لكنى على ما أظن مما كتبته هو أنه وقتها كانت ظهرت بعض البدع والفتاوي التي تحرم الموسيقي والبحر والسياحة وغيرها، وهو ما أستفزنى لكتابتها، واليوم وبعد عامين تقريبا، وقيام ثورة 25 يناير والحرية التي أفرزت فتاوي أكثر كوميدية من تلك التي أعتبرتها وقتها أسخف ما قد يصل إليه المجتمع المصرى من جهل، لذلك قررت نشر هذه التدوينة، التي تحدثت فيها عن هؤلاء الذين يهتموا بملأ بطونهم علي حساب البسطاء ويبثوا أفكارهم المتخومة تلك في عقولهم فيما تضخ الأموال لجيوبهم॥ فتضخم جيوبهم كما تتضخم بطونهم..




النوم الثقيل أو العميق يشبه كثيرا الطعام الدسم الذى إذا أفرط الإنسان فى تناوله تصاب معدته بالتخمة ويشعر الجسد كافة بالخمول، مما يفقده القدرة على التمتع بالجمال أو إدراك أى من قيم الحياة لما أصاب الجسد من حالة جمود، وذلك لأن النوم إذا كان مثقلا بالتعب فانه لا يترك مساحة للإحساس بالجمال أو التخيل، وذلك لأن ثقل النوم يسقط أولاً على الحواس الخارجية ويجعلها غير قادرة على التواصل أو تجريب الإحساسات الحادة والمتقلبة والتى يشعر بها الإنسان أثناء الأحلام، إلا أنه إذا توقف تأثير النوم على الحواس الخارجية ولم يثقل على الحواس الداخلية فأنه يترك مساحة أوسع للتخيل والتجول فى عالم الأحلام بحرية.....

هكذا هى الحياة كافة إذا أفرط الإنسان فى شئ فقد معانى وقيمة باقى الأشياء التى بفقدانها تختفى كل ملامح الجمال فى الحياة، فإذا تشدد الإنسان وتعامل مع بعض المبادئ التى تم تفسيرها بشكل خاطئ أو بمغالاة خسر فى المقابل الكثير فمثلا من يرفضون الفن سواء كان رسم أو نحت أو غيره من الفنون التى تعبر عن الإبداع وما وهبه الله للإنسان من مواهب يفقدون فرصة التمتع بروعة ما يقدمه هؤلاء إلا أنهم لا يدركون ما يفتقدونه...

وهناك من يحاربون بشدة الموسيقى والغناء بحجة أنها رجس من عمل الشيطان، كيف ذلك وهى غذاء النفس فلا متعة اكبر من الاستماع للموسيقى وكثيراً ما قرأنا عن جراحين عالميين لا يستطيعون إجراء جراحاتهم الدقيقة للمرضى فى غرفة العمليات دون الاستماع لموسيقاهم المفضلة، فها هو ينقذ روح من الموت وفى الوقت ذاته يمارس شئ أخر ينظر له هؤلاء وكأنه فسق وفجور..

وغيرها من الهبات التى أعطاها الله للإنسان والتى تثبت قدرته سبحانه فلا يبدع إنسان من ذاته دون أن يهبه الله هذه البذرة الصغيرة التى تحتاج منه أن يرويها وينميها، كما هو الحال مع ما حباه الله للإنسان من طبيعة ليتمتع بها بدءا من شروق الشمس وحتى سكون الليل بقمره إلا أن المتشددين يحرمون ويجرمون حتى فكرة التمتع بهذه المخلوقات التى لم يخلقها الله عبثا فهم يكتفون بالاستفادة منها واستهلاكها دون الوقوف لحظة للنظر إليها والتأمل فيها فلا يجوز الوقوف على شاطئ البحر، أو نزوله إلا بما يسمح به هؤلاء وكأن السيطرة والتحكم وصلت إلى حد وضع شروط يمكن من خلالها ممارسه حق الإنسان الطبيعى فى التمتع طالما لا يؤذى الآخرين ولا يتعدى حريته مخترقا حريات من حوله..

وأن كانت المغالاة والتشدد أصبحا سمة المجتمع حاليا فكيف ننتظر من جسد خامل مثقل بالتخمة والهموم إبداع أو ابتكار فهو غير قادر حتى على التجول فى عالم الأحلام فالحواس الخارجية أرهقها الطعام والداخلية أثقلها النوم، فلا شئ أكثر دسامة من الأفكار البالية والمبادئ التى تم تفصيلها لخدمة أغراض معينة ولا يوجد ما هو أكثر تأثيراً من الإرهاب والعنف لإخضاع الفكر والخيال، فالخوف هو الإداة الوحيدة القادر على قتل الأحلام..

واليوم بعد مرور عدة أشهر علي ثورة 25 يناير.. كيف نري المجتمع.. وكيف نري المستقبل.. خاصة بعد ما تسممت نسبة كبيرة من العقول بفتاوي فاسدة قادرة علي هدم المجتمع بآسره..

ك. ك
3 – 10 – 2009

11‏/06‏/2011

لا تقولي بات مان وسبايدر مان.. أنا عايزة الهيرو بتاعي بتنجان




لا أعرف السر وراء أن أبطال الخوارق عادة ما بيكونوا إمتدادا لكائنات آخري أستمدوا منها صفاتها وقوتها اللي بتخليهم خوارق.. وقد تكون الإجابة الأنسب من وجهة نظري هي أن الخوارق دول من وجهة نظر مؤلفيهم أقرب إلى الكمال الجسدي.. بمعني أن محدش يقدر عليهم.. والإنسان بطبيعته أبعد ما يكون عن ده.. بس لأن الطيور والحيوانات بيتميزوا بصفات جسدية خرافية بمقارنتها بنظيرتها عند الإنسان هنلاقي الفوارق خارقة.. بالإضافة لصفات جسدية موجودة في الكائنات دي ومش موجودة عند الإنسان.. زى البصيرة الحادة والسرعة والقدرة علي تغيير لون الجلد وغيرها...

وفوق كل ده أن البنات دايما بتتهطل علي الفتوات الأبطال إللي فيهم صفات غريبة وأقوياء وبيتبرعوا وينقذوا البشرية.. ده غير أن البطل ده كل البنات هتموت عليه.. لكن هو ساب كل ده وقرر وأختار أنه يموت في حبها هي ويتبهدل عشانها.. وتتخطف من الوحشين الشريرين وهو يروح ينقذها ويقولهم.. لا.. كل الستات آه.. لكن حبيبتي لأ.. أنتوا فاهمين يا كلاب.. وبعد ما ينقذها علي آخر لحظة ينقذ باقي البشرية من الوحش الكاسر..

وفي الحقيقة لو واحدة شافت حبيبها بيمد إيديه يساعد بنت مثلا.. هتمسكه من قفاه وتخلي يومه أسود وتقوله أنت هتتلكك ما في ألف واحد غيرك موجودين ولا أنت اللى عرق الشهامة نفض عندك.. ولو راح يساعد راجل هتقوله يعنى حبكت في الخروجة اليتيمة إللي بتخرجهانى تدبسنا فى النيلة دي.. من الآخر ملكش دعوة بحد وأنت معايا.. إمال هيرو أزاي بس يا بنتي.. ما علينا..

وكلامي عن إختيار كائنات بعينها مش محاولة لتحليل وتفسير هذا علميا.. لأن له فى خلقه شئون.. لكن بتسائل عن كون "السوبر هيرو" إمتداد لكائنات منها إللي بتقزز منه ومنها إللي بخاف منه.. وده مش حالي لوحدى ده حال ناس كثيرة..

مثلا "Spider man" سبايدر مان أو الرجل العنكبوت.. ليه العنكبوت يعني أنا مثلا جسمي بيقشعر لما بشوفه.. وأنا طبعا بتكلم عن الحجم النونو إللي بنشوفه في بيوتنا ومقدرش أتخيل لو شفت الجامبو بتاعه ممكن أعمل ايه.. ده غير الخيوط الملزقة اللي هتفضل طول النهار تخرج من إيديه وهو بيشاور.. وخدي من كدة طول النهار فك وتسليك العقد إللي هتكلكع منه.. ده غير التنفيض عشان خيوط العنكبوت عادة بتجيب الفقر زي ما أهالينا ربونا وقالوا لنا كدة..

أو "Bat Man" بات مان أو الرجل الوطواط.. الوطواط بذمتكوا ده كائن أفرح أوي أن بني آدم بقي سوبر هيرو وإمتداد ليه.. يا ساتر.. خاصة وأني بتقزز من شكله جدا.. ويبعث عليَ كآبه.. ده غير أنه كائن ليلي.. يعنى يقعد بروطة طول النهار.. ويصيع طول الليل.. مهى طبيعته كدة..

والخارق أيضا "The Iron Man" ذا آيرون مان أو الرجل الحديدي طيب يعنى خلاص كل المعادن خلصت ومتبقاش غير الحديد.. وفوق كل ده الرجل الحديدى يعنى ناشف ومقيح وبارد وممكن يصدى ويقرفنا.. ايه يعني هو عشان يبقى جامد لازم يكون حتة حديدة.. ولما الدنيا تقفلها فى وشنا وميتبقاش غيره.. نقول ما خلاص بقينا علي الحديدة.. بعد ما كان السوبر هيرو إللي كل البنات هتتجنن عليه..

وأخيراً وليس آخراً "Hulk" الرجل الأخضر.. طيب أنا مش هتكلم قولوا أنتوا يعنى ايه لزمتها عشان يبقى سوبر هيرو يتقلب فجأة ويبقى حلة ملوخية ولا حزمة برسيم.. ماله الفوشيا كميل برضو.. ويبقى عندي أنا الرجل الفوشيا.. وجارتي الرجل الأزرق.. وأختي الرجل الأصفر.. وهكذا ومش بعيد زى ما يبقوا ألوان يبقوا مقاسات.. يعنى أنتي عايزاه لما يتظرظر وتطلع في دماغه أنه يبقي سوبر هيرو دلوقتي يتحول يبقى فى حجم عمارة واحدة ولا 3 عمارات ولا برج القاهرة..

أنا مش ضد الخيال.. ومش ضد الأبطال الخوارق.. بس نستنضف شوية الكائنات اللي بنختارهم.. وطبعا لا أقصد أني أهين أي كائن لا سمح الله.. لكن هى نفس وأذواق..

بس في رأى أن لكل واحدة سوبر هيرو خاص بيها مش بيتكرر زيه.. والخوارق إللي بيعملها عشانها مختلفة عن أي خوارق تانية أي حد تاني بيعملها لحبيبته.. وهي نفسها مش بتبقي مستنيه أي خوارق غيرها.. وكمان مش بيهمها سواء كل البنات هتموت عليه ولا لأ.. كفاية أنه هو بيموت فيها.. لأن في نظرها هو السوبر هيرو بتاعها ومش شرط يكون بتاع الدنيا كلها.. حتي لو في الآخر بيتحول لبتنجان مش لسبايدر مان ولا بات مان.. كفاية أنه يبقى البتنجاناية إللي هي بتحبها..

ك. ك
11 – 6 - 2011

08‏/06‏/2011

للذكور فقط.. دعوة بريئة لشرب كوب كلور



القارئ العزيز هل فكرت يوما في شرب كوب كلور كدة علي الريق.. من باب العلم بالشئ.. أو من باب الزهق والتغيير.. ولا تظن أن كلامي هذا دعوة للإنتحار.. وذلك لأن الإنتحار يحتاج إلى مواد أكثر تركيزاً ومشروبات أكثر قوة كالمبيدات الحشرية وسم الفئران وغيرها من الأدوات الفتاكة.. أما الكلور وعلي حد علمي فهو مادة خفيفة تأثيرها طفيف.. والله أعلم.. حيث لم أقم بتجربته بعد.. ولكنك إذا فكرت في تجربته هل ترسل لي ما أثمرت عنه تجربتك لنشرها علي المدونة ودخولك عالم المشاهير..

أما إذا كنت متأثراً بهذا الإعلان المصرى القديم.. الذى يظهر فيه طفل نهم لشرب اللبن.. وهي عادة تقريباً غريبة علي الأطفال المصريين.. فلم أجد فى طفولتي وحتي الآن طفل يجد متعة ولذة في تناول اللبن.. بل يشربه مثلما شربناه جميعا "بضرب الشبشب" صباحا.. ورجوعا لبطل الإعلان الذي يجد كوباً من اللبن منسياً بجوار الغسالة.. ولا أعلم أي طفل مصري نبيه يظن مثل هذا الظن الساذج ولا يسأل علي الأقل من باب الفضول ماذا يفعل كوب لبن خارج الثلاجة وبجوار الغسالة.. خاصة وأن الأطفال عادة ما يكونوا أكثر فضولاً.. وكثيري الأسئلة.. ومحبين للأجوبة المقنعة.. أما هذا الطفل الإعجازي _بطل هذا الإعلان المخيف _ لم يتوقف لحظة ليسأل هذه الأسئلة.. بل تناول كوب البوطاس دفعة واحدة.. وأصيب بحروق بشعة عقدت جيل بأكلمه من شرب اللبن ومن الغسيل.. فأنا شخصيا لا أنساه أبدا وكلما رأيت أمي تغسل أتذكره رغم أنها لم تستخدم البوطاس قط فى الغسيل.. كما أننا اليوم نملك غسالة أوتوماتيك من باب التأكيد يعني أننا بطلنا اليدوية وتخطينا حاجز غسيل الطشت.. حتي وأن كنت هنا في غربتي رجعت لإستخدام الغسالة اليدوية وبلا فخر "القروانة"..

ولعل دعوتي لتجربة شرب كوب كلور جائت من منطلق ما قرأته علي مغلف كلوروكس.. حيث يوضح ظهر المغلف تنبيه للإسعافات الأولية عقب شربه وكُتب عليه "وإذا شربت كلوركس للالوان إشربي كوب من الماء ثم إستدعي الطبيب"..

وجذبنى بشدة وجود مثل هذا التحذير على منتج معروف جيداً _علي الأقل_ للعقلاء أنه للتنظيف وليس منتج غذائي ولا سبيل لتناوله إلا لمن يحاول تجربة شئ جديد أو يسعي لمحاولة فاشلة للإنتحار.. كما أنه تحذير يفترض وبشدة غباء المصريين.. وفي رأي المتواضع فأني أجده تحذير لا موضع له.. وكأنه دعوة لتذوقه.. خاصة لمن لا يتمتعون علي الأقل بقدراتي العقلية الفذة.. وأعرف أنه قد يكتب لي قارئ مهذب أني "مدونة رخمة ومبيعجبنيش العجب وعايزة أعترض وخلاص وأكتب أي كلام دوشة"..

كما لفت إنتباهي بداية التحذير الذي وجهه بصيغة المذكر "إذا شربت.." ثم أكمل التحذير بـ صيغة المؤنث "إشربي..".. كيف سقط من كتب هذا التحذير فى هذه الغلطة اللغوية.. أم هي مقصودة لغرض ما.. أم أنا شخصيا زبون غبي ومستفز و"بركز فى حاجات محدش بيقراها أصلاً".. وهذه سقطة أخري.. فلابد أن يحترم مالك المنتج عقلية العملاء المستفزين أمثالي اللي بيقروا مغلفات المنتجات للوقوف علي الهايفة.. وعليه أن يجد مراجعين لغويين كفاءة لكتابة هذه التحذيرات.. خاصة وأني لا أستطيع تجاهل أي كلمات مكتوبة علي أي شئ كان.. ولا أعرف لماذا أقرأ هذه التعليمات التي لا يقرأها أصحاب المنتج نفسه..

كما شغلنى وأن أفرغ كيس الكلوركس بدلع في "قروانة" الغسيل.. إنه في حال كانت "شربت" المكتوبة أول التحذير خطأ وكان يقصد كتابة شربتي.. وبالتالي تكملة الجملة تصبح إشربي.. يكون بذلك التحذير مكتوب بلغة المؤنث على منتج يجوز إستخدامه من الجنسين.. وهى صيغة كتابية لا أجدها سوى على المنتجات النسائية حيث أعتدنا أن تُكتب مغلفات المنتجات والإعلانات كافة بصيغة المذكر بينما يستخدمها الجنسين.. فهل يقصد بهذا أن الغسيل مهمة تقتصر على النساء فقط..




وحتي لا أتُهم بمعاداة الجنس الآخر فعلي ذكر هذه الفئة من الرجال الذين لا يجدون من يغسل لهم فيجلسون القرفصاء مثل نانسى عجرم ويدندنون والله يا زمن.. نحن لا نزرع الشوك.. وبالتالي فأن هذه الفئة تزيد من فرص إستخدام الرجال لهذا المنتج مثلنا وبالتالي تزيد فرص قرائتهم لهذا التحذير المؤنث.. بالإضافة إلي هذه الفئة من الرجال القلة الذين يساعدون زوجاتهم ويغسلون الغسيل.. وهاتين الفئتين هما المعنيتين بهذه التدوينة.. وكتابة هذا التحذير بصيغة المؤنث بمثابة إهانة لرجولتهم.. ألا يكفي ما يقومون به من غسيل.. حتي تأتي هذه الجملة المؤنثة لتصبح سبب لإمتناعهم عن إستخدامه.. حين يشعرون بعدم حرص الشركة المصنعة للمنتج على حياتهم في حال شرب أي راجل منهم كوب وهو يدندن احد الأغني المأسوية.. لعدم وجود إرشادات واضحة خاصة بشربهم للكلور.. وبهذا يخسر كلوركس شريحة كبيرة من جمهوره المستهدف.. أو قد يشعرون بأنه منتج نسائي وأنهم أستخدموه عن طريق الخطأ..



لذلك ومن مدونتي هذه _ولأني أناصر قضايا التمييز_ فأنا أدعوك إما للخروج بمظاهرة للتنديد بما كُتب علي مغلف كلوركس لما فيه من تمييز وهو ما قامت الثورة للقضاء عليه حيث نادت بالمساوة.. ولا يجوز أن ما توحده الثورة يخرج به مغلف لتفرقته.. لكن في حال لم تجد من يخرج معك فعليك بكوب كلوركس..



كما أن فضولي لمعرفة طعم كلوركس يدفعني لهذه الدعوة البريئة للذكور لشرب كوب كلور على السريع كدة.. والقارئ اللى يقرر أنه يساعدني ويرضي فضولى.. يبعت لي وأنا هتصل له بالدكتور بعد ما يشربه.. كما تقول الإرشادات.. والله الموفق والمستعان.. وقد يسألني قارئ ذكوري ولماذا لا أوجه هذه الدعوة البريئة للإناث.. أحب أقوله أرجع لأسم مدونتي العزيزة كيفي كدة..



التدوينة المستفزة دى مش هدفها الهجوم علي المنتج.. ولا أي شئ.. سوي أنه لفت نظري كتابة مثل هذا التحذير وبمثل هذه الصيغة.. خاصة وأني أجد متعة فى قراءة كا ما يُكتب علي أى منتج أستخدمه.. ولا أعرف السبب فى هذه المتعة حتي الآن..
ك. ك
8 – 6 - 2011

05‏/06‏/2011

طظ في الثورة.. طظ في أي تابوه يجبرني أنافقه!

شغلتني الأيام الأخيرة عدة أسئلة.. حول حقيقة ما يحدث في المجتمع المصرى.. وحالة الإنكار والكذب التي قسمته لفريقين.. فريق آثر التمجيد الزائد للثورة وإنكار أي مساوئ لها وأي محاولة لإعلانها ثورة مثل كافة ثورات العالم لها من المساوئ ما لها من محاسن.. حتى تخرج موجة من الهجوم الحاد اللاذع يتهم قائل هذه الجملة بالخيانة وفلول و"طعمية" النظام البائد..

وكأن ثورة اللوتس أو ثورة "25 يناير" أو أي كان أسمها "تابوه مقدس" ممنوع الأقتراب منه سوي بالسجود وتقديم فروض الولاء والطاعة لها ولرموزها _ التي بكل إحترام_ لا أعرف من وضعهم رموز في الأساس.. وكأننا تخلصنا من العجل الذهبي الذي فُرض علي المصريون عبادته ويخدمه كهنة مخلصين يتمتعون بالشراسة والضراوة ما يبيح لهم وضع الشعب في كفة وسعادة ورضي سيادته وحاشيته في كفة أخري.. لتصنع لنا الثورة عجل أخر أكثر قدسية والمدافعون عنه أكثر ضراوة والخروج عن عبادته كفر..

وأما حالة الإنكار الأخري فهي تتلخص في إلصاق كافة مساوئ مجتمعنا التي ظهرت بفجاجة مؤخرا لقيام الثورة وفرط عقد النظام الذي تساقطت حباته من رجال الشرطة وجهاز أمن الدولة وغيرها.. والحقيقة أن الثورة بريئة من سلوكيات شريحة من المصريين وجودوا فى حالة عدم الإستقرار التي تمر بالبلاد حاليا _وهى فترة متوقعة بعد قيام أى ثورة حقيقية ولكنها تحتاج عزيمة الشعوب لتخطيها بسلام_.. فرصة سانحة لتحقيق مطامعهم علي حساب مصريين أخرين مثلهم..

ليست الثورة السبب فى الإنفلات الأمني والأخلاقي الذى نعانيه اليوم ونتعذب بناره كلما فكرنا في إمكانية تجنبه بتجنب قيام الثورة.. كما أن الثورة ليست الفارس الذي جاء علي حصان أبيض لينقذنا كما تقول كثير من الإعلانات "أنا كنت جزء من النظام القديم عشان كنت بشتم.. دلوقتي أنا ضد الشتيمة.. مصر بتتقدم.. وأحنا معاها".. ما هذه السخافة والسذاجة.. ما علاقة النظام البائد بسوء السلوك والتربية.. ما علاقة النظام البائد في إباحة الأعراض وخطف النساء والتعرض للمتلكات العامة والخاصة وكسر إشارات المرور والتبجح والتباهي بكسرها وتعريض حياة الآخرين للخطر..

وعلى صعيد أخر.. ما هي قدرات الثورة الخارقة التي ستغير بها أخلاقيات الفاسدين الذين يعيشون علي البلطجة ويتربحون منها.. وما عرفته مؤخرا أن أجرة البلطجي فى اليوم أو الساعة ولست متأكدة من الرقم إلا أنها قد تصل لـ 500 جنية.. من يترك وظيفة مربحة كهذه _التى لا تحتاج منه مجهود فهو يمارس سلوكياته المعتادة_ من أجل "عيون الثورة"..




وليس معنى كلامي أني أبرر لهم ما يفعلون من بلطجة.. كما أني مؤمنة أن الأخلاق هي ميراث تربوي أسرى بحت لا علاقة له بقيام ثورات أو التخلص من رموز فساد حتي يتحول بعدها المنحرف وعديمي الأخلاق لملائكة مُنزلين.. ولكني أتسائل عن الأحلام والقدرات الخارقة التي يحدثنا عنها رموز الثورة الحالية.. التي وبكل آسف لا تختلف عن رموز الإنقلاب العسكري الذي حدث فى مصر منذ 59 عاما.. من وجهة نظري.. فأبطال الإنقلاب أهتموا بالثروات والإستيلاء على كنوز الباشوات.. وألقوا بالفتات للمصريين بل وأقنعهوهم بأنهم أعطوهم من روحهم ورسموا لهم من الأحلام آفاق عريضة.. لم يتحقق منها شئ وأبسطها الحياة الكريمة.. ورغم ذلك مجدت شريحة كبيرة من المصريين بعض رموزها وجعلوهم آلهه..




واليوم يخرج علينا رموز الثورة الحالية ولا أعرف بأي حق جعلوا من أنفسهم رموزا لثورتنا كلنا.. بل ويحاولوا بإستماته أن يقنعونا أنهم وحدهم من ضُربوا وسُحلوا وتعرضوا للقنابل المسيلة للدموع وخطر الرصاص الحى والمطاطي.. بل ويتبارو في إثبات من يحمل "خروم وسحجات" أكثر.. يا لهم من رموزاً لنا..

طظ فى الثورة.. طظ في النظام السابق.. طظ في كل من يجد من المبررات والحجج والأكاذيب ليتاجر بأحلامنا وحياتنا من أجل مجده الشخصي.. كيف يرسمون لنا أي من كانوا أحلام تصل للسماء ولا يرتفعون بنا عن أرض الواقع مترا واحدا.. ألم يتعلموا ممن سبقوهم.. ألم يكن النظام البائد يضع لنا كل عام خريطة أحلام وردية وبخاصة فى الأعياد القومية كعيد العمال وذكرى الثورة وغيرها من المناسبات التي تُقال فيها خُطب مطولة محفوظة.. واليوم تخرج لنا الثورة بشعارات رنانة مكتوبة بحرفية.. فهي أثمرت وبحق عن ظهور أقلام شابة واعدة جديدة لكتابة القصايد الممجدة لثورة لم تكتمل بعد.. كيف نعطى لرضيع شهادة دكتوراة لإنجازاته العظمية التي أرتقت بالبشرية.. وهو لم يحبوا بعد..

"طظ فيكوا كلكوا.. البلد بتغرق وبتولع" وانتوا يا من تقولون إنكم مسئولون عنا وعن مستقبلنا منشغلون بذواتكم.. "طظ" في أي شئ يجبرني أني أنافقه حتى وأن كنت مؤمنة به.. فلن أقدسه كما يفعل الكثيرون اليوم.. حتى وأن كان هذا سيكون السبب فى أن يُطلق عليّ أنني "فلول"..

ك. ك
5- 6 - 2011