17‏/04‏/2010

حكومة مقدرتش على "الحمار".. فأتشطرت على "البردعة"


سيل من الأخبار اليومية عن إنجازات وجهود الحكومة فى حل أزمات المصريين ولكن الحقيقة هى أن إخفاقات الحكومة لا تحصى ولا تعد ولكن البركة بالصحافة التى تستطيع تقديم "شراب الفسيخ" وكأنه "شربات ورد" للشعب المصرى.. ومثال بسيط انه عندما فشلت الحكومة الموقرة فى حل أزمة ارتفاع أسعار اللحمة ولم تستطع السيطرة على توحش التجار والمربين لجأت للضغط على الشعب من أجل الشعب وإطلاق مبادرات مضحكة لحل الأزمة كمبادرة بعض الأحياء لمقاطعة اللحمة للضغط على التجار والمربين..



يعنى من الأخر "مقدرتش على الحمار فأتشطرت على البردعة" مع إحترامى الكامل للمصرين وبدون أى إهانة فأنا من ضمن زمرة البردعيين.. وحتى لا يختلط الأمر على المثقفين فهناك فرق بين "البردعيين" من البردعة.. و"البرادعيين" من محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية... ولكن هل يستطيع البرادعى والبرادعيين فى حالة وصوله للرئاسة من إيقاف سيل الأخبار المسببة للهيستريا المزمنة.. فالشعب المصرى أكتفى بالعيش حاملا لقب "بردعيين" مدة طويلة والآن يحلم بتغيير يعيش فيه رافعا شعار "برادعيين"..

اسمح لى عزيزى القارئ أن اعرض عليك جزء من خبر قد يراه الكثيرين عادى خاصة لتكرار مثل هذه الأخبار يوميا.. وبالنسبة للصحفى فهذا الخبر لا يمثل اكثر من كونه خبر ينشر على احد صفحات الجرائد القومية او تبثه احد وكالات الأخبار القومية أيضا حيث لا تهتم بها وكالات أخرى معنية بما هو أهم.. ولكن من وجهة نظرى المتواضعة فأن الخبر الأتى نشره مهم جدا واذا انتبه له القارئ المصرى جيدا فإما سيضحك على سذاجة المسئولين أو "يتنقط" من غبائهم.. ولكن الأكيد أنه سيغتاظ من برودهم و"بجاحتهم"..


محلي أحد المحافظات ينضم لحملة مقاطعة اللحوم ويدعو إلى شهر كامل بلا لحوم حيث دعت اللجنة الدائمة للمجلس الشعبي المحلى للمحافظة بمقاطعة اللحوم على مستوى المحافظة لمدة شهر على الأقل مع توفير البدائل من الأسماك والدواجن والبقوليات، وهذا بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، كما أعلن المجلس عن إمكانية استمرار المقاطعة لفترة أخرى، في حالة عدم انخفاض أسعار اللحوم، لتصبح بذلك حملة مقاطعة ايجابية لإجبار تجار المواشي والجزارين على تخفيض الأسعار مع تشجيع الشركات المستوردة للحوم بتوفيرها بأسعار مناسبة.

عدة أسئلة فرضت نفسها على.. أولها كم المدة التى غابها صاحب هذه الفكرة العبقرية عن مصر..؟ وما هى أخر مرة تناول فيها لحمة...؟ ومتى كانت أخر مرة اشترى فيها دجاج أو سمك وكانت أسعارهما فى متناول الجميع خاصة بعد أزمة أنفلونزا الطيور المفتعلة من اجل مصالح أشخاص بعينهم فقط لرفع أسعار الدواجن فى مصر والتى أرتفع أمامها أسعار السمك بعد إقبال الناس عليه..؟ ومتى كانت أخر مرة تناول فيها بقوليات فى وجبات اليوم الثلاثة..؟ ومتى كانت أخر مرة مر عليه يوم تناول فيه وجبة واحدة..؟ ومتى كانت أخر مرة أكمل عشاه نوم..؟ ومتى كانت أخر مرة نام بدون تناول أى وجبة...؟

كلها أسئلة لها إجابات واضحة وهى انه لم يغب عن مصر يوم واحد إلا انه يعيش فى برج عاجى لا يختلط فيه بالمصريين.. وكانت أخر مرة تناول فيها اللحم كانت فى وجبة الإفطار قبل توجهه للعمل حيث اعتاد الآن تحويل قرص الطعمية إلى قرص همبورجر مدخن.. وبالنسبة للفراخ والسمك فهى بمثابة وجبات خفيفة يتم تناولها كتصبيرة.. وكانت أخر مرة تناول فيها بقوليات عندما كان موظف صغير قبل أن يرتقى إلى منصب يستطيع منه أن يطلق مثل هذه المبادرات الذكية ويتحول مرتبه من 300 جنية إلى 3000 جنية... وبالنسبة لباقى الأسئلة فإجاباتها بالنفى كلها..

مبادرة لمقاطعة اللحمة أسبوع.. ألا يعرف صاحب هذه المبادرة العبقرية أن الشعب المصرى يمارس مقاطعة سنوية ومنه ما هو نصف سنوى وأخرى مقاطعة شهرية وأخرى نصف شهرية للحمة... فكيف يطالب شعب معظمه يقاطع اللحمة أكثر من نصف العام منتظر الأعياد لتناولها وحاليا لم يعد حتى يجدها فى الأعياد بمقاطعتها أسبوع للحد من ارتفاع أسعارها.. وذلك للضغط على تجار اللحوم ومربين المواشى لإجبارهم على خفض أسعارها.. والدعوة للجوء للأسماك والدواجن التى أصبحت رفاهية أيضا لا يحصل عليها المصريين فلا تختلف كثيرا عن وضع اللحمة فى معظم البيوت المصرية حاليا..

الآن قارئى العزيز عرفت وأدركت ما هى وظيفة الصحافة المصرية وليست كل الصحافة المصرية حتى نكون عادلين وإنما بعضها ولكن تبقى النتيجة واحدة حتى وأن لم تكن متعمدة أو مقصودة، وهى إحداث حالة شلل جماعى للقراء.. مع حالات جلطات مسببة للوفاة فى الحال لأعداد تفوق ما خلفته الحروب العالمية من ضحايا.. بالإضافة إلى تزويد العباسية بعدد جديد من المرضى كل يوم.. والاهم من كل هذا هو إضفاء البهجة ونشر حالة الهستيريا والضحك كالتى أصابتنى فور قراءة الخبر فى محاولة للتخفيف عن أعباء الشعب المصرى..


ك. ك
15-4-2010