05‏/06‏/2011

طظ في الثورة.. طظ في أي تابوه يجبرني أنافقه!

شغلتني الأيام الأخيرة عدة أسئلة.. حول حقيقة ما يحدث في المجتمع المصرى.. وحالة الإنكار والكذب التي قسمته لفريقين.. فريق آثر التمجيد الزائد للثورة وإنكار أي مساوئ لها وأي محاولة لإعلانها ثورة مثل كافة ثورات العالم لها من المساوئ ما لها من محاسن.. حتى تخرج موجة من الهجوم الحاد اللاذع يتهم قائل هذه الجملة بالخيانة وفلول و"طعمية" النظام البائد..

وكأن ثورة اللوتس أو ثورة "25 يناير" أو أي كان أسمها "تابوه مقدس" ممنوع الأقتراب منه سوي بالسجود وتقديم فروض الولاء والطاعة لها ولرموزها _ التي بكل إحترام_ لا أعرف من وضعهم رموز في الأساس.. وكأننا تخلصنا من العجل الذهبي الذي فُرض علي المصريون عبادته ويخدمه كهنة مخلصين يتمتعون بالشراسة والضراوة ما يبيح لهم وضع الشعب في كفة وسعادة ورضي سيادته وحاشيته في كفة أخري.. لتصنع لنا الثورة عجل أخر أكثر قدسية والمدافعون عنه أكثر ضراوة والخروج عن عبادته كفر..

وأما حالة الإنكار الأخري فهي تتلخص في إلصاق كافة مساوئ مجتمعنا التي ظهرت بفجاجة مؤخرا لقيام الثورة وفرط عقد النظام الذي تساقطت حباته من رجال الشرطة وجهاز أمن الدولة وغيرها.. والحقيقة أن الثورة بريئة من سلوكيات شريحة من المصريين وجودوا فى حالة عدم الإستقرار التي تمر بالبلاد حاليا _وهى فترة متوقعة بعد قيام أى ثورة حقيقية ولكنها تحتاج عزيمة الشعوب لتخطيها بسلام_.. فرصة سانحة لتحقيق مطامعهم علي حساب مصريين أخرين مثلهم..

ليست الثورة السبب فى الإنفلات الأمني والأخلاقي الذى نعانيه اليوم ونتعذب بناره كلما فكرنا في إمكانية تجنبه بتجنب قيام الثورة.. كما أن الثورة ليست الفارس الذي جاء علي حصان أبيض لينقذنا كما تقول كثير من الإعلانات "أنا كنت جزء من النظام القديم عشان كنت بشتم.. دلوقتي أنا ضد الشتيمة.. مصر بتتقدم.. وأحنا معاها".. ما هذه السخافة والسذاجة.. ما علاقة النظام البائد بسوء السلوك والتربية.. ما علاقة النظام البائد في إباحة الأعراض وخطف النساء والتعرض للمتلكات العامة والخاصة وكسر إشارات المرور والتبجح والتباهي بكسرها وتعريض حياة الآخرين للخطر..

وعلى صعيد أخر.. ما هي قدرات الثورة الخارقة التي ستغير بها أخلاقيات الفاسدين الذين يعيشون علي البلطجة ويتربحون منها.. وما عرفته مؤخرا أن أجرة البلطجي فى اليوم أو الساعة ولست متأكدة من الرقم إلا أنها قد تصل لـ 500 جنية.. من يترك وظيفة مربحة كهذه _التى لا تحتاج منه مجهود فهو يمارس سلوكياته المعتادة_ من أجل "عيون الثورة"..




وليس معنى كلامي أني أبرر لهم ما يفعلون من بلطجة.. كما أني مؤمنة أن الأخلاق هي ميراث تربوي أسرى بحت لا علاقة له بقيام ثورات أو التخلص من رموز فساد حتي يتحول بعدها المنحرف وعديمي الأخلاق لملائكة مُنزلين.. ولكني أتسائل عن الأحلام والقدرات الخارقة التي يحدثنا عنها رموز الثورة الحالية.. التي وبكل آسف لا تختلف عن رموز الإنقلاب العسكري الذي حدث فى مصر منذ 59 عاما.. من وجهة نظري.. فأبطال الإنقلاب أهتموا بالثروات والإستيلاء على كنوز الباشوات.. وألقوا بالفتات للمصريين بل وأقنعهوهم بأنهم أعطوهم من روحهم ورسموا لهم من الأحلام آفاق عريضة.. لم يتحقق منها شئ وأبسطها الحياة الكريمة.. ورغم ذلك مجدت شريحة كبيرة من المصريين بعض رموزها وجعلوهم آلهه..




واليوم يخرج علينا رموز الثورة الحالية ولا أعرف بأي حق جعلوا من أنفسهم رموزا لثورتنا كلنا.. بل ويحاولوا بإستماته أن يقنعونا أنهم وحدهم من ضُربوا وسُحلوا وتعرضوا للقنابل المسيلة للدموع وخطر الرصاص الحى والمطاطي.. بل ويتبارو في إثبات من يحمل "خروم وسحجات" أكثر.. يا لهم من رموزاً لنا..

طظ فى الثورة.. طظ في النظام السابق.. طظ في كل من يجد من المبررات والحجج والأكاذيب ليتاجر بأحلامنا وحياتنا من أجل مجده الشخصي.. كيف يرسمون لنا أي من كانوا أحلام تصل للسماء ولا يرتفعون بنا عن أرض الواقع مترا واحدا.. ألم يتعلموا ممن سبقوهم.. ألم يكن النظام البائد يضع لنا كل عام خريطة أحلام وردية وبخاصة فى الأعياد القومية كعيد العمال وذكرى الثورة وغيرها من المناسبات التي تُقال فيها خُطب مطولة محفوظة.. واليوم تخرج لنا الثورة بشعارات رنانة مكتوبة بحرفية.. فهي أثمرت وبحق عن ظهور أقلام شابة واعدة جديدة لكتابة القصايد الممجدة لثورة لم تكتمل بعد.. كيف نعطى لرضيع شهادة دكتوراة لإنجازاته العظمية التي أرتقت بالبشرية.. وهو لم يحبوا بعد..

"طظ فيكوا كلكوا.. البلد بتغرق وبتولع" وانتوا يا من تقولون إنكم مسئولون عنا وعن مستقبلنا منشغلون بذواتكم.. "طظ" في أي شئ يجبرني أني أنافقه حتى وأن كنت مؤمنة به.. فلن أقدسه كما يفعل الكثيرون اليوم.. حتى وأن كان هذا سيكون السبب فى أن يُطلق عليّ أنني "فلول"..

ك. ك
5- 6 - 2011

هناك 11 تعليقًا:

  1. الحمد لله انتى جبتى من الاخر اخلاق المصرين محتاجه لمعجره الالهيه مش ثوره
    ايات

    ردحذف
  2. أه يا فله

    يسلم فمك يا سوكا

    ردحذف
  3. فعلا اخلاق المصريين محتاجة معجزة.. بس مش عارفة هل هتنفع بعد ما بقينا 85 مليون ولا العوض على الله

    ردحذف

  4. اوكي يا كارول.. 100 مرة في كل الناس اللي انتي قلتي عليها، بس في فكرة الثورة.. معتقدش يا كرول، احنا اللي هبل ونحب نزيط في الزيطة، ولازم نوعي الناس يا رجالة.. ان الواحد يبني حاجه في عقل بني آدم يا كارول، محتاجه ملايين السنين الضوئية، ومش هتشوفي نتيجتها دلوقت
    الواحد محتاج يعقل ويهدى ويفكر، انا معاكي 10000 مليون طظ يا سلام، بس مش في الثورة يا معلم، مليون طظ في أي واحد يحاول يستهبلنا ويستهبل ذكائنا وعقلنا، وللأسف دول كتير
    تسلم يا معلم ويسلم اللي كتب :D

    ردحذف
  5. تشكر يا حجازى.. بس أنا لما بقول طظ فى الثورة لا أقصد أنى أهين الثورة أو أقلل منها.. لكن أنا ضد تمجيدها وجعلها تابوه جديد زى التابوه اللى سبقها.. اللى عشنا نقول صاحب الطلعة الجوية وهو اللى حررنا وحاجات كدة كلها حلوة ومينفعش نستقل بيها.. وزى ما الل ىقبلنا مجدوا الانقلاب العسكرى اللى الناس سموها والتاريخ المزيف سماها ثورة.. وللأسف مع كل يوم تمجيد ليها كان المصريين بيخسروا حياتهم ومش بيطالبوا بحقوقهم لأنهم كانوا شايلين جميلة الضباط الأشرار..
    فأنا مش عايزة نعيش فى تمجيدات تلهينا عن المستقبل ونضيع اكتر ما نتقدم

    ردحذف
  6. فٌـجَّــار التحرير عفواً ثوار التحرير
    http://www.facebook.com/no​te.php?note_id=23710123297​6757

    ردحذف
  7. للمعلق غير معروف.. انا نشرت تعليق حضرتك رغم انى معترضة على توصيف ثوار التحرير بالفجار.. ومظنش ان ده المعنى اللى كان مقصود فى التدوينة دى.. وبالنسبة للينك اللى حضرتك مشيره انا جربت افتحه ومش موجود.. شكرا على زيارتك للمدونة

    ردحذف
  8. كلام جميــــــــــــــــــــــل بجد

    و كمان طظ من عندى
    يبقى كده طظيـــــن ف الثورة

    ردحذف
  9. نفس اللى انا قلته - تمخصت الثوره فولدت اخوان وسلفيين - قتله ومجرمين وازفات طين

    http://www.freecopts.net/arabic/article.php?id=13438

    ردحذف
  10. شكرا كابتن كيمو على زيارتك للمدونة

    ردحذف
  11. استاذ غير معروف.. ده طبيعي أنهم كانوا يظهروا على الساحة السياسية.. وده مع كامل احترامي حقهم.. زى ما بطالب الاخر انه يحترم حقوقي لازم احترم حقوق الاخر.. انما المشكلة هو بالاستسلام وعدم تقديم نموذج يقاوم الأفكار اللى هم بينشروها.. لا يمكن للإقصاء أن يكون حلا لتجنب هؤلاء.. إنما بالاتحاد والتنظيم والمشاركة السياسية الفعالة

    وشكرا جزيلا على اللينك .. انا قرأته وبالفعل مقال رائع

    ردحذف