04‏/11‏/2012

في انتظار البابا


عروس تستعد لعرسها، لم تنته من زينتها بعد، هكذا بدت كنيسة السيدة العذراء والأنبا رويس بالعباسية بأروقتها الخالية، قبل أقل من 24 ساعة من قداس القرعة الهيكلية، فهي لم تستقبل مثل هذا الحدث منذ 41 عاماً، وتلك المقاعد الخشبية الخالية يكسوها اليوم 5000 نفس بشرية يكسرون حاجز الصمت بأصوات الترانيم والصلوات الطقسية، ساعات تمر في جو روحاني يحبس الحاضرون أنفاسهم مترقبين الحدث بكافة تفاصيله، فيما تتخلل رائحة البخور وجدانهم، حتى تمتد اليد البريئة لطفل لم يتجاوز الثامنة لسحبب ورقة من ثلاث تعلن معها أجراس الكاتدرائية البطريرك الـ 118 للأقباط الأرثوذوكس.

23‏/04‏/2012

السفارة الإسرائيلية والأمريكية.. ملاذ بؤساء المصريين في حكم الإسلاميين


حملتها بين ذراعي أمام مجلس الشعب منذ يومين وشعرت بدقات قلبها قوية وكدت أبكي لحالها وحال والدها البائس.. لم أكن أعرف أنها حبيبة محمد عبدالله عبد العظيم.. تلك الطفلة التي تناولت عدة وسائل إعلام قصتها منذ 3 سنوات تقريباً.. واستضافها معتز الدمراداش عام 2010 في برنامجه 90 دقيقة بحضور الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب وقتها.. 


بعيداً عن كل هذا سوف أحكي قصة لقائي مع حبيبة ووالدها.. كنت في انتظار نائب بارز ومعروف بمجلس الشعب لإجراء حوار معه للجريدة التي أعمل بها.. ولأني لست بمحرر برلماني فلم يكن من حقي دخول مجلس الشعب إلا بتصريح من رئيس المجلس.. ولذلك توجهنا لبهو الفندق الذي يقيم به بجوار المجلس لإجراء الحوار.. وعندما انتهينا عدت مرة أخري لمجلس الشعب للقاء زميل لي أمام باب مجلس الشوري.. وفوجئت بحضور الأستاذ محمد عبدالله ويحمل حبيبه أبنته علي كتفه ويحمل في اليد الأخرى رزمة أوراق ضخمة.. ولأنه رجل ملتحي ولأن النائب الذي كنت أجري معه الحوار معروف وكل من يراه في الشارع يلقي عليه التحية ظننت أن هذا الرجل قادم أيضاً لإلقاء التحية عليه.. 


ولكن ما حدث كان العكس تماماً حيث سأل الأستاذ محمد عبدالله النائب عن مقر السفارة الإسرائيلية.. ففوجئت أن النائب يصف له من أين يذهب ودون أن يسأله عن السبب.. حتى خرجت الكلمات من فم عم محمد موجعة حين صرخ وقال "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا".. لم أفهم شئ أنا وزميلي والنائب.. شعرت بخوف فحاولت أنا أن أهدئ الرجل.. ولكنه راح يردد "أحنا قطع غيار ليكوا يا باشا.. أحنا درجة ثانية يا بيه".. وهنا سأله النائب ماذا يقصد بكلامه.. فقال محمد "ده كلام وزارة الصحة يا باشا.. بنتي اخدت جرعة تطعيم غلط جابت لها شلل وعمي وبقالنا سنين متبهدلين ومعانا موافقة للعلاج في الخارج علي نفقة الدولة لكن مش معانا تأشيرة وانهاردة وزارة الصحة قالت لنا متجوش تاني عشان انتوا درجة تانية وملكوش ثمن.. حتى الدوا مش عايزين يصرفوه للبت.. حرام عليكوا يا كفرة"..


لم يستطع النائب أن يقف أكثر من ذلك فاستأذن منه وقال له احكي قصتك للزملاء فهم صحافة قد يساعدوك.. فصرخ الرجل مرة أخري قائلاً "صحافة ايه حرام عليكوا انتوا جوة في التكييف واحنا بنموت ده أنا روحت قناة الرجاء بتاعت المسيحيين والناس هناك قابلوني أحسن منكوا ووعدوني أنهم يتكفلوا بكل العلاج بس أنا أخد التأشيرة عشان أسافر بالبت برة وأنتوا حتى مش عايزين تسمعونا ربنا ينتقم منكوا قلتوا هتساعدونا مهي لو رقاصة ولا واحدة لابسة عريان هتدخلوها وتساعدوها أنا عايز أروح السفارة الإسرائيلية عشان تساعد بنتي عشان هناك هيعامولنا زي البني آدمين".. التفت النائب وقال له بتهكم "روح السفارة الأمريكية أقرب وهيساعدكوا أسرع".. وانصرف النائب وترك الرجل معي أنا وزميلي.. 


حاول زميلي تهدئة الرجل الذي ثارت ثورته عقب رد النائب.. واقترح عليه أن يحاول الدخول للنائب أكرم الشاعر رئيس لجنة الصحة قد يستمع لشكواه.. رفض الرجل أي اقتراحات بخصوص طلب المساعدة من البرلمان واصفاً أياه بأنه برلمان البشوات وقال "يا بيه دول تجار ذهب ورجال أعمال وبشوات هيحسوا بينا أزاى ولا يساعدونا ليه.. هما خلاص وصلوا للي هما عايزينه وبعد كدة هيدوسونا".. هنا تدخلت فى الحوار وحاولت اقناعه أن يحاول مقابلة أكرم الشاعر.. فوجدته ينزل حبيبه من علي كتفه ويُجلسها علي فيسبا تركن في الشارع ويطلب من مجند أن يمسكها حتي يُخرج لي أوراق وقصاصات جرائد تناولت قصة ابنته.. حاولت أن امنعه وأؤكد له أني أصدقه ولا يجهد نفسه خاصة وأنها حقيبة كبيرة.. ولكنه أصر.. وهنا وجدت نفسي أسند حبيبة علي الفيسبا فشبكت يدها في ذراعي فحملتها وتأبطت هي ذراعيها حول عنقي ونامت.. 


حكي لي الأستاذ محمد عن قناة الرجاء المسيحية التي تريد مساعدته لكن في انتظار التأشيرة التي يعجز عن أخذها منذ 3 سنوات.. وقال لي "تخيلي يا أبلة ده المسيحيين بيعاملونا أحسن ولما أروح القناة يستقبلوني كويس ومهتمين بمشكلتنا وفي قسيس كمان بيقابلني".. ثم أخذ يشرح لي أشياء كثيرة ولكني كنت عاجزة عن التركيز حيث كنت منتبه لدقات قلب هذه الطفلة البائسة التي لا حول لها ولا قوة.. يأتي بها والدها البائس المحبط من قرية دنشواي في هذا الطقس الخانق ليجد أن حرارة الجو تلطف عليه برودة قلوب المسئولين.. وهنا قاطعته وسألته عن رقم تليفونه المحمول لإعطائه لشخص قد يساعده فقال لي "انا مش معايا تليفون ولا بقي معايا أي حاجة".. فسألته كيف أصل له فأعطاني عنوانه.. وحاول أن يحكي لي باقي القصة فاستأذنت منه لأني لابد أن أرحل.. نظر لي بعينيه الدامعتين وسألني بكل رجاء كيف سأساعده.. عجز لساني عن الرد والوعد ولكني قلت له سوف أفعل ما أستطيع فعله..


والآن ها أنا لا أستطيع فعل شئ سوي كتابه هذه السطور.. ولكني أتساءل كيف لم يختلف وضع هذا الرجل البائس منذ 3 سنوات حين كان البرلمان في قبضة الحزب الوطني.. الذي أكتفي وقتها الدكتور جمال الزينى عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب أن يبدي تعجبه من إصابة حبيبة بالشلل والعمي جراء جرعة تطعيم أخذها أطفال آخرون ولم يصابوا بأي شئ.. وعقب ثورة 25 يناير وبعد أن أصبح البرلمان في قبضة الإسلاميين أقترح عضو بارز بالبرلمان علي والد حبيبة أن يذهب للسفارة الأمريكية عوض السفارة الإسرائيلية لأنها الأقرب والأسرع في الاستجابة..


هل السفارة الإسرائيلية والأمريكية هي ملاذنا الآن يا نواب الشعب !!!  


لا أريد من هذه التدوينة سوي مساعدة هذا الرجل البائس.. وبالنسبة لأداء البرلمان فلم تعد تجدي الكتابة أو النقد..


عنوان حبيبة محمد عبدالله
قرية دنشواي – مركز الشهداء – المنوفية
محمد عبدالله عبد العظيم ابو عامر


لينك يثبت تناول حلقة معتز الدمراداش لقصة حبيبة
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=174145




ك. ك
23 – 4 – 2012      

21‏/04‏/2012

حازمون مصرون.. اسماعين اهم من الدين !!



انا تخيلت ان انصار ابو اسماعين هيتقلبوا عليه لما يكتشفوا أن مرشحهم وشيوخ السلفيين خدعوهم وساقوهم زي القطيع عشان يقولوا نعم للإعلان الدستوري بحجة أنها نصرة الشريعة.. وعشان مش يجي رئيس يحكم مصر ويكون جاسوس وحش زي البرادعي زي برضو ما فهموهم.. وأن كل ده مطلعش حقيقي وكان حشدهم لقول نعم مجاملة للعسكري وكيد في الليبراليين والعلمانيين مش أكتر..  وعشان المسيحيين الزنادقة عايزين يلغوا المادة الثانية من الدستور..

لكن فوجئت انهم بعد ما اكتشفوا كل الزيف ده.. وأن نعم اللى قالوها دي ليس لها علاقة بنصرة الشرعية لا من قريب ولا من بعيد.. ولا مساس بالمادة الثانية من الدستور.. خرجوا يطالبوا بالغاء المادة 28 من الاعلان الدستوري وبيطالبوا بترشيح ابو اسماعين حتى لو امه امريكية..

طيب انتوا لغيتوا عقلكوا ماشي.. عايزين رئيس لمصر امه تحمل جنسية دولة انتوا عايزين تجاهدوا ضدها ماشي مش مشكلة برضو.. لكن مضايقتوش للحظة أن مرشحكوا والشيوخ كذابين.. وزجوا بالإسلام في معركة وهمية وحشدوكوا للدفاع عنه.. لكن الحقيقة كانت عملية الحشد لنيل رضي العسكري.. هل إرضاء العسكري أغلي وأهم من الشريعة.. وهل رضي العسكري عن مرشحكوا..!!

خرجتوا حرقتوا الاعلان الدستوري في محرقة فى التحرير الجمعة 20 أبريل 2012.. ازاى تحرقوا إللي اعتبرتوه يوم 19 مارس 2011 كلام منزل من عند الله.. وخرجتوا آلاف تحتفلوا فى الشوارع بالنصرة في غزوة الصناديق علي العلمانيين الكفرة والمسيحيين الزنادقة..!!
خرجتوا دلوقتي تقولوا يسقط حكم العسكر.. مش هما دول العسكر إللي انتوا برضو خرجتوا آلاف تقولوا يا حلاوته يا جماله بعد الإعلان الدستوري.. ولا عشان لقيتوا أن العسكري مظبطش مرشحكوا زي ما انتوا ظبطوه في غزوة صناديق الاعلان الدستوري.. عملاً بمبدأ لقمة قصاد لقمة.. خرجتوا تقولوا له هات اللقمة اللى عليك.. العسكري مش بيأكل حد في بقه.. ولا نسيتوا عبد العال لما قال لمراته سكينة لما أكلك بإيديا أكل أنا بإيه.. يا ساتر..

من يعيش بلا مبدأ يظل هكذا بلا هوية.. وانتم بلا مبادئ..
ومن يستغل الدين واسم الله بهذه الصورة المقززة لنيل  أغراضه ومطامعه.. يظل هكذا بعيداً عن الله.. والدين برئ منه..
وبالرغم من كل هذا ترفعون شعار سنحيا كراما.. أي كرامة تتحدثون عنها..!!

ك. ك
21 – 4 – 2012

19‏/04‏/2012

"كنيسة كوميدي تتحدي البلل".. صفحة لا أطالب بغلقها


لا أريد الدخول في مناقشات جدلية عقيمة.. أو أثير تساؤلات يجردها البعض من حقيقتها ويفتش النوايا ويصبغها بصبغة طائفية متعصبة.. ولكن تنتابني الدهشة حيال عدة أمور برزت بقوة عقب ثورة 25 يناير.. التي لم اعد متاكدة هل هي ثورة كاملة الأركان كما حلمت وشاركت فيها أم مجرد احتجاجات تم احتوائها لتعود البلاد لنظامها البائد ولكن بوجه أكثر قبحاً.. زادت من تشوهه العنصرية التي كشفت الأيام أنها مكون رئيسي من الشخصية لشرائح كبيرة من المصريون.. والكراهية التي تكنها هذه الشرائح للآخر أي أن كان.. وعلي استعداد لإضطهادها بداية من السباب والشتائم وحتى التهجير وإراقة الدماء..

أين كانت تلك الكراهية والعنصرية دفينة خلال العقود الماضية.. ألم تكن سجينة القمع الذي مارسه النظام السابق علي الجميع سواء.. هل حولت الحرية التي جائت بها ثورة 25 يناير تلك الطيور الداجنة الحبيسة إلي وحوش جارحة تهيم بكل قوة لتقتنص من شاركوهم نير الظلم والاضطهاد مثلهم.. هل حررت الحرية أسوأ ما فيهم من رفض الأخر وكراهيته والرغبة الشرهه فى الترصد له والتخلص منه..

عندما أصدر القضاء حكم بحبس سكرتير مدرسة قبطي في أسيوط 6 أعوام بتهمة ازدراء الأديان وسب الرسول.. بُنيت القضية كلها علي اتهام زميل سلفي له.. دون أي أدلة مادية كتسجيل صوتي أو كتابي أو أي أن كان سوي هذه رواية هذا الزميل.. واحتشد الآلاف امام مقر المحكمة طوال نظر القضية ومنع محاميه من الدخول والتعرض لهم.. أرفض التهكم أو الإساءة لأي معتقد أو دين أو شخص ذو حيثية ورمز.. ولكن هل من المعقول أن تُبني قضية علي رواية شخص..

إضافة إلي تلك القضايا التي أعتمدت في بنائها علي المواقع الالكترونية وأشهرها قضية ازدراء الأديان الخاصة برجل الأعمال نجيب ساويرس لوضعه صورة لشخصيات ميني ماوس ترتدي النقاب والجلباب واللحية.. وغيرها ممن اتهموهم بإهانة رموز اسلامية في تعليقات علي صفحاتهم الخاصة..

أؤمن بحرية الرأي والتعبير.. وأري ان الإهانة واستخدام الألفاظ النابية بحجة الحرية لا تعبر سوي عن شخصية من يستخدمها ولا تقلل من شأن من يسبهم.. ولكن صفحة مثل "كنيسة كوميدي تتحدي البلل" والتي قام أكثر من 3 آلاف شخص بالتسجيل عليها لإهانة الدين المسيحي ورموزه وشخصياته وصولا إلي كل من يعتنقه من أشخاص يمارسون السياسية.. عن أي شئ تعبر!!.. سوي تضخم العنصرية والكراهية لدي فصيل ضد أخر.. وبرغم أنه في صميمي اعرف أن الكتابة عن هذه الصفحة يعطيها قيمة وأهمية.. لكن لم أستطع منع نفسي من الكتابة..

لا أطالب بغلقها عن طريق الريبورت لها لأنها لا تنتقص من العقيدة المسيحية أو رموزها.. والله قادر علي إحتواء كل من شارك ويشارك عليها فهم صغار النفوس.. من لا يملك أي شئ يجد في إهانة الآخرين والتحقير منهم تعزيه لفشله وفقره.. فالكتاب المقدس قال "شجعوا صغار النفوس".. وكان يقصد بها تلك النفوس المعذبة السقيمة التي لا تعرف عن سلام وفرح الروح أي شئ وتحتاج للصلاة من أجلها..

ك. ك

19 – 4 – 2012

31‏/03‏/2012

جوجل يعرف أكثر..!!



عندما رأيت "بوست" علي "الفيس بوك" يُثبت أن محرك البحث جوجل "فلول".. مستشهداً بترجمة جملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" من اللغة العربية للإنجليزية علي قاموس جوجل والتي تأتي بـ "Dr. Srour".. لم أصدق بالطبع.. ولكن التحدي تحت البوست الذي قال "ولو مش مصدق وبتقول فوتو شوب جرب بنفسك".. دفعني للتجربة.. وجاءت النتيجة حاسمة قاطعة بأن الترجمة هي "President of the People"...



تنفست الصعداء وتأكدت أن هذه مؤامرة "فوتو شوبية" لشباب دماغه فاضيه.. ولكن شعرت بأن هناك خطأ ما.. فقمت بمراجعة الصفحة مرة أخري فوجدت أني طلبت ترجمة جملة "رئيس مجلس الشعب" وكانت ""President of the People هي الترجمة.. وفوجئت أن هذه الترجمة جاءت هكذا لأنني تجرأت ورفعت الكلفة ووضعت المنصب دون ألقاب.. فأعدت كتابتها مرة أخري ولكن مسبوقة بلقبين لتصبح الجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب" وكانت الترجمة وبكل وضوح "Dr. Srour".. حتى جوجل يهتم بالألقاب ولا يرفع الكلفة أبداً حتى بسقوط النظام.. أصيل يا جوجل والله..


لا أريد سوي أن اسأل عدة أسئلة بلهاء وهي.. هل هذه ترجمة لغوية سليمة لجملة "السيد الدكتور رئيس مجلس الشعب من اللغة العربية للغة الإنجليزية.. بمعني أننا نجد في القاموس العربي إنجليزي والعكس هذه الترجمة أم أنها في قاموس جوجل وحده.. وهل في أي بقعة من العالم إذا ما قمت باستخدام قاموس جوجل لترجمة هذه الجملة هل ستظهر الترجمة ذاتها.. أم سيظهر اسم رئيس مجلس الشعب في الدولة التي استخدمت فيها قاموس جوجل.. بمعني أنها خدمة يقدمها جوجل بالمجان لرؤساء مجالس الشعب.. وفي حال دولة لا يوجد لديها مجلس شعب هل سيتعذر علي جوجل ترجمتها ويأتي لي برسالة بان هناك خطأ ما أو عجز في القاموس اللغوي لديه..

ولماذا هذا المنصب بالذات دون عن أي منصب أخر في الدولة الذي يقوم جوجل بترجمته هكذا.. هل كان جوجل يضمن بقاء سرور رئيساً لمجلس الشعب مدي الحياة.. أم انه منصب يُلغي بوفاته خاصة وأنه بقي فيه طوال واحد وعشرون عاما.. ومن صاحب هذه الفكرة الألمعية بأن يقوم قاموس جوجل بترجمة هذه الجملة للدكتور سرور.. وهل المنتظر الآن أن يقوم جوجل بتغيير نتيجة ترجمة هذه الجملة إلي "Dr. El Katatny".. أم انه يخضع لفترة زمنية محددة حتى يقوم بتحويل هذه الجملة لأسم الشخص.. بمعني أنه يتوجب علي الكتاتني أن يبقي رئيساً لمجلس الشعب خمسة عشر عاماً علي الأقل ليحصل علي هذه الخدمة مجاناً..

هل يعرف جوجل أكثر مما نعرفه ولديه مصدر أكد له فتحي سرور سوف يعود لمنصبه قريباً فلا داعي لتغيير الترجمة.. أو قد يكون المصدر ذاته أكد له أن مجلس الشعب الحالي سوف يتم حله قريباً وهو ما لا يدعو لتغيير الترجمة.. أم أن جوجل يترجم لبلد أخري غير مصر..


ك. ك
30 – 3 – 2012

02‏/03‏/2012

رجل أعمي لرقصة حياتي

في أغلب الرقصات الكلاسيكية واللاتينية نري حركات المرأة أكثر رشاقة وجاذبية عن الرجل.. ويلفت نظرنا كيف تؤدي مثل هذه الحركات الصعبة الخلابة.. ولكن ما لا نعرفه هو أن الرجل هو من يقود الرقصة.. ولولا احترافيته ما كانت لتظهر حركات المرأة بهذه الحيوية.. وكثيراً ما تفشل امرأة موهوبة في تأدية رقصة ناجحة جذابة لعدم مهارة شريكها.. وأيضاً قد تكون حركات راقصة غير متقنة إلا أن مهارة شريكها تستطيع أن تضع حركاتها السيئة علي الخط السليم..


ويهتم الراقصون الرجال بالتدريب المستمر لإنجاح رقصاتهم.. وبالرغم من أن النجاح مشترك بينه وبين شريكته في الرقصة.. إلا أن الأغلبية يتذكرون فقط الراقصة المبهرة التي تتمايل كالفراشة المتألقة في ثوب خلاب.. وقليلون فقط هم من يعرفون حقيقة أن الراقص الجيد هو من يقود الرقصة للنجاح.. ولكن هذا لا يمنعه من شحذ مهاراته وإتقان حركاته..

كما أن الراقصين في مثل هذه الرقصات الصعبة يتواصلون بالعيون.. فقد يخطئ أي منهما في أداء حركة ما.. لكنهم يتابعون ولا يضطرون للتوقف.. حيث يفهم كل منهما الآخر بنظرة أو إيماءة أو حتى ابتسامة.. فهي لغة مشتركة لا يفهمها سواهم.. ولا يستطيع أي من المشاهدين أن يعرف أن الراقصان علي المسرح في حالة نقاش حاد حول تصحيح الخطوة الخطأ.. وكثيراً ما لا يري هؤلاء أخطاء الراقصين حيث يتداركوها دون أن يشعر أحد بوقوعها..

وفي الفيلم الرائع عطر امرأة للنجم العالمي آل باتشينو.."Scent Of Women" يقوم فيه بدور رجل أعمي لكن هذا لم يمنعه من قيادة رقصة"تانجو" رائعة.. ورغم انعدام لغة العيون بينه وبين الفتاة التي تشاركه الرقصة.. إلا أن الفتاة وثقت في شريكها الأعمى.... وفي قدرته علي قيادة الرقصة الصعبة أمام جمع من الناس.. وفي ظني هذا ما أنجح الرقصة لأنها لم تفكر للحظة أن تشك به وفي حركاته.. بل في أكثر من مرة فاجئها بأداء حركات غير متوقعة ولولا انسيابها ما كانت نجحت.. فكانت الثقة الحقيقة والانسيابية من جانبها.. مع مهارته واستحقاقه لهذه الثقة بل ومفاجئتها وسعادته كلما سمعها تضحك من دهشتها _حيث أن المرأة عامة تعشق المفاجآت خاصة وأن لم تكن غير متوقعة بتاتاً_ عاملي نجاح الرقصة الشهيرة..

وبالرغم أني عامة في حياتي وآرائي متحيزة بشكل مستفز للمرأة.. إلا أني أجد أن رقصة "الحياة" التي يتقاسمها رجل وامرأة يتجلي دور المرأة بشدة ويظهر ما تقوم به ساطعاً للعيان وملفتاً.. بالإضافة إلي أن معظم الأعباء تُلقي علي كاهلها.. فهي كيان مستقل قبل أن تكون حبيبة وزوجة وأم.. فهي ترعي أحلامها وأحلام زوجها وفيما بعد أحلام أولادها.. لكن في ظني أن أحياناً كثيرة لولا مهارة شريكها في الحياة ما كانت لتظهر لامعة هكذا.. ب أعمي إلا أنه قادر علي أن يجعل حياتهما علي الدرب الصحيح.. وأنه كان الرجل الأجدر بهذه الثقة التي جعلتها تسير معه ممسكة بيده ولا تنظر للطريق لأنها تثق فيه وفي طريقهما سوياً..

يقول المثل الشعبي "وراء كل رجل عظيم امرأة".. ولكني أقول "وراء كل رقصة تانجو ناجحة راقص محترف حتى ولو كان أعمي وراقصة رشيقة تثق فيه"..


أجمل مشهد في الفيلم الرائع عطر امرأة "Scent Of Women"


ك. ك

2 – 3 – 2012

12‏/02‏/2012

الأقباط بين اللاقانون.. وبرلمان المسخ


لا أعرف كيف أتمالك أعصابي الآن وأنا أكتب هذه التدوينة.. منذ الأمس وأنا أنتظر جلسة مجلس الشعب اليوم 12 فبراير لما أكده عدد من نواب مجلس الشعب من تقديم استجوابات لوزير الداخلية بخصوص "جريمة تهجير 8 أسر قبطية علي خلفية أحداث فتنة طائفية بمنطقة العامرية بالإسكندرية وذلك من خلال جلسه عرفية ترأسها شيخ سلفي بموافقة الحكومة"، وتضامن حوالي 22 عضواً علي حد زعمهم مع الاستجواب، بينما فوجئت بأن البرلمان تجاهل هذه الطلبات لعدم أهميتها.

وفي عجالة الفتنة هذه المرة كانت لوقوع فتاة مسلمة في حب شاب قبطي وأقاموا علاقة سوياً، ثم قام الشاب بعرض صور تجمعهما سوياً، وبعيداً عن كون هذه القصة حقيقية أم لا، وكونها تليق من البداية أم لا، وكونها قصة حب خان فيها أحد الأطراف ثقة الطرف الآخر، ما ذنب أهله وعدد من الأسر المسيحية التي تضامنت معهم ودافعت عنهم عندما حاول أهل الفتاة المسلمة قتلهم، وذلك بعد حرق عدد من المحال والمنازل المملوكة للمسيحيين في المنطقة.

تقع الفتاة القبطية في حب شاب مسلم تشتعل الاشتباكات ولا يسقط قتلى سوي من الأقباط وتُحرق المنازل والمحلات المملوكة لهم، وفي سيناريو مختلف يحمل ادوار بطولة أخري حيث تقع الفتاة المسلمة في حب شاب مسيحي ولكن سيناريو الخراب ذاته هو الذي يُطبق حيث يُقتل الأقباط وتُحرق منازلهم ومحلاتهم، وأخيراً تهجيرهم قسراً في جلسات عرفية علي مرأى ومسمع الدولة والقانون، ليبقي الأقباط دائماً هم الحيطة المائلة بمعني "موت وخراب ديار".

يصفني البعض بالتعصب لكوني قبطية، وأني أكتب كثيراً متأثرة بنزعتي الطائفية، ولكن ألا يشعر أي عاقل بأن ما يحدث هو جريمة بشعة متكررة، هل تستطيع أي قوة كانت من تهجير أسرة مسلمة أرتكب أحد أفرادها جريمة ما أي أن كانت، الإجابة بالطبع معروفة، ولكن ماذا عن تهجير 8 أسر أقام أحد أفرادها علاقة غير مشروعة مع فتاة مسلمة، لم يكن كافياً تهجير أسرته رغم عدم قانونيتها وكونها لا تقل بشاعة، ولكن بمنطق أن السيئة تعم فهي تعم علي أسرته فقط، ولكن اليوم نري أن السيئة تعم علي كل أبناء ملته، وكما رأينا اليوم تهجير 8 أسر، غداً نري تهجير شوارع بأكلمها ثم مناطق ثم قري، وكل هذا بمنطق الجلسات العرفية.

قبل الثورة رأينا نماذج لتهجير أو هروب أسرة الطرف القبطي المتورط في مثل هذه الأحداث وتخرج المبررات بأن نظام مبارك هو السبب لأنه يريد إشعال الفتنة، ولكن اليوم وبعد الثورة نري تهجير 8 أسر قبطية بأكملها ومجلس شعبنا الموقر برئاسة محمد سعد الكتاتني يتجاهل الواقعة ويرفض الاستجوابات بخصوصها بعلة أنها ليست من أولويات الترتيب ولا تهم المصلحة العامة أو النظر فيها بعجلة.

هل هذا هو حكم مجلسنا ذو الأغلبية الإسلامية التي تطالب أن تُحكم مصر بالشريعة الإسلامية التي توفر العدالة والمساواة، هل هذه هي العدالة من وجه نظرهم، هل هذا ما ترضاه ضمائرهم، وبالنسبة للمعارضة هل هذه هي الحريات وحقوق الإنسان التي تدافعون عنها، لم نري أي عضو معارضة أو من يقولون عن أنفسهم ليبراليون قد رفض وندد وشجب ما يحدث، ولكن هذا لا يمنع أن نسمع منهم عندما يتجلون أمام عدسات الكاميرات يرددون "نريد دولة قانون"، هل هذا هو القانون يا سادة، فأنهم يلكون عبارات مثل "حقوق الإنسان" كالعلكة لتظر صورهم وهم يصيحون منادين بها مبهرة للعالم.

وهكذا أستطيع أن أتخيل أي مستقبل ينتظر الأقباط في مصر، فالمواطن القبطي لا قانون يحميه لأن الحكم بالعرف مازال قائماً حتي بعد مصر الثورة، وأغلبية ينظرون إليه ولحقوقه بنصف عين أن لم تكن مغمضة تماماً لأنه ليس مواطن كامل من وجه نظرهم، ولا كنيسة تدافع عن حقه بجرأة رغم رفضي تدخلها في السياسة ولكن حتى عندما تتدخل تصدمنا بتصريحاتها الركيكة الضعيفة المخزية التي تؤدي لضياع حقوق الأقباط أكثر، ولا نواب معارضة يهتمون بالتعبير عنه لأنهم مشغلون بالمعارك علي فتح الميكروفون وغلقه في جلسات البرلمان.

تمخضت ثورة، ونزف وطن، ليلد لنا "مسخ" مشوه يُدعي برلمان "مصر الثورة"، لا يتميز فيه عضو عن أخر سوي بعلو الصوت ورغبته في الظهور والشو الإعلامي، ليصبح القبطي مواطن يعيش الآن في وطن تحت ظل حكم "مجلس المسخ"، بينما يرفع شعار "لنا الله".

ك. ك

12 – 2 - 2012

17‏/01‏/2012

من حزب العاطلين لـ "الحرية والعدالة" يا أسيادنا !!


"حزب العاطلين هنبقي أكبر حزب في البلد.. 3 مليون عاطل.. لو دخلنا المجلس هنبقي أغلبية..

وأنت برنامجك ايه.. ؟؟

سؤال وجيه من إنسان تافه.. إنما هنرد عليه.. هيعمل إيه شباب غلبان مش لاقي فرص عمل.. يموت.. !!

وعلي رأي المثل.. يا جارية أطبخي.. يا سيدي كلف.. وإحنا ولاد الجارية.. وهما يا أسيادنا.. يصرفوا علينا بقي.. طيب يشوفوا لما ربنا يكرمنا ونخش المجلس.. يشوفوا هنحكم أزاي..

هيجي واحد ويلسن ويميل علي اللى جنبه ويقول له ده عمل حزب عشان ابنه العاطل.. لا يا بو لسان طويل.. لا يا بو لسان طويل.. مبنعملش أحزاب عشان مصالح شخصية.."


ده أحد المقاطع من فيلم "معلش احنا بنتبهدل" بتاع أحمد آدم.. وهو نفس ذات الفيلم إللي غني فيه أغنية يا برادعي براحة عليا المانجه مهياش نووية.. لكن مش ده موضوعنا في الكلمتين دول..

أنا بهدي المقطع ده لـ "الحزب الوطني 2012" حزب "الحرية والعدالة".. ومعاه حبة أسئلة كدة علي الماشي..

إيه برنامجكوا بخصوص الاقتصاد والفقر والعدالة الاجتماعية.. رغم أنه سؤال كان المفروض يتجاوب عليه من زمان.. لكن يمكن محدش تافه سأله عشان تجاوبوا عليه.. لكن أديني سألت..؟

دلوقتي الجارية ربنا كرمها وبقي عندها أكتر من 3 مليون عاطل هتعملوا ايه معانا.. يا أسيادنا..؟

في واحد أتنين تلاتة عشرة بيلسنوا وبيميلوا علي اللى جنبهم وبيقولوا إن الحزب ده مصالحه شخصية.. ايه تعليقكوا خاصة بعد موافقة مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمون، بالإجماع على تفويض مكتب الإرشاد بالتشاور مع حزب الحرية والعدالة، في اتخاذ ما يراه مناسبا بخصوص المرحلة الانتقالية بالنسبة لمجلس الشعب والحكومة.. وده المفروض لحزب لا يتبع مكتب الإرشاد زي ما قلتوا الأول..؟

وده اللي خلاني أفتكر الأزمة الخطيرة اللي وقعت بين انجلترا وبريطانيا واضطرت المملكة المتحدة تدخل عشان تحتوي الأزمة وتقول كلنا واحد يا جماعة.. وافتكر الأغنية العظيمة أنا مش عارفني..

عامة شكراً لو مفيش إجابات.. بس لو كدة ممكن تعملوا لنا حزب "العاطلين" ويبقي حزب موازي للحزب الحاكم.. وتدخلونا المجلس وتشوفوا هنحكم أزاي.. جربونا يعني


ك. ك
17 – 1 – 2012

10‏/01‏/2012

وهلّأ لوين؟.. توليفة مشاعر فاخرة

لم أعجز عن الكتابة مثلما عجزت منذ الأمس عن كتابة ما يجيش في صدري بعد مشاهدة الفيلم اللبناني الفرنسي "وهلّأ لوين؟"، وهي حالة غريبة خاصة وأن الكتابة تصبح أسهل بالنسبة لي عندما أكون في قمة السعادة أو في قمة الحزن، ومشاهدة هذا الفيلم الرائع جعلتني أتربع علي القمتين في وقتاً واحد، علي قدر ما ضحكت، بكيت بشدة، وعلي قدر ما شعرت بالألم، كانت الرومانسية طاغية، فكنت منتشية بتوليفة من الأحاسيس الممزوجة بعناية.

"وهلّأ لوين؟" هو السؤال الذي طرحته الرائعة اللبنانية نادين لبكي _البطلة والمخرجة وكاتبة سيناريو هذا الفيلم_ في مشهد النهاية لفيلم توافرت فيه كافة العناصر من وجهة نظري ليصبح فيلم عالمي ويستحق كافة الجوائز التي حصدها، ومشاركته في المسابقات الرسمية لمهرجان كان ليصبح هو الفيلم العربي الوحيد المشارك.

القضية التي تناولها الفيلم هي "الفتنة الطائفية"، من خلال حكاية ضيعة لبنانية معزولة يعيش أهلها مسلمين ومسيحيين في سعادة وحب وألفة، رغم سقوط أكثر من نصف رجال الضيعة قتلي للحروب ويرقد في المدافن عدد أكبر من الأحياء.

حتى تقع الحرب الأهلية وتنتشر أخبار القتال بين المسيحيين والمسلمين في المدن اللبنانية، لتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي مأساوي تحاول من خلاله النساء ورجال الدين منع وصول الأخبار للضيعة، خوفاً من وقوع فتنة واشتعال القتال بين الرجال، ولم يخلو الفيلم من الاستعراض والغناء والرومانسية من خلال قصة الحب التي نشبت بين البطلة المسيحية والبطل المسلم، ولكن يحول بينهم جدار الدين.

وتأتي نهاية الفيلم بمقتل الشاب المسيحي نسيم الذي يخرج يوميا لشراء حاجات الضيعة من خارجها برصاصة أثناء قتال خارج الضيعة بين مسلمين ومسيحيين، وتخفي أمه خبر مقتله خوفا من اشتعال الفتنة، حتى ينكشف الخبر وتخرج الضيعة بأكملها لتشييعه ويحمل الجثمان رجال مسيحيون ومسلمون وعند الوصول للمدافن يتحرك تلقائياً كل رجل تجاه المدافن التابعة له فيحتاروا في أي مدفن يُدفن، هل في مدافن المسيحيين أم المسلمين، فيعودوا أدراجهم مرة أخري ويسألوا النساء "وهلّأ لوين؟".

معالجة درامية عبقرية لقضية الفتنة الطائفية تناسب كافة البلدان وكما قالت نادين في بداية الفيلم "حكايتي و بحكيها و لمين ما كان بهديها.. عن ناس بتصوم وعن ناس بتصلي.. عن ضيعة علقانة في الحرب عا التلة.. وعلقت ما بعرف وين وضاعت ما بين حربين.. عن ناس صفيت قلوبهم و شمسهم صارت فيي.. وبيقيوا يصفوها تا صار دمهم ماي.. عن ضيعة معزولة ومتفقة عا السلام.. و قصتها مغزولة عا شرايط الألغام .. حكايتي و ما فيها خيللات صحرا سودا.. لهن أقمار ولا هن ورود.. عيونهم كحلها رماد وتا يكبروا الولاد حكم عليهم الزمان يلبسوا تياب اسود.."


تجاوزت قصة هذا الفيلم تلك القصص التافهة التي تصدرها الأفلام المصرية بخصوص الفتنة الطائفية والتي تتناول قصة حب بين مسلم ومسيحية تتسبب في اشتعال الفتنة الطائفية لتدور أحداث الفيلم حول معالجة هذا الجرح العاطفي ويخرج المشاهد وهو يسب ويلعن علي الحب وسنينه وإلقاء اللوم علي التربية والأخلاق في نشوب مثل هذه العلاقة، وعوضاً عن الخروج بمضمون أو عظة يخرج كل متفرج مشحون عاطفياً ضد الأخر، ويتحول الفيلم إلي قضية بحد ذاته، ويتحفز القائمين عليه للدفاع عنه مبررين بأنه يعكس الواقع، وهو في الحقيقة لا يعكس سوي تفاهات تحرق من أجلها المنازل والمحلات والكنائس ويقتل الناس بعضهم البعض، ورغم وجود مثل هذه القصة في سياق أحداث الفيلم اللبناني "وهلّأ لوين؟" إلا أنها لم تكن المحور الذي يدور حوله الفيلم، أو من أجلها تتطور الأحداث، بل كانت مجرد نادرة يضحك بها أهل الضيعة علي البطلين في محاولة لإحراجهم.

واهتم الفيلم بعرض واقع أشد آلما وخطورة للفتنة الطائفية، مبرزاً النتيجة النهائية التي تترتب علي تلك الأزمات وهي القتل والموت الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي، واستطاعت نادين بحنكة أن تعرض مشاهد جريئة متمردة علي عدد من التابوهات الدينية، كما أبرزت قصة الفيلم الدور القوي للنساء اللواتي قد يفعلن أي شئ لحماية رجالهن وأبنائهن من الحروب، بالإضافة إلي الدور الديني في محاولات احتواء الأزمات الطائفية بصورة مبتكرة بعيدة عن الشعارات والخطب.

ويبقي تأثيره العجيب علي من يشاهده فهو فيلم يتمتع بكوميديا الموقف وكوميديا الحوار بدون إسفاف أو كلمات جارحة وخارجة كما أعتدنا في السينما المصرية مؤخرا علي أن الضحك علي قدر الابتذال والقذارة والتباري في الإيحاءات الجنسية، كما جاءت الدراما مؤثرة لتصبح الدموع إجبارية ولا محاولة للفرار منها، والتطور في الأحداث منطقي ومتسلسل وكل دقيقة من الفيلم تستحق المشاهدة، وكأنه فيلم تم تصنيعه بالقلم والمسطرة حتى لا يشعر المشاهد بأن كلمة واحدة زائدة أو تم حشرها لشغل الوقت.

شكراً نادين لبكي لإمتاعنا بهذا الفيلم الرائع، وشكراً لأنك تعرفين كيف تقومين بمهنتك كمخرجة وممثلة وكاتبة سيناريو، وشكراً لمصممي الرقصات، وشكراً لكاتب كلمات أغاني الفيلم، وشكراً لأني كنت فقدت الأمل في أن أشعر بأن احد أفلام هذا العصر تستحق المشاهدة أكثر من مرة خاصة لو كان فيلم عربي، ففيلم "وهلأ لوين؟" يستحق المشاهدة عشرات المرات والحفر في الذاكرة، وشكراً لمن دعاني لمشاهدته.


كلمات أغنية "يمكن لو" من فيلم وهلأ لوين؟

يمكن لو في بيني وبينك حكي.. كنا حكينا..
يمكن لو في بيني وبينك دمع .. كنّا بكينا..
لو كان في طريق تودّي شوي شوي كنا مشينا..
أو كان في شي درب يوصّل بيني وبينك كنا لقينا..
يمكن لو في بيني وبينك حلم كنا غفينا..
يمكن لو في بيني وبينك سلْم كنا نسينا..
لو كان في طريق تودّي شوّي شوّي كنا مشينا..
أو كان في شي درب يوصّل بيني وبينك كنّا لقينا..
يمكن في نغمة وحدة بيني وبينك عم بتعيد..
يمكن في ناس كتيري بيني وبينك ما بتفيد...
يمكن في قمر أو في شجر أو في جسر حديد...
يمكن في سهل أو في جبل أو في شي وادي بعيد..
يمكن في طريق جديدي بيني وبينك نحنا مش شايفينا... يمكن لو.


ك. ك
10 – 1 – 2012