تعرضت مصر لموجة شرسة مؤخرا ممن يطلقون علي أنفسهم سلفيين ولم يسلم من هذه الموجة لا مسيحي ولا مسلم، لأنهم لم يتركوا حتي مساحة لأبناء ملتهم للاختلاف مع أفكارهم ورفضها، أفكارهم التى لا تمت للعقيدة الإسلامية بشئ بل تعمل على تشويهها، وهو ما نال بالأضرحة التي يعتبرها الصوفيين أماكن للتبرك بأولياء الله الصالحين، وحقهم شأنهم شان أي مواطن مصري طالما لم تطال حريتهم بحقوق الآخرين.
كما أن أفكار السلفيين المتطرفة لم تقف عند حد هدم الأضرحة، بل نادت بدفع المسيحيين للجزية ومنعهم من التجنيد، وتطبيق الحد وهو ما دفعهم لقطع آذن مواطن مسيحى دون ذنب، بحجة تطبيقه، وما ان أنكشفت فعلتهم القبيحة حتى تم الصلح مع المواطن الذي خاف على حياته وقبل الصلح معهم، وهو ما كشف عن وجههم المرعب القبيح العاشق للعنف إشباعا لتعطشهم للدماء، وغيرها من السلوكيات الإرهابية، ودعوات مخيفة للرحيل عن مصر لكل من لا يعجبه كلامهم، أي أنه لا مجال للنقاش أو الاختلاف وإنما الطرد وكأنها "وسية" يطردون منها العاملين أو البديل وهو القتل والعنف.
ولكن الغريب هو ما أن خرج سلفيو مصر من الفانوس عقب سقوط النظام الفاشي لمبارك حتي خرج سلفيو مناطق أخري يؤيدون هذه الأفكار الوحشية المتطرفة، وكانت أولى جرائمهم هى قتل ناشط السلام الإيطالي فيتوريو أريجوني في غزة والذي عاش هناك 4 أعوام يخدم القضية الفلسطينية، وكأن تحضير عفريت السلفيين في مصر عقبه زار جماعي أستحضر معه شياطين العالم أجمع، ولأن غزة هي الأقرب لمصر فأن ظهور تأثير أعمال العفريت كانت جلية.
لن أدعي أني أعرف هذا الناشط، ولكن خبر مقتله بطريقة وحشية دفعني لمعرفته، فهو شاب إيطالي من مواليد عام 1974، يعمل ناشط سلام ويعيش في غزة منذ عام 2008 دفاعا عن القضية الفلسطينية وشعب غزة، وكان وصفه لصفحته علي الفيس بوك هو "أن كان لديه ما يقوله فهو لماذا هذه القوة الغاشمة في غزة وأنه يريد العدالة لأولئك الذين لم يعد لهم صوت ولم تعد هناك آذان لسماعهم".
قُتل فيتوريو أريجوني بطريقة وحشية علي أيدي سلفيو غزة الذين يريدون إطلاق سراح أحد سجنائهم لدي حماس، فخطفوه بحجة مبادلته، دون وجود أى رابط على الإطلاق يقبله العقل أو المنطق، كما أنهم يرون أن حماس متراخية في التعامل مع إسرائيل، بالإضافة إلي أنهم يريدون طرد كل المسيحيين من غزة، وكان الدليل الأكيد علي وحشيتهم هو ما قاله إيهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس في مؤتمر صحفي، إن أوريجوني قُتل بعد ساعات قليلة من خطفه وهو ما يدل علي أنهم كانوا ينون قتله سواء تم الإفراج عن سجينهم أو لم يتم وأن خطفه منذ البداية كان غرضه قتله وليس المبادلة كما يدعون.
فيتوريو أوريجوني شاب إيطالي ترك حياته الطبيعية وآثر الحياة في قطاع غزة، دفاعا عن قضية يراها من وجهة نظره أنها تستحق التضحية بكل شئ، حتى فقد حياته علي أيدي من كان يدافع عن قضيتهم، وكان أخر ما سجله علي مدونته يوم 13 أبريل 2011 أى قبل مقتله بيوم واحد 3 مواضيع 2 منهم يتناولان قضايا الوطن العربى، واحد عن أنفاق غزة التي من وجهة نظرى وما تم مصادرته منها خلال الفترة الماضية يثبت أن ما يتم تهريبه عن طريقها هو سلع كمالية والسيارات الحديثة التى لا يمتلك المصريين منها سوى ما يعد على أصابع اليد للفئات الثرية، بالإضافة إلى تهريب السلاح لقطاع غزة، إلا أن هذا الناشط شهيد الإنسانية والتضحية والحب يرى أن الأنفاق تنقذ معاناة الفلسطينيين وقام بوضع لينك ما كتبه على المدونة خاصته علي صفحته علي الفيس بوك وكتب فوقه "إنها حرب غير مرئية من أجل البقاء" ترى أنت بعيون محبة بريئة فيما نظرت لك عيون الشر بغدر ووحشية.
وكان الموضوع الأخر بخصوص الرئيس المصري المخلوع مبارك بعنوان "كيف لرجل بلا قلب أن يصاب بنوبة قلبية"، وكان مرفق مع الموضوع صورة لحمام السباحة في فيلا مبارك بشرم الشيخ والتي أثارت جدل واسع عقب نشرها في صحيفة المصري اليوم، أنشغل بقضايا أمة لا تمت له بصلة وعمل على أستغلال قلمه وموقعه كناشط سلام لتوصيل صوته والتنديد بما يتعرض له كثير من الشعوب العربية من قهر وظلم، وانتهى مقتولا وقبلت الأرض التى حارب من أجلها دمائه.
لم تكن الإنسانية ذات يوم صاحبة عقيدة سوى عقيدة حب الإنسان لأخيه الإنسان دون شروط أو قيود، وهو ما قدمه فيتوريو أوريجوني الناشط الايطالى لناس مختلفين عنه فى اللون والعقيدة والعرق، بالإضافة إلى أن قضيتهم لم تكن تمثل ضررا على حياته كمواطن إيطالى وإنما كانت تمس إنسانيته المرهفة، ولا أعلم حتى الآن كيف ستتقبل أسرته ومن يحبونه العزاء فيه خاصة وأنه قُتل دون ذنب سوى أنه إنسان مارس عقيدة الإنسانية وكان جزائه القتل على يد من تخلى عن حياته من أجلهم.
هل كان يعلم أوريجونى أن من ترك حياته من أجلهم وعاش وسطهم 4 أعوام وغنى معهم "فلسطينيين.. فلسطينيين.. اليوم.. اليوم.. عيدك يا بلدى"، سوف يخرج منهم من يقتله بوحشية لأنه قادم من دولة كافرة كما برروا بعد جريمتهم، ألم يكن كافرا حين نزل الأنفاق لتسجيل ما يحدث فيها، هل كان كافرا عندما خرج يهتف من أجل تحرير غزة والتنديد بسلوكيات إسرائيل، هل كان كافرا عندما شارك فى مشاريع لخدمة القطاع.
لم تشفع له 4 سنين تضحية وحب دون مقابل لدى القتلة، ولم تغفر له كفره لديهم كما يقولون عنه، حيث خولوا لأنفسهم مجازاة البشر دون الله، ونصبوا أنفسهم مؤمنين والبقية ضالة كافرين، رحمه الله أي كان عقيدته وإنتمائاته، فهو عرف الله عن حق، لأن الله محبة.
ك. ك
15 – 4 - 2011
15/04/2011
13/04/2011
النائب العام يصدر قرار بمنع عبيد ونجل الكاتب الصحفى هيكل من السفر
أفاد بيان منذ دقائق على صفحة "تواصل النيابة العامة مع أسر الشهداء والمصابين والشهود" علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منذ دقائق إصدار المستشار عبد المجيد محمود النائب العام اليوم الأربعاء قرار بمنع كل من عاطف محمد عبيد رئيس مجلس الوزراء الأسبق واحمد محمد حسنين هيكل صاحب شركة القلعة للاستثمارات .
وأوضح البيان أن قرار النائب العام جاء بشأن وقائع تتعلق بتسهيل عبيد لهيكل الاستيلاء على المال العام والتربح للنفس والغير والإضرار العمدى به، وذلك بإصدار عبيد عدة قرارات بخصخصة بعض الشركات الناجحة فى مصر وبيعها بأسعار متدنية، من بينها شركة اسمنت بورتلاند حلوان التى تم بيعها لهيكل بثمن بخس، حقق من ورائها منافع مالية كبيرة فى بيعها لأجانب بأضعاف ثمن شرائها وهو ما الحق أضرار بالمال العام.
ك. ك
13 – 4 - 2011
لينك الخبر على صفحة النيابة العامة على الفيس بوك
http://www.facebook.com/?ref=home#!/photo.php?fbid=218709261477673&set=a.207349462613653.64267.207331035948829&type=1&theater
03/04/2011
قوس قزح
كان اليوم أكثر أيام حياتى سخافة لأن هيئة الأرصاد الجوية أكدت بالأمس أن الجو اليوم مشمس ورائع ومعتدل وهو ما دفعنى لتخفيف الملابس الثقيلة॥ بس ما علينا هى من أمتى كانت فالحة.. أكثر ما وترنى هو قيادة السيارة فى زحمة لم أعتدها من قبل وقد يكون إنهمار المطر بهذه الغزارة هو السبب فيها.. والله أعلم.. إضافة إلى أن ليلة أمس كانت عصيبة لما حدث فى مباراة الزمالك والأفريقى.. رغم أننى لست كروية على الإطلاق ولكن رؤية البلطجة وأنهيار القيم والخلق لدى الآلاف الذين مارسوا بلطجة وترويع دون حرج أمام مرآى ومسمع العالم أجمع وفى حدث رياضى جعلنى أشعر بغضب وخيبة أمل فى كل شئ وأعبر عنه صراحة للجميع.. فكانت الزحمة وخيبة الأرصاد الجوية وغيرها من الأمور اليومية أسباب لتزيد من توترى وإحباطى...
فجأة وأنا على كوبرى أكتوبر أخبرنى زميلى الجالس بجوارى أن هناك قوس قزح فلم أنتبه لأنى منشغلة بالطريق الذى بدا لى انه لن ينتهى طالما هذه الصفوف من السيارات متراصة كالصناديق هكذا.. كما أن هذا الزميل دائم المزاح وكثير ما يسبب لى ربكة أثناء القيادة وهو بجوارى.. ولكنى رغم ذلك ألتفت كعادتى وكأننى لا أتعلم من أخطائى معه التى عادة ما تكون مضحكة.. لأنظر مزحته الجديدة كالعادة.. ولكنى وجدت قوس قزح مبهر ظهر من فوق الكوبرى وكأنه يغلف المكان كله.. لم أستطع منع نفسى من التوقف لألتقاط صورة خاصة بى.. وبالفعل نجحت رغم أصوات السيارات خلفى التى تجبرنى على التحرك.. لكننى لم أتحرك إلا بعد ما ألتقطت صورتى المنشودة...
كانت رؤية قوس قزح بهذه القوة والوضوح خاصة فى وقت لا أعتبره أفضل أوقات حياتي على الإطلاق بمثابة علامة لأتفائل وأنظر بأمل من جديد..
لست متدينة ككثيرين.. ولكن رؤية قوس قزح أعادت على ذهنى طوفان نوح الذى تم ذكره فى سفر التكوين فى العهد القديم فى الكتاب المقدس ووعد الله لنوح ونسله ولكل ذى نفس حى بألا تباد الخليقة بالمياة مرة أخرى.. وكان قوس قزح هو علامة الله للخليقة كما قال الكتاب فى سفر التكوين الأصحاح رقم 9 الآيات من 8 وحتى الآية 17 " وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم.. ومع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم.. اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض.. وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض.. فيكون متى انشر سحابا على الارض وتظهر القوس في السحاب.. اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد.. ".
عهد الله ببداية جديدة وميثاق حياة كان للبشرية ولكل ذى نفس حى.. لم يضع قيدا أو شرطا أو استثناءاً لرحمته.. لذلك على قدر ما شعرت أن قوس قزح جاء كرسالة شخصية من السماء لي فى أكثر أوقات حياتى أحتياجاً لها.. شعرت أيضاً أنها رسالة من الله لكل مصرى أحُبط كثيراً وتألم كثيراً.. لكل من كان له حلم وأجُهض.. لكل من أنتظر عدالة السماء والقصاص الآلهى من شدة قهره وما تعرض له من ظلم.. لكل من يتمنى أن يرى غد أفضل ويحدث حوله ما يجعله يتراجع عن تفائله..
شكرا قوس قزح
ك. ك
3 – 4 - 2011
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)