03‏/04‏/2011

قوس قزح

كان اليوم أكثر أيام حياتى سخافة لأن هيئة الأرصاد الجوية أكدت بالأمس أن الجو اليوم مشمس ورائع ومعتدل وهو ما دفعنى لتخفيف الملابس الثقيلة॥ بس ما علينا هى من أمتى كانت فالحة.. أكثر ما وترنى هو قيادة السيارة فى زحمة لم أعتدها من قبل وقد يكون إنهمار المطر بهذه الغزارة هو السبب فيها.. والله أعلم.. إضافة إلى أن ليلة أمس كانت عصيبة لما حدث فى مباراة الزمالك والأفريقى.. رغم أننى لست كروية على الإطلاق ولكن رؤية البلطجة وأنهيار القيم والخلق لدى الآلاف الذين مارسوا بلطجة وترويع دون حرج أمام مرآى ومسمع العالم أجمع وفى حدث رياضى جعلنى أشعر بغضب وخيبة أمل فى كل شئ وأعبر عنه صراحة للجميع.. فكانت الزحمة وخيبة الأرصاد الجوية وغيرها من الأمور اليومية أسباب لتزيد من توترى وإحباطى...

فجأة وأنا على كوبرى أكتوبر أخبرنى زميلى الجالس بجوارى أن هناك قوس قزح فلم أنتبه لأنى منشغلة بالطريق الذى بدا لى انه لن ينتهى طالما هذه الصفوف من السيارات متراصة كالصناديق هكذا.. كما أن هذا الزميل دائم المزاح وكثير ما يسبب لى ربكة أثناء القيادة وهو بجوارى.. ولكنى رغم ذلك ألتفت كعادتى وكأننى لا أتعلم من أخطائى معه التى عادة ما تكون مضحكة.. لأنظر مزحته الجديدة كالعادة.. ولكنى وجدت قوس قزح مبهر ظهر من فوق الكوبرى وكأنه يغلف المكان كله.. لم أستطع منع نفسى من التوقف لألتقاط صورة خاصة بى.. وبالفعل نجحت رغم أصوات السيارات خلفى التى تجبرنى على التحرك.. لكننى لم أتحرك إلا بعد ما ألتقطت صورتى المنشودة...


كانت رؤية قوس قزح بهذه القوة والوضوح خاصة فى وقت لا أعتبره أفضل أوقات حياتي على الإطلاق بمثابة علامة لأتفائل وأنظر بأمل من جديد..


لست متدينة ككثيرين.. ولكن رؤية قوس قزح أعادت على ذهنى طوفان نوح الذى تم ذكره فى سفر التكوين فى العهد القديم فى الكتاب المقدس ووعد الله لنوح ونسله ولكل ذى نفس حى بألا تباد الخليقة بالمياة مرة أخرى.. وكان قوس قزح هو علامة الله للخليقة كما قال الكتاب فى سفر التكوين الأصحاح رقم 9 الآيات من 8 وحتى الآية 17 " وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم.. ومع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم.. اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض.. وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض.. فيكون متى انشر سحابا على الارض وتظهر القوس في السحاب.. اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد.. ".


عهد الله ببداية جديدة وميثاق حياة كان للبشرية ولكل ذى نفس حى.. لم يضع قيدا أو شرطا أو استثناءاً لرحمته.. لذلك على قدر ما شعرت أن قوس قزح جاء كرسالة شخصية من السماء لي فى أكثر أوقات حياتى أحتياجاً لها.. شعرت أيضاً أنها رسالة من الله لكل مصرى أحُبط كثيراً وتألم كثيراً.. لكل من كان له حلم وأجُهض.. لكل من أنتظر عدالة السماء والقصاص الآلهى من شدة قهره وما تعرض له من ظلم.. لكل من يتمنى أن يرى غد أفضل ويحدث حوله ما يجعله يتراجع عن تفائله..


شكرا قوس قزح


ك. ك

3 – 4 - 2011

هناك 4 تعليقات:

  1. كالعادة كلماتك الرائعه بتلمس حاجه جوايا.. دايما بنحبط من أحلام بنتمنى تحقيقها، لكن حتى لو قناع اليأس هو اللى الناس شايفاه، إلا أن الأمل بيبقى زى المحرك و الدافع لينا حتى لو مش شايفه ححد... أعتقد إنه قوس قزح فى كلماتك دى راح يخلى الأمل يرقص تانى جوايا مش بس محرك، وأتمنى لك مع رؤية قوس قزح النهارده يبقى الأمل جواكى مش بس محرك لكنه المسيطر الاساسى لحياتك فى الفتره اللى جايه

    ردحذف
  2. متشكرة يا جوكسا... فعلا بدون أمل الحياة تبقى مستحيلة

    ردحذف
  3. فعلا يمكن موقف معين او اشارة معينة تعيد البهجة والبسمة والامل في نفوسنا هي الطبيعة البشرية .. تعرفي انا نفسي في موقف زي دا من زمان بس للاسف يمكن مش لاقية لكن تعرفي في الحالة دي انا بعمل اية بحاول افتكر موقف معين اكون سعيد بية وان ملقتش بسعد نفسي بنفسي حتي ولو كانت مجرد تظاهر بالسعادة
    وفي الاخر بقول الحمد لله ان اليوم دا عدي وعقبال اليوم اللي بعدة

    ردحذف
  4. ده حقيقى يا لودى.. لان البنى ادم كتير بيحتاج لاشارت تعزيه وتديه أمل فى الحياة مرة تانية

    ردحذف