"أن كان العلم استطاع أن يحلل الموسيقى ويكتشف سر تلك النغمات الرائعة... لماذا لا يستطيع أن يجد حل لمعلمة وملك"... "لعل عجز العلم عن إيجاد حل هو سر عظمة وحسن ما يجمعنا".... أخر جملة حوارية فى الفيلم الأجنبى الشهير"Anna and The king"... تلك المعلمة الإنجليزية التى أحبت ملك سيام وأحبها... ووجد الحب فيها رغم انه متزوج عشرات السيدات إلا انه بواقع كونه رجل لم يحب سوى تلك المعلمة وبواقع كونه ملك لم تسمح له الأقدار أن يجتمع هو والمعلمة أبداً... يستطيع الزمن أن يغيرنا ولكننا لا نستطيع حتى أن نعدل مساره...
وفى رأى تلك الجملة الحوارية الأخيرة فى هذا الفيلم الرائع من أروع الجمل الحوارية التى سمعتها خاصة وأنى من عشاق متابعة الحوارات بين شخصيات وأبطال الأفلام المقتبسة قصتها والمأخوذة عن روايات عالمية... فكثيراً ما تكون مؤثرة وذات معانى عميقة تصل لحد تسميتها بالأمثال والحكم أو الأقوال المأثورة التى قد يحتذى بها الإنسان فى حياته....
"لماذا لا يستطيع العلم أن يجد حل لمعلمة وملك..؟" هو السؤال الأكثر عمقاً والذى يسأله معظمنا أن لم نكن جميعاً لأنفسنا عندما نقع فى معضلة الحب التى بلا تفسير منطقى... ولكن ليس كل ما يمر على قلوبنا يحتاج مننا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال... لأن الحب الذى دفع المعلمة لتسأل هذا السؤال... حب زلزل كيان مملكة... حب هدم أفكار بالية وأرسى قواعد جديدة... حب أقام رجل من سبات عميق عاش فيه طويلاً يجد فى النساء اللذة ووسيلة لإنجاب الأطفال أولياء العهد للحفاظ على المملكة.. ولكن هذا ليس معناه عدم احترامهن بل بالعكس كان حنونا عليهن جميعهن.. ولكن ما كان يكنه من مشاعر لهن كان مجرد مشاعر إنسانية من قلب إنسانى إلى أخر وليس من رجل لامرأة... ليجد فى حياته الجديدة عقب دخول المعملة حياته رجل محب وعاشق إلى حد الجنون.. حب جعل من ملك قوي تشهد له الجيوش والبلاد بقوته وحكمته يطيع إمرأة أجنبية في إدارة شئون بلاده.. امرأة متزمتة وملتزمة إلى حد السيف جاء هذا الحب جارفا ولم تستطع الصمود أمامه فأحبت بوذى كافر من وجهة نظر عقيدتها... أحبت الإنسان والرجل الذى لا يختلف على وقاره وشهامته وتضحيته ما أوصت عليه الأديان أن يكون الأنسان... حبهما وصل لأعماق أعماق جذور القلب... وهذا هو ما أستحق بجدارة السؤال عن عجز العلم عن إيجاد حل لأصحابه غير الفراق...
أما من تفرقهم الأقدار لوجود مشاكل حدثت بينهم بمرور الأيام وتعقدت العلاقة كل ما اقتربت من الجدية.. أو لاختلاف الطبائع وتسرب الملل للعلاقة لا يمكن أن نلوم العلم أطلاقاً بل بالعكس العلم اثبت عدم توافق كثير من الشخصيات بعضها مع بعض لاختلاف الأهواء والميول... أما ما يقف العلم عاجزا أمام حله هى تلك المشاعر وهذا الحب الذى يصل لأعماق أعماق جذور القلب... هذا الحب الذى يهدم ويبنى من جديد وينقب عن أفضل ما فينا ويزرع ويحصد حياة... إلا أن القدر... ويالها من كلمة لأكثر ما يعيق حياة الإنسان...
القدر الذى لا يسمح لهذا الحب أن يثمر بل يفرق ويخلف وراءه الزرع ليذبل والشعلة تخبو ليترك قلوبنا دامية إلى الأبد... ورغم استمرار الحياة إلا أنها لن تكون أبداً على ما كانت عليه عندما كان هذا الحب موجودا يقلب ويعصف ويأتى بفصول السنة الأربعة فى حياتنا وقت ما يشاء... حيث يهطل المطر طوال العام فلا تجف المشاعر أبداً.. تزهر الآمال والطموحات كربيع دائم... تسقط المشاكل والعقبات كورق شجر الخريف... أيام كلها حب ودفئ كليالى صيف هادئ...
هذه هى العلاقة وهذا هو الحب الذى يستحق السؤال عن عجز العلم فى إيجاد حل له.. ولكن هل جواب الملك كافى لتهدئة النفس وتعزية الروح وتضميد جرح القلب... هل معضلة الحب تلك كما قال هى جوهر روعته وفيها يكمن حسنه... هل ترضى القلوب بحب أقل روعة وحسنا حتى لا تمرض... أسئلة لن نستطيع حتى طرح إجابات خيالية لها... لأن العلم الذى فك لغز الموسيقى مازال عاجزاً حتى اليوم عن إيجاد حل لمعلمة وملك.
ك.ك
21-1-2010
21-1-2010
I love this movie a lot
ردحذفBut you know..it is frustrating that we cant explain this illogical thing called Love..it is all in vain to keep asking why, yet we dont stop asking ..i myself find it so hard 2 understand why n how and what…
عندك حق يا بسمة .. فعلا الحب صعب نفسره او نسأل عنه أى أسئلة كفاية نحس بيه.. لأنه ابعد ما يكون عن انه يكون شئ عقلانى منطقى
ردحذفمتشكرة فعلا على انك كتبتى ده ، ولبيتيلى رغبتى يا استاذة كارول ، وانا بأيدك بشدة فى انى الحب اكبر من اننا نفسره او حتى نضع له اجابات ، ولكن هناك اعتبارات آخرى من الممكن انى ننفذها عندما تكون الظروف غير مناسبة على الاطلاق ، ومش بالضرورة ان نسميها فراق
ردحذفليه منسميهاش تضحية من اجل الشعور بسعادة اكبر وهى سعادة استقرار الحبيب الاخر واستمتاعه بجياه هادئة مستقرة ، وايضا هذا سيعود عليا فى وقت من الاوقات حتى اذا مؤلم فى البدايه ، فكل شئ يدويه الزمن
يعنى انا بشجع انى الواحد يضحى وليس يفترق .
وشكرا ليكى كمان مرة على اهتمامك
انا اللى فعلا متشكرة انك متابعة.. بس أسفة ممكن اقولك أن الموضوع ده قديم انا كتباه من شهر يناير ونشرته على الفيس بوك بتاعى.. مش كتباه جديد.. لكن نشرته على المدونة يمكن يجاوب على أسئلتك.. لكن على فكرة التضحيات ملهاش مقياس وملهاش معايير واللى بيقيمها اللى بيقدمها لاننا كتير مش بنفهم معناه ويمكن منكنش شايفنها.. كفاية نلتمس الاعذار للناس ونحاول نفهم ظروفهم ولو مفهمناش نتمنى ان اللى يكونوا بيعملوه صح.. لان الصح من وجهة نظر اللى برة الموضوع بيكون مختلف تماما عن اللى جوة الموضوع.. وتقيم أصحاب المشكلة للصح والغلط بيختلف تماما عن الاخرين
ردحذفبجد ياكارول كلام حلو قوي بس انا متهيألي ان العلم مش لاقي علاج للحب لأنه مش حاجه ماديه او حاجه تتشاف بعنيك علشان تحللها ده مشاعر جواك غريبه ما تعرفش جايه منين مش عارف مصدرها بس كل اللي حاسه انها طالعه منك بتخليك قوي قدام العالم وضعيف قدام حبيبك يعني بتخليك انسان تاني ممكن تفير العالم علشان اللي بتحبه ومفيش حاجه ممكن تعمل كده متهيألي الا مشاعر زي الحب ولوالقدر غلب الحب في مره ممكن يكون نظريا لكن بالنسبه اللي بيحبو بعض تقدري تقولي انه بيحس بسعاده اكبر من الأول لما يحس ان حبيبه السعاده مش مفرقاه وهنا نقدر نقول ان ان حتى القدر ما يقدرش يغلب الحب
ردحذفمتشكرة يا بيتر أوى .. بس انا سؤالى مكنش بيدور على علاج.. هو سؤالى تخيلى عن عجز العلم تفسير العلاقة دى واللى بيحسه الانسان والعقبات اللى بتقابل اللى بيحبوا بعض ومش بيقدروا يكونو مع بعض... كلها اسئلة صعبة ملهاش اجابات حتى العلم مش هيعرف ابدا يجاوب عليها
ردحذفالموضوع رائع, و الأروع أنه بيتكلم عن الحب اللى بيغير للأحسن, اللى مش بيستنى مقابل, واللى مش بيشوف أن الزواج هو النهايه الوحيده, صحيح أن الزواج نهايه سعيده للحب, و لكنه ليس النهايه الوحيده.
ردحذففيه ناس كتير بتعيش و تموت من غير ما تحس ولا تفهم معنى الحب, وناس تانيه بتحس الحب فى حياتها وبيبقى هو السند المعين لها فى مواحهه الحياه الصعبه, وناس كمان بتتجوز بعد قصص حب مدمره و تكتشف إنهيار الحب ده أمام أول مشكله واقعيه فى الحياه, بيضيع معاها كل كلام ومعانى الحب الجميل.
و إلى أنا مش أنانيه هى قالت( ليه منسميهاش تضحية من اجل الشعور بسعادة اكبر وهى سعادة استقرار الحبيب الاخر واستمتاعه بجياه هادئة مستقرة ، وايضا هذا سيعود عليا فى وقت من الاوقات حتى اذا مؤلم فى البدايه ، فكل شئ يدويه الزمن) بدون زعل دا كلام بيقوله أشخاص فاكرين أنهم ممكن يكونوا سبب فى سعاده طرف باللى ممكن يقدموهوله لما يبعد عن حد حبه ومش عرف يرتبط بيه, بحجه أنهم سبيل التعويض و الأستقرار, وشعاره الوحيد لده
وداونى باللتى كانت هى الداء.
بس اللى سبقونا قالوا حتى لو الورده ماتت فهى فى يوم إدتنا عطرها, وحتى مع موتها فهى محتفظه بعطرها, بجد هو ده معنى الحب.
حقيقى كلامك جميل.. خاصة ان الوردة مهما تموت عطرها فيها... بس انا برضو عند مبدأ الرأى والرأى الاخر .. وتقبل الاراء حتى لو كانت مجحفة من وجهة نظرنا.. كفاية أننا نشارك بعض الافكار يمكن نطلع بحاجة مختلفة خالص..
ردحذفمتشكرة جدا على زيارتك للمدونة واتمنى انك تزورى باقى المواضيع وتشاركينى رأيك اللى أكيد هيفدنى كتير
أشكرك صديقتي على هذا المقال الرائع الذي تناول -من وجهة نظري- أكثر الأمور أهمية في حياة الإنسان لدرجة أنني أظن أن الحب هو أصل الإبداع الإنساني، فبدونه ما كان لدى الإنسان دافع إلى التواصل والاجتماع. ولكن لو سلمنا بأن الحب مرض يعجز العلم عن علاجه فلنسلم أن السبب في ذلك هو أنه مرض يصيب الروح، ولقد عجز الإنسان عن تفسير ماهية الروح، ومن هنا عجز عن تفسير ماهية الحب، ولكن دعونا نوسع مفهوم الحب حتى يكون أصل الحضارات، يقول أغلب علماء النفس إن المرض قد يكون دافعا إلى الإبداع، فلو تعلمنا من الحب أن نحرر أرواحنا وعقولنا من الأفكار الجامدة، سنصير مثل المرأة الملتزمة التي أحبت بوذيا كافراوعلمها الحب أن لا تتعصب.وأريد أيضا أن انبه أصدقائي بأننا من الصعب أن نتيقن من أن ما يصيب روحنا هو الحب، فالحب درجات. والحل بسيط في كيفية معرفة هل ما نشعر به هو الحب فعلا، فإذا تحررنا ولم نتطلع إلى الامتلاك ولم يقتلنا التعصب، تأكدنا من أننا نحب، وليعلم الأصدقاء أن فرصة الحب لو ضاعت، فإنها لا تتكرر، الحب يحدث مرة واحدة ولنتذكر أسطورة أفلاطون عن أننا كنا في البدء جسدا واحد وانفصلنا إلى ذكر وأنثى لنعيش يبحث كل منا عن الآخر.
ردحذفالحب يا عميقة العينين تصوف، تطرف، عبادة
الحب مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
ميرسى يا منصور وأنت قارئ جديد.. أتمنى تبقى دائم مش مجرد عابر سبيل... وفعلا الحب درجات وأقوى تأثير للحب هو انه بيذوب التعصب وأصل الحضارات.. وحقيقى الحب بيحررنا
ردحذف