18‏/07‏/2010

الحكومة تكشف أكذوبة ميكى جيب وتبرأ "عربية الرش"

معرفتى "بعربية الرش" لا تتخطى حكايات ميكى جيب وهوس الكلاب الصغيرة بالركض خلفها وتحذير آبائهم من خطورة الجرى خلفها.. ولا أعرف حتى الآن وبعد قراءة ميكى جيب لفترة تتجاوز الـ 15 عاما خطورة ركض الكلاب خلفها، بالإضافة إلى جهلى أيضا بعشقهم لهذا "الكلاب طبعا" لكن أظن أنهم يركضون خلفها لعشقهم للمياه، أذن توصلت لقناعة أن "عربية الرش" بترش الميه من الخلف، "ودي عرفتها بذكائى لوحدى".

لكن كانت المفاجأة الكبرى والتى صدمتنى هو ما رأيته صباح اليوم من ركض السيدات والرجال والأطفال وكل من فى الشارع للاحتماء داخل المحال وخلف السيارات فى مشهد دارماتيكى أعاد على ذهنى مشاهد أفلام الرعب التى تتكلم عن نهاية العالم، حيث تغرق اليابسة تحت أمواج المياه التى تهاجم البشر وتركض خلفهم وتغرقهم وسط صراخ وعويل يقشعر له البدن، ولكن المشهد الذى عشته لم يكن يحوى كم المياه التى أغرقت كل من الفيلم كما انه لم يحوى فى خلفيته موسيقى تصويرية مخيفة وأصوات مرعبة، وإنما كانت خلفية المشهد موسيقى عبارة عن مزيج مقزز من ضجيج السيارات، والأصوات كانت عبارة عن جمل استهجان.

ولن أتركك عزيزى القارئ للتفكير كثيرا حتى لا تغرق أنت أيضا فى بحار الخيال، "عربية الرش" فى شارع جانبى ترش مياة لتبلل الأسفلت الساخن فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا والشارع مكتظ بالناس، خاصة وأنه توقيت ذهاب الموظفين والعمال وغيرهم من البشر الذين يبدءون يومهم عادى، وغير أن التوقيت غريب وغير مدروس فأن العربية الكميلة كانت بترش المية من قدام هيههيهيهيهيههيهيه والله العظيم بترش المية من قدام والناس بتجرى وأنا كنت معاهم ده غير أن السواق كان هو كمان بيضحك والناس بتجرى قدامه زى الفئران.

لم أجد حلاً سوى الركض لأقرب محل مفتوح لأدخل وأحتمى فيه من "دش الحكومة".. ولأنى لم أجد مبرر لخروج "عربية الرش" فى هذا التوقيت بالذات سوى أنه عمل قومى بتوجيهات من المسئولين الذين يحاولون معالجة أزمة عرق المصريين الذى زاد فى الآونة الأخيرة بسبب موجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة فى الجو، فرأت انه لا يمكن الفرار من الرائحة المنبعثة منهم سوى بنصحهم بأخد دش صباحى ولإبطال حجج الكثيرين بان المياه مكلفة أو أنهم لا يجدون وقت وخوفا من تأخرهم على العمل وغيرها من الحجج وفرت الحكومة دش إجبارى ومجانى وجماعى فى الشارع "عايزين دلع اكتر من كدة إيه يا مصريين، دش جماعى".

إلا أن الحكومة لم تستطيع معالجة مشكلة الصابون فالاستحمام بدونه غير مجدى جدا خاصة فى علاج مشكلة كرائحة العرق، كما أنها لم تستطع حل مشكلة أكثر خطوة وهى الاستحمام "كما زلطتنا أمنا" وهو الدش المتعارف عليه فى جميع الأعراف القانونية والمصدق عليها دوليا وكانت مصر احد الدول الموقعة على اتفاقية "استحمى عاريا" هذا بالإضافة إلى تأكيد جميع الأبحاث والدراسات العلمية العالمية على أن الدش بهذه الصورة يكون أكثر نفعا.

ولأننى مواطنة مخلصة وأشارك فى حل مشكلات مجتمعى أود تقديم اقتراح بسيط وهو توفير صابونة وليفة على بطاقة التموين الذكية، أما بالنسبة لمشكلة خلع الملابس للحصول على دش منعش فى عرض الشارع فهذه أحب الاحتفاظ بحلها لنفسى على ألا أمارسه أنا شخصيا.

ولكن أكثر ما أحزننى هو أكتشافى لخداع "ميكى جيب" لي طوال هذه السنوات التى عشتها عاشقه له ومازالت، خاصة وأنه جعل منى ومن كلابه جهلاء، حيث أخبرنا أن "عربية الرش" بترش من الخلف لذلك يعشق الكلاب الركض خلفها، لكن الحقيقة هى أنها ممكن ترش من الأمام وهو ما كانت تجهله الكلاب أيضا كما أن ميكى لم يكن يوفر هذه الأمكانية فى عربيات الرش بقصصه وأكتفى بالرش من الخلف.


عشت أنا الطفلة المسكينة فى هذه الأكذوبة، حتى جاءت الحكومة الكميلة وكشفت عن عيني الغمامة بالتجربة العملية حتى لا أنساها، فعربيات الرش أنواع وإمكانيات فهى قد ترش من الأمام أو من الخلف أو من الجانب، وعلى المصريين الركض لأسفل أو لأعلى.

ك.ك
18-7-2010

هناك 8 تعليقات:

  1. ههههههههههه
    تصدقي بجد !! المفروض الحكومة توفر ليفة وصابونة على كل بطاقة تموين..
    بس فيه مشكلة .. لو الواحد ماعندوش بطاقة تموينية هايعمل ايه؟؟
    بس موافق بشدة على موضوع "الاستحمام كما زلطتنا أمهاتنا" ده.
    وخلى الشباب يفرح
    ههههههههههههه

    كلام حلو يا كارول و دم خفيف كالعادة يا معلمي

    ردحذف
  2. أنا معاك ان اللى مش معاهم بطاقة تموين هيواجهوا مشكلة عويصة لكن هنعمل ايه ولا اقصد الحكومة تعمل ايه تيجى تحميهم فى بيتهم يعنى.. ههههههههههه
    وبالنسبة للاقتراح اللى حضرتك موافق عليه ده محتاج أستفتاء عام وعلنى لأنه مقترح خطير ولا أنت شايف ايه!!!

    ردحذف
  3. حلو يا كوكى، بس تصدقى بقا انى طلعت مش فاهم حاجة خالص انا طول عمرى فاكر عربية الرش دى اللى هى بتاعة الناموس :))

    ردحذف
  4. انا مش هتكلم عن الموضوع ولا العربية والا ميكي حتي
    انا عاوز اعرف في مصر حاجة غريبة كل ما تدخل الحكومة في حاجة لازم تبقي مشكلة عند الشعب
    - لما الحكومة تقف في الشارع علشان تظبط المرووور
    متلقيش عربيات موجودة ولو لقيت تلاقي ارتفاع في سعر الاجرة فاذا وجود الحكومة صعب المشكلة علي السواق وعلي الراكب

    ومشاكل كتير تدخل الحكومة فيها يؤدي الي تصعيب الامور من حلها دا معناهة اية انا عاوز اعرف
    عيب حكومة ولا عيب الشعب
    لو عندكم رد دلوني علية

    علشان استريح

    ردحذف
  5. بجد الموضوع كالعاده تحفه ... وكوميدى جدااا, بس اللى عايزه أقوله ليكى أن عربية الرش دى أولا بتستخدم مية المجارى, لإنه حرام إهدار الماء العام ... ثانيا أنا مع فكرة تخصيص يوم للإستحمام المصرى, يجتمع فيه كل المصريين للإستحمام خاصة أنها هتحل أزمه أنقطاع الميه فى أماكن كتير... ثالثاو الأهم إن مصر بتوفر خاصيه غسل شوارعها كل يوم زى ما بتقوم بغسل حاجات كتيــــــــر . بدون الخوض فى تفاصيل لن تجدى, لكن المهم أنك مش تبطلى تمتعينا بالكلام الحلو ده يا كميله

    ردحذف
  6. ههههههههه أستاذ محمود لا تخجل أبدا فكلنا جهلاء فى معرفتنا بعربيات الرش فهى ثقافة واسعة لا يمكن أن نلم بها كلنا... أقولك على سر أنا أحترت شوية هل ده أسمها فعلا ولا ميكى جيب مأثرة عليا وهى ليها أسم شهرة أنا مش عرفاه لكن الحمدالله طلعت ثقافة ميكى جيب موثوق فيها

    ردحذف
  7. والله يا أستاذ لودى الحكومة دى زى ما قلت كميلة وده تدليع جميلة .. حكومتنا لازم ندلعها لأنها هى اللى مدلعانا ههههههههه... بس انت كلامك صح هى الحكومة كل ما تيجى تكحلها بتعميها وتعور لها عنيها كمان.. بس هنعمل على رأى القرموطى أحنا شعب مقرف لا هكسوس نفع معانا ولا انجليز ده حتى المغول قرفوا مننا يبقى الحكومة الغلبانة دى هتعمل معانا ايه .. والملقبة بالحكومة الكميلة من وجهة نظرى.

    ردحذف
  8. مية مجارى.. مية مجارى.. مية مجارى... أهى دى المعلومة اللى بجد تستحق أننا نكتب عنها موضوع.. يا جوكسا أنتى ثقفتى جيل.. يا سادة يا كرام مية الرش هى مياة مجارى أنتوا متخيلين أننا بنبقى عايزين ننظف الشوارع فبنغسلها بمية مجارى.. يا نهار بلالايع.. بس هنستغرب ليه ما أحنا عندنا أسمها هيئة مياه الشرب والصرف الصحى.
    أستاذة جوكسا شكرا على موضوع جديد للمدونة.

    ردحذف