06‏/10‏/2011

أيها التويتريون والفيس بوكيون المناضلون.. ياريت تخليكوا في حالكوا بقي





هل مازالت النخبة السياسية مقتنعة بأنها تعرف ما يريده الشعب المصري.. وما يدور في الشارع من حوارات بين المواطن البسيط وقرينه.. هل مازال مناضلي تويتر والفيس بوك متأكدون أنهم يعبرون عن نبض الشارع وهمومه واهتماماته ويعرفون رأيه في الأحداث الجارية وتوقعاتهم المستقبلية..


مع احترامي للجميع وبخاصة المناضلون التويتريون والفيس بوكيون لأنهم سريعي الغضب إذا ما طالت أحد الأقلام نضالهم.. أحب أقول "أنتوا متعرفوش حاجة".. كانت معركة حامية دامية علي تويتر وتعليقات الفيس بوك علي الأستيتيوسات المتنافسة علي نقد العروض الجوية التي شهدتها سماء القاهرة منذ الأمس وتحليل أسبابها.. والإنفراد بفرض عضلات المعرفة والمعلومات الموثقة من المصادر المقربة عن الأسباب الخفية.. وإرسال رسائل موجهه للقوات المسلحة بمعني "أحنا فقسانكوا بقي مهما تعملوا.. حتى لو رميتوا علينا ضفادع بشرية.."..


حلقت الطائرات العسكرية علي ارتفاعات منخفضة ولأول مرة وبهذه الصورة المكثفة التي لم تكن تحدث حتى أيام المخلوع.. والأسباب وراء ذلك لن أزعم أني أعرفها جيداً.. لكني أزعم أني أعرف الشعب المصري إلي حد ما.. فهو شعب عاطفي سريع التأثر وبخاصة بشحن العواطف الوطنية.. وبالفعل استطاعت هذه الطلعات الجوية المستمرة حتى الآن في إحداث الأثر المرغوب منه.. مثل الحملات الإعلانية مدفوعة الأجر لتحسين صورة اهتزت أو تم تشويهها.. وتم تنفيذ هذه الحملات لإعادتها للإطار المرغوب فيه..


لم يبذل أي مناضل إلكتروني مجهود ليعرف ما رأي المواطن البسيط في هذه العروض الجوية.. المواطن الذي سمعته يتباهي بقواتنا الجوية ويتمني لو أن الرئيس القادم أحد هؤلاء الأبطال الذين يقودون هذه الطائرات ذات الصوت المزعج.. المواطن المصري الذي تجمع هو وعشرات لمتابعة الأسراب المحلقة وحساب الوقت بين طلعة وأخري حتى لا تفوته رؤية أحدهما.. الصوت العالي المخيف الذي تحول إلي موسيقي رائعة يهتف لها هذا المواطن البسيط كلما سمعه وشكر الله علي هذه النعمة.. بالإضافة سيل الدعاوي بمباركة قواتنا الجوية وجيشنا العظيم الذي يسهر علي حمايتنا..


المواطن البسيط الذي لا يعرف عن تويتر أو الفيس بوك سوي أنه حديث كل وسائل الإعلام وبرامج التوك شو.. بالإضافة إلي أنه يُقال عنه السبب الأول والمدعم الرئيسي لثورة 25 يناير.. رغم أن أعداد كبيرة ممن شاركوا في الثورة وكثير من الشهداء لم تكن معرفتهم بهذه المسميات لا تتجاوز معرفتنا بالمصطلحات النووية المعقدة.. لم ينزعج من هذه العروض العسكرية مثلما أنزعج التويتريون والفيس بوكيون.. ولم يقضي ليلته في نقد ما حدث ومحاولة تحليله ومعرفة ما وراء الحقيقة.. بل نام هادئاً هانئاً يحلم برئيس قوي يحلق بطائرته ليلاً ليُفزع الأعداء بصوتها ويوفر له نوماً أماناً.. ويستيقظ صباحاً علي صوت طائرة رئيسه وهو ذاهب لقصر الرئاسة.. فيتأكد أن الغد يوماً أفضل..


أيها النخبة السياسية أيها المناضلون الإلكترونيون لقد انشغلتوا بالشو الإعلامي.. والتلميع السياسي.. حتي انفصلتوا عن الشارع المصري.. عن المواطن البسيط بهوة سحيقة تحتاج لسنوات ضوئية لتقترب مرة أخري.. تحول نضالكوا وإهتمامكوا ووعدكوا إلي مجرد كلمات يحكمها عدد الحروف التي يسمح بها تويتر لكتابة التويته.. تركتوا العالم الواقعي وعشتوا في العالم الإفتراضي الإلكتروني.. الذي تصبح فيه النجومية والشهرة أسهل.. تتكلموا علي لسان هؤلاء دون أن تعرفوا ما يريدونه حقاً.. قمتوا بانتقاد هذه العروض رغم أنها نالت رضا واستحسان الشارع المصري..

أيها المواطن المصري البسيط لك الله.. وأيها المناضلون الإلكترونيون خليكوا في العالم الافتراضي بتاعكوا وبلاش تدعوا أنكوا تعرفوا عننا أي حاجة.. وخليكوا في اللاب توب والآي باد والحروف الجوفاء.. والتهليل والتشيير والريتويت..

ملحوظة:
أنا أرفض الحكم العسكري ولا أجد في العسكر الرئيس الأمثل لمصر.. ولست سياسية أو رمز من رموز شباب الثورة فأنا شاركت فيها بصفتي الشخصية.. ولست عضوه في أي ائتلاف بارز.. كما أنني لست أحد نجوم التوك شو.. وبالتأكيد والحمدلله لا أنتمي لجماعة "أحنا آسفين يا ريس".. فأنا لا شئ من هؤلاء.. أنا مصرية ونقطة في أخر السطر...

ملحوظة كمان:
أنا عندي حساب علي الفيس بوك وحساب علي تويتر.. وبعبر عليهم عن رأي.. لكن لا أدعي النضال والبطولة ومعرفتي بهموم الشعب المصري.. وليس لي علاقات وثيقة بالمصادر المهمة في البلد إللي تعرف كل حاجة وبتقول كل حاجة للمناضلين المهمين علي توتير..

ك. ك
6 – 10 – 2011

هناك 5 تعليقات:

  1. صح جداا..التويتريون انفصلوا عن الشارع..هما بس عايزيين يتاجروا بيه..اللعنة..نوت رائعة كالعادة

    ردحذف
  2. شكرا hope... بالظبط هما عايزين يتاجروا ومفكرين ان الشو الإعلامي هيعمل لهم علاقة بالشارع وللأسف هما موهومين

    ردحذف
  3. انا عن نفسي انبسطت جدا بالعروض دي و استقبلتها من الجيش بشكل ايجابي و ليس سلبي على الاطلاق
    اعتقد ان دي رسالة بيطمئن بها الجيش الشعب على قواته المسلحة و بيحتفل معاه بذكرى انتصار غالي و عزيز
    تحياتي

    ردحذف
  4. استاذ احمد صدقني كتير انبسطوا بالعروض دي.. اى أن كانت الأسباب الحقيقية وراها خاصة انها غريبة وأول مرة تحصل.. رغم ان المخلوع كان غاوى منظرة أكتر.. لكن اللى اقصده ان في انفصال حصل بين النخبة السياسية اللى المفروض بيمثلوا الشعب وبين الشعب نفسه اللى هما بيقولوا انهم بيمثلوه

    ردحذف