08‏/02‏/2011

وداعا زمن المخبولين

لن أكون متفائلة جدا في هذه التدوينة ولكن أكتب على أمل أن تكون 2011 هي عام وداع المخبولين الذين ابتلانا بهم النظام على مدار أعوام، وهم السبب وراء كافة الحوادث التي عجز المسئولين عن تبرير أسباب وقوعها، وقبل حتى أن يفكروا يخرجون للإعلام عقب الحادث بساعات قليلة لا تكفى حتى لحصر الخسائر ليخبروا الشعب المقهور أن التحقيقات الموسعة أثبتت أن وراء الحادث مريض نفسيا.

أي تحقيقات يتكلمون عنها، ما قبل الحادث أي تلك المكتوبة على ورق ومحفوظة في أدراج الحكومة والمسئولين وتناسب كافة الحوادث وما عليهم سوى إخراج نسخة أم التحقيقات بعد الحادث والتي لا ترقى لتحقيقات المفتش كرومبو، وكم عجز الشعب عن التنفيس عن غضبه من وجود هذا الكم الهائل من المرضى النفسيين في مصر والذين يتم إطلاقهم على الأبرياء، والحقيقة أن من كانوا يعجزون عن تحمل مسئوليات إخفاقهم هم المرضى النفسيين الحقيقيين.

وأن كان فعلا وراء كل الأحداث البشعة والجرائم المتكررة في مصر مرضى نفسيين ألم يكن الأجدر البحث عن أسباب خبلهم عوض إلقاء اللوم على مرضهم النفسي، رغم أن المسئولون عما أفجع الشعب المصرى أشخاص طبيعيين جدا والدليل أنهم مازالوا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية وليس خلف القضبان ولا فى العباسية، غرق العبارة، قصر ثقافة بنى سويف، عشرات الآلاف من مرضى السرطان ومئات الآلاف من مرضى الوباء الكبدي من المبيدات المسرطنة، قتلى رغيف العيش، وغيرها من الجرائم التي أرتكبها أشخاص بررها لهم النظام بمرضهم النفسى.

أستطاع الشباب وكل من شارك في ثورة 25 يناير أن يمحوا كلمة "مريض نفسيا" من قاموس الجريمة والحوادث المصرية المفجعة التي أعتاد المسئولين أستخدامها "عشان يريحوا دماغهم من زن الشعب على الثأر.. لأنه واحد مريض نفسيا الحكومة يعنى هتعمل له ايه"، وعليه فأن كل مسئول مستقبلا عليه أن يفكر جيدا قبل أن يخرج على الإعلام والمصريين ليخبرهم بأن وراء الحادث مريضا نفسيا، ولكن قبل أن يحدث هذا عليه أن يراعى مسئولياته لأن الشعب لم يعد في قدرته أن يتحمل أمراض الآخرين ولن يعود رحيما كما كان على مدار عقود، كما أن لكل مريض نفسيا "لسه في نفسه يعمل أي حاجة" أنه يعرف أن الوقت لم يعد في صالحه وأن زمن المخبولين ولى ومضى، فوداعا زمن المخبولين.

ك. ك
8 – 2- 2011

هناك 4 تعليقات: