أعرفكم بنفسى الأول أنا الآنسة مبتئسة.. أيون أسمى كدة أبويا وأمى لما أتولدت سمونى كدة.. هو مش كدة أوى.. بس مشوها كدة.. أبلغ من العمر 25 عاما.. أيون ولسه آنسة الحمدلله ايه المشكلة يعنى..؟.. يعنى سبتوا مبتئسة ومسكتوا فى آنسة.. طفلة عادية.. مش عادية أوى بس مش هى محور مذكراتى حاليا.. بس يكفينى أقول إنى كنت سبب أذية دايماً لأخواتى لقدراتى الفائقة على الإقناع والتمثيل.. أقنعهم يعملوا البلوة.. وأمثل على أبويا وأمى دور البريئة..
مراهقة فاترة زى معظم مراهقين المدن الصغيرة لا تخلو من مناوشات خفيفة.. فترة جامعية أقل من العادية.. بدون مغامرات تماما.. بدون محاضرات تماما لأنى مكنتش بروح الكلية غير فى الأمتحانات.. وبالنسبة لتسليم الأبحاث كانت أختى الكبيرة هى اللى بتتولى المهمة دى.. وده لعجزى وفشلى التام فى انى أصحى من النوم بدرى.. سبحان من كان بيدينى قوة أنى أصحى أروح الأمتحانات.. ربنا كبير.. بالطبع كانت فترة بدون أصداقاء جامعيين.. ماعدا صديق منذ الصغر بمثابة أخ دخل الكلية نفسها معايا.. وعادة كنت بستغله أنه يجيب لى ملخصات المواد.. أو أنه يعملهالى.. حتى لما دخلنا قسمين مختلفين كانوا هو برضو اللى بيعملى الملخصات.. شكرا صديقى رغم أنها متأخرة أنا عارفة..
حلم الصحافة يراودنى بعد ما أخدت المركز التانى فى كتابة القصة القصيرة فى السنة الأولى بالجامعة.. والمركز التانى برضو فى العام التانى.. قلت لنفسى ما أنا تمام فى الكتابة أهو.. عليا وعلى الصحافة.. ويا بختك يا مصر بقلم زى.. مبقاش ورايا حاجة غير أنى أكتب مقالات أقصرهم كانت بتبقى 700 كلمة.. ولازم وحتما أقراها على الأسرة.. ويا ويلهم لو أنا قررت أعدل أو أضيف أو أحذف منها.. لازم يتجمعوا كلهم مع كل مرة يتم تنقيحها.. لكى الله يا أسرتى..
اخدوا من كدة 3 سنين كتابة مقالات وقصص قصيرة.. حتى القصص كان لازم أقراها لهم.. ولأنى مبتئسة.. فأن كل القصص اللى كتبتها فى الوقت ده كانت متختلفش كتير عن أسمى.. ولو مرة كتبت واحدة وقريتها وملقتش الدموع على خدودهم.. لازم اسهر عليها لغاية ما تبقى كئيبة وحزينة وأقراها تانى.. الاقي برضو حنفية عينهم منقطتش حتى.. وعلى هذا الحال... لغاية ما ألاقى الأبتئاس والدموع.. أتنهد وأحس أن المهمة تمت على أكمل وجه.. أرحل بورقى والأبتسامة من الودن للودن.. وسيباهم يمسحوا فى دموعهم...
وفى يوم مفترج.. سنة 2007.. قريت فى جورنال ما إعلان قبول المتدربين الجدد.. ولأن بابا كان شايل الزيرو من التليفون عشان فواتير الموبايلات كانت كبيرة.. كلمته بسرعة فى الشغل وقلت له حلمى يا بابا هيتحقق خلاص.. بس واقف على إتصال مباشر وأنت شايل الزيرو.. هات لى بقى كارت وأنت جاى.. ولأن بابا حبيبى.. زى ما متعودة أقوله.. وزى ما هو بيتريق عليا وبيقولى من صغرك بتعرفى تاكلى بعقلنا حلاوة.. جاب لى كارت فتح الزيرو..
جاب لى بابا كارت فتح الزيرو.. وأتصلت بالجورنال عشان أكلم المسئول.. وخدوا بقى على الأنتظار وسماع الموسيقي بتاعت العربيات إللي راجعة للخلف عمالة تعيد نفسها والواحد خايف يبعد السماعة لحظة عن ودنه.. تبقي هي اللحظة المهمة.. وكأنه فيلم أكشن خايفة أضيع منه حتة.. ده غير البنت إللى علي الإستقبال وعادة بتاكل لبانة فمش بتسمع حد ولا حد بيفهمها.. يا سيتى يا حاجة أنا بتكلم من كارت وممكن على ما تيجى اللحظة الموعودة ويرد الراجل عليا الكارت يفصل.. لكن تقولوا لمين.. لا حياة لمن تنادى.. وكأنى بتصل وقتها برئيس تحرير الأهرام.. مع إحترامى الشديد ليه أنا مش بتريق.. بس أصل حتة الذات دى عند الصحفيين صعبة شوية.. وده اللى أنا اكتشفته وهقوله لاحقا.. المهم فين وفين لما رد عليا.. وده مش من أول مكالمة طبعا.. لأني كلمت البنت إللي بلبانة وسمعت الموسيقي الرخمة المستفزة لما ودني شتمتني..
تعالى يوم كذا عشان نعملك مقابلة.. ياه أجمل كلمات سمعتها على الإطلاق.. باب المجد والشهرة والصحافة أخيرا أتفتح لى.. مش معقولة يا ربى ده لما هيقروا اللى انا كتباه ده مش بعيد يعينونى رئيسة صفحة ويدونى الكارنية.. ده اللى أنا بكتبه بيخلى ماما وبابا يعيطوا.. تخيلوا بقى لما بتوع الجورنال يعيطوا.. حياة من الدموع غير متناهية.. وكأن مقياس النجاح عندى هو بكم المناديل اللى الناس بتستخدمها بعد ما يقروا أعمالى الفذة.. وطبعا بعد محايلات شديدة أنى أبعتلوا عينات من شغلي يقراها ويقيمها عشان تتنشر فى صفحة الشباب.. الراجل وافق على مضض.. وحتى الآن مش عارفة ليه التناكة.. رغم أنهم بيقولوا أن الصحفيين بيحبوا يقروا كتير.. خاصة المتخصصين في الأدب والثقافة.. لكن طلع لا دول ولا دوكهم بيقروا أصلاً..
نزلت جرى وطبعت وصورت كل أعمالى.. وبعتهالوا.. وحتى يومنا هذا لا أعرف هل وصل الطرد.. أم أنه وصل وأطرد.. لكن اللى أنا فكراه كويس أن الخوف والقلق اللى أصابونى بعد ما بعت شغلى كان مطير النوم من عنيا.. أزاى أبعتله كل شغلى من غير ما أسجله فى الشهر العقارى.. أو أى كان اللى بيعملوه عشان حقوق الملكية الفكرية.. ياه ممكن بكرة أصحى ألاقى مقالة أو قصة ليا مكسرين الدنيا وأسمى مش عليه.. بنات أفكارى.. ياه أزاى أبعتهم كدة من غير ما أمن عليهم.. قلمى هيسامحنى أزاى على الجريمة دى.. وقعد الخوف ده ياكل فيا لغاية ما أكتشفت أن بنات أفكارى.. مازالوا بكر.. ومحدش سلم عليهم حتى.. يعنى يا ريتنى قلت فى نفسى كنتي سبيهم يمسكها يا فوزية.. كان يمكن تتنشر حاجة.. ما علينا...
وجاء اليوم الموعود.. وقررت أنا مبتئسة غزو مصر ....
ملحوظة: كل الأحداث التي تم ذكرها حقيقية.. وما تمنيت أن يحدث قمت بتوضيح أنه كان حلم أو أمنية ولم يقع بالفعل.. كما أن اسماء الأشخاص وبعض الأماكن قمت بتغيرها لأسباب شخصية..
ك. ك
4 – 6 - 2011
جميل جدا يا كارول
ردحذفتابعى نشر بقيت الأجزاء
ميرسي يا شاعر.. :))).. ويارب باقي الاجزاء تعجبك
ردحذفعلي فكرة انا هعيط .... علي حالك وحالي ... بس يمكن انا عارف نفسي فاشل ومتاكد من كدا
ردحذف- وسلميلي بقي علي بنات افكارك كويس اوي
- انا كمان كن حلم "اولاد افكاري" وفي الاخر مش عارف قرار التخلي عن اللي كنت فية دا صحيح ولا خطا
- وان كان فانا بحاول اعدل الاوضاع لان المركب نزلت في الدوامة والامر لله
انا عيطت كتير يا لودي على ما أظن وعليه فأنا قررت أوفر حبة دموع للسنين اللى جاية هههه
ردحذفربنا يكرمنا ولكل مجتهد نصيبه فعلا