13‏/09‏/2011

"الحمار" البني آدم..!!


نعم إنه هو "الحمار البني آدم" والذي يختلف إختلافاً جذرياً عن "البني آدم الحمار".. لأن الأخيرة تعتبر شتيمة أو صفة بمعني التناحة أو قلة الذوق أو غيرها من الصفات.. ورغم ذلك أنا لا أقبل بأي شكل من الأشكال أي إهانة لهذا الكائن الرائع "الحمار".. لأن لو البني آدم أخلاقه وحشة وطباعه أوحش ده مش معناة أنه حيوان.. لأن الحيوان خُلق ليعيش بالفطرة.. فأي أن كانت مدي سوء فطرته.. إلا أنه لا حيلة له.. فلا يمكن لومه.. إنما البني آدم مختلف.. لذلك من الإجحاف والظلم تشبيه البني آدم الضايع بأي حيوان..

وعشان نكمل التدوينة دي علي خير.. وتفهموا حاجة من إللي أنا عايزة أقوله.. لازم نتفق علي حبة حاجات كدة.. أولاً أن الحمار أكثر الكائنات تحملاً.. الجمل ممكن يتحمل لكن لو قلب وشه.. بيقلب إللي عليه وأحياناً بيكون قاتل.. إنما الحمار الكميل مش بيعمل كدة.. بالعكس بيفضل ماشي لغاية ما يقع علي الأرض خالص.. ثانياً الحمار ممكن يكون غبي.. لكن ممكن يتبرمج.. يعني مش هيحفظ غير الطريق إللي كل يوم صاحبه بيمشيه فيه.. ولو في حال أن صاحبه ضاع مثلاً.. الحمار مش ممكن يضيع.. هيرجع المكان إللي هو حافظه..

ثالثاً الحمار طيب ووشه تحسه دايماً مبتسم.. لو مش متفقين علي دي معايا عدوها.. أنا عامة بشوفه كدة.. رابعاً مهما ينضرب عمره ما بيرد الضربة.. خامساً صوته أينعم مش أد كدة.. لكن هو حسيس مش بيطلعه غير كل فين وفين..

رجوعاً إلي "الحمار البني آدم".. وده المقصود بيه الحمار الصغنون إللي عايش جوة كل واحد فينا.. أيون كل إنسان حسيس طيب وغلبان.. جواة عايش حمار كميل مستخبي كدة مش بيطلع حتي لصاحبه.. لكن هو موجود.. ويجوز في مننا كتير جواهم زريبة حمير ومش عارفين..

لما الإنسان يكون في سؤال محيره جداً بخصوص إنسان تاني.. سواء كان الإنسان التاني ده وحش او حلو.. والإجابة قدامه وميشوفهاش وكل الناس شيفاها يبقي لامؤاخذه "حمار".. من غير ظرظرة كدة.. يبقي "حمار" عشان هو مستني كل الفرص تثبت له مثلاً عكس إللي هو شايفه وكل الناس شيفاه.. أو لو مثلاً بني آدم أتعود يقبل أنه يبقي دايماً مجروح يبقي برضو وبكل إحترام "حمار".. لأنه أدي للآخرين أحقية جرحه دون الإلتفات لآلمه.. ويوم يجر يوم لغاية ما أتعودوا يركبوه وهو مطيع وآليف.. وأقصي حاجة يعملها أنه يقعد يندب حظه.. ويقول ليه ياربي خلقتنى "حمار"..

لما بني آدم يبقي متمسك بحد والحد ده يسيبه ويمشي.. وهو يرجع كل مرة لنفس العنوان.. وكل مرة الحد ده برضو يمشي.. يبقي وبدون أدني شك "حمار".. لأنه شايف وعارف أن الحد ده مش عايزه لكن مستكبر يقولها.. لما إنسان يبقي علي طول مبتسم حتي في وش إللي بيهينوه وميفكرش ولا مرة يقولهم ليه بتعملوا كدة.. يبقي وبكل آسف "حمار".. لأن التواضع والرقة والتحمل مش معناه أن البني آدم يبقي ملطشة..

لما إنسان يبقي مجروح ومتآلم وميتكلمش لأنه شايف أن صوته وحش ومحدش هيسمعه.. أو لأنه مستني حد معين بس هو إللي هيتحمل صوته.. يبقي ساعتها صاحب جائزة أوسكار لأكبر "حمار" لأنه مش بيبص كويس حواليه.. عشان في كتير بيقدموا لنا حب وأحنا مش واخدين بالنا أو أتعودنا أنهم يعطونا.. وأحنا حتي مش بنحاول نستغل الحب ده كويس..

الحمار كائن جميل وصبور ومتحمل.. ولو كل واحد جواة حمار صغنون.. أظن الناس هتتعامل مع بعض بإحترام أكتر.. لأن يمكن أحنا مش عارفين نحترم آدميتنا.. وآدمية الأخر.. لكن يمكن نقدر نشفق علي "الحمار" إللي عايش جوة كل واحد فينا..

ك. ك
13 – 9 – 2011


هناك تعليق واحد: