لا أريد الدخول في مناقشات جدلية عقيمة.. أو أثير تساؤلات يجردها البعض من حقيقتها ويفتش النوايا ويصبغها بصبغة طائفية متعصبة.. ولكن تنتابني الدهشة حيال عدة أمور برزت بقوة عقب ثورة 25 يناير.. التي لم اعد متاكدة هل هي ثورة كاملة الأركان كما حلمت وشاركت فيها أم مجرد احتجاجات تم احتوائها لتعود البلاد لنظامها البائد ولكن بوجه أكثر قبحاً.. زادت من تشوهه العنصرية التي كشفت الأيام أنها مكون رئيسي من الشخصية لشرائح كبيرة من المصريون.. والكراهية التي تكنها هذه الشرائح للآخر أي أن كان.. وعلي استعداد لإضطهادها بداية من السباب والشتائم وحتى التهجير وإراقة الدماء..
أين كانت تلك الكراهية والعنصرية دفينة خلال العقود الماضية.. ألم تكن سجينة القمع الذي مارسه النظام السابق علي الجميع سواء.. هل حولت الحرية التي جائت بها ثورة 25 يناير تلك الطيور الداجنة الحبيسة إلي وحوش جارحة تهيم بكل قوة لتقتنص من شاركوهم نير الظلم والاضطهاد مثلهم.. هل حررت الحرية أسوأ ما فيهم من رفض الأخر وكراهيته والرغبة الشرهه فى الترصد له والتخلص منه..
عندما أصدر القضاء حكم بحبس سكرتير مدرسة قبطي في أسيوط 6 أعوام بتهمة ازدراء الأديان وسب الرسول.. بُنيت القضية كلها علي اتهام زميل سلفي له.. دون أي أدلة مادية كتسجيل صوتي أو كتابي أو أي أن كان سوي هذه رواية هذا الزميل.. واحتشد الآلاف امام مقر المحكمة طوال نظر القضية ومنع محاميه من الدخول والتعرض لهم.. أرفض التهكم أو الإساءة لأي معتقد أو دين أو شخص ذو حيثية ورمز.. ولكن هل من المعقول أن تُبني قضية علي رواية شخص..
إضافة إلي تلك القضايا التي أعتمدت في بنائها علي المواقع الالكترونية وأشهرها قضية ازدراء الأديان الخاصة برجل الأعمال نجيب ساويرس لوضعه صورة لشخصيات ميني ماوس ترتدي النقاب والجلباب واللحية.. وغيرها ممن اتهموهم بإهانة رموز اسلامية في تعليقات علي صفحاتهم الخاصة..
أؤمن بحرية الرأي والتعبير.. وأري ان الإهانة واستخدام الألفاظ النابية بحجة الحرية لا تعبر سوي عن شخصية من يستخدمها ولا تقلل من شأن من يسبهم.. ولكن صفحة مثل "كنيسة كوميدي تتحدي البلل" والتي قام أكثر من 3 آلاف شخص بالتسجيل عليها لإهانة الدين المسيحي ورموزه وشخصياته وصولا إلي كل من يعتنقه من أشخاص يمارسون السياسية.. عن أي شئ تعبر!!.. سوي تضخم العنصرية والكراهية لدي فصيل ضد أخر.. وبرغم أنه في صميمي اعرف أن الكتابة عن هذه الصفحة يعطيها قيمة وأهمية.. لكن لم أستطع منع نفسي من الكتابة..
لا أطالب بغلقها عن طريق الريبورت لها لأنها لا تنتقص من العقيدة المسيحية أو رموزها.. والله قادر علي إحتواء كل من شارك ويشارك عليها فهم صغار النفوس.. من لا يملك أي شئ يجد في إهانة الآخرين والتحقير منهم تعزيه لفشله وفقره.. فالكتاب المقدس قال "شجعوا صغار النفوس".. وكان يقصد بها تلك النفوس المعذبة السقيمة التي لا تعرف عن سلام وفرح الروح أي شئ وتحتاج للصلاة من أجلها..
ك. ك
19 – 4 – 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق