12‏/08‏/2011

المخرج خالد شبانة يمتهن بسطاء المصريين علي النيل كوميدي

لا يمكن أن ننسي تلك التدوينة الرائعة "الفقراء أولاً يا ولاد الكلب" لمحمود أبو الغيط، والتي أنتشرت وتدوالها الجميع لما تحمله من حقائق مؤلمة لم يتناولها أحد مثلما تناولها، وظننا وقتها أن الجميع سيشعر مثلما شعر من قرأوها وأحسوا مصداقيتها، وكثير من الناس راجعوا مواقفهم تجاه من يسمونهم "بالسرسجية" وهذه الفئات التي تعد شريحة أساسية في المجتمع ولا يجوز إهانتها أو التهكم عليها..

ولكن للأسف لم يتعظ الكثيرون.. وكأن الثورة لم تقم أيضاً.. والتهكم علي بسطاء المصريين أصبح أكثر تبجحاً.. ومثير للإشمئزاز.. حيث تعرض قناة النيل كوميدي طوال شهر رمضان برنامج اسمه "كاستنج وبس" الساعة 4 ظهراً فكرة وإخراج خالد شبانة.. وتقوم فكرة البرنامج علي التهكم والتريقة علي أحلام بسطاء المصريين.. بصورة مذلة ومهينة..

يصورون أشخاصاً يقومون بتمثيل آبله لا أعرف هل بالإتفاق معهم للقيام بهذا أم لا.. ولكنها في النهاية فكرة حقيرة ومقززة التريقة بهذة الصورة الفجة عليهم.. حيث يدعي شخصاً ما ضمن فريق البرنامج أنه مخرج مكتشف للمواهب ويطالب الضحايا بالقيام بأدوار سمجة تقليداً لمقاطع من أفلام.. بالإضافة إلي مطالبتهم بتمثيل تعبيرات بلهاء وغيرها مما يراها القائمين علي هذه المهزلة أنها مضحكة.. ولا يتورعوا في إحضار فتيات للمتاجرة بهم والتريقة عليهم أمام ذويهم..

والمثير للإشمئزاز أكثر هو عندما يقوم أحد هؤلاء الضحايا مثلا بتمثيل ما هو مطلوب منه بصورة عادية.. يغضب المخرج المزيف ويطالبهم بأدائه مرة أخري بصورة مهينة لهم.. ويتعمد تركيز الكاميرات علي إظهار هؤلاء الضحايا بصور مهينة للإنسانية بالتركيز علي ملامح وجوههم أثناء أداء هذه المهازل.. ليأتي صوت الموسيقي التصويرية وكأنهم يصورون برنامج كوميدي..

لا أعرف هل هؤلاء الضحايا مدفوعي الأجر أم لا.. ولكن ما أراه هو إمتهان للكرامة والإنسانية بصورة فجة.. وإمتهان لشريحة بسيطة آن أوان إحترامها والدفاع عن أحلامهم حتي وأن كانت من وجه نظر بعض الأشخاص مستحيلة.. كيف يتاجر القائمين علي هذه المذبحة بأحلام وحاجات هؤلاء في حال أن من قاموا بهذا يحتاجون للمال وأرتضوا القيام بأي شئ حتي ولو كان إهدار كرامتهم أمام مرأى ومسمع الملايين من ضمنهم ذويهم ومن يحترموهم ويعيشون وسطهم..

شكراً للتليفزيون المصري الذي يصر كل يوم علي إهانة المصريين بأشكال مختلفة.. وشكراً لأنه يؤكد علي أنه لن يتغير ولا حل سوي بنسفه تماماً والإستغناء عنه هو وما يتبعه من فضائيات.. ولا مانع أن نعيش بدون تليفزيون وطني.. فهو أبعد ما يكون عن الوطنية.. وكأنه مسخر لإذلال الشعب الذي يقوم بدفع مستحقات العاملين به..

ك. ك
12 – 8 - 2011

هناك 4 تعليقات:

  1. أعتقد إنه دا بيعبر عن نقص فى شخصيات بعض الأشخاص تحت مسمى خفة الظل، لكن للأسف المصريين حالياً بيتعمدوا يهينوا بعض، من خلال الإسقاطات اللى بيعملوها على غيرهم نتيجه تعرضهم لمواقف مشابهه.. يا خسارة على المصريين

    ردحذف
  2. انتى كدة فعلا يا جوكسا حطيتى ايدك على العلة الحقيقية.. ان المصريين بقول للاسف حاليا مستمتعين باهانة بعض بحجة خفة الدم.. رغم انها سماجة وقلة أدب

    ردحذف
  3. مش عارف اقولك اية لكن اللي انتي وجوكسي بتقولوة دا كلام مثقفين بس لكن للاسف انزلي بقي لاغلبية الشعب والعامة من الشعب هتلاقيهم بيحبوا الكلام دا جدا بل بيعلق في دماغهم كمان ... ولا تنسي الافيهات الهبلة اللي ملت دماغنا في الافلام العربية التافهة واللي للاسف هي اللي ماشية في السوق دلوتي ... فلاتلومي مخرج كل همة او دورة انة يحقق فكرة برنامج وينجح فيها وخالص او شخص مثل معاه علشان فلوس او لمجرد انة بسيط وبيحلم بدور في التليفزيون ... واوعي تنسي كمان مبارايات كرة القدم لما الكاميرة بتيجي علي واحد من الجمهور ... هي دي الحقيقة

    ردحذف
  4. لا يا لودي.. مش كلام مثقفين صدقني.. ده كلام ناس قرفانين من اللى بيحصل واللى بيشوفوه.. وصدقنى فى اصحاب ليا أكدوا لى انهم بيحسوا نفس الاحساس ده لما بيتفرجوا على البرامج المهينة دى..
    وبعدين حتى لو كان ده زى ما بتقول تحول لذوق عام.. اظن اننا فى مرحلة التغيير .. والذوق والاخلاق هم الاولى بالتغيير .. عشان مصر تبقى احسن

    ردحذف