01‏/08‏/2011

ما يجمعه الله.. قد يفرقه الفيس بوك






"ما يجمعه الله..قد يفرقه الفيس بوك".. ليس تهكماً وإنما هذا للأسف أصبح واقع أليم.. لم تعد العلاقات الإنسانية قوية بما فيه الكفاية أمام تفاهات ومهاترات الموقع اللعين "الفيس بوك".. وما يُضحك فعلاً هو انه يُطلق عليه "الموقع الإجتماعي".. حيث أقتصرت الإجتماعية والروابط علي تعليقات وصور قد يكون معظمها لأشخاص لا نعرفهم بوجه شخصي..

قام هذا اللعين بتسطيح كل شئ.. ولا أسوأ من الأشياء المسطحة أو المحدبة فهي لا تحمل معاني ولا رؤي مختلفة فهي متشابهه وتستطيع أن تراها واحدة من كافة الزوايا.. تشابهت العلاقات.. وتداخلت الأحاسيس.. وأختفت الخصوصية والحميمية.. ليحل مكانها التشهير والإعلان والتسابق لإثبات من عاطفي أكثر.. وهو ما يسمح للآخرين بالتدخل لإفساد أشياء كثيرة وعلاقات حقيقية.. تسبب تعليق واحد في تدميرها..

الفيس سوي بوك ليس سوي عالم إفتراضي.. لا شئ علي حقيقته.. ولا يعكس من حياتنا سوي هذه الجوانب السطحية مهما كتبنا عن مآسينا أو أفراحنا في تلك الأستيتيوهات أو التدوينات.. ولا يمكن تقييم حقيقة شخص ما من خلال ما يقوم به علي الفيس بوك.. قد نرسم إطار خارجي لشخصيته ولكنه لا يحمل من ملامحه أي شئ.. كما أنه لا يمكن الحكم علي مصداقية شخص من عدمه أو إخلاصه وخيانته من تلك التعليقات او الكلمات التي قد تخرج كلها مجاملات.. فمشاعرنا علي الفيس بوك ليست إلا إفتراضية أيضاً...

ورغم إفتراضية وسطحية ما يحدث عليه إلا أنه للأسف أصبح اليوم هو التقييم الأول لمصداقية أي علاقة أو أهميتها.. حتي أنه أصبح سبب لفشل علاقات حقيقية عاشت علي أرض الواقع وواجهت الصعاب ولم تصمد أمام تعليق أو رأي تم كتابته عليه..

أختفي الدفئ الحقيقي.. وأصبحت تلك الصور والوشوش الضاحكة والأحضان الوهمية هي أعظم ما يتبادله المحبين أو الأصدقاء الحقيقيين.. وأصبح هو اللغة السائدة حتي بين أفراد العائلة الواحدة المتواجدين لدي بعض علي هذا اللعين.. وتحولت المعايدات والتهنئات حتي من أقرب المقربين إلي مجرد سطر على الوول الشخصي.. مثلما يفعل من هم ليسوا علي معرفه شخصية بنا..

لا أريد أن أتخيل حياتي القادمة سواء كانت طويلة أو قصيرة في عالم تملؤه هذه المشاعر المزيفة.. الباردة.. الجافة.. التي لا تروي ظمأ.. كما لا أريد أن أعيش في ظلال عالم وهمي إفتراضي.. لذلك أدعو من كل قلبي أن يختفي الفيس بوك.. خاصة بعد محاولات الهروب الفاشلة منه.. ولأنه ثبت إستحالة القيام بالقرصنة وتهكير هذا الموقع.. فقررت أن أهكر علي حياتي الشخصية وأعتبر هذا الموقع مجرد فيروس عليَّ التعامل معه بحرص شديد حتي لا يدمر ويندوز حياتي..

ك. ك
1 – 8 - 2011

هناك 3 تعليقات:

  1. that is right

    ردحذف
  2. افهم من كدا ان تهنئتك بمناسبة عيد ميلادي دي كانت حاجة سطحية .. ههههههههه .. بس علي العموم انا كنت سعيد بكل الاصدقاء اللي عملو كومنيت .. بصي وجهت نظري ان الموقع كويس بس العيب في المستخدم .. يمكن الموقع عمل اهداف حلوة وجميلة بس للاسف الشعب المصري هو اللي بيستخدمة بطريقة خاطئا وغير مفهومة بالمرة..
    حلو مقالك بس ياريت تغيري رايك

    ردحذف
  3. بص يا لودي.. طبعا حاجة حلوة ان الناس تعيد على بعض وتكتب وأكيد الواحد بينبسط لما بيلاقي الناس مهتمة... بس متنكرش ان أكيد أكيد وسط الناس دي واحد او اكتر دخلوا يكتبوا عشان الفيس بوك بين لهم ان انهاردة عيد ميلاد الفريند ده..
    ده غير ان الفيس بوك بقى منبر عشان الناس تستعرض عليه..
    كمان الحب والعواطف بقي مجرد رسايل او صور او تعليقات.. وعلى الملأ لم يعد هناك خصوصية ومش عارفة ازاى الناس فرحانة بده.. حاجة غريبة

    ردحذف